بحروف من الدمع كتبت
فتاة بعمر الورود......في اجمل فتره من حياتها ،فتره الشباب والعقه والطموح...،،،شابه وكبقيه الشابات في العشرين من عمرها.....وكاي فتاه لطيفه وطيبه ومحبوبه بين زميلاتها........
كانت تتمنى ان تصبح الدنيا ملك يدها....وان تحقق كل ما تطمح ان تصل اليه...وامنيتها حياه سعيده لا غير ...وهو ابسط حق من حقوقها.........،
انها طالبه جامعيه،وفي المرحلة الاخيره من دراستها.وكانت على وشك التخرج من كليتها....وفي هذه الاثناء......
مرت الايام وهي تحلم ..... فرحه........،،مرحه........متفائله....كانها فراشه تحلق من زهره الى اخرى.......
لكن القسمه والنصيب اتت اليها ..وقبل فترة الامتحانات النهائيه باسبوعين......تقدم لخطبتها شاب من نسبها ...اقاربها ....فيه كل الصفات التي رسمتها في مخيلتها. من وصف اهلها له...،،،.......
لكن.......ماذا.........
هل تعرفت عليه ....اي اقصد هل تعرف شكله....طباعه.....هل تحدثت اليه.....هل...وهل........،؟هذه الاسئله تطرح ....؟لكن ماهو الجواب.......؟
الجواب هو........
صحيح ان الشاب من اقاربها ....الا هي لا تعرفه ...اي لم تراه من قبل مع العلم من اقاربها المقربين.....انها لا تعرف سوى اسمه .....
وصارت القسمه والنصيب على تعبيرنا.......
خطبت هذه الفتاه لذلك الشاب...بالرغم انها لم تراه .....وهل هو يعرفها....؟ وهل راها....
هو ايضا خضع لفكره الخطبه بعد قناعه والدته...اخواته...زوجات اخوانه...
وتمت الخطبه ........
وتم الزواج
الحمد لله والشكر...كانت دائما ترددها.لانها رزق تزوج مثالي.... وعاشت حياتها كما خططت لها او تخيلتها ..ورزقت بطفلين جميلين ......وبدون مشاكل...وهكذا...،
استمر هذا الحال لمده اربع سنوات ونصف تقريبا..حياه سعيده و هادئه خاليه من المشاكل .....
ولكن.... ماذا حدث .....
ماذا تتوقعون.......
هل استمر هذا الزواج هكذا صافيا ....هانئا...خاليا من المشاكل.....ام ماذا.... طبعا ودائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ...
هل حدثت مشكله ...ام ماذا..
حدث مالم يكن في الحسبان....والذي حدث...
انقلبت الحياه راسا على عقب..
فلقد تعرض الزوج الحنون العطوف...الى ماذا ...هل
تمرض... اختفى..هل سافر....هل....وهل....
نعم لقد سافر دون رجوع.... الى اين ...الى سفر طويل...
.......
كان الزوج يذهب الى مكان عمله كل يوم ..ويعود الى البيت عند الساعه الثانيه بعد الظهر....اما الزوجه فانها كانت تنتظره كعادتها كل يوم تعرف موعد رجوعه الى البيت،مستقبلته بكل عطف وحنان ..وابتسامه كبيره تملئ فمها......وتساله كالعاده ..ماذا فعلت...وكيف كان يومك...ومع من ذهبت....ومن التقيت ....و...و...وتطرح عليه الاسئله المتعارف عليها عند استقبال اي زوجه لزوجها.........
الا انه وبالرغم من تعبه يجاوبها عن جميع الاسئله دون ملل او غضب.....
وفي يوم من الايام ذهب كعادته الى مكان عمله .....وبقيت الزوجه في البيت مع الاطفال ..تزاول اعمالها اليوميه المنزليه
لكن ...هل ان يومها مثل باقي الايام....
لكن ...ماذا حدث...
اصبحت الساعه الثانيه بعد الظهر...موعد قدومه الى البيت....كانت تنتظره كعادتها ....امام الباب عيناها منتظره فتح الباب....
الباب لم يفتح.....ولم يطرق....
مرت الثواني.....الدقائق....الساعه تلو الاخرى....وهي مازالت بالانتظار..لاتعرف مالذي تفعله...لما لاتتصل به..لكن ...ماذا...جهازها النقال في ذلك اليوم عاطل...اه يالصدفه الغريبه....
ا
وبقيت تنتظر..والافكار والاوهام والمخيلات تراودها ..وهي تستعذ من الشيطان الرجيم ..وتذكر الله كثيرا وتدعوه...
لم ياتي....وصار وقت الغروب ....واذا بالباب يطرق.
واذا بالباب يطرق.....اه...واخيرا قد رجع .همهمت بهذه الكلمات وهي تحضر الاسئله عن سبب تاخره.....لكن....هل هو طرق الباب.....
لا..لا...وتفاجئت...
واذا بابن حماتها الصغير يقول لها بان جدته تقول ،.بان تاتي ..عندهم خطار على العشاء...
