نقد مسلسل الحسن والحسين (10) دور مروان بن الحكم والحاشية
تمهيد: في دور حاشية عثمان وخاصة مروان:
لا ريب أن كل من عنده اطلاع على مصادر التاريخ الأولى يعلم تماماًأن دور مروان بن الحكم ووالحاشية ( البطانة) المحطية بعثمان بن عفان، كان لهؤلاء أبلغ الأثر في مقتل عثمان، لدورهم السلبي في منع الإصلاح وفصل عثمان عن كبار الصحابة، وإظهارهم للناس بأن الأمر ملكهم، وأن الناس لا دخل لهم في ملكهم، وما فعله مروان تلك الحاشية في الإساءة إلى كبار الصحابة من نفي أبي ذر وإهانته، وضرب عمار ، وضرب ابن مسعود، ولسع علي بالكلام بعد الكلام، كلما خشوا أن يتأثر به عثمان، وتصرفهم بدون أمر عثمان، أو اقتطاع للمال، او تعامل بالربا، أو كتابة الكتاب والأمر على لسان عثمان والختم بخاتمه والتصرف دونه بما لم يرض ولم يعلم... حتى خشي الناس أنه باستطاعة مروان في أي وقت أن يأمر بقتل أي صحابي أو تابعي بأن يكتب على لسان عثمان ما شاء ثم لا يلحقه بذلك من عثمان عقوبة ولا عزل... وقد اعترف بعض المؤرخين النواصب ( من اصحاب النصب الخفيف) كالذهبي وابن كثير بأن مروان خان عثمان وأنه صاحب ذلك الكتاب المشئوم الذي أفقد ثقة الناس تماماً بعثمان..
وأصبح ثوار مصر في ورطة..
فإن عادوا إلى مصر لن يأمنوا أن يصل كتاب مماثل من مروان يأمر بقتلهم
وإن طلبوا عقوبة مروان أبى عثمان
وإن طلبوا عزله أبى عثمان يضاً ..
وكان النظام السياسي مهترئاً فلم يوجد الصحابة لأنفسهم نظاماً صارماً يوجب على الخليفة تحكيم جماعة ممن يختارهم الشعب مثلاً، ولا العرض على القضاء، ولا اي شيء من هذا القبيل..
كان نظاماً فردياً متخلفاً.. يأبى إسلام محمد (ص) أن يوصل الناس إلى مثل هذا التخلف القانوني..
نعم عثمان صحابي والصحابة صحابة .. لمن هذا لا يوجب علينا لا ديناً ولا عقلاً ألا نبدي رأينا في النظام القانوني الذي قام عليه النظام.. كان نظاماً بلا قانون!
لا تستطيع شريعة أن تقرب مروان إلى العدالة إذا كان عثمان لا يضرى بذلك..
ولذلك لا يجوز أن نخضع الإسلام لنظام الخلفاء الراشدين مع فضلهم وتقدمهم
وإنما لنظام الشريعة - إن وجدناه-..
لأن نظام الشريعة لا يمكن أخذه لا من الصحابة ولا من التابعين ولا من هؤلاء العلماء المتعصبين الخونة الظلمة ...
وإنما تؤخذ شريعة الله من دين الله
من القرآن الكريم أولاً ثم مما فسرته السنة وشرحته..
ويمكن الاستئناس بأعمال وفتاوى أهل العلم الحق، وأهل العقل والعدل، ممن يمكن اختيارهم بعناية فائقة..
لا يجوز أن نهمل إسلامنا لمجاملة عثمان أو حماية مروان..
كان يجب تعيين لجنة قضائية تحاكم مروان بن الحكم على كتابة ذلك الكتاب المشئوم..
وما فيه من الإفتئات على الخليفة بل على الأمة..
كان يجب أن يكون جواب عثمان غير ما قرأناه..
إلا أن التصلب في الخليفة - على كبر سنه وسيطرة الحاشية عليه- كان من أكبر الأسباب لقتل عثمان.
والروايات في دور مروان والحاشية في قتل عثمان كثيرة جداً.. وصحيحة بل متواترة..
ولا أدري ماذا كان دور هؤلاء العلماء كالقرضاوي وغيره ممن أجاز المسلسل..
هل هم جهلة - وهذا ممكن ونعني الجهل الجزئي اي الجهل بالتاريخ-
أم ارتضوا أن يلعبوها مع التجار!
فاصبح لهم ثمناً كثمن رشيد عساف وغيره من الممثلين!
أم أعمتهم المذهبية والخصومة مع الشيعة فرضوا بتزييف التاريخ ليصبح أهل الفتنة اهل أصلاح، والصحابة أهل فتنة!
على كل حال هذه الروايات في دور حاشية عثمان وبطانته
ورأسها مروان بن الحكم..
- وقد سبقت كثير من الروايات في دور مروان والحاشية وسنحرص على ألا نكرر-
1- رواية إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص:
في تاريخ الطبري (2/660): قال محمد بن عمر ( هو الواقدي، إمام في المغازي مشهور) وحدثني عبدالله بن جعفر ( صدوق من رجال مسلم)، عن إسماعيل بن محمد :
أن عثمان صعد يوم الجمعة المنبر فحمد الله وأثنى عليه
فقام رجل فقال أقم كتاب الله
فقال عثمان اجلس فجلس حتى قام ثلاثا فأمر به عثمان فجلس
فتحاثوا بالحصباء حتى ما ترى السماء وسقط عن المنبر
وحمل ( عثمان) فأدخل داره مغشيا عليه
فخرج رجل من حجاب عثمان ومعه مصحف في يده وهو ينادي:
( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله)
ودخل علي بن أبي طالب على عثمان رضي الله عنهما وهو مغشي عليه وبنو أمية حوله
فقال مالك يا أمير المؤمنين؟
فأقبلت بنو أمية بمنطق واحد!
فقالوا يا علي أهلكتنا وصنعت هذا الصنيع بأمير المؤمنين!
أما والله لئن بلغت الذي تريد لتمرن عليك الدنيا فقام علي مغضبا اهـ
التعليق:
الأثر مرسل قوي الإسناد، وله شواهد كثيرة جداً، وهو يبين عمل الحاشية على التفريق بين عثمان وكبار الصحابة الناصحين كعلي.. فانظر هنا كيف نطقت بكلمة واحدة! وتسببت في اعتزال علي في نهاية الأمر، بل تسببت في تفيه إلى ينبع ثم إرجاعه عند الحاجة إليه ثم نفيه ثم إرجاعه! حتى اشتكى الإمام علي إلى اب عباس وغيره بأن عثمان اتخذه كالجمل ينزع الماء رائحاً وجائياً..
والرواية هنا واضحة بأن الحاشية كان لها قوة بحيث تهين أحد زوار عثمان من الصحابة وتهدده وعثمان لا يستطيع أن يعمل لها شيئاً..
