|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 43800
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 132
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
!محمدلؤي!
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 30-10-2009 الساعة : 08:10 PM
صغيري اثبت ان ابو بكر كان في الغار من صحيح البخاري وهذا تحدي لك
وابن العربي وانت من قبحهم الله
والصحبة في القران ليست بفضيلة
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا } (37) سورة الكهف
إن العلة في اصطحاب النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر في هجرته _حسب اخبار اهل السنة_ مختلفة وذلك لاختلاف الأحاديث فيها، والترجيح فيها صعب لوجود روايات متضاربة عندهم!
فإحداها فيها بأن النبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي ذهب الى بيت أبي بكر وأخبره بهجرته وأخذه معه.
والاخرى انه (صلى الله عليه وآله ) وجده في الطريق فأخبره وأخذه معه.
وأخرى أنه ذهب الى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجد علياً (عليه السلام) فأخبره علي (عليه السلام) بوجود النبي (صلى الله عليه وآله) عند بئر معونة وقال: (فإن كان لك به حاجة فاتبعه).
فالاحتمال وارد على كل الوجوه، ولا مرجح إلا بقرينة، فمن أحسن به ظناً وقدسه نفى ذلك، ومن قال إنه رجل عادي وليس موثوقاً عند النبي (صلى الله عليه وآله ) لدرجة كبيرة أو ذو ايمان قوي بحيث أنه لو عذب سوف يصبر حتى الموت ولا يخبر بمكان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) أو طريقه، قال أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صحبه خوفاً من افتضاح أمره. مع الاشارة هنا لبعض الروايات التي ذكرت انه أجر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الناقة التي هاجر عليها.
وأما بالنسبة للمصادر فراجع: (تفسير العياشي 1 : 101، الخرائج 1: 144، شواهد التنزيل 1 : 127 ، الصراط المستقيم 1 : 176 ، البحار 10 : 297، الاختصاص: 96، 420، الاحتجاج 2: 378، 499، اعلام الورى: 63).
_ استفادة جعل أبي بكر في كفة الايمان قبال كفة الكفر استناداً الى قوله تعالى: ((إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا... الآية)) لا يمكن التعويل عليه بعد ورود الضمير العائد بصيغة المفرد دون التثنية صراحة في حق النبي (صلى الله عليه وآله) فقد قال تعالى: ((تنصروه)) و((نصره)) ولم يقل (تنصروهما) أو (نصرهما)، وقال ((أخرجه)) ولم يقل (اخرجهما) أي ان الكفار أخرجوا النبي (صلى الله عليه وآله ) فقط ولم يخرجوا أبا بكر.
ويبقى قوله تعالى: ((ثاني اثنين) دالاً على بيان العدد لا أكثر.. وان أبيت الا ما تدعي من الآية فما هو قولك في علي(عليه السلام) الذي بقي في مكة نائماً في فراش النبي (صلى الله عليه وآله)؟ وما قولك بالمهاجرين والمسلمين في المدينة؟!
فالآية لا تدل على ما ادعيت أصلاً!! خاصة أنها ذكرت الذين كفروا صراحة ولم تذكر في أن الاثنين مؤمنين وخرج النبي (صلى الله عليه وآله ) بالايمان قطعاً فما الدلالة على إيمان أبي بكر؟
اذ الآية ناظرة الى موقف الكفار من النبي (صلى الله عليه وآله ) فقط وانه هو المخرج ولم يقصدوا أبا بكر بالاخراج فما ذكر من العدد هو وصف للحال فقط!!
وكذلك هو حال الحديث الذي ذكره السائل ـ بغض النظر عن سنده وصحته فانا لا نقبله ـ إذ لا دلالة فيه على ايمان أبي بكر صراحة سوى الاشارة الى العدد وهو نظير قوله تعالى: ((ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم))...
