|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 29642
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 11
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
النجف الاشرف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 11-04-2009 الساعة : 03:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر خاص الى الاخ النجف الاشرف
والاخوة المعلقين
لقد قرأت الموضوع من اوله وكل التعليقات
وحقا كان موضوعا جيدا
ومدعوما بالروايات والادلة
وقبل عدة سنوات كنت قد قرأت كتابا للعلامة العاملي
حول حديث الافك
وكيف ابطل من عدة جهات
جميع الاحاديث التي وردت في الصحاح
حول حادثة الافك وانها ملفقة
ومن ذلك ان اغلب الشخصيات المذكورة في حديث الافك
اما انهم لم يكونوا موجودين وقت الحادثة
فمنهم من استشهد قبل الحادثة
ومنهم لم يكن قد بلغ الحلم وهو الذي يقال انه عثر عليها وارجعها الى المدينة
كما قرأت مقالا في هذا الموضوع
واليكم ملخصه وهو تحت عنوان الحقيقة الضائعة في حديث الإفك:
التحقيق العلمي والدراسة المتجرّدة من الأهواء لا يساعدان على التسليم بصحّة حديث الافك الذي يمس السيدة عائشة، والتصديق به، وذلك للأسباب الآتية:
أوّلا: ادّعاء الرواة عن أُمّ المؤمنين عائشة أنّ الحادثة كانت بعد رجوع المسلمين من غزوة بني المصطلق، وهذه الغزوة وقعت في أواخر سنة خمس من الهجرة بعد غزوة الخندق بشهرين أو ثلاثة أشهر، ثمّ ذكر الرواة عنها أنّ رسول الله (ص) اعتزلها شهراً ـ وفي لفظ: سبعة وثلاثين يوماً ـ ثمّ نزلت براءتها من السماء في سورة النور.
إلاّ أنّ ما ذكره الرواة عن أُمّ المؤمنين لا يمكن قبوله بوجه من الوجوه، لأنّ المعروف أنّ سورة النور نزلت في أواخر سنة 8 هجرية على قول، أو أوائل سنة 9 من الهجرة على قول آخر، جملة واحدة، والمقطوع به أنّها نزلت بعد سورة النصر(الإتقان ـ للسيوطي ـ ج 1 ص 31، البرهان في علوم القرآن ـ للزركشي ـ ج 1 ص 194)، وسورة النصر نزلت بعد فتح مكّة كما هو ثابت.
فأيّ شهر ذاك الذي بعده نزلت براءة أُمّ المؤمنين في ما ادّعى الرواة من السنين الثلاث؟! تلك المدّة التي بين الرجوع من غزوة بني المصطلق ونزول سورة النور!
وهذا وحده كاف لنسف الرواية من أساسها، ولكن لا بأس في متابعة بقية فصول الرواية لنرى ماذا فيها!
ثانياً: ادّعاء الرواة الذين نقلوا الرواية عن السيدة عائشة (وكل الروايات بهذا الشأن تنقل عن السيدة عائشة لانها كانت الحاضرة الوحيدة حسب الرواية)، حضور أشخاص في الحادثة لا يمكن حضورهم بأيّ وجه من الوجوه، فقد ادّعوا عن لسانها أنّ الذي وجدها عندما تركها الجيش وأتى بها هو صفوان بن المعطّل، وقد كان في هذا الوقت صبياً لا يمكن أن يكون حاضراً في هذه الغزوة، لأنّه مات بشمشاط وهو ابن بضع وستّين كما في معرفة الصحابة لأبي نعيم (ج 3 ص 1499)، وقد مات سنة 60 هـ وبه جزم الطبري(الإصابة ج 3 ص 442)، وقيل: سنة 58 كما في أُسد الغابة(ج 2 ص 412)، وعلى كلّ حال فعمره آنذاك مردّد بين 5 إلى 9 سنوات، فليس من المعقول حضوره ذلك اليوم.
ثالثاً: ادّعاء الرواة حضور سعد بن معاذ في الحادثة، ولكنّه غير تامّ، لأنّ سعد بن معاذ استشهد في غزوة الخندق وقبل حادثة الإفك(صحيح البخاري ج 5 ص 244 ح 158، صحيح مسلم ج 5 ص 160، مسند أحمد ج 6 ص 56، و ص 141 ـ 142).