بل سنرىأ ن مروان تبلغ به الجرأة أن يتكلم بما لا يليق على امرأة عثمان نائلة بنت الفرافصة في وجود عثمان! عندما نصحته نائلة بالسماع من علي وأمثاله من الناصحين له..
الرواية الثانية: رواية علي بن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه:
والغريب أن أصحاب المسلسل أخذوا رواية إخباري كذاب ومتهم بالزندقة وهو سيف بن عمر ويترك روايات الصحابة وأبناء الصحابة وأحفاد الصحابة ممن ليسوا متهمين بضعف ولا زندقة..
وقد حاولت أن أجد سبباً لذلك فلم أجد إلا سبباً واحداً
وهو أن الصدق مر المذاق.. والكذب حلو ! !
ورواية محمد بن عمر بن علي في الطبري (2/658) من طريق الواقدي ذلك المؤرخ المظلوم، ونصها:
قال محمد بن عمر فحدثني علي بن عمر عن أبيه قال:
ثم إن عليا جاء عثمان بعد انصراف المصريين - وقد رويت وساطته مع محمد بن مسلمة معاً-
فقال له تكلم كلاما يسمعه الناس منك ويشهدون عليه ويشهد الله على ما في قلبك من النزوع والإنابة
فإن البلاد قد تمخضت عليك فلا آمن ركبا آخرين يقدمون من الكوفة فتقول يا علي:
اركب إليهم ولا أقدر أن أركب إليهم ولا أسمع عذرا
ويقدم ركب آخرون من البصرة فتقول يا علي اركب إليهم
فإن لم أفعل رأيتني قد قطعت رحمك واستخففت بحقك -
قال فخرج عثمان فخطب الخطبة التي نزع فيها وأعطى الناس من نفسه التوبة
فقام فحمد الله وأنثى عليه بما هو أهله
ثم قال أما بعد أيها الناس فوالله ما عاب من عاب منكم شيئا أجهله وما جئت شيئا إلا وأنا أعرفه
ولكني منتني نفسي وكذبتني وضل عني رشدي
ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من زل فليتب ومن أخطأ فليتب ولا يتماد في الهلكة إن من تمادى في الجور كان أبعد من الطريق)
فأنا أول من اتعظ أستغفر الله مما فعلت وأتوب إليه فمثلي نزع وتاب
فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليروني رأيهم
فوالله لئن ردني الحق عبدا لأستن بسنة العبد ولأذلن ذل العبد ولأكونن كالمرقوق إن ملك صبر وإن عتق شكر
وما عن الله مذهب إلا إليه
فلا يعجزن عنكم خياركم أن يدنوا إلي لئن أبت يميني لتتابعني شمالي
قال فرق الناس له يومئذ وبكى من بكى منهم
وقام إليه سعيد بن زيد فقال:
يا أمير المؤمنين ليس بواصل لك من ليس معك
الله الله في نفسك فأتمم على ما قلت
فلما نزل عثمان وجد في منزله مروان وسعيدا ( هو سعيد بن العاص) ونفرا من بني أمية
ولم يكونوا شهدوا الخطبة
فلما جلس قال مروان:
يا أمير المؤمنين أتكلم أم أصمت
فقالت نائلة ابنة الفرافصة امرأة عثمان الكلبية لا بل اصمت فإنهم والله قاتلوه ومؤثموه
إنه قد قال مقالة لا ينبغي له أن ينزع عنها
فأقبل عليها مروان فقال:
ما أنت وذاك فوالله لقد مات أبوك وما يحسن يتوضأ!
فقالت له مهلا يا مروان عن ذكر الآباء تخبر عن أبي وهو غائب تكذب عليه وإن أباك لا يستطيع أن يدفع عنه
أما والله لولا أنه عمه وأنه يناله غمه أخبرتك عنه ما لن أكذب عليه
قال فأعرض عنها مروان ثم قال:
يا أمير المؤمنين أتكلم أم أصمت
قال بل تكلم
فقال مروان بأبي أنت وأمي والله لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممتنع منيع فكنت أول من رضي بها وأعان عليها ولكنك قلت ما قلت حين بلغ الحزام الطبيين وخلف السيل الزبى وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل والله لإقامة على خطيئة تستغفر الله منها أجمل من توبة تخوف عليها وإنك إن شئت تقربت بالتوبة ولم تقرر بالخطيئة وقد اجتمع إليك على الباب مثل الجبال من الناس
فقال عثمان فاخرج إليهم فكلمهم فإني أستحي أن أكلمهم
قال فخرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضا
فقال ما شأنكم ؟ قد اجتمعتم كأنكم قد جئتم لنهب؟
شاهت الوجوه كل إنسان آخذ بأذن صاحبه
ألا من أريد جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا؟
اخرجوا عنا أما والله لئن رمتمونا ليمرن عليكم منا أمر لا يسركم ولا تحمدوا غب رأيكم
ارجعوا إلى منازلكم فإنا والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا
قال فرجع الناس وخرج بعضهم حتى أتى عليا فأخبره الخبر
فجاء علي عليه السلام مغضبا حتى دخل على عثمان فقال:
أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلا بتحرفك عن دينك وعن عقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به؟
والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه
وأيم الله إني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك
وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك
أذهبت شرفك وغلبت على أمرك
فلما خرج علي دخلت عليه نائلة ابنة الفرافصة امرأته فقالت:
أتكلم أو أسكت
فقال تكلمي
فقالت قد سمعت قول علي لك وإنه ليس يعاودك وقد أطعت مروان يقودك حيث شاء
قال فما أصنع؟
قالت تتقي الله وحده لا شريك له وتتبع سنة صاحبيك من قبلك
فإنك متى أطعت مروان قتلك
ومروان ليس له عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة
وإنما تركك الناس لمكان مروان
فأرسل إلى علي فاستصلحه فإن له قرابة منك وهو لا يعصى
قال فأرسل عثمان إلى علي فأبى أن يأتيه
وقال قد أعلمته أني لست بعائد -
قال فبلغ مروان مقالة نائلة فيه
قال فجاء إلى عثمان فجلس بين يديه
فقال أتكلم أو أسكت
فقال تكلم
فقال إن بنت الفرافصة
فقال عثمان لا تذكرنها بحرف فأسوئ لك وجهك فهي والله أنصح لي منك
قال فكف مروان اهـ
التعليق:
هذه الرواية وأمثالها تبين بوضوح أن عثمان بن عفان كان حسن النية
وأنه يستجيب غذا أكثر السماه من الناصحين
وأن الثوار من الصحابة وغيرهم يرقون له ويبكون إذا سمعوات منه نزوعاً أو توبة ويقدرون صحبته وسنه وشيخوخته وانكساره للحق ..
وأن مروان والحاشية كانوا يفسدون هذا التقارب
و يحيكون مؤامرة ..
