بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
نَثرَتُ يَوْما عَلَى صَفَحَات الْمُنْتَدَى الْعَام
مَوْضُوعَا إِنْتَشَر فِيْمَا بَعْد عَلَى صَفَحَات الْمُنْتَدَيَات
شَاء الْقَدَر أَن يَكُوْن الْيَوْم مِسْك الْخِتَام
لِصَفَحَات مَلَاذِي الْحُر
((رَحِلْتَي مَع مَلَاذِي الْحُر))
22 / 11/ 2009 ----------30 / 4 /2011
رِحْلَة نَحْن مَن إِخْتَار بِدَايَاتُهَا
لَكِن الْقَوَانِيْن هِي الْأَجْدَر فِي وَضْع نِهَايَاتِهَا.
لَسْت أَدْرِي مَا هِي الْحِكْمَة مِن هَكَذَا قُيُوْد
تَوَقَّف نَزِيْف الْكَلِمَات وَنَثَر الْحُرُوْف.
عِلَاقَتِي بِالْمَلاذ رَابِط عِشْق لَحْد الثُّمَالَة ,
فَهُو خَلِيْل رُوْحِي ...يُشْعِرُنِي بِعُمْق أَنْفَاسِي
وَيَسْمَع صَدَى صُوْتِي الْمُنْحَدَر مِن أَعْمَاقِي
يُزَيِّن مَسَائَاتِي ... وَيُزَخْرِف صَبَاحَاتِي ,
وَيُتَرْجَم الذَبْذَبَات الَّتِي تَسْكُن شِغَاف رُوْحِي ,
لِيَرْسُم عَنَاقا دَافِئَا نَابِعَا مِن شَوْق الْوِجْدَان الْصَّادِق,
مَلَاذِي الْحُر يَحْوِي انْتِمَائِي وَوَلَائِي ,
لَم اجِد ذَاتِي الَا مَن خِلَالِه
هُو لِي بِمَثَابَة الْرُّوْح لِلْجَسَد ,
فَمَا احْلَى عَذَابَه وَمَا اجَمَل بَوْحِه,
فَهُو يُفْهَم صَمْت هَذَيَانِي
وَيُحِس هَمْس نَبَضَاتِي ,
حَضَر الْقْلُم هَذّة الْمُرَّة وَمَا اشْقَى حُضُوْرِه ,
حَضَر وَسَدِيم الْأَلَم يَصْهَل فِي صَدْرِي
وَأَنِيْن الْهَجْر يُعَانِق ضِفَاف فُؤَادِي ,
كُل مَا حَوْلِي بُحَيْرَة مِن الْقَلَق وَالاربَّاك ,
ثَوْرَة مِن الْاسَى تُدَاهَم قَلَمِي
تَكَاد تَغْرَق وُجُوْدِه وَتُجْتَث اوْصَالِه ,
هَالَةٌ مِن الْمَشَاعِر الْمُضْطَرِبَة أُخْفِيْهَا
وَسَط اعْمَاقِي ..تَوَشَّحَت رِدَاء الصَّمْت الْقَاتِل
فَنْهالَت أَشْجَان الْرُّوْح مَبْحُوْحَة الْصَّوْت
وَانْسَابَت احْاسِيْسِي مَخْنُوْقَة الْعِبْرَة
لِتُطْلِق صَرْخَة أَسَى بِوَجْه الْقَرَار الْصَّعْب"
انْكَمَشَت الذَّات وَانْغَلَقَت الْرُّوْح
وَتَحَطَّمَت أَسْوَار الْقَلْب عَلَى اصَدَاء اوْجَاع الْزَّمَن
وَطَعَنَات المُعَانَاة وَآَهَات الْرَّحِيْل الْمُر
وَمَرَارَة الْذِّكْرَيَات..
لَم اعُد احْتَمَل عَنَاوِيْن رَحِيْلِي
وَمَضَامِيْن فَقْدِي وَمَآِسِي وَاقِعِي
وَصَرَخَات تَوَارِيْخِي الْقَدِيْمَة وَالْبَالِيّة ,
ضَاق أُفُق تَوَاجَدْي وَتَلَاشَت أَسْطُر صَفَحَاتِي
وَانْتَحَرَت بَقَايَا الْجُمَّل عَلَى هَيَاكَل حَرُوْفِي
خَذَلْتَنِي تَعَابِيْرَي الْمُعَقَّدَة وَعَجَز قَلَمِي ,
وَقَفْت حَائِرَا ومُتَشَتَت الْفِكْر
تُشَرِّد الْقَلْب نابشا أَنِيْن الْآَلَام
وَنَازِفا جِرَاح تَرَاجيدِيّة الَوَجَوْد
وَعَازِفَا آَه يَا لِلْحَسْرَة ,
بَات فَجْرِي دِهْلِيز مُظْلِم
وَلُوِّنَت شَمْس اشْرَاقِي
بِلَوْن الْغُرُوْب الْحَزِيِن ,
انْحَسَرَت أَمْوَاج بَحْرِي
رَغْم اتِّسَاع شُطْآَن مَرَاكِبِي
اعْذُرُونِي عَلَى قَسْوَة نَزْفِي
كُلُّنَا نَمْضِي مَّعْدُودِي الْأَيَّام
نَتَوَسَد حَنَايَا قَدَّرْنَا
وَّنَتَمازِج مَع احْزَان مَحَطَّاتُنَا
وننْصَهر مَع خَمْرَة عَذَابَات قَهَرْنَا الْمُوَجَّع ..