رابعاً: ادّعاء الرواة حضور عبيد الله بن جحش وخوضه في الإفك، وهذا لا يتمّ أيضاً، لأنّ عبيد الله بن جحش هاجر إلى الحبشة مع زوجته أُمّ حبيبة، زوج النبيّ (ص) بعد عبيد الله، وتنصّر هناك ومات، كما هو ثابت(مسند أحمد ج 6 ص 427، سنن أبي داود ج 2 ص 241 ح 2107، المعجم الكبير ج 23 ص 219 ح 402)، فكيف يمكن حضوره وخوضه في الإفك؟!
خامساً: ادّعاؤهم (الرواة) أنّ النبيّ (ص) أهدى سيرين أُخت ماريّة إلى حسّان بن ثابت إرضاءً له بعد أن ضربه بالسيف صفوان بن المعطّل عندما أراد قتله بسبب خوضه في حديث الإفك، وحضور سيرين في هذه الحادثة غير تامّ، لأنّ المقوقس أهدى ماريّة وأُختها سيرين إلى النبيّ بعد الحديبية ومجيء سيرين كان في سنة 8 هـ(مستدرك الحاكم ج 4 ص 41 ح 6819، أُسد الغابة ج 6 ص 261، تاريخ الخميس ج 2 ص 38)، وقيل سنة 7 هـ(طبقات ابن سعد ج 8 ص 170، الإصابة ج 8 ص 111).
سادساً: وممّن ادعي انه خاض في الإفك زيد بن رفاعة، وهذا لا يصحّ أيضاً، لأنّه مات في المدينة أثناء الغزوة وعندما رجع المسلمون وجدوه ميّتاً(السيرة الحلبية ج 2 ص 600).
سابعاً: في بعض طرق الحديث مواضع أُخر للنظر لا يمكن قبولها بوجه أو السكون إليها، بل ينطح بعضها بعضاً.
منها: ادّعاء الرواة بأنّ السيدة عائشة تأخّرت تبحث عن عقدها الذي سقط منها، ثمّ تركها الجيش ونسوها بأجمعهم بما فيهم زوجها، ومن طريق آخر أنّ الجيش تأخّر معها يبحث عن العقد وبظروف صعبة من قلّة الماء، إلاّ أنّ الله عزّ وجلّ ساعدهم في حلّ هذه المشكلة والتي تفاقمت أثناء البحث عن العقد، فأنزل آية التيمّم.
وبسبب هذا التناقض اضطرّ ابن حجر إلى أن يستظهر أنّ العقد ضاع من السيدة عائشة في غزوتين مختلفتين.
ومنها: ادّعاء الرواة بأنّ النبيّ (ص) أمر الجيش أن يتقدّم، ويتأخّر هو وعائشة حتّى يجري سباقاً معها، وجرى السباق، وفاز النبيّ!!!، وقال لها: هذه بتيك، لأنّهما كانا قد تسابقا قبل هذا السباق وفازت هي.
وقد ادعى الرواة على لسان السيدة عائشة ان سبب خسارتها في السباق أنّها كانت بدينة، وأنّ اللحم قد رهقها، ولكن في نفس الوقت يدّعي الرواة عن لسانها، أنّ إحداهنّ كانت تأكل البلغة، بحيث لم يفرّق صفوان عندما حمل المحمل إن كانت فيه أم لا لخفة وزنها، فأيّ القولين هو الاصح؟
ومنها: ادعاء ان صفوان ابن المعطل ليس إربة في النساء في الوقت الذي كانت له زوجة!!!(صحيح البخاري ج 4 ص 2 ـ 7 ح 27، و ج 5 ص 250 ـ 256 ح 171، وج 6 ص 186 ـ 192 ح 271 ومواضع أُخر، صحيح مسلم ج 8 ص 112 ـ 119، مسند أحمد ج 6 ص 59 و ص 194 ـ 198، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ج 23 ص 108 ـ 134 ح 150 ـ 168، مصنّف عبد الرزّاق ج 5 ص 410 ـ 419 ح 9748، مغازي الواقدي ج 2 ص 426، سيرة ابن هشام ج 4 ص 260 وما بعدها، تفسير الطبري ج 9 ص 278 ـ 283، حديث الإفك للحافظ عبد الغني المقدسي).