والعجب في استجابة عثمان لهم..
ولكن هل يدير مروان والحاشية هذه المؤامرة مخدوعين أم عارفين؟
أعني هل هم مخدوعون من معاوية؟
أم يفعلون هذا من تلقاء أنفسهم؟
ام يخافون استرجاع ما أخذوه من المال بغير حق؟
.. فإن مروان هنا يتحدث حديث من يريد إفساد كل إصلاح..
إنه يدفع الناس دفعاً لمعارضة عثمان.
حتى نائلة بنت الفرافصة تنكر على عثمان ترك سنة صاحبيه والانقياد لمروان..!
هل رأينا في حاشية حسني مبارك وابن علي من كان يدفعهما للتصلب أم لا؟
وإذا وجد هؤلاء، فلماذا يدفعون رؤساؤهم للتصلب؟
هل كانوا يسمعون صوت الثورة أنم لا يسمعون إلا أنفسهم؟
وهل يصاب الفاسدون من البطانات بالصمم والعمى؟ فلا يرون الثورة ولا يسمعون صوتها؟
..الخ
( أو البطانة التي أفسدته - حسب تعبير التابعي عوف الأعرابي):
1- مروان بن الحكم بن أبي العاص:رأس الحاشية وقائدها ومدبرها والمستولي على عثمان وصاحب سره وأمين خاتمهوخائنه والمجلب عليه بسوء سيرته ..الخ
( ووالده الحكم بن أبي العاص عم عثمان،
فعثمان هو ابن عفان بن أبي العاص بن أمية)،
ومروان هو رأس الحاشية ، وهو الذي ساق عثمان إلى الانتحار السياسي، وهو الذي اسهم في كل أخطاء عثمان تقريباً، وكان والده الحكم بن أبي العاص من الذين يؤذون النبي (ص) بمكة، ثم تظاهر بالإسلام وقدم مع الطلقاء وكان جاسوس قريش على النبي (ص) فنفاه النبي (ص) إلى الطائف ولعنه، وهناك ولد مروان، في السنة في أواخر عهد النبوة، ثم رفض أبو بكر وعمر أن يعيداه إلى المدينة، فرده عثمان مع أولاده، فدخل على عثمان وهو بأفحش هيئة، وخرج لابساً الخز والطيلسان، محملاً هو وأبناؤه - كمروان والحارث - بالذهب والفضة!
وقصة الحكم بن أبي العاص وإرجاعه وتقريبه هو وأبناؤه ورفعهم فوق الصحابة من اهل بدر والرضوان كان من أوائل المؤاخذات على عثمان، وق كان الصحابة على حق، لأن هذه الحاشية قادت الأمة كلها إلى فتنة إلى يوم القيامة، فأدت بسوء تصرفها إلى تشويه صورة هذا الصحابي الكبير ( عثمان بن عفان) ونهايته المأسوية، وذمه،ةواتهامه...الخ.
وقد صحح الالباني حديث ( إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا دين الله دخلاً وعباد الله خولاً ومال الله دولاً) ولذلك بلغوا هذا العدد في عهد عثمان، وقد حسدهم معاوية الذي هو رأس العنابس، فخدعهم وأوحى إليهم بالتشدد وحث عثمان على التصلب ووعدهم النصر، ثم حبس البعوث ليتخلص من الأعياص ( وكان بين الأعياص والعنابس منافسة، وهم بيتا أمية، وغيرهم من آل الربيعة والعبلات لا شأن لهم ولا قوة)
2- أخوه الحارث بن الحكم .. الأموي..3- 3-
3- الوليد بن عقبة بن أبي معيط ( والي الكوفة الأسبق، بعد عزله، ولكن لم يكن دائماً في الحاشية، فليس له ذكر إلا لمماً)
4- أخوه عمارة بن عقبة ( كان من الحاشية، وهو رجل غامض وكان له دور كبير في الجاسوسية لمعاوية على عثمان وعلى علي فيما بعد، وهو من المتسببين بقتل حجر بن عدي فيما بعد، ولي بحث فيه).
5- أخوهما الثالث : خالد بن عقبة ( وكان عمارة وخالد ألصق بالحاشية)
6- سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ... ألأموي ( والي الكوفة السابق الذي عزله الأشتر بالقوة، وأرسل إلى عثمان: لا نريد سعيدك ولا وليدك! ) ولكن سعيد بن العاص رغم فسقه واستهتاره إلا أنه كان أعقل من مروان، وهو الذي اعتزل أهل الجمل بذات عرق وقال ( ثأركم على أعجاز هذه الإبل) يقصد طلحة والزبير وعائشة..
7- المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي ( حليف بني أمية).. وقد قتل يوم الدار، وابنه عتبة ههو من روى قصة أصحاب الجمل بذات عرق.. وفيها اتهام طلحة والزبير وعائشة بأنهم قتلة عثمان ( بالتحريض وليس بالمباشرة)
8- ناتل مولى عثمان : وكان قوياً جلداً، ينفذ أمر مروان بأذية الصحابة والمتظلمين،( وهو الذي حمل ابن مسعود وضر ب به الأرض فاندقت أضلاعه ومات متأثراً بجراحه، وكان ابن مسعود صغير القامة ضعيف الجسم، وأما ذاك البغل فكان ضخماً قوياً..) وقد قتل ناتل يوم مقتل عثمان، وكان معاوية يعظم هذا العبد حتى أنه هدد بقتل عمار بن ياسر به! .
9- كثير بن الصلت الكندي ( من حلفاء بني أمية)
.
10- أخوه زبيد بن الصلت.
11- عبد الله ( بن وهب) بن زمعة ( شارك في ضرب ابن مسعود) وأمه زوج عثمان، وهي ابنة شيبة بن ربيعة الذي قتله حمزة يوم بدر، وشيبة بن ربيعة أخو عتبة بن ربيعة والد هند بنت عتبة أم معاوية.
12- عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ( والده مشهور، وهم من حلفاء بني عبد شمسن اي بني أمية)، ولأجل هذا أتى ذلك الحديث المنكر ( اعملوا يا أهل بدر ما شئتم فقد غفرت لكم)! وهذا حديث منكر المتن، نسبوه للنبي (ص) ومن طريق صحابة فضلاء! ولكنه منكر لا يمكن أن يصح عن النبي (ص) بهذا اللفظ، ولم يكن عليه العمل، ولا يباح للبدري الزنا ولا السرقة ولا القتل بالإجماع.. ولكن المذهب يسكر أكثر مما تسكر الخمرة، فلا يرى الناس القطعياتإذا دهمهم المذهب
.
13- يحيى بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان..
14- عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان أيضاً...
