قطر ربما تفقد زعامتها كـ (راعٍ) للملف السوري
توماس فريدمان - النيويورك تايمز
تساؤلات عدة طرحها الكاتب الاميركي تومان فريدمان المختص بشؤون الشرق الاوسط ، يتحدث عن ان هناك تحولا جديدا حول فقدان قطر لتأثيرها ودورها كلاعب رئيس في الملف السوري،بعد ان كان لها الدور الاساسي بالوساطة او صرف الرواتب للمعارضة وحتى التمويل المالي لما يسمى " الجيش السوري الحر" ويطرح الكاتب هل بدأ سحب البساط من تحت قدمي قطر في المسألة السورية؟
على اعتبار ان الإمارة الصغيرة أبلغت معاذ الخطيب توقفها عن دوافع رواتب أعضاء الائتلاف السوري المعارض الذي يتزعمه ورواتب المسلحين ونفقات الحرب الأخرى. إن صح هذا الخبر، فهذا معناه أن الحديث عن تورط قطر في دعم الجماعات المسلحة المتشددة بات في حكم المؤكد. من جهتها فإن قطر سربت معلومات تكشف عن استيائها بسبب مبادرة الخطيب التي دعا من خلالها إلى حوار سياسي مع جهات من النظام السوري. لقد تصرف الخطيب وحده من غير العودة إليها، كونها راعية المعارضة السورية بكل أنواعها. غير أن ذلك الزعم لا ينفي حقيقة أن قطر باتت متهمة بدعم الإرهابيين في ليبيا ومالي. لقد كشفت التحقيقات عن علاقة ما تربط بين قطر وبين من نفذوا عملية احتلال القنصلية الاميركية في بنغازي والتي نتج عنها مقتل السفير الاميركي في ليبيا.
ولكن هل تورطت قطر فجأة من غير سابق تمهيد في علاقة مريبة بتنظيم القاعدة في ليبيا؟
وهل كانت علاقتها بالإسلامويين المتشددين في مالي هي بنت ساعتها، أي حين صار أولئك المسلحون يشكلون خطرا متعاظما في تلك المنطقة؟
الدور الذي كانت تلعبه قطر منذ سنوات بات مكشوفا خلال السنوات الأخيرة. لقد أوُكلت إليها وظيفة ضبط الحركات الإسلاموية، أو ما تُسمى بتيارات الإسلام السياسي. وكما يبدو فإن قطر كانت قد توهمت أنها ستنجح في المهمة التي فشلت فيها الولايات المتحدة. أي أنها ستبقي تلك التيارات والحركات تحت سيطرتها المحكمة. غير أن ما جرى في بنغازي وفي مالي قد وضع نهاية للأوهام القطرية.
وإذا ما كانت قطر لم تعترف حتى اللحظة بفشلها، فإن الغرب ممثلا بالولايات المتحدة صار يشعر بالخطر الذي يمثله استمرار قطر في وظيفتها السائبة، حيث صار المال القطري يتسرب إلى الجماعات المسلحة التي تشكل خطرا على مصالحه. لذلك فقد تم الإيعاز مباشرة إلى القيادة القطرية بأن تكف عن لعب ذلك الدور.
في المسألة السورية ما من جهة عربية في إمكانها أن تحل محل قطر سوى السعودية التي كان وزير خارجيتها يسبق الجميع إلى الدعوة إلى التدخل الخارجي في سوريا لإسقاط النظام الحاكم وإلى تسليح المعارضة. وإذا ما كان تعاظم الدور القطري قد دفع السعودية إلى اللجوء إلى الصمت، فإن انعاش دورها هذه المرة سيكون لإغراض مختلفة عن تلك الإغراض التي كانت تسعى قطر إلى إنجازها.
لقد صار العالم بطرفيه المتناقضين في شأن المسألة السورية على اقتناع بأنه ما من حل للنزاع إلا عن طريق الحوار السياسي. وكما يبدو فإن السعودية وإن سبقت الجميع إلى الدعوة إلى إسقاط نظام بشار الأسد لم تدخل طرفا في حكاية تسليح المعارضة بشكل مباشر، لذلك يمكنها أن تكون مكانا للقاء مفترض بين قوى المعارضة وجهات من النظام.