ومن جانب آخر نجد أنّ ماريّة القبطية أُمّ ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اتّهمت بالإفك مع ابن عمّ أو نسيب لها اسمه مأبور أو جريح أو غيره، ثمّ تبيّن بعد ذلك أنّه ليس له ما للرجال فبرّأها الله تعالى على يد علي (عليه السلام) (صحيح مسلم ج 8 ص 119، طبقات ابن سعد ج 8 ص 172 ـ 173، الاستيعاب ج 4 ص 1912، أُسد الغابة ج 6 ص 261، تاريخ الخميس ج 2 ص 38، شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 195)، والوقت الذي اتّهمت به ماريّة كان أثناء حملها بإبراهيم أو بعد ولادته، أي أواخر سنة 8 هـ أو أوائل 9 هـ، وعليه فإنّ حمل نزول آيات سورة النور على اتّهام ماريّة بالإفك هو الأوفق والأنسب في الحادثة، لأنّ نزول هذه الآيات كان في نفس الفترة، كما تقدّم، والظروف والملابسات التي رافقت اتّهام ماريّة هي الأنسب في حمل التبرئة النازلة في القرآن عليها.
وأمر مهمٌّ آخر يجدر بنا الإشارة إليه، وهو دور السيدة عائشة في اتّهام ماريّة بالإفك، فقد روى الحاكم بإسناد صحيح وأقرّه الذهبي، عن عائشة (رض) ، قالت: أُهديت ماريّة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعها ابن عمّ لها:
قالت: فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا.
قالت: فعزلها عند ابن عمّها.
قالت: فقال أهل الإفك والزور: من حاجته إلى الولد ادّعى ولد غيره، وكانت أُمّه قليلة اللبن، فابتاعت له ضائنة لبون، فكان يغذّى بلبنها فحسن عليه لحمه.
قالت عائشة (رض): فدخل به على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم.
فقال: كيف ترين؟
فقلت: من غذّي بلحم الضأن يحسن لحمه.
قال: ولا الشبه.
قالت: فحمَلني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت: ما أرى شبهاً.
قالت: وبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما يقول الناس، فقال لعلي: خذ السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عمّ ماريّة حيث وجدته.
قالت: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطباً.
قال: فلمّا نظر إلى عليّ ومعه السيف استقبلته رعدة.
قال: فسقطت الخرقة فإذا هو لم يخلق الله عزّ وجلّ له ما للرجال، شيء ممسوح(المستدرك ج 4 ص 41 ـ 42 ح 6821).
ـ وروى أبو نعيم في معرفة الصحابة نحوه وفيه: قالت عائشة: فلمّا استبان حملها جزعتُ من ذلك فسكت النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ... فجاء به ذات يوم يحمله على عنقه، فقال: يا عائشة كيف ترين الشبه؟ فقلت وأنا غيرى: ما أرى شبهاً(ج 6 ص 3248 ح 7489).
ـ وروى ابن مردويه، عن أنس نحوه، إلاّ أنّها قالت: فلمّا استبان حملها فزعتُ من ذلك(الدرّ المنثور ج 8 ص 215).
كلّ ذلك يؤكد بأنّ من رميت بالإفك هي ماريّة (رض) وهي التي نزلت براءتها من السماء في سورة النور.
لأجل هذا وشبهه يُخضع الشيعةُ الرواةَ لميزان الجرح والتعديل، سواءً كانوا من الصحابة أو من التابعين أو من بقية الطبقات.
ألا يتطلّب من المسلمين في مثل هذه الأُمور التريث والتثبّت في قبول مرويّاتهم ولا سيّما إذا كانت هذه الروايات والأحاديث تتضمّن أحكاماً شرعية أو يترتّب عليها آثاراً شرعية.
مع تحياتي واطيب امنياتي
|
|
|
|
|