15- أبو حفصة ( مولى مروان وهو الذي قتل الصجابي الجليل نيار بن عياض الأسلمي، وابى عثمان أن يسلمهم قاتله، فزادهم هذا شراً وصمموا بعدها على قتل عثمان وكانت المعركة التي قتل فيها عثمان وهرب أبو حفصة ونجا وهو جد الشاعر الناصبي المشهور مروان بن أبي حفصة )
وغيرهم نحو العشرين من حاشية عثمان .. ولكن هؤلاء هم المشهورون...
لكن مروان أقواهم وأمكنهم وأمكرهم وأجرؤهم .. وأخوته وعائلته له تبع..
الطبري (2/660)
قال محمد بن عمر وحدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: سمعت عبدالرحمن بن الأسود بن عبد يغوث يذكر مروان بن الحكم قال:
قبح الله مروان خرج عثمان إلى الناس فأعطاهم الرضا وبكى على المنبر وبكى الناس حتى نظرت إلى لحية عثمان مخضلة من الدموع وهو يقول:
اللهم إني أتوب إليك اللهم إني أتوب إليك اللهم إني أتوب إليك والله لئن ردني الحق إلى أن أكون عبدا قنا لأرضين به إذا دخلت منزلي فادخلوا علي فوالله لا أحتجب عنكم ولأعطينكم الرضا ولأزيدنكم على الرضا ولأنحين مروان وذويه
قال فلما دخل أمر بالباب ففتح ودخل بيته
ودخل عليه مروان فلم يزل يفتله في الذروة والغارب حتى فتله عن رأيه وأزاله عما كان يريد
فلقد مكث عثمان ثلاثة أيام ما خرج استحياء من الناس
وخرج مروان إلى الناس فقال شاهت الوجوه ألا من أريد ارجعوا إلى منازلكم فإن يكن لأمير المؤمنين حاجة بأحد منكم يرسل إليه وإلا قر في بيته
قال عبدالرحمن : فجئت إلى علي فأجده بين القبر والمنبر وأجد عنده عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر وهما يقولان صنع مروان بالناس وصنع
قال فأقبل عليَّ عليٌّ فقال: أحضرت خطبة عثمان
قلت نعم
قال : أفحضرت مقالة مروان للناس؟
قلت نعم
قال علي :
عياذ الله يا للمسلمين إني إن قعدت في بيتي قال لي – يعني عثمان- تركتني وقرابتي وحقي
وإني إن تكلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان، فصار سيقة له يسوقه حيث شاء، بعد كبر السن وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبدالرحمن بن الأسود فلم يزل حتى جاء رسول عثمان ( أي إلى علي): ائتني
فقال علي بصوت مرتفع عال مغضب : قل له ما أنا بداخل عليك ولا عائد
قال فانصرف الرسول
قال فلقيت عثمان بعد ذلك بليلتين خائبا فسألت ناتلا غلامه من أين جاء أمير المؤمنين؟
فقال كان عند علي
فقال عبدالرحمن بن الأسود فغدوت فجلست مع علي عليه السلام
فقال لي جاءني عثمان البارحة فجعل يقول : إني غير عائد وإني فاعل ( يعني غير عائد إلى مطاوعة مروان وسأفعل ما يرضي الناس)
قال فقلت له ( يعني علي قال لعثمان) : أبعد ما تكلمت به على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيت من نفسك ثم دخلت بيتك وخرج مروان إلى الناس فشتمهم على بابك ويؤذيهم؟
قال فرجع (عثمان) وهو يقول : قطعت رحمي وخذلتني وجرأت الناس علي!
فقلت ( القائل علي): والله إني لأذب الناس عنك ولكني كلما جئتك بهنة أظنها لك رضا جاء ( مروان) بأخرى فسمعتَ قول مروان عليّ واستدخلت مروان
قال ثم انصرف إلى بيته
قال عبدالرحمن بن الأسود:
فلم أزل أرى عليا منكبا عنه لا يفعل ما كان يفعل إلا أني أعلم أنه قد كلم طلحة حين حصر في أن يدخل عليه الروايا وغضب في ذلك غضبا شديدا حتى دخلت الروايا على عثمان اهـ ..
ذكر محمد بن عمر الواقدي أن أسامة بن زيد حدثه عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال:
لما حصر عثمان الحصر الآخر - قال عكرمة فقلت لابن عباس أو كانا حصرين؟!-
فقال ابن عباس نعم الحصر الاول حصر اثنتي عشرة وقدم المصريون فلقيهم علي بذي خشب فردهم عنه
وقد كان والله علي له صاحب صدق حتى أوغر نفس علي عليه ( كذا! والصواب : نفس عثمان)
جعل مروان وسعيد وذووهما يحملونه على علي فيتحمل ويقولون لو شاء ما كلمك أحد!
وذلك أن عليا كان يكلمه وينصحه ويغلظ عليه في المنطق في مروان وذويه
فيقولون لعثمان هكذا يستقبلك وأنت إمامه وسلفه وابن عمه وابن عمته؟
فما ظنك بما غاب عنك منه؟
فلم يزالوا بعلي حتى أجمع ألا يقوم دونه
فدخلت عليه اليوم الذي خرجت فيه إلى مكة فذكرت له أن عثمان دعاني إلى الخروج فقال لي ما يريد عثمان أن ينصحه أحد، اتخذ بطانة أهل غش ليس منهم أحد إلا قد تسبب بطائفة من الارض يأكل خراجها ويستذل أهلها
فقلت له إن له رحما وحقا فإن رأيت أن تقوم دونه فعلت فإنك لا تعذر إلا بذلك
قال ابن عباس فالله يعلم أني رأيت فيه الانكسار والرقة لعثمان ثم إني لأراه يؤتي إليه عظيم
ثم قال عكرمة وسمعت ابن عباس يقول:
قال لي عثمان يا ابن عباس اذهب إلى خالد بن العاص وهو بمكة فقل له يقرأ عليك أمير المؤمنين السلام ويقول لك إني محصور منذ كذا وكذا يوما لا أشرب إلا من الاجاج من داري وقد منعت بئرا اشتريتها من صلب مالي رومة فانما يشربها الناس ولا أشرب منها شيئا ولا آكل إلا مما في بيتي منعت أن آكل مما في السوق شيئا وأنا محصور كما ترى فأمره وقل له فليحج بالناس وليس بفان فإن أبى فاحجج أنت بالناس
فقدمت الحج في العشر فجئت خالد بن العاص فقلت له ما قال لي عثمان
فقال لي هل طاقة بعداوة من ترى؟ فأبى أن يحج!
وقال فحج أنت بالناس فأنت ابن عم الرجل وهذا الأمر لا يفضى إلا إليه يعني عليا وأنت أحق أن تحمل له ذلك
فحججت بالناس ثم قفلت في آخر الشهر فقدمت المدينة وإذا عثمان قد قتل وإذا الناس يتواثبون على رقبة علي بن أبي طالب
فلما رآني علي ترك الناس وأقبل علي فانتجاني فقال ما ترى فيما وقع فانه قد وقع أمر عظيم كما ترى لا طاقة لأحد به ؟
فقلت أرى أنه لابد للناس منك اليوم فأرى أنه لا يبايع اليوم أحد إلا اتهم بدم هذا الرجل فأبى إلا أن يبايع فاتهم بدمه اهـ
نقد مسلسل الحسن والحسين (12) دور عمرو بن العاص في قتل عثمان
وعمرو بن العاص ...
