ثم ما قصدك بقولك بأرادته أو رغما عنه
أنت تعلم إن دخول رحمة الله هو بالأيمان به ثم إن الله صرح في كثير من الآيات بأنه لايجبر أحد على شيء ويترك أمره إلى نفسه وحسب قوته إما أن ينتصر
الحق أو الباطل
ثم إن الله لما خلق هذا الإنسان دبر له وسيلة
البلوغ إلى سعادته دنيا وآخرة ، فجعل للوصول إليها منهجا قويما لا يزل
سالكه ، ولا يضل .
قال الله تعالى : " ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقويها .
قد أفلح من زكيها وقد خاب من دسيها .
وقال : " وهديناه النجدين " .
وقال : " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "
ومعنى هديناه أي عرفناه
أي إنا هديناه سبيل الخير وهو طريق التوحيد والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة وغيرها بإعطاء العقل ونصب الدلائل وانزال الكتاب وبعث الرسل فإما شاكرا بالاهتداء والأخذ فيه وإما كفورا بالإعراض عنه
وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ) أي حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه
لماذا تكرر نفس السؤال
أخبرتك أن الله لايتدخل في ضلال العبد وهداه
أن الله يضع أمام العبد طريقين طريق مستقيم وطريق معوج ويقول له إن هذا الطريق المستقيم فيه هداك وهذا الطريق المعوج فيه ضلالك
هذا الطريق يوصلك إلى وادي السلام وذاك يوصلك إلى وادي برهوت
والخيار لك فإذا اخترت طريق الضلال والمعاصي أضلك الله عن طريق الحق
وإذا اخترت طريق الحق وبحثت عنه هداك الله إلآ الحق ويسر لك أسباب الوصول إلى الحق وأهل الحق
فهذا عذب فرات وهذا ملح أجاج
أنت المسؤول الوحيد عن أي منهما تشرب
فهذا عذب فرات وهذا ملح أجاج
أنت المسؤول الوحيد عن أي منهما تشرب"
لا لست المسؤول الوحيد،المسؤول الأول هو من خلق هذا الثاني الملح الأجاج لو لم يخلقه لم كان هناك احتمال لاختياره-الملحد الأعظم-
بل أنت المسؤول الوحيد إن الله خلق أبليس وهو يعلم أنه سيضل العباد ولكنه وعندما عصاه وطلب منه أبليس المهلة أمهله الله تعالى لكي يضل الناس الأغبياء وهم الذين رؤوسهم جوفاء لا شيء فيها فهم جهلة لاتعلموا ولا علموا
ومثل هكذا ناس لايستخدمون عقولهم مكانهم هو جهنم يا أيها العبقري صاحب العقل الكبير
أنت تصف نفسك بالعبقرية وتدعوا الناس إلى عدم استعمال عقولهم
إن الله خلق العقل وأعطاه لبني آدم وقال لهم فكروا قليلا فهل أنت ستكثر أن تشغل عقلك
و طبعا لو كنت عبقري لقلت في نفسك هؤلاء الناس لو ماتوا وأنا أيضا مت وكان كلامهم صحيح فنجوا وهلكت وإذا كان كلامهم غير صحيح نجوا ونجوت إذ لاحساب ولا عقاب فلو كنت عبقري على الأقل لاستعملت الأحتياط ماذا ستخسر لو احتطت
ثم أنك وعدت باستخراج الأخطاء من القرآن الكريم ولم تأتي إلا بآية واحدة مع كلام يضحك الثكلى
"الناس الأغبياء وهم الذين رؤوسهم جوفاء لا شيء فيها فهم جهلة لاتعلموا ولا علموا
ومثل هكذا ناس لايستخدمون عقولهم مكانهم هو جهنم يا أيها العبقري صاحب العقل الكبير"
هل هؤلاء الناس الأغبياء خلقوا كذلك أم خلقوا أذكياء ثم أصبحوا أغبياء؟
لايوجد شخص خلق ذكي ولا يوجد شخص خلق غبي
ولم يولد الرجال علماء
فهؤلاء الذين فكروا في عظم الخالق وضعف المخلوق هم الأذكياء
وأما الأغبياء فهم الذين لايريدون التفكير
أنت تتكلم وكأن الشخص الغبي لا يستطيع التفكير بل يستطيع ويستطيع حتى أن يصبح من العلماء ولكن هو بأرادته لايريد أن يشغل عقله
إن الله خلق العقل وأعطاه لكل أنسان فالعرب مثلا لو أرادو أن يصبحوا مثل الغرب ( من حيث التطور والتكنولوجيا ) لفعلوا وكيف لا وهم الذين صدروا العلوم والحضارة إلا مثل هذه الأقوام عندما كانت قابعة في عصور الظلم والجهل
ولكن الكثير من اكتشافات الغرب في هذا العصر كان يعرفها العرب والمسلمون قبل ألف وأربعمئة سنة
ولكن هو بأرادته لايريد أن يشغل عقله " بما أنه لايريد =إمكانية عدم إرادته "موجودة"=أنها مخلوقة=يوجد من خلقها=الله خلقها=الله خلق إمكانية أن لا يريد=لو لم يخلق الله هذه الإمكانية=لم يكن أحد أختارها=لأنه غير موجودة أصلا=الله سبب اختيارها=الله سبب غباء الإنسان
لا افهم مالفرق بين سؤالك هذ والذي قبله وقبله وقبله
قلت لك فكما أعطا الله صفة الكرم للأنسان أعطاه صفة البخل وكما أعطاه التكبر أعطاه التواضع
وكما أعطاه العلم أعطاه الجهل
قلت لك أنهما طريقين في عقلك لوفكرت قليلا لعرفت أيهما أصح ثم لو لم يكن هناك صفة الجهل عند الناس لما كان هناك داع لأستعمال العقل والتعلم وتصبح الحياة لعب ولهو
ولكن الله أعطى للأنسان العلم والجهل ليميز الناس من هو العالم ومن هو الجاهل
وهذه أشياء اعطاك الله مفاتيحها فلا بد من وجود الشيء وضده حتى يكون هناك حساب يوم القيامة
ثم أن هذه الأشياء فقط في هذه الدنيا وليست موجودة في الآخرة و موضوع العلم والجهل كموضوع الحق والباطل أنما خلق الباطل ليضل الناس وخلق الحق ليهدي الناس طبعا وعلى حسب استعمال عقولهم
فمثلا أنت تستعمل عقلك وتعلم أين الحق ولكن حلت المعصية بعينك وعظمة الطاعة على قلبك فأنت تتجاهل ولست بجاهل لشيء والدليل هو أنك تكرر نفس الأسئلة ولكن بفردات مختلفة فمرة تقول لماذا خلق الله الباطل
والآن تقول لماذا خلق الله الجهل
وهذه كلها لتهرب من حقيقة أننا نحن الحق وأنت الباطل