أما ان الله سبحانه وصف الكثرة ونسبها الى الكفر او اتباع الهوى، وقد علمنا أنه وصف القلة ونسبها الى الايمان.. فهذا الكلام أجنبي عن المقام ولا يمكن اعتبار مطلق القلة أو الكثرة مناطاً للايمان او الكفر، بل ورد في القرآن الكريم ان الذم اللاحق بالكثرة انما هو من جهة الصفات التي اتصفوا بها ككراهة الحق أو عدم العلم كما في قوله تعالى: ((واكثرهم للحق كارهون))، وقوله تعالى: ((ولكن اكثرهم لا يعلمون))، ومدح القلة من جهة الصفات كذلك كالاتصاف بالشكر والايمان بالأنبياء كما في قوله تعالى: ((وقليلٌ من عبادي الشكور))، و ((ما آمن معه إلا قليل)) .. فالمدار في الواقع هو على الصفات لا على العدد بمجرده، إذ ليس كل قلة من الناس هي مؤمنة جزماً أو كل كثرة كافرة، فهذا ما لا يقول به عقل أو نقل! فلو رجعت الى الآية فانها تذكر العدد فقط ولم تلحقه بصفة مع أن انفراد الضمير بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله) قرينة على حال أبي بكر!!
2ـ بعد أن أوضح المفيد ان الاجتماع بحد ذاته لا يدل على حقيقة الشخص من الايمان وعدمه، يكون المرجع في معرفة ذلك ان لم يكن نص فيه الى مواقف الشخص المعني امام الشريعة الالهية, وهي تؤكد على النفاق.
يمكن الاطلاع بشكل تام على حال أبي بكر وبيان صفته وما آلت اليه أموره من مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله ) في:
أـ التخلي عن سرية أسامة وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله ): لعن الله من تخلّف عن أسامة (راجع الملل والنحل للشهرستاني، المقدمة الرابعة).
ب ـ غصبه إرث الزهراء (عليها السلام) في حادثة معروفة يتغافل عن التحقيق فيها أهل الحديث والتأريخ لأنها تكشف عن مثالب القوم بشكل جلي، وإلا يمكن أن يوجّه في هذه الحادثة سؤالاً واحداً فقط هو: متى كان الخبر الواحد المفيد للظن ناسخاً للقرآن القطعي السند والظاهر الدلالة، حتى يستدل بحديث: (إنّا معاشر الانبياء لا نورّث)، ليعارض به آيات المواريث العامة ومواريث الانبياء خاصة الواردة في القرآن؟
ج ـ تصديه للخلافة وهو ليس أهلاً لها بصريح قوله: ((أقيلوني فلست بخيركم)) (راجع الامامة والسياسة 1 / 14، والانساب للبلاذري 1 / 590)، وقد كان يطلب الهداية من المسلمين وهو زعيمهم بقوله: ((إن لي شيطاناً يعتريني، فان استقمت فاعينوني وان زغت فقوموني)) (الصواعق المحرقة لابن حجر ص7) مع ان الله سبحانه وتعالى يقول بآية واضحة: ((هل انبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاك أثيم)) (سورة الشعراء 221).
وليس بعد حادثة اغتصاب الخلافة من أمير المؤمنين علي (عليه السلام) شيء والتي كشف النقاب عنها بذكر جوانب من تفاصيل تلك الحادثة المؤلمة ابن قتيبة في كتابه (الامامة والسياسية 12 / 18) فليراجع من شاء..
أما أهل البيت (عليهم السلام) فوصف وجودهم مع النبي (صلى الله عليه وآله ) تحت الكساء إن كان السائل يعني ذلك، فهو بيان لتفسير المراد بأهل البيت في آية التطهير، ويشهد لهذا حديث عائشة الوارد في صحيح مسلم حول الحادثة وفيه تنصيص بفضلهم واين هذا مما تدعي!!
3ـ لا نعرف وجه الاتيان بآية ((يوم يجمع الله الرسل...)) والاستدلال بها على فضيلة اجتماع أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله ) في الغار!!