كان بالإجماع من أشد الناس على عثمان..
كان يحرض عليه حتى الرعاة..
وهو الذي قاطع عثمان ونصح عمرو بن بديل الخزاعي بزيادة عدد الجيش..
وقاطع عثمان وهو يخطب وطالبه بالتوبة..
وحرك عليه الجميع... من استطاع منهم ومن لم يستطع..
فحرض طلحة والزبير وعلياً وابن عمر وغيرهم..
ثم ذهب إلى فلسطين عندما علم أنة عثمان سيقتل لا محالة!
ولا أستبعد أنه فعل هذا بأمر معاوية وخطة بينهما..
فقتل عثمان والتحق بمعاوية فأشركه معاوية في أمره كله..
حتى قال أبو جعفر المنصور : معاوية بعمره، وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي..
وسبب تحريض عمرو بن العاص على عثمان هو عزله له عن مصر...
والروايات في خلافهما متواترة إلا أن هؤلاء صم بكم...
أعمتهم المذهبية والأموال عن رؤية التاريخ .
الرواية الأولى: رواية أبي عون مولى المسور
الطبري (2/656)
وأما الواقدي فإنه ذكر في سبب مسير المصريين إلى عثمان ونزولهم ذا خشب أمورا كثيرة منها ما قد تقدم ذكريه ومنها ما أعرضت عن ذكره كراهة مني لبشاعته ومنها ما ذكر أن عبدالله بن جعفر حدثه عن أبي عون مولى المسور قال:
كان عمرو بن العاص على مصر عاملا لعثمان فعزله عن الخراج واستعمله على الصلاة واستعمل عبدالله بن سعد على الخراج ثم جمعهما لعبدالله بن سعد
فلما قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن على عثمان
فأرسل إليه يوما عثمان خاليا به فقال يا ابن النابغة :
ما أسرع ما قمل جربان جبتك إنما عهدك بالعمل عاما أول أتطعن علي وتأتيني بوجه وتذهب عني بآخر والله لولا أكلة ما فعلت ذلك
قال فقال عمرو إن كثيرا مما يقول الناس وينقلون إلى ولاتهم باطل فاتق الله يا أمير المؤمنين في رعيتك
فقال عثمان والله لقد استعملتك على ظلعك وكثرة القالة فيك
فقال عمرو قد كنت عاملا لعمر بن الخطاب ففارقني وهو عني راض
قال فقال عثمان وأنا والله لو آخذتك بما آخذك به عمر لاستقمت ولكني لنت عليك فاجترأت علي أما والله لأنا أعز منك نفرا في الجاهلية وقبل أن ألي هذا السلطان
فقال عمرو دع عنك هذا فالحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهدانا به قد رأيت العاصي بن وائل ورأيت أباك عفان فو الله للعاص كان أشرف من أبيك
قال فانكسر عثمان وقال ما لنا ولذكر الجاهلية
قال وخرج عمرو ودخل مروان فقال
يا أمير المؤمنين وقد بلغت مبلغا يذكر عمرو بن العاص أباك؟
فقال عثمان دع هذا عنك، من ذكر آباء الرجال ذكروا أباه
قال فخرج عمرو من عند عثمان وهو محتقد عليه يأتي عليا مرة فيؤلبه على عثمان
ويأتي الزبير مرة فيؤلبه على عثمان
ويأتي طلحة مرة فيؤلبه على عثمان
ويعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان
فلما كان حصر عثمان الأول خرج من المدينة حتى انتهى إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع فنزل في قصر له يقال له العجلان وهو يقول العجب ما يأتينا عن ابن عفان
قال فبيا هو جالس في قصره ذلك ومعه ابناه محمد وعبدالله وسلامة بن روح الجذامي إذ مر بهم راكب فناداه عمرو من أين قدم الرجل فقال من المدينة قال ما فعل الرجل يعني عثمان قال تركته محصورا شديد الحصار
قال عمرو أنا أبو عبدالله قد يضرط العير والمكواة في النار فلم يبرح مجلسه ذلك حتى مر به راكب آخر فناداه عمرو ما فعل الرجل يعني عثمان قال قتل
قال أنا أبو عبدالله إذا حككت قرحة نكأتها إن كنت لأحرض عليه حتى إني لأحرض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل
فقال له روح بن سلامة الجذامي - يا معشر قريش إنه كان بينكم وبين العرب باب وثيق فكسرتموه فما حملكم على ذلك ؟
فقال أردنا أن نخرج الحق من حافرة الباطل وأن يكون الناس في الحق شرعا سواء!
- وكانت عند عمرو أخت عثمان لأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ففارقها حين عزله ! اهـ
الرواية لا تحتاج إلى تعليق...!!
والسند قوي .. وليس كأسانيد أبي حارثة والخرثع أخو القرثع وغريهم من شيوخ سيف المخترعين!
(في تولية ابن أبي السرح وسخط عمرو بن العاص على عثمان) ...
تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 599 ]
قال ابن عمر (يعني الواقدي) وحدثني أسامة بن زيد عن يزيد بن أبي حبيب قال:
نزع عثمان عمرو بن العاص عن خراج مصر واستعمل عبدالله بن سعد على الخراج فتباغيا ...
فكتب عبدالله بن سعد إلى عثمان يقول إن عمرا كسر الخراج ...
وكتب عمرو: إن عبدالله كسر علي حيلة الحرب ..
فكتب عثمان إلى عمرو انصرف ...
وولى عبدالله بن سعد الخراج والجند ..
فقدم عمرو مغضبا فدخل على عثمان وعليه جبة يمانية محشوة قطنا ...
فقال له عثمان: ما حشو جبتك؟
قال: عمرو !
قال عثمان: قد علمت أن حشوها عمرو ولم أرد هذا إنما سألت أقطن هو أم غيره..
2- رواية يزيد بن أبي حبيب (2)
(وفيها إضرار ابن أبي السرح بأهل مصر)
تاريخ الطبري [ جزء 2 - صفحة 599 ]
قال الواقدي وحدثني أسامة بن زيد عن يزيد بن أبي حبيب :
قال بعث عبدالله بن سعد إلى عثمان بمال من مصر قد حشد فيه..
فدخل عمرو على عثمان..
فقال عثمان: يا عمرو هل تعلم أن تلك اللقاح درت بعدك؟
فقال عمرو إن فصالها هلكت اهـ
..
قلت: والروايات فيها خلاف عمرو بن العاص مع عثمان وهي تشهد لما سبق..