قبل أكثر من عشرين سنة نجحت السعودية في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان في مؤتمر الطائف. حينها أطل المجتمعون من خلال نوافذ الطائف على لبنان جديد. لقد تم في الطائف تصنيع لبنان جديد. غابت قوى سياسية إلى الأبد وظهرت قوى سياسية جديدة، سيكون لها دور في صياغة شكل لبنان المستقبلي. أهذا ما سيحدث لسوريا؟ طائف جديدة تعاد فيها صياغة المشهد السوري. فسوريا في واقع الحال لم تعد تشبه سوريا التي يعرفها السوريون. سوريا التي تغيرت ستكون على استعداد للقبول بالصورة التي سيقترحها الآخرون عليها لتكون صورتها. المزيج الطائفي سيتحلل إلى عناصره الأولية وسيفكك الموازاييك السوري ألغازه الخفية أمام العالم.
ولكن هل ستنجح السعودية في تطبيق المعادلة اللبنانية على الأرض السورية؟
يظل الجواب عن هذا السؤال رهينا بقدرة النظام على استيعاب ما تعرض له من صدمات والتفاعل معها إيجابيا. واقعيا فإن النظام لم يعد اليوم سوى طرف من أطراف المعادلة التي تشترك أطراف كثيرة في صياغتها. ستكون الأمور ميسرة لو قبل النظام بموقعه الجديد، كونه طرفا من بين أطراف عديدة يحق لها تقاسم السلطة. أما إذا تمسك النظام بـ"الشرعية" فإن الأوراق كلها ستعاد إلى المحرقة.
خطة للإستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الاستخبارات
الأردنية والسعودية لإستهداف مقاتلي النصرة بالطاائرات
ذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز الجمعة ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آيايه) تجمع معلومات حول الاسلاميين المتطرفين في سوريا لامكانية توجيه ضربات اليه مبطائرات بدون طيار في مرحلة لاحقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين حاليين وسابقين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يسمح بتوجيه أي ضربات في سوريا والامرليس مطروحا. لكن السي آي ايه التي تدير برامج الطائرات بدون طيار التي تستهدف الناشطين في باكستان واليمن، قامت بتغييرات في صفوف الضباط المسؤولين عنتوجيه الضربات، لتحسين جمع المعلومات حول الناشطين في سوريا.وشكل هؤلاء الضباط وحدات مع زملاء لهم كانوا يطاردون ناشطو القاعدة في العراق.
وقالت الصحيفة إن الناشطين القدامى في العراق انتقلوا على الارجح إلى سوريا والتحقوا بالميليشيات التي تقاتل الحكومة في هذا البلد. ويتمركز الضباط المكلفين التركيز على سوريا في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في ولاية فرجينيا،كما قالت الصحيفة. وتابعت (لوس انجليس تايمز) ان الوكالة تعمل بشكل وثيق مع الاستخبارات السعودية والاردنية وغيرها من اجهزة استخبارات المنطقة الناشطة في سوريا. واوضحت الصحيفة ان هذه الاستعدادات تأتي مع تزايد انتصارات المقاتلين الاسلاميين المتطرفين في سوريا. واكدت ان وزارة الخارجية الامريكية تعتقد انواحدة من اقوى ميليشيات المعارضة السورية وهي جبهة النصرة، هي منظمة ارهابية لايمكن تمييزها عن تنظيم القاعدة في العراق.
مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي:
موسكو وواشنطن تدفعان بوتيرة عالية باتجاه حل دبلوماسي للأزمة السورية
لمنع التنظيمات الإسلامية المتشددة من السيطرة على بلاد الشام
زهير أندراوس
الناصرة ـ 'القدس العربي قال الباحث الإسرائيلي، تسفي ماغين، المختص بالشؤون الروسية إنه في الفترة الأخيرة بات ملاحظًا أن الاجتماعات الثنائية بين صناع القرار في موسكو وواشنطن في ما يتعلق بالأزمة السورية وسبل حلها، في ازدياد مستمر، الأمر الذي يُثير السؤال المفصلي هل توصلت الدولتان العظمتان إلى بلورة اتفاق بشأن مستقبل هذا القطر العربي، لافتًا إلى أن الوضع الأمني في سورية لم يتغير البتة، لا بل أن الجمود بات سيد الموقف بين الطرفين المتنازعين، على حد تعبيره، الأمر الذي يُوحي بأن الطرفين المتخاصمين ينتظران التدخل الدبلوماسي للمجتمع الدولي بهدف التوصل إلى حل يكون مقبولاً عليهما.
بموازاة ذلك، أضاف الباحث ماغين في دراسته التي نُشرت على موقع مركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، فإن روسيا تواصل انتهاج سياساتها المعروفة، التي تتمثل في منح الدعم السياسي والعسكري لنظام الرئيس د. بشار الأسد، علاوة على ذلك، أكد الباحث على أن صناع القرار في موسكو لا يألون جهدًا في تثبيت وجودهم في المنطقة، وعدم السماح للقوى العظمى الأخرى بإبعادهم عن مجريات الأمور في دمشق، وللتدليل على ذلك، بحسب الباحث ماغين، فإن روسيا قامت في الأسابيع الأخيرة بتكثيف تواجد أسطولها العسكري في البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من الشواطئ السورية، مشددةً على أن الحديث يدور عن بقاءٍ طويلٍ جدًا للأسطول في هذه المنطقة، وهذا الأمر يُدلل على أن روسيا لن تتنازل بأي شكلٍ من الأشكال عن مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وشددت الدراسة على أن روسيا لا تدعم سورية فقط، إنما تقوم بدعم ما أسماه الهلال الشيعي، الذي يشمل بالإضافة إلى سورية، إيران وحزب الله اللبناني، وبرأيه فإن هذه السياسة الروسية تكبح جماح المعسكر السُني، المدعوم وفق رؤيتها من قبل الغرب، والذي يخوض معركة مع المعسكر الشيعي، الأمر الذي قد يؤدي للمس بمصالح روسيا في مجال الأمن القومي.
وتابع الباحث قائلاً إن سياسة روسيا الإقليمية، والتي تقوم بتطبيقها منذ سنة ونصف السنة، تهدف إلى استغلال الأزمة السورية للمحافظة، لا بل لتطوير، مصالحها الإقليمية المتمثلة بوقف المساعي الحثيثة للدول الغربية لوقف التدخل الروسي في المنطقة، كما أنها على صعيد المصالح الدولية، تستغل الأزمة السورية كرافعة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتثبيت مصالحها الحيوية، وفي هذا السياق، قال الباحث، إن العلاقات الأمريكية الروسية شهدت في الفترة الأخيرة توترا شديدا بسبب عدم تطبيق سياسة البدء من جديد في علاقاتهما، والتي تم الاتفاق عليها.
علاوة على ذلك، لفت الباحث إلى أن روسيا بدأت تشعر بأن حلف شمال الأطلسي يقوم بعمليات تحد لها، وتحديدًا برنامجه المتمثل في نصب صواريخ باليستية في شرق أوروبا. مع ذلك، رأى الباحث أن استغلال الأزمة السورية من قبل روسيا لزيادة تأثيرها على السياسة الأمريكية في المنطقة لم ينجح، وبالتالي فإن هذا الأمر، بالإضافة إلى عوامل أخرى دفعت بروسيا إلى زيادة تدخلها في المستجدات الأخيرة على الساحة السورية وعلى الساحة الشرق أوسطية في محاولة مكثفة لإيجاد الحلول للوضع الأخذ بالانحدار إلى الدرك الأسفل، على حد تعبيره.