ثم التساؤل عن صفة هذا الإجتماع هل هو للدنيا أم للآخرة، إذ شتان بين الاثنين، فالآية الأولى واضحة بأن الله سبحانه يجمع الرسل ولا يجتمع مع الرسل، كما أنه لا يوجد اشكال مطلقاً في اتصاف الله سبحانه ورسله بالحق كما هو الاشكال الدائر في حق ابي بكر واجتماعه في الغار مع النبي (صلى الله عليه وآله )، فإننا نجزم بان النبي (صلى الله عليه وآله ) هو نبي الحق وقد صرح الحق سبحانه بنصرته بقوله تعالى: ((إلا تنصروه فقد نصره الله))، ولكن الاشكال في شخصية أبي بكر ومواقفه ـ التي ذكرنا جزءاً يسيراً منها قبل قليل ـ ومدى الاستفادة من وجوده في تلك الواقعة (واقعة الغار) للدلالة على ايمانه أو حسن طاعته لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله ). وأنه هل يمكن ان نصف اجتماع أبي بكر في الغار مع النبي (صلى الله عليه وآله ) أنه للدنيا أو للآخرة؟ فهذا ما لا يمكن استفادته من ظاهر الآية فقط، فلابد من العودة الى حال الرجل ومواقفه في الاسلام للوصول بعد البحث الموضوعي في مفردات حياته الى قول يبرئ الذمة في حقه.
4ـ هناك فرق بين أصحاب الحسين (عليه السلام) وصحبة أبي بكر للرسول (صلى الله عليه وآله ) في الغار، لأن أصحاب الحسين (عليه السلام) أثبتوا موقفهم مع الحسين (عليه السلام) في نهضته حتى النهاية وقد شهدت لهم دماؤهم بذلك، وصحبة أبي بكر ما زالت موضع أخذ ورد مما يكشف عن وجود كلام في مصداقيتها وعدم وضوح هذه المصداقية، وما جرى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله ) كشف الكثير عن ضعف المصداقية لهذه الصحبة.
وأما الاستدلال بصحبة موسى والخضر (عليهما السلام) فقد جاءت الآيات واضحة في ثناء الله سبحانه لهما ولا يقدح في شأنهما أو في شأن موسى (عليه السلام) لما بدر منه في تلك الحادثة بعد ثناء الله عليه في أكثر من موضع وموضع، فهنا الأدلة واضحة في تقييم الاشخاص ولا تقع المقارنة بين هذه الحوادث وحادثة صحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار.
وملخّص الكلام، ان لا دلالة للصحبة بحد ذاتها في كل الموارد المذكورة من أصحاب الحسين(ع) وصحبة موسى للخضر وصحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله )! وانما الدلالة في حقيقة الصاحب, فان فضل أصحاب الحسين (عليه السلام) في شهادتهم وصدقهم للصحبة, وفضل صحبة موسى للخضر هي في صحبة نبي لولي من أولياء الله علمه الله الغيب, أما صحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله ) فان قيمتها تظهر من غصبه حق فاطمة (عليها السلام) مثلاً، فهل حفظ حق الصحبة؟!
5ـ ان الآية الاولى التي أراد النقض بها على كلام المفيد وهي ((وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه)) لو عرفنا تفسيرها الصحيح نجدها بعيده عن موضوع النهي، فان الله كان قد أخبر ـ رسوله (صلى الله عليه وآله ) سابقاً بعدد نسائه واسمائهن وكان من بينهن زينب بنت جحش وهي لا زالت على ذمة زيد، فأخفى رسول الله (صلى الله عليه وآله ) علمه بأن زينب ستكون زوجته في المستقبل خشية من كلام المنافقين، فنزلت الآية اشفاقاً على النبي (صلى الله عليه وآله) وانه لا خوف من المنافقين، فأين هذا من النهي؟! نعم، على ما فسرها أهل السنة قد يرد ما ذكرته، ولكنا لا نلتزم بما فسروه ونلتزم بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله ) المطلقة.
وكذلك الآية الثانية التي ذكرها وهي: ((استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)) فهي ايضاً لا يتم بها النقض على تفسيرها الصحيح عندنا ـ وسيأتي ما يلزم تفسيرها عندهم ـ .
أ ـ فان سياق الآيات تدل على أنها نزلت في غزوة تبوك في سنة ثمان أي قبل موت عبد الله بن أبي بن سلول سنة تسع فليس للآية ربط بمسألة موت ابن سلول.