وفيها أيضاً أن ابن أبي السرح أضر بأهل مصر، يدل على ذلك قوله (حشد فيه)...
وهذا له وشواهد جمة ..
ويضاف إليها رواية أبي ثور الفهمي ( في ترجمة ابن عديس) فهذه الرواية المصرية..
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة الجابري اليماني ; 17-08-2011 الساعة 10:18 PM.
الطبري (2/659)
قال محمد بن عمر فحدثني عبدالله بن محمد عن أبيه قال :
لما رجع عليه عليه السلام إلى عثمان رضي الله عنه أخبره أنهم قد رجعوا وكلمه علي كلاما في نفسه
قال له اعلم أني قائل فيك أكثر مما قلت
قال ثم خرج إلى بيته
قال فمكث عثمان ذلك اليوم حتى إذا كان الغد جاءه مروان فقال له تكلم وأعلم الناس أن أهل مصر قد رجعوا وأن ما بلغهم عن إمامهم كان باطلا فإن خطبتك تسير في البلاد قبل أن يتحلب الناس عليك من أمصارهم فيأتيك من لا تستطيع دفعه
قال فأبى عثمان أن يخرج
قال فلم يزل به مروان حتى خرج فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
أما بعد فإن هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر فلما تيقنوا أنه باطل ما بلغهم عنه رجعوا إلى بلادهم
قال فناداه عمرو بن العاص من ناحية المسجد:
اتق الله يا عثمان فإنك قد ركبت نهابير وركبناها معك فتب إلى الله نتب
قال فناداه عثمان وإنك هناك يا بن النابغة؟ قملت والله جبتك منذ تركتك ( نزعتك) من العمل
قال فنودي من ناحية أخرى تب إلى الله وأظهر التوبة يكف الناس عنك
قال فرفع عثمان يديه مدا واستقبل القبلة فقال
اللهم إني أول تائب تاب إليك ورجع إلى منزله
وخرج عمرو بن العاص حتى نزل منزله بفلسطين
فكان يقول والله إن كنت لألقى الراعي فأحرضه عليه اهـ
عمار بن ياسر من كبار الصحابة ومن السابقين إلى الإسلام
وقد استشهد أبواه تحت التهذيب بمكة..
وكان مخزومياً بالولاء وعنسياً نسباً..
وعنس من مذحج ..
لا أطيل الروايات في معارضة عمار بن ياسر لعثمان أشهر من أن تذكر
وقد وجد من حاشية عثمان عنتاً فضربوه حتى اصبح لا يستمسك بوله..
وقد روى أهل الحديث هذه القصة لكن بإخفاء التفاصيل
وإنما ذكروا أنه اصابته إغماءه..
ومن الروايات - وبعضها سبق-
1-
روايات سعيد بن المسيب
أولا: الرواية الطويلة:
تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1157) : حدثنا محمد بن سليمان وأحمد بن منصور الرمادي قالا، حدثنا هشام بن عمار قال، حدثنا محمد بن عيسى بن سميع القرشي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن الزهري قال: قلت لسعيد بن المسيب: هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان رضي الله عنه ؟ وما كان شأن الناس وشأنه ؟ ولم خذله أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال: قتل عثمان رضي الله عنه مظلوما، ومن قتله كان ظالما، ومن خذله كان معذورا.
قال قلت: وكيف كان ذلك ؟
قال: إن عثمان رضي الله عنه لما ولي كره ولايته نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لان عثمان رضي الله عنه كان يحب قومه، فولي الناس اثنتي عشرة حجة، وكان كثيرا مما يولي بني أمية ممن لم يكن له مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة، فكان يجئ من أمرائه ما يكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يستعتب منهم فلا يعزلهم، فلما كان في الست حجج الأواخر استأثر بني عمه فولاهم، وأشرك معهم، وأمرهم بتقوى الله، ولى عبد الله بن أبي سرح مصر، فمكث عليها سنين، فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه.
وقد كان قبل ذلك من عثمان رضي الله عنه هنات إلى عبد الله بن مسعود، وأبي ذر، وعمار بن ياسر، فكانت هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها لمكان عبد الله بن مسعود، وكانت (بنو غفار! وأحلافها ومن غضب لابي ذر في قلوبهم ما فيها، وكانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان رضي الله عنه لمكان عمار بن ياسر.
وجاء أهل مصر يشكون ابن أبي سرح، فكتب إليه عثمان رضي الله عنه كتابا يتهدده فيه، فأبى أن يقبل ما نهاه عنه عثمان رضي الله عنه وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر يتظلم منه فقتله!!، فخرج من أهل مصر سبعمائة إلى المدينة فنزلوا المسجد، وشكوا إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مواقيت الصلاة ما صنع ابن سرح بهم
فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان رضي الله عنه بكلام شديد!
وأرسلت إليه عائشة فقالت: قد تقدم إليك أصحاب محمد وسألوك عزل هذا الرجل، فأبيت إلا واحدة، فهذا قد قتل منهم رجلا فاقضهم من عاملك.
ودخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وكان متكلم القوم - فقال:
إنما سألوك رجلا مكان رجل، وقد أدعوا قبله دما، فاعزله عنهم واقض بينهم، وإن وجب عليه حق فأنصفهم منه.
فقال لهم: اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه.
فأشار الناس عليهم بمحمد بن أبي بكر، فقالوا: استعمل علينا محمد بن أبي بكر.
فكتب عهده وولاه،
وخرج معه عدة من المهاجرين والانصار ينظرون فيما بين أهل مصر وبين ابن أبي سرح، فخرج محمد ومن كان معه، فلما كانوا على مسيرة ثلاث ليال من المدينة إذا هم بغلام أسود على بعير يخبط خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب
فقال له أصحاب محمد: ما قصتك وما شأنك، كأنك هارب أو طالب؟
فقال: أنا غلام أمير المؤمنين، وجهني إلى عامل مصر.
قال له رجل: هذا عامل مصر معنا.
قال: ليس هذا أريد.
وأخبروا بأمره محمد بن أبي بكر، فبعث في طلبه رجالا، فأخذوه فجاءوا به إليه
فقال له: يا غلام من أنت ؟
فأقبل مرة يقول غلام أمير المؤمينن، ومرة يقول غلام مروان، حتى عرفه رجل أنه لعثمان،
فقال له محمد: إلى من أرسلت ؟ قال: إلى عامل مصر.
قال: بماذا ؟ قال: برسالة.
قال: أمعك كتاب ؟ قال: لا، ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا، وكانت معه إداوة قد يبست، فيها شئ يتقلقل، فحركوه ليخرج فلم يخرج، فشقوا الاداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح، فجمع محمد من كان معه من المهاجرين والانصار وغيرهم، ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه:
إذا أتاك محمد بن أبي بكر وفلان وفلان فاحتل لقتلهم، وأبطل كتابه، وقر على عملك حتى يأتيك رأي في ذلك، واحبس من يجئ إلي يتظلم منك، ليأتيك رأي في ذلك إن شاء الله تعالى.