وبالمقابل، رأى الباحث أنه بات واضحًا وجود بعض التغييرات في السياسة الأمريكية، بما في ذلك موقف واشنطن من دمشق، لافتًا إلى أن العديد من العوامل تقف وراء هذا التغيير، منها، أن الخارجية الأمريكية في فترة أوباما الثانية تقوم بإعادة النظر في سياستها، الخسارة الأمريكية في سورية، إن كان ذلك عن طريق استمرار الحرب الدائرة، وإنْ كان عن أن هذا الوضع يزيد من التأثير الروسي على مجريات الأمور ليس في دمشق وحدها، بل في الشرق الأوسط برمته، كما أن صناع القرار في واشنطن باتوا يخشون من تحول المعارضة السورية والسيطرة عليها من قبل القوى الإسلامية المتشددة، على حد تعبير الدراسة. وتابع ماغين قائلاً إنه من غير المستبعد أنْ تكون هذه العوامل وعوامل أخرى لم يتم الكشف عنها وراء المباحثات المكثفة في الآونة الأخيرة بين واشنطن وموسكو، كما أنه من غير المستبعد البتة أنْ يكون هدف هذه المفاوضات الحثيثة هو التوصل لاتفاق لحل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية، بما في ذلك مستقبل النظام الحاكم في دمشق.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن الروس باتوا على استعداد معين لدراسة حل يقضي بإبعاد الرئيس الأسد عن منصبه وتشكيل حكومة جديدة، والتي تجمع داخلها عناصر من المعارضة وعناصر معتدلة من النظام الحاكم، مشددا على أن هذه الخطة لا يُمكن أنْ تخرج إلى حيز التنفيذ دون الرجوع إلى القوى اللاعبة على المعلب السوري، ولكن الباحث شدد على أن التنازلات الروسية للأمريكيين في الأزمة السورية لن يكونوا مجانًا، ذلك أن موسكو تطمح للحفاظ على مصالحها بالتفاهم مع أمريكا في مناطق أخرى من العالم، والأهم بالنسبة لروسيا في هذا السياق هو موضوع نصب الصواريخ الباليستية في شرق أوروبا، ذلك أنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن سورية، فإن الرسالة الروسية للغرب واضحة: موسكو ستُواصل دعم الأسد حتى النهاية، ولا تخشى حتى من تفكك الدولة السورية.
من الناحية الأخرى، قالت الدراسة إن المصالح الروسية لا تقتصر على سورية فقط، بل أن موسكو لها أطماع في كلٍ من قطر والبحرين وتبحث عن مشاريع جديدة في هاتين الدولتين الخليجيتين، هذه العوامل مجتمعة تقطع الشك باليقين، قال الباحث ماغين، بأن روسيا لن تتنازل قيد أنملة عن مصالحها في الشرق الأوسط وهي على استعداد لدفع الثمن، على حد تعبيره.
وخلص الباحث إلى القول إنه على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأمريكا حول سورية، فإن المستجدات الأخيرة تؤكد على أنهما ستُواصلان وبشكل حثيث المساعي المشتركة لحل الأزمة، وإذا تم التوصل إلى اتفاق بينهما، شدد الباحث، فإنه بذلك ستكون روسيا قد سجلت انتصارًا كبيرًا جدًا في المحافظة على مصالحها في الشرق الأوسط، مستغلةٍ حتى النهاية الأزمة السورية، على حد تعبير الدراسة الإسرائيلية.
محللون: تدخل غربي حذر في الصراع السوري لدعم مقاتلي المعارضة العلمانيين
لندن - من بيتر ابس: تتجه فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لإمداد مقاتلي المعارضةالسورية بمساعدات املا في دعم القوى الاكثر ميلا للعلمانية على حساب الإسلاميين المتشددين الذين يكتسب دورهم في الانتفاضة أهمية متزايدة. وتلقي تجربة افغانستان - حيث ساعد تسليح الامريكيين لقوات المجاهدين في الثمانينات على صعود مقاتلي طالبان والقاعدة - بظلالها. وفي ليبيا يبدو زعيما بريطانيا وفرنسا اكثر إقبالا من الرئيس الامريكي باراك اوباما على مزيد من التدخل. لكن في ظل تسليح السعودية وقطر لمقاتلي المعارضة السورية علنا فإن بريطانيا وفرنسا - الملتزمتين مع واشنطن بتحقيق هدف رحيل الرئيس بشار الأسد - تريدان على الأقل ضمان وصول الأسلحة للجماعات المعنية والا تكون شديدة التقدم حتى لا تمثل تهديدا للغرب. وهما تعتقدان أنهماالآن في موقف يسمح لهما بهذا بعد عامين من اندلاع انتفاضة تحولت الى حرب أهلية وأودت بحياة نحو 70 الف شخص وأدت الى تشريد مليون شخص.