ب ـ ثم أن الآية تبين عدم فائدة استغفار النبي(صلى الله عليه وآله ) للمنافقين في حصول المغفرة لهم من الله سبحانه وانه لا يغفر لهم ابداً حتى لو استغفر لهم الرسول (صلى الله عليه وآله )، أما نفي فائدة اخرى اجتماعية دنيوية على فعل النبي (صلى الله عليه وآله ) الخارجي وهو الاستغفار لو حدث فهذا شيء آخر، وكذا على ما فسروه هم من خلال الرواية التي ذكرها بخصوص فعل عمر فانه سيكون في الآية تخيير وليس نهي، وسيأتي الكلام عن الرواية لاحقاً.
ج ـ ان النهي ورد في الآية 84 من التوبة ((ولا تصل على احد منهم مات ابداً ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله...)) وهي ايضاً كما يظهر من سياق الآيات نازلة في غزوة تبوك سنة ثمان، ولا علاقة لها بموت ابن أبي سلول، وانا نفهم (والله العالم) من سياق الآيات ان آية الاستغفار (80 التوبة) والآيات التي بعدها الى آية النهي عن الصلاة (التوبة 84) نازلة في الذين تخلفوا عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك، وأن الله يخبره ان الله لا يغفر لهم ابداً حتى لو استغفر لهم الرسول وانه اذا مات أحدهم لا تصل عليه ولا تقم على قبره، ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) أعلم بمواقع تخصيص الآيات، فان فعل في واقعة معينة (فرضاً) ولمصلحة هو يعرفها، يكون فعله (صلى الله عليه وآله ) تخصيصاً نلتزم به ولا نعترض عليه لانه هو المشرع، و ((وما ينطق عن الهوى)) وهذا تنزلاً بأن النهي في الآية يشمل عبدالله بن أبي وهو أول الكلام. فلاحظ.
د ـ ان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) لم يستغفر لابن أبي سلول، فعن الصادق (عليه السلام) قال: (لما مات عبدالله بن أبي سلول حضر النبي (صلى الله عليه وآله ) جنازته فقال عمر: يا رسول الله الم ينهك الله أن تقوم على قبره؟ فسكت، فقال: ألم ينهك الله ان تقوم على قبره؟ فقال له: ويلك وما يدريك ما قلت! اني قلت: اللهم احش جوفه ناراً واملأ قبره ناراً واصله ناراً، قال أبو عبدالله الصادق (عليه السلام): فابدى من رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ما كان يكره)!!! (وسائل الشيعة ج2 ص770).
و ـ فظهر ان ما أورده من الرواية عن ابن عمر باطلة، فان فيها أن عمر قال لرسول الله(صلى الله عليه وآله ): اتصلي عليه وقد نهاك الله ان تصلي عليه؟ ... ثم لما صلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت ((ولا تصل على احد منهم مات ابداً...)) فمن أين جاء عمر بالنهي وهو بعد لم ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!!!
ثم إن فيها اثبات المعصية لرسول الله (صلى الله عليه وآله ) ـ اعوذ بالله ـ وهو على تفسيرهم لهذه الآيات ثابت ـ استغفر الله ـ .
مع ملاحظة ما في هذه الرواية من فظاظة عمر وعدم احترامه لرسول الله (صلى الله عليه وآله ) واعتراضه عليه وهو الذي لا ينطق عن الهوى وهو مذكور أيضاً في الرواية من طريقنا التي مضت.
هـ ـ وعجيب من هذا الجاهل المعترض!! فانه أثبت المعصية لرسول الله (صلى الله عليه وآله ) في سبيل دفاعه عن أبي بكر، ولم يذكر تفسيراً مقنعاً للآية والرواية التي أوردها ينزه فيها النبي (صلى الله عليه وآله) عن المعصية بل أنه أكدها ـ نعوذ بالله ـ .
ومع ذلك فما قاله مؤيد لنا لانه يثبت أن النهي الوارد في الآية نهي عن معصية وان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فعلها (اعوذ بالله) ونحن نقول أيضاً أن النهي في ((لا تحزن)) ايضاً نهي عن معصية ـ فما الفرق؟ نعم الفرق بيننا أنا لا نثبت ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله ) كما عرفت من تفسيرنا للآية، ولانا نلتزم بعصمة الرسول المطلقة بادلة يقينية فنأول كل ما خالف دليل العقل.