قال: فلما قرأوا الكتاب فزعوا ورجعوا إلى المدينة، وختم محمد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه، ودفع الكتاب إلى رجل منهم، فقدم المدينة
فجمعوا طلحة والزبير وعليا وسعدا ومن كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فكوا الكتاب بمحضر منهم، وأخبروهم بقصة الغلام، وأقرأوهم الكتاب، فلم يبق أحد من أهل المدينة إلا حنق على عثمان، وزاد ذلك من كان غضب لابن مسعود وأبي ذر وعمار حنقا وغيظا، وقام أصحاب محمد فلحقوا بمنازلهم، وحاصر الناس عثمان
وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم وغيرهم،
وأعانه على ذلك طلحة بن عبيد الله،
وكانت عائشة رضي الله عنها تقبحه كثيرا.
فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة والزبير وسعد وعمار ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم بدري، ثم دخل على عثمان رضي الله عنه ومعه الكتاب والبعير والغلام
فقال له علي: هذا الغلام غلامك ؟ قال: نعم.
قال: فالبعير بعيرك ؟ قال: نعم.
قال: وأنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال: لا، وحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به.
قال له علي رضي الله عنه: فالخاتم خاتمك ؟ ! قال: نعم.
فقال له علي رضي الله عنه: كيف يخرج غلامك على بعيرك بكتاب عليه خاتمك لا تعلمه ؟ !
فحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب، ولا أمرت به، ولا وجهت هذا الغلام إلى مصر.
فأما الخط فعرفوا أنه خط مروان، وشكوا في أمر عثمان رضي الله عنه، وسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى - وكان مروان عنده في الدار - فخرج أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) من عنده غضابا، وشكوا في أمره، وعلموا أنه لا يحلف بباطل
إلا أن قوما قالوا: لا يبرأ عثمان من قلوبنا إلا أن يدفع إلينا مروان حتى نثخنه، ونعرف حال الكتاب، فكيف يؤمر بقتل رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بغير حق ؟ ! فإن يكن عثمان كتبه عزلناه، وإن يكن مروان كتبه على لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان، ولزموا بيوتهم، وأبى عثمان أن يخرج إليهم مروان، وخشى عليه القتل، وحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء.
ثم أكمل ابن شبة الرواية في : بالإسناد نفسه وفيه السماع: ففي تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1303 - 1305)
حدثنا محمد بن يوسف بن سليمان، وأحمد بن منصور الرمادي قالا: حدثنا هشام بن عمار بن نصير السلمي قال، حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي قال، حدثني ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال:
أشرف عثمان رضي الله عنه على الناس وهو محصور فقال: أفيكم علي ؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم سعد ؟ قالوا: لا.
فسكت ثم قال: ألا أحد يبلغ فيسقينا ماء ؟
فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة، فما كادت تصل إليه حتى جرح في سببها عدة من موالي بني هاشم وموالي بني أمية حتى وصلت إليه، وبلغ عليا رضي الله عنه أن عثمان يراد قتله فقال: إنما أردنا منه مروان، فأما قتله فلا
وقال للحسن والحسين: اذهبا بنفسيكما حتى تقوما على باب دار عثمان، فلا تدعا واحدا يصل إليه.
وبعث الزبير ابنه
وبعث طلحة ابنه على كره منه،
وبعث عدة من أصحاب محمد أبناءهم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان، ويسألونه إخراج مروان، فلما رأى ذلك محمد بن أبي بكر ورمى الناس فيهم بالسهم حتى خضب الحسن بالدماء على بابه، وأصاب مروان سهم وهو في الدار، وخضب محمد بن طلحة وشج قنبر
وخشي محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن والحسين فأخذ بيد رجلين وقال لهما: إن جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان، وبطل ما تريدان، ولكن مرا بنا حتى نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم بنا أحد، فتسور محمد بن أبي بكر وصاحباه من دار رجل من الانصار حتى دخلوا على عثمان رضي الله عنه، وما يعلم أحد ممن كان معه، لان كل من كان معه كان فوق البيوت، فلم يكن معه إلا امرأته.
فقال لهما محمد بن أبي بكر: مكانكما حتى أبدأ بالدخول، فإذا أنا خبطته فادخلا فتوجئاه حتى تقتلاه.
فدخل محمد فأخذ بلحيته، فقال له عثمان رضي الله عنه:
أما والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني.
فتراخت يده، وحمل الرجلان عليه فوجآه حتى قتلاه، وخرجوا هاربين من حيث دخلوا، وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها لما في الدار من الجلبة
فصعدت امرأته إلى الناس فقالت: إن أمير المؤمنين قد قتل.
فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان رضي الله عنه مذبوحا فانكبوا عليه يبكون، وخرجوا، ودخل الناس فوجدوه مقتولا، وبلغ عليا الخبر وطلحة والزبير وسعدا ومن كان بالمدينة، فخرجوا، وقد ذهبت عقولهم للخبر الذي أتاهم، حتى دخلوا عليه فوجدوه مذبوحا، فاسترجعوا.
وقال علي رضي الله عنه لابنيه:
كيف قتل وأنتما على الباب ؟
ولطم الحسن وضرب الحسين،
وشتم محمد بن طلحة،
ولعن عبد الله بن الزبير،
وخرج وهو غضبان يرى أن طلحة أعان على ما كان من أمر عثمان
فلقيه طلحة فقال: ما لك يا أبا الحسن ضربت الحسن والحسين ؟
فقال عليك لعنة الله أبيت إلا أن يسوءني ذاك؟، يقتل أمير المؤمنين، رجل من أصحاب محمد، بدري لم تقم عليه بينة ولا حجة؟
! ! فقال طلحة: لو دفع إلينا مروان لم يقتل.
فقال علي رضي الله عنه: لو أخرج إليكم مروان لقتل قبل أن تثبت عليه حكومة.
ودخل منزله اهـ.
ثم قال ابن شبة: هذا حديث كثير التخليط، منكر الاسناد، لا يعرف صاحبه الذي رواه عن ابن أبي ذئب، وأما ابن أبي ذئب ومن فوقه فأقوياء اهـ
ومن شواهده:
* حدثنا حيان بن بشر قال، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن المغيرة قال: لما رجع أهل مصر عن عثمان رضي الله عنه رأوا راكبا يعارض الطريق فارتابوا، فأخذوه ففتشوه فلم يجدوا شيئا، فقال رجل منهم: لعل حاجتكم في الشنة، فنظروا فإذا كتاب إلى ابن أبي سرح فيه: إذا قدم عليك فلان وفلان فاضرب أعناقهم، فرجعوا فقالوا: هذا خاتمك على هذا الكتاب، أفهذا من التوبة ؟!