وقال دبلوماسي غربي كبير 'الحجج المعروفة الرافضة لتسليح مقاتلي المعارضة مثل البحث عن حل سياسي اولا وعدم اللجوء لعسكرة الموقف او سقوط الاسلحة في اياد غير ملائمة بدأت تفقد تأثيرها.' وأضاف 'حددنا الآن اين يمكن أن تذهب الأسلحة ومن سيحصل عليها. الضغط على بشار لا يجدي نفعا ولا نستطيع أن نسمح باستمرار اغتيال أحد الأطراف.'
وفي الأسبوعين الماضيين أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة زيادة كبيرة في الدعم 'غيرالفتاك' لمقاتلي المعارضة. وأصبح دعم الدولتين لجهود السعودية وقطر لتسليح المعارضة اكثر علانية. ويعتبر دعم مقاتلي المعارضة على نحو متزايد الأداة الوحيدة المؤثرة التي تملكها القوىالاجنبية. واذا لم يتم تسليح قوى اكثر اعتدالا فإن الإسلاميين المتفوقين من حيث العتاد والتدريب بفضل دعم السعودية وقطر قد يكتسبون مزيدا من القوة. وقال كاميرون للجنة برلمانية هذا الاسبوع 'ربما من خلال الوقوف دون فعل شيء يتدهور الوضع ويتفاقم مستوى الجهاد.' وأضاف 'يمكنكم على الأقل أن يكون لكم تأثير على شركائكم... من خلال التعاون مع المعارضة عن طريق إمداد قطاعات من المعارضة.'
ويقول اشفون اوستوفار المحلل الاقليمي بمركز التحليلات البحرية وهي مؤسسة بحثية تمولها الحكومة الامريكية وتقدم الاستشارات للجيش الامريكي الى جانبعملاء آخرين 'الأساس هو أنهم (مقاتلي المعارضة) يحصلون على أسلحة.' وأضاف 'هذاخيار صعب جدا... لكننا اذا لم نمدهم سيفعل هذا غيرنا.'
ويخشى الكثير من الدبلوماسيين والمحللين من أنه كلما طال أمد حرب سوريا زاد خطر تشرذم دولة عربية رئيسية في قلب صراعات الشرق الأوسط وسقوطها في فوضى مسلحة مما يعرض جيرانها للخطر. ويقول مسؤولون بريطانيون إن بريطانيا وبالتالي فرنسا لن تتحركا دون دعم الولايات المتحدة على الأرجح والتي تتبنى موقفا اكثر حذرا حتى الآن. لكن مصادرمطلعة في واشنطن تقول إن مجيء وزير الخارجية جون كيري غير هذه الديناميكية قليلا. كان كيري قد قال العام الماضي إن على واشنطن أن تسلح قوات المعارضة حين كان رئيس اللجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وقال اري راتنر وكان يعمل من قبل فيوزارة الخارجية بإدارة الرئيس باراك أوباما وهو الآن باحث في مشروع ترومان للأمن القومي 'في كل مؤسسة تقريبا - وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه) فضلا عن المؤسسات البحثية والصحف - يعتقد الناس أن على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد.' وأضاف 'المشكلة أنه لا أحد يستطيع الاتفاق على ما يجب القيام به لأنه لا توجد خيارات سهلة.' في نهاية المطاف لا يعتقد كثيرون أن الإمدادات الطبية واجهزة اللاسلكي والسترات الواقية من الرصاص او حتى المركبات المصفحة رباعية الدفع ستغير دفة الحرب ضد الأسد بصورة كبيرة. كما لم تحرزالأسلحة التي تقدمها دول خليجية تقدما كبيرا.