وان اعترض وقال: أني لا اثبت أن النهي في (لا تصل) نهي عن معصية لان له لازم باطل وهو اثبات المعصية لرسول الله (صلى الله عليه وآله ) وانك لم تفهم كلامي وقلبته ولعل هذا مراده فعلاً:
فنقول:
أـ أن قولك هذا خلاف ما فسره العامة في الآية وما استدلوا به ايضاً بهذه الآية.
ب ـ ثم إن قولك هذا يرده قول عمر نفسه، والا لماذا نهى النبي (صلى الله عليه وآله ) إذا لم يكن المراد بالنهي النهي عن معصية واذا لم يفهم العرب منه ذلك وعمر عربي كما هو مشهور!!
ي ـ قد ذكر المؤرخون ان النبي (صلى الله عليه وآله ) انما صلى على هذا الرجل لغرض سياسي لانه كان رئيس قومه وزعيمهم، واراد النبي (صلى الله عليه وآله ) بفعله هذا أن يستميلهم للاسلام، وقد تحقق ما أراده رسول الله (صلى الله عليه وآله )، فانه بفعله الظاهري وهو قيامه عليه استمال قومه, وما قاله حقيقة هو الدعاء عليه بالنار، ولكن أنى لهذا أن يدركه عمر، الذي لم يؤمن بحقيقة النبوة ومقامها, فكان يرى لنفسه حق الاعتراض، والله المستعان على ذلك.
وعليه يظهر أن هذه الآية الثانية لا تصلح للمعارضة بل ربما تصلح للتأييد بأن النهي يرد على المعصية حسب ما فسروه هم.
ثم إن هذا المعترض يعترض علينا بما يفسرونه هم من القرآن وبما يروونه هم أيضاً ويريد أن يجعله نقضاً علينا ومن الواضح أن من قواعد المناظرة أن تأتي بنقض يكون من المتفق عليه او يقبله ويسلمه المنقوض عليه، فهو بهذه المعارضة دل على جهلة بقواعد المناظرة والجدل.
وأخيراً لابد هنا من أن نضييف شيئاً للفائدة والتوضيح:
قال العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي: ويقول المفيد وغيره: إن حزن أبي بكر إن كان طاعة لله، فالنبي (صلى الله عليه وآله ) لا ينهى عن الطاعة، فلم يبق إلا أنه معصية. (الافصاح في امامة امير المؤمنين علي (عليه السلام) ص119 وكنز الفوائد للكراجكي ص203).
وأجاب الحلبي وغيره: بأن الله خاطب نبيه بقوله ((ولا يحزنك قولهم)) فنهي الله لنبيه لم يكن إلا تأنيساً وتبشيراً له، وكذلك نهي النبي لابي بكر. (السيرة الحلبية ج2 ص38).
ونحن نرى أن جواب الحلبي هذا في غير محله! وذلك: لأن حزن أبي بكر، وشكّه في نصر الله، الذي يشير إليه قوله (صلى الله عليه وآله ) له: (إن الله معنا) كان مما لا يجمل ولا يحسن، إذ كان عليه أن يثق بنصر الله سبحانه وتعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله )، بعد ما رأى المعجزات الظاهرة، والآيات الباهرة، الدالة على أن الله تعالى سوف ينجي نبيه من كيد المشركين.
وعليه فلا يمكن أن تكون الآية واردة في مقام مدحه وتقريظه، ولا بد من حمل النهي على ما هو ظاهر فيه، ولا يصرف عن ظاهره إلا بقرينة. بل ما ذكرناه يكون قرينة على تعيّن هذا الظاهر.
ولا يقاس حزن أبي بكر بحزن النبي (صلى الله عليه وآله )، والمشار إليه بقوله تعالى: ((ولا يحزنك قولهم)) وغيرها، لأن النبي (صلى الله عليه وآله ) إنما كان يحزن من جل ما يراه من العوائق أمام دعوته، والموانع التي تعترض طريق انتشار وانتصار دينه، لما يراه من استكبار قومه، ومقامهم على الكفر والطغيان. فالنهي له (صلى الله عليه وآله ) في الآية المتقدمة، ولموسى (عليه السلام) في آية أخرى، ليس نهي تحريم، وإنما هو تأنيس وتبشير بالنصر السريع لدينه، وللتنبيه على عدم الاعتناء بقولهم، وعدم استحقاقهم للحزن والاسف.