قالت له :الم ياتي خالك ؟
قال:لا وانصرف.
طبعا فان الزوجه متوقعه حضور الخطار الى البيت الكبير.....وعند حضورهم ينا دونها لكي تساعد البنات في الطبخ
لكن عندما وصلت
.....وجدت كل النساء في البيت....ارتعش جسمها..وقالت بصوت مخنوق اين الخطار......
قالت احداهن٠٠٠لقد تعرضوا لحادث سيارة ...،
من وبصوت مرتعش...
قالت ) ومعه عمه وصديقه....
ماذا..... وتزحز الطفل من يدها...وجلست ارضا ولم تتفوه بكلمه... اصفر وجهها...ودمعت عيناها وظلت تهطل كالمطر على خديها ...
ماذا تقولن،...لا..لا..قولن غير هذا الكلام ... وفي هذه الاثناء جاءت زوجه حماهاالكبير وهي تتحدث بالهاتف ...الحمد لله ،يقولون انهم بخير...
الحمد لله..قالتها ولكن قلبها لم يطمئن ...تريد الذهاب اليه....لكن من الذي ياخذها ... الكل هناك في المشفى....وتمنت لو ان روحها حمامه وتطيرهناك..........
لكن باي حال هي...... حالها لايمكن ان يوصف وقتها...... فقط الذي مر بهذا الموقف يعرف.......والقلم عاجز عن الكتابه ..
واستمر وضعها على هذا الحال ليومين...لانوم ياخذ عينها ..ولا طعام يدخل جوفها...بقيت ..يبقى الالم والحزن في قلبها...
وما عساها ان تفعل....سوى الصلاه والدعاء... الانتظار،...الانتظار،لصوت الهاتف النقال ..ليسمعها اي خبر عن تحسن حالته...
رن الموبايل ...ومع رنته تسمع دقات قلبها....
لكن ......ماذا...،
هل ان مع رنته خبر سيفرحها .....ام ماذا...ولم تتصور ان يقولوا لها غير ذلك .لكن ..مالذي حدث....
أتصلوا من المستشفى ....وقالوا يجب ان تاتي امه وزوجته لرؤيته ....
حينها اطمئن قلبها قليلا...وقالت بصوت خفي ..الحمد لله والشكر..الهي بحق شبان كربلاء ،
نعم لقد تحسنت حالته وتكلم بعد صمت ومع.احفضه لشبابه.......اكيد تحسنت حالته وطلب رؤيتها ...هذا الاحساس الذي راودها
ذهبت الى المستشفى ....برفقه ام زوجها واطفالها وعماته....
وعندما وصلت الى المستشفى ...ماذا رات الكل هناك ...وقفت قليلا ...ثم بدا جسمها يثقل ....رجلاها لا يقدران على حملها ..وقلبها يخفق بسرعه ....وتنفسها يضيق ....لماذا ....الم تتوقع انه اصبح بخير ....لكن لماذا هذا الشعور ....الذي احست به؟ مع انها تعلم بان كل الاهل والاقارب والاصدقاء موجودون بالمستشفى........
لا....احساسها كان كذلك...لانها سمعت احدهم يقول ...انه في صاله الانعاش....
ماذا٠٠٠٠صاله الانعاش .....اااااه
لم تتوقع ذلك...لكن لماذا هو في الانعاش.....؟
مشت....ومشت..بخطوات متعثره وتجر باذيالها...وبقلب جريح يتفطر دما....وعيون باكيات كالمطر...وهي تشعر بان رجلاها لن يستطيعان حملها ..وتثاقلت بالمشي...الى ان وصلت الى باب صالة الانعاش....
مالذي حدث هناك .......؟
استقبلهما الدكتور ...وقال : ماذا قال.....
هل هو بخير وبصحه جيده....ام هل تحسنت حالته...او...و.وانما قال:
لايجوز ان تدخلا سويه ...الواحده تلوالاخرى...لانها صالة انعاش....من التي تدخل اولا ....
طبعا....الام..ودخلت...وماهي الا لحظات وخرجت..لكن باي حال ..يصعب عن الوصف ...انه حال الام ....
اما الزوجه وفي تلك الاثناء لم تعلم بحالها...وماذا تقول..وماذا تهذي...لانها كانت في عالم اخر...يخلو من البشر...فقط تندب ياعلي..ياعلي..،ياعلي.. وتدعوا ربها ..بان يكون بصحه جيده...
ودخلت الصاله...ولكن كيف...
دخلت وهي في عالم غريب ..تنظر يمينا ويسارا,ورجلاها ثقيلتان تقدم الاولى وتؤخر الاخرى.. ودموعها على الوجنتان تسيلان...لكن..اين هو..
كانت تتمنى ان تراه كما تعودت عليه ...بابتسامته العريضه ...وعيناه الرقيقتان ...وكل شي تصورته امامها ...لكن كيف وجدته...وباي حال...هل رات الابتسامه التي رسمتها..ام ماذا....