وكانت مجلة دير شبيجل الالمانية وصحيفة جارديان البريطانية قد ذكرتا أن معلمين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يدربون مقاتلين معارضين في الأردن بمساعدة اجهزة المخابرات الاردنية بهدف تشكيل اكثر من عشر وحدات قوامها عشرة آلاف مقاتل في المجمل لكنها تستبعد المقاتلين الإٍسلاميين المتشددين وقلل مسؤولون أمنيون اوروبيون من أهمية هذه التقارير.
والى جانب أن الأردن يئن تحت ضغط 300 الف لاجيء سوري فإنه يستطيع أنيرى صعود التشدد الإسلامي على أعتابه وهو اكثر قلقا من السعودية او قطر. وفي العام الماضي صنفت الولايات المتحدة جبهة النصرة كجماعة إرهابية محظورة وهي واحدة من أنجحالجماعات الإسلامية المعارضة التي تقاتل في سورية. وقال أحد منظمي التدريبات لمجلة دير شبيغل 'اجهزة المخابرات الأردنية تريد منع السلفيين من العبور من بلادهم الى سورية ثم العودة لاحقا لإثارة اضطرابات في الأردن نفسه.'
ويقول البعض إن السماح للمعارضة السورية بأن تكون لديها اسلحة مضادة للدبابات يعتبر مجازفة محدودة نسبيا خاصة الأنظمة القادرة على إلحاق أضرار بأسطول الدبابات السوفيتية العتيقة لجيش الأسد لكنها اقل فعالية ضد النماذج الامريكية او الاسرائيلية الحديثة. لكنالرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند قال العام الماضي إنه يفضل إمداد مقاتلي المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات للدفاع عن 'المناطق المحررة'.
واذا كانت هذه الاسلحة هياكثر ما يحتاجه مقاتلو المعارضة لصد قاذبات القنابل وطائرات الهليكوبتر الحربية لقوات الاسد فإنها ايضا اكثر ما يقلق واشنطن التي تخشى من احتمال سقوطها في ايدي المتشددين الذين سيوجهونها لطائرات مدنية. ويعتقد أن مقاتلي المعارضة استولوا علىبعضها من مخزونات القوات الحكومية لكن ليست هناك رغبة تذكر في إمدادهم بالمزيد. وحتى الآن لم تصل اي دولة غربية الى حد عرض تقديم اسلحة بشكلصريح. ولكن في الاسبوع الماضي حذر كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أنه اذا واصل الاسد تشبثه بموقفه فإن هناك خيارات اخرى تجري مناقشتها بالفعل. وقال مسؤول غربي آخر 'هذا أمر يجب مناقشته اذا نظرت الى اتجاه سيرالاحداث.' وأضاف 'لا تجري مناقشة العمل العسكري المباشر بصورة مباشرة لكنه يكوندائما أمرا يمكن طرحه على الطاولة تحت ظروف معينة.'
ولاتزال المانيا القوةالاوروبية الرئيسية الاخرى المعارضة لتسليح مقاتلي المعارضة مباشرة. لكن وزيرخارجيتها جيدو فسترفيله قال إن 'من الضروري إظهار المزيد من المرونة وفهم أن علينا بالطبع أن ندعم المعارضة بطريقة مسؤولة.' في نهاية المطاف سيكون الصوت الحاسم هوصوت الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال العديد من الساسة الامريكيين الكبارللكونجرس إن أوباما رفض العام الماضي مقترحات بتسليح مقاتلي المعارضة كان يؤيدها مسؤولون كبار آنذاك مثل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا ورئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) ديفيد بتريوس. وقال كيريللإذاعة القومية العامة الامريكية إن أوباما 'يشعر بقوة أن الحل الفوري ليس التمكين من مزيد من القتل.' وأضاف أن أوباما يعتقد أن الافضل 'محاولة إبلاغ الرئيس الأسد بأن هناك حلا.'