قال لي يوماً صديقي ...
إشطُبِ الأخطاءَ من قاموسِ عقلكَ كلّها
أو إذا شئتَ فكرر ما عليها من خطأ ..
قلتُ مـهلاً ياصديقي دُلّني أين الخطأ ..؟
إنّض قاموسَ حياتي كلّهُ كان خطأ ..........
مازلنا أنا والقواقي والوجع
رهن الانتظار
قصيدتان لشاعرين
الاولى لنزار قباني
والثانيه لجواد جميل
يقول شاعر الخمرة والنساء نزار القباني في قصيدته
سـمّيتُك الجنوب
سميتكَ الجنوب
يا لابساً عباءةَ الحسين
وشمسَ كربلاء
يا شجرَ الوردِ الذي يحترفُ الفداء
يا ثورةَ الأرضِ التقتبثورةِ السماء
يا جسداً يطلعُ من ترابهِ
قمحٌ وأنبياء
سميّتُك الجنوب
يا قمر الحُزن الذي يطلعُ ليلاً من عيونِفاطمة
يا سفنَ الصيدِ التي تحترفُ المقاومة..
يا كتب الشعر التي تحترفالمقاومة..
يا ضفدع النهر الذي
يقرأ طولَ الليلِ سورةَالمقاومة
سميتك الجنوب..
سميتك الشمعَ الذي يضاءُ فيالكنائس
سميتك الحناء في أصابع العرائس
سميتك الشعرَ البطوليَ الذي
يحفظهالأطفالُ في المدارس
سميتك الأقلامَ والدفاترَ الوردية
سميتك الرصاصَ فيأزقةِ "النبطية"
سميتك النشور والقيامة
سميتك الصيفَ الذي تحملهُ
في ريشهاالحمامة
سميتك الجنوب
سميتك النوارس البيضاء، والزوارق
سميتكالأطفالَ يلعبونَ بالزنابق
سميتك الرجالَ يسهرونَ حولَ النارِ والبنادق
سميتكالقصيدةَ الزرقاء
سميتك البرقَ الذي بنارهِ تشتعلُ الأشياء
سميتك المسدسَالمخبوءَ في ضفائرِ النساء
سميتك الموتى الذينَ بعد أن يشيَّعوا..
يأتونللعشاء ويستريحون إلى فراشهم
ويطمئنون على أطفالهم
وحين يأتي الفجرُ، يرجعون للسماء
سيذكرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً
بين قرىالجنوب،
تدعى "معركة"
قد دافعت بصدرهاعن شرفِ الأرض،
وعن كرامةالعروبة
وحولها قبائلٌ جبانةٌ
وأمةٌ مفككه
سميتكالجنوب..
سميتكَ الأجراسَ والأعياد
وضحكةَ الشمس على مرايلِ الأولاد
ياأيها القديسُ، والشاعرُ والشهيد
يا ايها المسكونُ بالجديد
يا طلقةَ الرصاص فيجبينِ أهلِ الكهف
ويا نبيَّ العنف
ويا الذي أطلقنا من أسرنا
ويا الذيحررنا من خوف
لم يبقَ إلا أنت
تسيرُ فوق الشوكِوالزجاج
والإخوة الكرام
نائمون فوقَ البيضِ كالدجاج
وفي زمانِ الحربِ،يهربون كالدجاج
يا سيدي الجنوب:
في مدنِ الملحِ التييسكنها الطاعونُ والغبار
في مدنِ الموتِ التي تخافُ أن تزورها الأمطار
لم يبقإلا أنت..
تزرع في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ والأقمار
لم يبقَإلا أنت.. إلا أنت.. إلا أنت
فافتح لنا بوابةَالنهار
_____________________________
هذا ما قاله القباني
ولننتظر ما سيقوله جواد جميل في قصيدته
(لست الذي سميتني الجنوب)
التعديل الأخير تم بواسطة ابو ياسر الكعبي ; 20-04-2011 الساعة 10:11 PM.
نَادرون أولئكَ الذين يُخفون أوجاعهـم
ويمضون ليُضمدوا جِراح الآخرين ! أولئك
يتوجّعون كما نتوجّع لكنهم يَهبون أرواحهم قُرباً من الله
لتضمحل كل مفردات الألمْ والوجع
هُم جَعلوا من الـ آه مُفردة صبر
ومن الفـرح مُفردة شُكرٍ عظيم لرحمن مُتفضل
فمن منّا لم يكتوي من آهات الحَيَـاة
ولم يلمسْ من كَدَرهـا !؟
أعلم يقيناً
أنك تحمل داخلك وطناً يتسعُ للقلوب!