قال: ما كتبته ولا أمرت به، وحلف، قالوا: خاتمك عليه!
قال: خاتمي مع فلان - مروان أو حمران –
قالوا: فإنا نتهمك فاخرج عن الولاية حتى نولي غيرك،
قال: أما المال فولوه من شئتم، وأما الصلاة فما كنت لأخلع سربالاً ألبسنيه الله.
قالوا: لا يستقيم أن يكون رجل على الصلاة وآخر على المال، فحصروه حتى قتلوه.
أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 264)
وحدثنا هشام بن عمار الدمشقي حدثنا محمد بن عيسى بن سميعٍ عن محمد بن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال:
لما ولي عثمان كره ولايته نفرٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عثمان كان يحب قومه، فولي الناس اثنتي عشرة حجة وكان كثيراً ما يولي من بني أمية من لم يكن له مع النبي صلى الله عليه وسلم صحبه، فكان يجيء من أمرائه ما ينكره، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وكان يستعتب فيهم فلا يعزلهم، فلما كان في الست الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر فمكث عليهم سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه، وقد كانت من عثمان قبل هنات إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر، فكان في قلوب هذيل وبني زهرة وبني غفار وأحلافها من غضب لأبي ذر ما فيها، وحنقت بنو مخزوم لحال عمار بن ياسر، فلما جاء أهل مصر يشكون ابن أبي سرح كتب إليه كتاباً يتهدده فيه، فأبى أن ينزع عما نهاه عثمان عنه وضرب بعض من كان شكاه إلى عثمان من أهل مصر حتى قتله، فخرج من أهل مصر سبعمائة إلى المدينة فنزلوا المسجد وشكوا ما صنع بهم ابن أبي سرح في مواقيت الصلاة إلى أصحاب محمد،
فقام طلحة إلى عثمان فكلمه بكلام شديد،
وأرسلت إليه عائشة رضي الله تعالى عنها تسأله أن ينصفهم من عامله،
ودخل عليه عليّ بن أبي طالب - وكان متكلم القوم - وقال له: إنما يسألك القوم رجلاً مكان رجل وقد ادعوا قبله دماً فاعزله عنهم وأقضِ بينهم فإن وجب عليه حق فانصفهم منه، فقال لهم: اختاروا رجلاً أوليه عليكم مكانه، فأشار الناس عليهم بمحمد بن أبي بكر الصديق، فقالوا: استعمل علينا محمد بن أبي بكر، فكتب عهده على مصر ووجه معهم عدةً من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي سرح.
(قلت: لم يذكرها كاملة وسنذكرها مع الكلام على إسنادها).
أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 264) في إنكار إيواء الحكم وقتل الحمام..
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: خطب عثمان فأمر بذبح الحمام وقال: إن الحمام قد كثر في بيوتكم حتى كثر الرَمُي ونالنا بعضه، فقال الناس: يأمر بذبح الحمام، وقد آوى طرداء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن شهد رواية ابن المسيب ما رواه ابن شبة في تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1274).
حدثنا القعنبي قال، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد قال، سمعت سعيد بن المسيب يقول: وقعت الفتنة الاولى - يعني فتنة عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني فتنة الحرة - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد، وأنى وقعت الثالثة لم ترتفع وبالناس طباخ اهـ
تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1274)
دثنا القعنبي قال، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد قال، سمعت سعيد بن المسيب يقول: وقعت الفتنة الاولى - يعني فتنة عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني فتنة الحيرة - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد، وأنى وقعت الثالثة لم ترتفع وبالناس طباخ اهـ
تاريخ المدينة - (ج 4 / ص 1274)
دثنا زهير بن حرب قال، حدثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: وقعت فتنة الدار بمثله
التعليق:
تتبعوا أخبار عمار في هذه الرواية..
وانتظروا ما بعدها..
ومن حديث الأعمش يَرويه أبو بكر بن أبي شيبة قال:
كَتب أصحابُ عُثمان عَيْبه وما يَنْقم الناسُ عليه في صحيفة، ثم قالوا: مَن يذهب بها إليه؟
قال عمٌار: أنا. فذهب بها إليه.
فلما قرأها قال: أرغمِ اللّهُ أنفك.
قال: وأنف أبي بكر وعمر.
قال: فقام إليه فوَطئه حتى غُشى عليه.
ثم ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزُّبير يقولان له: اختر إحدى ثلاث: إما أن تَعْفو، هاما أن تأخذ الأرْش، وإما أن تَقْتَص. فقال: واللّه لا قبلتُ واحدة منها حتى ألقى الله.
قال أبو بكر: فذكرتُ هذا الحديث للحَسن بن صالح، فقال: ما كان على عُثمان أكثرُ مما صنع
التعليق:
في أمر عمار يصح قول الحسن بن صالح بن حي..
لكن في تلك المعايب وألأخطاء أين ذهبت؟
وابن عبد ربه كان في الأدنلس ولا يستطيع أن يقول كل التفاصيل في دولة الأمويين..
ومنها ما رواه البلاذري في أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 275)..
ويقال إن المقداد بن عمرو وعمار بن ياسر وطلحة والزبير في عدة من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم كتبوا كتاباً عددوا فيه أحداث عثمان وخوفوه ربه وأعلموه انهم مواثبوه إن لم يقلع، فأخذ عمار الكتاب وأتاه به، فقرأ صدراً منه فقال له عثمان: أعلي تقدم من بينهم؟
فقال عمار: لأني أنصحهم لك،
فقال: كذبت يابن سمية،
فقال: وأنا والله ابن سمية وابن ياسر،
فأمر غلماناً له فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق، وكان ضعيفاً فغشي عليه.
وفي أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 275)
وقد قيل أيضاً إن عثمان مر بقبر جديد فسأل عنه فقيل قبر عبد الله بن مسعود، فغضب على عمار لكتمانه إياه موته إذ كان المتولي للصلاة عليه والقيام بشأنه، فعندها وطىء عماراً حتى أصابه الفتق
وفي تاريخ ابن شبة:
ضرب عمار بن ياسر حتى أغمي عليه وأصبح لا يستمسك بوله (تاريخ عمر بن شبة 3/1101، 1100 ، 1099)
وكان الذي تولى ضربه حاشية عثمان ورأسهم مروان بن الحكم
فرأى الثوار أن عثمان كان عاجزاً عن كبح جماح ومظالم الطلقاء وأبنائهم،
بل في الرواية الأخيرة أن الذي تولى ضربه عثماننفسه
لأنه أنكر عليه تولية بني أمية.
عثمان يقول لعمار (وليتهم على رغم أنف من رغم)
(تاريخ ابن شبة 3/1099)