فحزن النبي (صلى الله عليه وآله ) هنا يدل على عمق ايمانه، وفنائه في ذات الله تعالى، وهو لا يقاس بحزن من يحزن من أجل نفسه، ومن أجل نفسه فقط.
والآيات صريحة فيما نقول: فنجد آية تقول: إنه (صلى الله عليه وآله ) كان يحزن لمسارعة قومه في الكفر: ((لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر)) (آل عمران / 176، المائدة 41)، و ((من كفر فلا يحزنك كفره)) (لقمان / 23)، وأخرى تقول: إنه يحزن لما بدا له من تكذيبهم إياه: ((قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، فانهم لا يكذبونك)) (الانعام / 33)، وثالثة تقول: إنه كان يحزن لاتخاذهم آلهة من دون الله ((فلا يحزنك قولهم، إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون)) (سورة يس / 76). وهكذا سائر الآيات، كما لا يخفى على من لاحظها. فالآيات على حد قوله تعالى: ((ولا تذهب نفسك عليهم حسرات)) (فاطر / 8)، فهو حزن حسن منه (صلى الله عليه وآله )، وهو يدل على كمال صفاته، وسجاحة أخلاقه. صلوات الله عليه وآله الطاهرين.
أضف إلى كل ما تقدم: اننا لو لم نعرف واقع حزن أبي بكر، فإننا لا يمكن أن نقيسه على حزن النبي(صلى الله عليه وآله ) المعصوم، بل علينا أن نأخذ بظاهر النهي، وهو التحريم، ولا يعدل عن ظاهره إلا بدليل. (الصحيح من سيرة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله ) 4: 27).
6ـ قوله تعالى حكاية عن النبي (صلى الله عليه وآله ): ((إن الله معنا))، فاننا نجزم بان الله سبحانه مع نبيه (صلى الله عليه وآله ) مؤيداً ومسدداً وحافظاً وحفظ الله لنبيه (صلى الله عليه وآله ) فيه مصالح كثيرة يتوقف عليها أمر البلاد والعباد ولا نرى وجهاً ليكون الله سبحانه مع أبي بكر بالمستوى الذي يكون فيه مع النبي (صلى الله عليه وآله ) لوجود الفارق بين المنزلتين. فالمعية هي للنبي (صلى الله عليه وآله) وحجيتها بصيغة الجمع وجه بلاغي تكرر في موارد كثيرة من القرآن الكريم.
ان القول بأن الله سبحانه كان مع أبي بكر بالمستوى الذي كان فيه مع نبيه (صلى الله عليه وآله ) مؤيداً وحافظاً ومسدداً لا يمكن المصير اليه لموانع خارجية ولعل الشهادة التي شهد بها البخاري بأن فاطمة (عليها السلام) ماتت وهي واجدة ـ أي غاضبة ـ على ابي بكر، وما رواه الحاكم في المستدرك وصححه 3 / 154 عن النبي (صلى الله عليه وآله ) بأن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها، يمنعنا بان نقول ان الله سبحانه ـ وهو المحيط بعباده ابتداءاً وانتهاءاً ـ كان مع أبي بكر.
إذ كيف يكون الله مع شخص سيكون في علمه محلاً لغضبه وعدم رضاه!! اللهم إلا ان نقول ـ ان اردنا المعية للاثنين معاً ـ انها معية علمية لا معية تأييد وتسديد، وهو مخالف لسياق الآية، فالمعية معية حفظ وتأييد وتسديد وهي مختصة بالنبي (صلى الله عليه وآله ) وان وردت بلسان الجمع، أو على أكثر التقادير انها جاءت من اجل رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وانما شملت أبي بكر لوجوده مع النبي (صلى الله عليه وآله ) فهي مثل قوله تعالى: ((وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم))، فقد جاءت ((ان الله معنا)) على سبيل التسلية لابي بكر ليذهب حزنه وخوفه ويذكره بأن الله سوف يحفظهم وينجيهم وانه لا داعي لخوفه، وان أبا بكر سوف ينجو مقدمة لنجاة النبي (صلى الله عليه وآله ) لانه لازم للواقع الخارجي فهو كان مع النبي (صلى الله عليه وآله )، أما أنه وردت رواية بأن النبي (صلى الله عليه وآله ) أراد بلفظ ((معنا)) هو والامام علي (عليه السلام) البائت على فراشه فلا ضير ولا اشكال في ذلك من حيث المضمون لموقع علي (عليه السلام) من الحق وورود الحديث الصحيح: (علي مع الحق والحق مع علي)(تاريخ دمشق 3 / 119).