وفي أعماقك حرفْ يحنو على جميع المتوجّعين
سِيِر في الطريق حتَّـى الغايـة
سِيِر حاملاً قبس الأمـل للقُلوب
واسأل المَولى توفيقاً / إخلاصَـاً
وضجّي في الحَيَـاة يا حَيَـاة
(فليتـك تحلو والحيـاة مريـرة
وليتك ترضى والأنام غضاب )
ما أبهاهُ من يراع
وما اجمله من كلام
وما اروعه من غصنٍ يحنو بضلاله
على المتوجعين ليمتص زفرات آلامهم
ويخفف احزانهم
سيّدةُ الادب وألق الحرف
لك الامتنان كله
مازلتُ والقوافي والوجع
رهن الانتظار
كنا قد أسلفنا ان جواد جميل قد كتبَ رداً على ما قاله نزار القباني في قصيدتهِ
(سميتك الجنوب) والتي اسماها (لستَ الذي سميتني الجنوب)
كان رداً قاسيا وسيفاً قاطع ؟
تعالوا معي لنقرأ سويةً ما قاله جواد جميل لنزار القباني
لست الذي سميتني الجنوب
يا ألف وجه مستعار يمضغ الرياء
يا نغمة العهر التي تلعنها السماء
ويا رؤى خطيئة سوداء
يا صورة ترسمها الرذيلة
يا بائعا على الرصيف عفة القبيلة
فأي سيف بعدها تبوس؟
ومن ترى ترثي لنا (جساس) أم (جليلة)؟
وكيف بعت شعرها جديلة .. جديله
يا وارث الخيانة الرعناء
من ملحمة
البسوس
ما أنت والفداء؟
يا حانة الخمرة ..والنساء
يا عابدا (بلقيس) دون الله
(النخلة الطويلة) , (الحصان) , (والقطاه(
ونحن في الجنوب ,
في أكواخنا حفاه
أهديتنا قصيدة..طويلة..عصماء!!
شكرا لكم .. شكرا لكم ,
نبيعها ونشتري بسعرها حذاء !
(2)
لست الذي سميتني الجنوب
يا غافيا على ضفاف بركة (الملوك(
يا راهبا مزيفا يعطي لنا (شهادة السلوك(
عذرا اذا أيقظك الجنوب
أيقظك الصعلوك
من نومة طويلة مثقلة الجيوب
من بعد سكر خمرة معتقه
كرعتها من غثيان أمة ممزقة
ومن صرير مشنقة
عذرا اذا أيقظك الجنوب
فجرحه أكبر من (مؤتمرات القمة) الكثيره
وجرحه احتوى رمال النيل والجزيره
وجرحه مهمة .. سرية .. خطيره
وجرحه مضمخ منذ هوى الحسين
ومزقت أوصاله السنابك الحقيره
وجرحه ما مد يوما نحوك اليدين
يا حافظا جميع جغرافية القصور والحراس
والأميره !
وناسيا خريطة الجنوب !
(3)
عذرا اذا أيقظك الجنوب
من بعد ما أنهكك السهر
وشد من أجفانك الخدر
فنحن لا نعرف طعم السكر و (الحشيس)
و (الحبوب)
ونحن لم نعاشر الغجر !
فألف عذر أيها (النبيل) حتى العظم
والنخاع !!
فربما خلقت أنت قبلنا من طينة
( البقاع ) !
وربما أنت (المسيح) جاء يطعم الجياع!
وربما أنت الذي يجئ ( آخر الزمان) ,
يهدم القلاع !
وربما أنت الذي يصبح في (صور) لنا
البحار والشراع !
وربما .. وربما ,
لكننا , نخشى اذا تمزق القناع
واتضح البائع .. والشارون .. والبضاعة
التي تباع !
(4)
ظننت أن جرحنا يباع في المعابر
ظننت أن وجهنا حقيبة يحملها مسافر
ظننت أن صوتنا لحن رمته الريح في -
المقابر
ظننت أن دمعنا يضيع في المحاجر
ظننت أن ثوبنا يلبسه (المهرج) (المقامر)
فرحت تشتري لنا (المسدس الكاتم) ,
والنوارس البيضاء
وتشتري الحناء للعروسة الشقراء
وتصنع القهوة للرجال في أيام عاشوراء
وترسم الطريق من فوهة بندقية
وتكتب الشعر البطولي لنا بالأحرف السرية
تريد أن تثير في نفوسنا الحمية
أهلا ( بجيفارا ) الذي عاد من الأدغال !
