هل يتأذ الميت في قبره بسبب كثرة البكاء عليه من قبل أحباءه :
حزن الإنسان عند موت أحبته ، وبكاؤه عليهم من لوازم العاطفة البشرية ، وهما من مقتضيات الرحمة ، ما لم يصحبهما شئ من منكرات الأقوال أو الأفعال . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث عنه صحيح أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس ( 1 ) مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان
( 1 ) في صلى الله عليه وآله 335 من الجزء الأول من مسنده ( منه قدس )
بكاء الرسول صلى الله عليه وآله على عمه أبى طالب : راجع الطبقات لابن سعد ج 1 / 123 ط بيروت ، دعوة الحسينية ص 48
بكاء الرسول صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام : عن ابن عباس : قال : خرجت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه في حيطان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي رضي الله عنه : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ؟ فقال حديقتك في الجنة أحسن منها ، ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته ثم بكى حتى علا بكاه . قيل ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني " .
وفى لفظ عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : " . . فلما خلا له الطريق اعتقني وأجهش باكيا ! ! فقلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك الا بعدى ! ! فقلت : في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك " .
وفى لفظ عن أنس ابن مالك : " . . ثم وضع النبي رأسه على إحدى منكبي علي فبكى ! فقال له : ما يبكيك يا رسول الله ؟ صلى الله عليك . قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها حتى أفارق الدنيا . . " .
المصادر : سيرتنا وسنتنا للأميني ص 29 ، فرائد السمطين ج 1 / 152 ح 114 ، المصنف لابن أبى شيبة باب فضائل علي عليه السلام ج 6 ، كنز العمال ج 15 / 146 ، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 / 327 ح 831 ، مجمع الزوائد ج 9 / 118 ، الفضائل لأحمد بن حنبل ح 231 ، المستدرك للحاكم ج 3 / 139 ، تاريخ بغداد ج 12 / 398 ، المناقب للخوارزمي ص 26 ، دعوة الحسينية ص 65 ، ينابيع المودة ص 53
بكاء الرسول على أمه : زار الرسول صلى الله عليه وآله قبر أمه وبكا عليها وأبكى من حوله : راجع : سنن البيهقي ج 4 / 70 ، تاريخ بغداد للخطيب ج 7 / 279 ، الغدير ج 6 / 165 .
بكاء الرسول صلى الله عليه وآله على أهل بيته : راجع : ينابيع المودة ص 135 باب 45 ، فرائد السمطين ج 2 / 34 ح 371 ، سيرتنا وسنتنا ص 112 ، المصنف لابن أبى شيبة ج 12 ، سنن ابن ماجة ج 2 / 518 ، المستدرك للحاكم ج 4 / 464 ، مقاتل الطالبيين ص 290 ط الحيدرية .
بكاء الرسول صلى الله عليه وآله على فاطمة : فرائد السمطين ج 2 / 34 .
بكاء الرسول على الإمام الحسن : فرائد السمطين ج 2 / 34 ، المستدرك للحاكم ج 4 / 464 .
بكاء الرسول صلى الله عليه وآله على الإمام الحسين : راجع : سيرتنا وسنتنا ص 34 و 35 و 38 و 39 و 47 و 55 و 64 و 66 و 74 و 75 و 78 و 79 و 82 و 97 و 103 و 106 و 108 و 113 و 115 و 116 و 119 ، مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 / 87 و 88 و 158 و 159 و 162 و 170 وج 2 / 167 ، ذخائر العقبى ص 119 و 147 و 148 ، فرائد السمطين ج 2 / 104 ح 412 وص 172 ح 460 ، دلائل النبوة للبيهقي في ترجمة الإمام الحسين ، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ح 629 و 630 و 631 و 622 و 626 و 627 و 628 و 611 و 612 و 613 و 614 ، الفصول المهمة ص 154 و 145 ، الصواعق ص 115 ط 1 وص 190 ط المحمدية ، الخصائص الكبرى ج 2 / 125 و 126 ، المستدرك ج 3 / 176 ، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين ، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبى طالب للكنجي الشافعي ص 279 ط الغرى ، مجمع الزوائد ج 9 / 187 و 188 و 189 و 179 ، أعلام النبوة الماوردي ص 83 ب 12 ، جوهرة الكلام ص 117 و 120 ، كنز العمال ج 6 / 223 ط 1 وج 13 / 112 ط 2 وج 3 / 108 ط 1 ، المصنف لابن أبى شيبة ج 12 ، نظم درر السمطين للزرندي ص 215 ، الطبقات