7ـ قوله تعالى: ((قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو)) يراد منه ـ كما ذهب اليه بعض المفسرين ـ الاثنينية أي جنس بني آدم المتمثل بآدم وحواء قبال جنس بني الجان المتمثل بالشيطان (لعنه الله).. وإلا فقد وردت الآيات الكريمة بصيغة الجمع لبيان حادثة الهبوط هذه الى الارض كما في قوله تعالى في سورة (البقرة الآية 36): ((وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوٌ))، والآية 38 من نفس السورة: ((قلنا اهبطوا منها جميعاً)).
أما جعل أبي بكر بمثابة نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون مشمولاً بالسكينة الوارد في الآية فهو خلاف الظاهر، فالضمير للمفرد لا للمثنى، ولا توجد قرينة من الداخل ـ أي داخل الآية ـ أو خارجها للمصير الى هذا المعنى كما هو الحال الذي ذهب اليه الكثير من المفسّرين عند اعتبارهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، بمنزلة نفس النبي (صلى الله عليه وآله ) في آية المباهلة ـ آل عمران (61) للاقتصار في خروج النبي (صلى الله عليه وآله ) للمباهلة على فاطمة والحسنين الذين كانوا يمثّلون موقع نسائه وابنائه، ولم يكن لعلي (عليه السلام) ـ وقد خرج معه ـ إلا موقع نفسه المقدّسة، فالقرينة الداخلية ((نَدع .. أنفسنا)) تشير الى دعوة شخص بمنزلة النفس لا دعوة الانسان لنفسه ذاتها فهذا لا معنى له، والقرينة الخارجية هي خروج الامام علي (عليه السلام) في المباهلة مع النبي (صلى الله عليه وآله ) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، الدال بكل وضوح على أن منزلته هي منزلة نفس النبي (صلى الله عليه وآله ) لعدم صلاحية الموقعين الآخرين له في الآية.
هذا اضافة الى أن الضمير للجمع في ((أنفسنا)) يصح فيه دخول علي (عليه السلام) عكس ما جاء في ((وانزل سكينته عليه)) فالضمير في (عليه) للمفرد وهو بقرينة الضمائر المتقدمة والمتأخرة عليه عائد الى الرسول (صلى الله عليه وآله ).
ثم انا لم نفهم كلامه الاخير من أن تخصيص رسول الله(صلى الله عليه وآله ) بالسكينة يلزم منه اخراج جميع المؤمنين:
فاولاً: هذا نص في خصوص السكينة بالرسول (صلى الله عليه وآله ) لمقام ضمير الفرد وليس عام حتى يرد عليه التخصيص.
ثانياً: نعم نحن نخصص السكينة هنا بالرسول (صلى الله عليه وآله ) فقط ولا تشمل جميع المؤمنين، إذ ليس شرطاً أن تنزل السكينة دائماً على جميع المؤمنين وفي كل المواقع .
ثالثاً: ان صريح القرآن ورد بأن السكينة نزلت في مواقع على رسول الله (صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين معه، وانها هنا نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله ) فقط وفقط فصريح الآية اخراج ابا بكر، فلماذا؟!
رابعاً: ثم لا نعلم ما هي الملازمة بين نزول السكينة والايمان او عدم نزول السكينة وعدم الايمان؟! اذ لا يوجد احد من المسلمين من علمائهم وعوامهم اشتراط لا بدية نزول السكينة على المؤمنين أو أنها يجب أن تنزل عليهم في كل وقت والا فهم ليسوا مؤمنين، مع العلم أن السكينة هي تأييد إضافي من الله تعالى ينزل على الرسول (صلى الله عليه وآله ) أو على غيره من المؤمنين معه.
تامل يا غلام
== النجف الاشرف==
|
|
|
|
|