يوزع الخناجر البيضاء للأطفال !
ويزرع الثورة في الوديان .. والجبال !
أهلا ( بسانديز ) الذي أضرب حتى الموت !
وعاد في الشوارع الظلماء بعد الموت !
يرفع فيها الصوت !
يعلم الثورة للصغار في المدارس !
ويشعل الشموع في الكنائس !
أهلا ( بنيرودا ) الذي يكتب بالسكين !
ويرضع الثورة للجنين ّ!
ويخبز الشعير في تنوره الثوري للمسكين!
أهلا بمن أرسله الله لنا في الزمن
المجنون !
يسير خلف خطوه,
خيل .. ورايات .. وثائرون !
ليفتح ( القدس ) لنا , ويزرع النعناع
والليمون !
وينتهي على يديه الظلم .. والارهاب
والسجون !
وتنتهي أسطورة ( حاخامها شارون ) !
وكيف لا يكون !
وموت ( بلقيس ) هو القضية الأولى !
وموت ( القدس ) في حسابك القضية
المليون !
(5)
رأيت فيك (البيدق) المغلوب
وكيف لا ؟ .. وأنت من عانق (صداما)
وغطت وجهه ابتسامه ..
ثم بكى لمقتل الجنوب والحمامه
وجاء بعد قتلها بيوم الحشر
والقيامه ! ..
أتذدر اللقاء في ( بغداد ) ؟
في قصره الكبير في ( بغداد )
وكفك التي أعدت تلكم القصيده
هي التي صافحت الجلاد !
وصفقت لحربه المجيده
وباركت سلامه
وامتدحت في وجهه ملامح العروبة السمراء,
والنخوة والكرامه
وهو الذي امتص دماء أمتي بنشوة
المدامه
ثم رمى تاريخها بسلة القمامه !
أما سمعت شهقة الأطفال من أظافره ؟
أما رأيت صورة الأموات في محاجره ؟
فكيف تنسى وجهها وتذكر الأموات في
الجنوب ؟
يا شاربا من دمنا الكؤوس في ( بغداد )
وباكيا لفقدنا في مأتم الجنوب !
ولست أدري ماالذي حرك في عروقك
الغضب ؟
وماالذي أوقد في روحك معنى النار
واللهب ؟
أنزفنا . وهو يسيل قانيا ,
من بين أشداق كلاب أمة العرب ؟
ألحمنا , وهو يباع أمس في مطاعم الطريق ؟
يأكله العدو والصديق !
كواسج أنيابها الحمراء تفري جثة الغريق
بحجة النسب !
وأين كان شعرك الثوري يوم احترق
الجنوب ؟
واخترق الضياء في الأحداق .. والآمال
في القلوب ؟
في أي ( بار ) كنت تقضي سهرة ( الطرب ) ؟
أكنت في ( باريس ) .. أم في ضفة
( الدانوب ) ؟
تسقيك ( بلقيس ) خمور ( القادة ) العرب !
والعجب العجاب أن ضفدع المساومه
ينشد للثوار لحن سورة المقاومة !!
(7)
أرجوك لا تبك على حمامة السلام
فنحن لا تثيرنا برامج الاذاعة
ولا اسطوانات الاناشيد الحماسية ,
أو ما يخطب الحكام
ونحن لا تخدعنا الاشاعه
وأي معنى للسلام في صراع الموت ؟
وحين يخبو الصوت ؟
وحين تطفو في العيون صورة المجاعه ؟
أرجوك لا تبك على حمامة السلام
حتى وان رأيتها مجرحه
لأنها تخبئ البارود تحت ريشها
والأسلحه
وحين تأوي في ليالي الصيف للأعشاش
تدرب ( الفراخ ) كيف تحمل الخنجر
والرشاش !
(8)
لست الذي سميتني الجنوب
فانني أملك من ولادتي هوية
وانني مسجل في ( دفتر النفوس )
أبي يسمى الرافض الذي أقام قلعة
الحرية
وأمي السمراء .. بندقيه
وانني تشرق في حقولي الشموس
تزف كل ساعة شهيدة .. عروس
لمذبح القضيه
وانني أيام عاشوراء حين أذكر ( الحسين )
أقرأ في كتابه المخضوب كلمتين
أقرأ : ....
قرآن وبندقيه
فأحمل الهويه
في حرقة الدمعة .. في اختلاجة القلوب
لست الذي سميتني الجنوب