بكاء الصحابة بمحضر الرسول صلى الله عليه وآله على الإمام الحسين
اذا لا اشكال في البكاء على الميت
لاننا نتبع الرسول بافعاله واعماله
والبكاء حق كبيعي للانسان لانه عاطفي
كيف لا يبكي على شخص غالي فقده
اليست الزهراء (عليها السلام)
هي قدوتنا ونراها كانت تبكي وكثيرا على فقد ابيها
لا اعتقد اي اشكال
لاكن الميت لا يحتاج الى البكاء فقط
يحتاج الى قراءة سورة الفاتحة ويحتاج الى اهداءه قراءة القران والدعاء والزيارة
وهي امور يستفاد منها الميت
انا فقداء أخي دئما ابكي عليه وبعض صدقاتي قالت لي الميت يتئثر من كثر بكاء عليه
لبعض يقوم كثترة الابكاء على الميت يحترق جسمه في قبره من كثرة الابكاء عليه
اريد اعرف هل المقوله صح ام خط
وشكرأً
اختي على الرغم من اني جاوبت
بس راح اعطيكي جواب اخر ينفعكِ
هل يتنافى مع الرضا بقضاء الله وقدره
كيف يمكن التوفيق بين التباكي والإبكاء على الميت ، وبين الرضا بقضاء الله وقدره ؟
لا علاقة بين الأمرين ، فانّ الرضا بتقدير الله عزوجل وقضائه لا يتنافى مع البكاء والرثاء على الميّت ، لانّ البكاء في هذا المقام هو إظهار الحزن على فقد الأحبة مثلاً ، وهذا أمر مسوغ ، بل مرغوب ومستحسن ، إذ فيه تفريغ الهمّ والغمّ وتكريم الميّت وتجديد العهد معه وغيرها من الآداب والشعائر الحسنة والمقبولة عند العقلاء .
وحتى أنّ الرسول (ص) وفي تأبين إبنه إبراهيم (ع) قال : (( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ ، وإنّا بك يا ابراهيم لمحزونون )) [ الكافي 3/72 , وعنه في البحار 22/157 ] .
ثم إن كان البكاء وإظهار الحزن على مصاب المعصومين (ع) ، فهو في الواقع ـ مضافاً إلى ما ذكر ـ تعظيم الشعائر الدينية وتشييد أركان المذهب والافصاح عن الولاء لهم ، وبالنتيجة فهو في الحقيقة تأييد وتبليغ للعقيدة ، لا مجرّد مسألة عاطفيّة
هل يعذب الميت ببكاء الحي
هل يجوز البكاء على الميت القريب جدا" مثل الأم أو الأب أو الأبن لمدة طويلة ؟.. وهل يعذّب الميت ببكاء الحي ؟
بكاء الحي على الميت سواء كان قريبا او بعيدا ، وسواء كان لمدة قليلة أو طويلة لا يوجد أي دليل على حرمته ، وان ما اشتهر بين أهل السنة واتخذته الوهابية ذريعة للطعن في المسلمين ، إنّما هو حديث اشتبه الراوي في نقله ولم يفهم مورده ، فان النبي (ص) مرّ بقوم يبكون على ميت لهم فقال : بان هؤلاء يبكون وإنّ الميت ليعذّب بالنار . وقد كان الميت من غير المسلمين .
وهذا من جملة الموارد التي خطّأت عائشة أصحاب النبي (ص) في روايتهم ونقلهم للاحاديث النبوية ، وهذا مذكور بالتفصيل في كتب القوم ، فراجعوا ان شئتم .
مصادر أهل السنة
مادام في نظركم لا يوجد اي مانع من البكاء على الميت .. فاين الدليل من الكتاب او السنة الشريفة ؟
اوضح ما يمكن أن يستدل به على جواز البكاء على الميت فعل النبي (ص) ، حيث بكى على ابنه كما روي ذلك في :
(1) سنن النسائي 4/22 .
(2) المصنف لابن أبي شيبة 3/266 .
(3) الفصول المهمة : 93 .
ولما قال له عبد الله بن عوف : أو لم تنه عن البكاء ؟ قال (ص) : (( إنما نهيت عن النوح ... صوت عند مصيبة خمش وجوه ، وشق جيوب ، إنما هذه رحمة ... )) [ المصنف 3/266 ] .
وكذلك ، يمكن أن يستدل على جواز البكاء على الميت ، بل استحبابه ، هو ما فعله رسول الله (ص) من تحريض النساء البكاء على حمزة بقوله (ص) : (( ولكن حمزة لا بواكي له )) ، راجع :
(1) مسند أحمد 2/40 .
(2) الاستيعاب ( بهامش الاصابة ) 1/275 .
وقوله (ص) : (( على مثل جعفر فلتبك البواكي )) [ انساب الأشراف : 43 ] .
وروى الحاكم بسنده عن أبي هريرة قال : (( خرج النبي على جنازة ومعه عمر بن الخطاب ، نسمع نساء يبكين ، فزبرهن عمر ، فقال رسول الله (ص) : (( يا عمر دعهن ، فان العين دامعة ، والنفس مصابة ، والعهد قريب )) [ المستدرك على الصحيحين 1/381 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وراجع : سنن النسائي 4/190 , مسند أحمد 2/333 , المحلّى 5/160 , كنز العمال 15/620 .
ونختم الجواب بما رواه مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ذكر عند عائشة قول ابن عمر : الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، فقالت : رحم الله ابا عبد الرحمن ، سمع شيئاً فلم يحفظه ، إنما مرّت على رسول الله جنازة يهودي ، وهم يبكون عليه ، فقال : (( أنتم تبكون وإنه ليعذب )) [ صحيح مسلم 3/44 ]
اليست هذه مخالفة لرسول الله (صلى الله عليه واله)
لقد نهى رسول الله(ص) عن البكاء على الميت، وانتم معاشر الشيعة تبكون على موتاكم وبالخصوص على الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه .. اليست هذه مخالفة صريحة لرسول الله (ص) ؟
نعم صحيح ان الشيعة تبكي على موتاهم وبالخصوص على الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام، ويقيمون المأتم سنوياً في شهر محرم الرثائه، ويرجون بذلك الاجر والثواب لانه ابن بنت رسول الله(ص) وقد قتل مظلوماً؛ هذا بالنسبة الى البكاء على موتانا؛ اما قولك ان رسول الله(ص) قد نهى عن البكاء على الميت، فهذا غير صحيح لان جميع كتب التاريخ والسير تذكر خلاف ذلك. فحبذا لو قرات بعض هذه الكتب، لوجدت هناك العشرات من الروايات التي ذكرت : ان النبي (ص) قد بكى على بعض اصحابه أو متعلقيه، وكذلك بكى الصحابة على رسول الله(ص) بعد موته. واليك بعض هذه الروايات التي ذكرتها كتب التاريخ والسير، وجميعها من علماء السنة :
1- روي في مسند احمد 1 ص237، 235،ومستدرك الحاكم 3 ص191 وصحّحه، وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: سنده صالح، وفي مسند أبي داود ص351، وفي الاستيعاب في ترجمة عثمان بن مضعون ج2 ص482، وفي مجمع الزوائد 3 ص17 عن ابن عباس قال: لما ماتت زينب بنت رسول الله(ص) (توفيت زينب سنة ثمان من الهجرة). قال رسول الله (ص): ألحقوها بسلفنا عثمان بن مضعون فبكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ رسول الله(ص) يده وقال: مهلاً ياعمر ودعهن يبكين، واياكن ونعيق الشيطان، الى ان قال: وقعد رسول الله(ص) على شفير القبر وفاطمة الى جنبه تبكي، فجعل النبي(ص) يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها.
وفي سنن ابن ماجة 1 ص381، عن ابي هريرة: ان النبي(ص) كان في جنازة، فرأى عمر امرأة فصاح بها فقال النبي(ص): دعها ياعمر، فان العين تدمع، والنفس مصابة، والعهد قريب.
وفي امتاع المقريزي ص 154: لما اصيب حمزة(رض) وجاءت صفية بنت عبد المطلب (رض) تطلبه، فحالت بينها وبينه الانصار، فقال(ص) دعوها، فجلست عنده فجعلت (اي فكانت) إذا بكت بكى رسول الله(ص)، وإذا نشجت نشج؛ وكانت فاطمة(ع) تبكي ورسول الله كلما بكت يبكى، وقال: لن اصاب بمثلك ابداً. وفي مجمع الزوائد 6 ص120: لما رجع رسول الله(ص) من (معركة أُحد) بكت نساء الانصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي(ص) فقال: لكن حمزة لابواكي له، فرجعت الانصار فقلن لنسائهم: لاتبكين احداً حتى تبدأن بحمزة، قال: فذاك فيهم إلى اليوم لايبكين ميتاً إلا بدأن بحمزة.
وفي صحيح البحاري كتاب المناقب في علامات النبوة في الاسلام، وكذلك سنن البيهقي جزء 4 ص70 : ان رسول الله (ص) نعى جعفراً وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحه وعيناه تذرفان.
وكذلك في سنن البيهقي 4 ص70 وتاريخ الخطيب البغدادي 7 ص289 : ان رسول الله (ص) زار قبر أمه، وبكى عليها وابكى من حوله.
وفي سنن أبي داود، ص63، وفي سنن ابن ماجه 1 ص445: ان رسول الله(ص) قبّل عثمان بن مضعون وهو ميت، ودموعه تسيل على خده. وكذلك في سنن ابي داود، وفي سنن ابن ماجه 1 ص481 : ان رسول الله (ص) بكى على ابن لبعض بناته، فقال له عبادة بن الصّامت: ماهذا يارسول الله؟ قال: الرحمة التي جعلها الله في بني آدم؛ وإنما يرحم الله من عباده الرحماء