وجدته...نائما على السرير وقد وضعت كل الاجهزه الكهربائيه ..اجهزه القلب والتنفس و........و...... لم تركز حينها ...
لم ترى منه شيئا ...الجسم كله كان مغطى بالاجهزه ..والوايرات والضمادات....اه...اه...والاوكسجين على الانف والفم..لم تراه جيدا...لم تقترب منه اكثر....لم تكلمه....لم....لم.......ولماذا...الم تصل اليه...
لا....لانها عندما راته بهذه الحاله اغمي عليها .....نعم لقد ارتعش جسمها ..وخفق قلبها ..وضاق تنفسها..وثقل جسدها.فسقطت ارضا....
نعم ...لقد اغمي عليها من شده الالم والموقف الذي لم تتحمل من رؤيه اغلى انسان في حياتها بهذه الحاله وانفاسه الاخيره تصعد الى بارئها.....
جاءوا اليها مسرعين...وحملها اخاها وذهب بها مباشره الى طوارئ المشفى... طبعا اعطوها المهدئات ...الحقن..المغذي..ولكنها باي حال....
حال يعجز الخيال عن وصفه ...ويعجز القلم عن كتابته...لانه لايمكن ان يكتب او يوصف...ومهما كتبت لايصل الى الموقف الحقيقي الذي مرت به.........
وبعد اجراء الفحوصات الكامله لها ...اخذها اخوها ...الى اين...
لرؤيه زوجها مرة اخرى....لانها لم تراه..لا...
اخذها الى السياره وقال لها عليك الذهاب الى البيت الان....لكن لماذا...
تريد رؤيته ..لم تراه جيدا ...لم تتكلم معه... لم تعاتبه... اارجوك اخي دعني اراه....ارجوك....
لكن ماذا ...هل ارجعها اخاها لرؤيه زوجها ...ام ماذا ...
لا ...لا..لا قال لها الوقت متاخر ,وغدا صباحا تاتين لرؤيته...
اذن كيف حالته الان ...قال:انه بخير لقد تحسن... اذن دعني القي عليه نظره واحده فقط ولو من بعيد...
لا ...لا.......لا.......لا...... وهكذا ...رجعت الى البيت ..لكن رجع جسدها وبقيت روحها ترفرف حول زوجها....
رجعت وبدون وعي ...ولما وصلت الى البيت ....هنا الطامه الكبرى ...المصيبه العظمى....المفاجئه التي لم تنتظرها.... ماذا هنالك....
وصلت الى البيت وقد رأت نساء كثيرات في البيت مرتديات السواد ..لكن لماذا...وما الذي حدث...
هنا....وفي الباب..سقط الطفل من يدها ...وارتعشت مره اخرى...وضاق تنفسها...لكنها لم تبكي....لم تصرخ....مالذي حدث ...قالت لها البقاء في حياتك..عظم الله اجرك....
ماذا......ولماذا....
لقد تركته في المشفى واخي قال لي انه بخير وتحسنت حالته ....الدكتور قال ادعوا له ...وانا دعوت ربي .....واندبت اهل البيت وهم لا يتخلون عني.....هذه الكلمات فقط كانت ترددها ...وتعيدها....لكنها لم تصرخ ...لم تنوح... لقد صدمت ...واغمى عليها مرة اخرى.....
حملوها واخذوها الى المستشفى ...وطبعا اجروا لها فحوصات واعطوها مغذيات وحقن مره اخرى.......وقال الطبيب ان جسمها ضعيف.. وهكذا.......بقي حالها...يغمى عليها بين الحين والاخر...واخذت صحتها تتدهور نحو الاسوء
وهذا حالها وهي فى عالم بلا عالم من الخبر ...فقط دموع تجري على الخدين ...،ودعاء يارب ...يارب لم يمت ..لا لا لا لم يمت ..لا لن يدعني وحيده...لا لا يتخلى عني ....لايتركني بهذه السهوله ...من اوصى بنا ...لالا...والف لا..وبدون مجيب...
هذه الكلمات التي كانت تنطق بها....وقد عجز القلم عن التعبير......
==============================
نعم انتهت القصة بحسب ما كتبتها ام القمرين
ومع علمي ان كتابتها للقصة مع قصرها استغرق اربعة ايام
لما يحتويه كل حرف من حروفها من وجع واسى وحزن وانين على ذاك الزوج الذي غادر واظلمت دنياه برحيلها
الا من ولدين اثنين
سمتهم القمرين لينيرا لها جياتها
نعم هي نذرت نفسها للقمرين بنت وولد
لتربيها قبل كل شي وفاءا لابيها
وهكذا امتهنت الخياطة مع انها خريجة كلية
وتخيط ليلا والى ساعات متاخرة
لاجل ان توفر لقمة العيش لاولادها
ولاجل ان تجمع مالا لتبني بيتا صغيرا لهما
فتحية لها على هذه التضحية والوفاء والفداء
وتحية لكل ام وقلب كل ام وخصوصا من كان لديها ايتام
ولنتعلم من قلب الام
التضحية والفداء والمودة والعمل لاجل من نحب
كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم