بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
حروف على صفحات كتاب الحياة
حياتنا تُكتب على شكل صفحات...
بزيادة سنوات العمر .. تزداد صفحاتها.
وتفهرس ضمن عناوين.!
منها عناوين عريضة...
ومنها لا يذكر حتى في الهامش.
إنها شاهدة على تأريخ حياتنا,
تتلاحق مع بعضها..
تبدأ من الطفولة البريئة,
حيث الأبتسامة اللطيفة..
وتنتهي حيث تُطوى آخر صفحة من العمر.
إنه كتاب يبحث عن قارئ,
ليُقلب صفحاته التي شكلتها الحروف,
رسمت صفحات منها...
أشرقت بنور الهداية والأيمان,
كُتبت بعناوين لامست حنايا الروح.
وأخرى أدمعت لها العين,
وقفز منها القلب,
لأننا لم ننتبه لها .
صفحات خطت عليها عناوين من الفراق
وعناوين بولادة نبض جديد يزيدها أملاً,
وعناوين بوفاة عزيز يذكرنا بآخرتنا وما قدمنا لها.
نرى في كتابنا فقرات من بين أسطر الصفحات,
حفرت فينا جراح ..
وجراح نزفت ألما..
وأخرى إلتئمت ندى وطيبا..
هناك صفحات بعثرت فيها الحروف دون معنى
لوقت بلا معنى , راح هدراً.
وأخرى ذابت الأحرف فيها من تكرار ملامستها,
وأخرى ما زالت لامعة لأننا لم نقترب منها.
صفحات هزلت من كثرة المرور عليها بمحن التجارب,
وأخرى تجددت لأنها تقوت بعبر تجارب الأيام.
هناك صفحات إختفت منها بعض السطور,
لأننا لم ننتبه لها.
وأخرى إتسعت فيها بعض السطور ,
بحدة اللون المخطط تحتها,
لأننا نحتاج المرور عليها دوماً.
صفحات نتمنى لو لم تكن في كتابنا,
حتى لا نعيد قرائتها أو يقترب منها أحدا,
يعرف ما سولت به أنفسنا.
وأخرى نتمنى لو أكثرنا من نسخها,
حتى نحتفظ بها في حياتنا...
و تكون نسخة لغيرنا تجنبهم ما عانينا.
هذه هي صفحات كتابنا مفتوحة...
لكل من لديه وقت يرافقنا فيها..
وهذه هي حياتنا...
عبارة عن حرف و كلمة و جملة
و سطر و فقرة و صفحة
شاهد على ذكرانا.
إن أحسسنا تدوينه بطيب سيرتنا
و حسن تصرفنا و توسع إدراكنا
أصبح الكتاب المفضل للأجيال من بعدنا
و إن أسأنا ، سوف يرمون به خلف ظهورهم
ويقرأون كتاب غيرنا.
لذا يسترعي الأنتباه في كتابة سيرة الحياة
والأعتناء فيما بين السطور,
حتى تقرأ بوضوح,
ولا نتوه عنها
أو يتوه غيرنا معها.