بِالْرَّغْم مِن شِدَّة عُنْفِوَان حُرُوْفِنَا
الَّتِي خَرَجَت مِن رَحِم الْمُعَانَات ..
فَلَابُد ان نَلْتَمِس مَخْرَجا
يُنَفِّذ بِنَا الَى فَضَاء وَاسِع وَرَحْب
وَنَبْحَث عَن شُعَاع تَفَاؤُل
يُنْقِذُنَا مِن تَعِاسَة وَاقَعْنَا
وَنُعِيْد لَوْن الْاشْرَاق الَى مَسَارِح حَيَاتُنَا .
وَنَجْتَاز دَوَّامَة الْذِكْرَيَات الْمُؤْلِمِة
الَّتِي حَفَرَهَا الْزَّمَن دَاخِل ذَوَاتَنَا
وَيَجِب ان نَعْلَم انَّنَا خِلَال مَسِيْرَة الْبَحْث
سَنْتُفَاجِئ بِخَط تَكْسِيْر الْاحْلَام يَقِف امَامَنَا
وسَنَصْطَدّم بِحَاجِز تَحْطِيْم الْأَمَانِي
الَّذِي يَجْبُرُنَا عَلَى الْتَقَهْقُر
لِنَزْدَاد يَقِيْن أَن وَاقَعْنَا تَعِيْس
وَان الْحَيَاة صَّعْبَة الْمَسَالِك وَقَاسِيَة الْدُّرُوب .
وَان تَأَمَّل اطْلَال رُكَام الْسُّقُوط وَحُطَام الْفَشَل
يَسْحَق الذَّاكِرَة وَيُمْتَهَن ابْجَدِيَّة الَوَجَوْد
وَيَبُث فِي الْنَّفْس الاحْبَاط وَالْيَأْس..
انَّنَا نَعِيْش حَالَة صِرَاع بَيْن الذَّوَات
الْبَاحِثَة عَن الْسَّعَادَة السَّرْمَدِيَّة
و الْحَالِمَة بِغَد وَرْدِي مُزَرْكَش
وَ وَاقِع الْحَيَاة الْصَّعْب
وَالمُحَاط بِألاف الاخْتِبَارَات ..
انَهَا سَرَاديب وَدَهَالِيْز قَاسِيَة وفَظِيعَة
نَّدْخُلَهَا مُضْطَرِّيْن وَنَقَف عَلَى عَتَبَاتِهَا مُجْبَرِيْن
وَالْخُرُوْج مِنْهَا بِدُوْن خَسَائِر مُعْجِزَة
زَمَن وَاسَطَوْرَة مُسْتَحِيْل ..
وَارّهَاصَات تَهْزِمِنَا بِاسْتِمْرَار
وَتَسْتَفَزِنا دَائِمَا تِقَهِّرْنا مَرَّات وَاحْيَانَا نُقَاومُهَا.
لَا نَمْلِك الَّا اعْلَان حَالَة الْحَرْب عَلَى الْوَاقِع الْتَّعِيْس
وَنُشْعِل ثَوْرَة الْرَّفْض وَالْتَّمَرُّد عَلَى الْكَائِن وَالْسَّائِد ,
لِكَي لَا نَظِل صَرْعَى لِلْصَّعْب وَالْمُحَال
وَأَسْرَى لِلْمُسْتَحِيْل وَالامُمْكّن ,
فَالْيَوْم تَارِيْخ جَدِيْد يَقْتَرِب مِن الْنِّهَايَة
وَالامِس مَاضِي وَارْتَحَل ,
وَالْغَد مُسْتَقْبِل الْاقْدَار وَالنِّهَايَات ..
وَبَيْن الْيَوْم وَالامِس وَالْغَد
تَنْتَهِي رَحِلْتَي مَع الْمَلَاذ ...!!!
هُنَا اضِع الْقْلُم وَأُلَمْلِم أَوْرَاقِي وَأرْحَل ..
أرْحَل ...!!!
أرْحَل...؟؟؟