طمع الدنيا
رب الاسره يملك مالا كثيرا وبيوتا وعقارات وقطع اراضي كثيره....اي كان ثريا...لكنه يسكن مع عائلته في بيت صغير وقديم يكاد يسقط فوق رؤسهم
لقد كان الاب حريصا وبخيلا الى درجه كبيره بحيث لا ينفق من ماله على عياله الا جزء قليل جدا من المال... لا يكفي قوت يومهم..ولا يكسيهم الا اذا تمزقت ثيابهم......حتى انه يجلس مهم ولا يتحدث اليهم ولا يهتم بهم مع انهم بحاجه الى حنانه وعطفه ورعايته اكثر من ماله........
الاب كان لاهيا بجمع الدرهم على الدرهم والدينار على الدينار.....تاركا ابنائه يعيشون حياة الفقر والحرمان والذله مع كل ما يملكه من اموال وغنى .......
نعم لقد حرموا من فرصه التمتع باموال ابيهم ومن رعايته وعطفه..... وان يعيشوا حياة سعيده لكثره ا موال ابيهم
نعم عاشوا حياه يائسه وصعبه ...وكثرت المشاكل في العائله....الاب وهو عمود البيت لا يهمه امرهم اكثر من حبه لجمع الاموال...
لكن هذه الاموال الكثيره هل اعطى منها لفقير!!!او ساعد بها محتاج!!!! او تبرع بجزء منها لمؤسسه خيري
مرت الايام والايام والسنين بعد السنين حالهم لم يتغير والاب لم يكف عن جمع المال....
كبر الاولاد وربوا على الحرمان والجوع والتعب والعناء والاحساس بالنقصان مقارنة باخرين
ومع هذا الحرمان تعلموا من امهم كيف يعتمدون على انفسهم وذاتهم في تحصيل رزقهم وكسب معيشتهم
اصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم واصبح لكل واحد منهم بيت واسره واطفال وعاشوا حياتهم باستقرار....وعوضوا اطفالهم ما حرموا منه في صغرهم من مال وحب واحترام ورعايه
ومع كل لعبة يشترونها لاطفالهم كان الالم وغصته تتكسر في صدورهم لان ابيهم حرمهم مما هم لم يحرموا اطفالهم منه
وفي مثل هذه الحال فان الاب كبر في العمر وبدات قواه تتخبر من جسده شيئا فشيئا وكثر ماله ولكن قلت صحته وضعفت قوته
فبقي وحيدا في بيته الكبير القديم ,حتى زوجته تركته وهربت الى بيوت ابنائها ولكن هل بداخلها هي كانت قادرة على دفن ذاك الالم في صدرها الحزين هل هي قادرة على الهروب من سنين عجاف مع زوج يابس جاف جرمها حتى من الندى فذبل بذلك عودها ووردها وضاع عطرها مع تلك الايام العصيبة
نعم تحضن احفادها وتبتسم ظاهرا وداخلا تبكي وتؤن بالحسرة
وتوصي اولادها باحفادها
يمة ديروا بالكم على اولادكم لا تحرمونهم من شي
اشتروا لهم الالعاب – اشتروا الملابس الجديدة لهم
اشتروا هدايا العيد العبوا معهم اضحكوا معهم ارسموا البسمة على قلوبهم قبل شفافههم
قالتها وهي تودع هذه الحياة الدنيا راحلة الى عالم الاخرة وخلفت في قلوب اولادها حسرة لانهم لم ولن يقدروا ان يعضوا حرمان ابيها
الم يتعض هذا الرجل بعد وفاه زوجته...........
وبذلك ظل الاب البخيل وحيدا فريدا في بيته القديم المتهالك
مريضا
لا يستطيع الوقوف على رجليه مريضا عليلا سقيما في انة وعويل لا يستطيع لنفسه نفعا ولا ضرا
وصار اولاده يتناوبون بالعناية به بين الحينة والاخرى
سبحان الله من قطع بالامس يوصل اليوم
ومن طردهم صاروا اليوم يحضنونه ويعتنون به
ويجازونه بالمعروف بعد ان جازاهم بالحرمان
ولكن
هل تنفع اموال مريضا اذ لم يكن من حب وحنان يعالج الروح قبل علاج الجسد
ويقلب ذاك الاب العجوز بصره في ارجاء بيته وهو يسمع صدى قول ائمة اهل البيت
من وسع عليه وقتر على اولاده تمنوا موته
وصدى اخر
ان الله اذا انعم على احد احب ن يرى اثر نعمته على ذلك العبد
اقول لنتعلم من ائمتنا كيف نبني اسرنا وبيتنا وقبلها طفلنا
كتبتها
ام القمرين