مر يوم الأجازة ... و ما أحد تجرأ و تكلم معي في أي موضوع ... و هذا اللي كنت أنا أبيه ...
يوم ضيعت فصوص مسبحة سلطان الفضية ، بغت روحي تضيع معهم ...
هذه آخر ما بقى لي منك يا العسل ...
و إذا ظلوا معي ... ما بتطلع من بالي ...
لازم أتخلص منهم !
لازم أتخلص من كل ذكراك ، و أي شي يذكرني بك ، و أي شي له علاقة بك ... و للأبد ...
اليوم بارجع للعمل ... و أبدأ صفحة جديدة ... و انسى نهائيا وجود مخلوق اسمه سلطان على وجه الأرض ...
بنت سلطان ... لا عاد أسأل عنها و لا أهتم لها و لا تجيني على بال بعد الآن .
اتصل علي سلطان قبل نهاية الدوام ... عرفت أنه موجود مع بنته ... أكيد كان يبي يعرف ردي على طلب
الزواج ... انهيت المكالمة في ثواني بكلمة : ( أنا مشغولة )
كلمة غصبت لساني أنه يقولها قهر ... و كانت هذه هذه بداية النجاح ...
مر اليوم بسلام ...
تجاهلت كل الناس حتى ولدي بدر ...
ما تكلمت معه هذا اليوم ...
في اليوم الثاني تجرأ بدر أخيرا و سألني :
- يمه أنت رح تتزوجين بو نواف ؟
و للمرة الثانية بحياتي - عقب البارحة - صرخت بعنف بوجه ولدي و قلت له :
- إياك تتجرأ و تتكلم في ذا الموضوع مرة ثانية .. فاهم ؟
ولدي من علامات الذهول اللي طلعت على وجهه عرفت أنه مصدوم ... و قال يتأتىء :
-يمه أنا ...
قاطعته ، و بنفس العنف قلت له :
- بدر ... ارجع غرفتك الحين .
الولد فجأة انفجر :
- زين يمه أنا باطلع من غرفتك الحين لكن لو تتزوجينه ما عاد تشوفيني مرة ثانية .
قالها بسرعة و طلع بسرعة ...
و بنفس السرعة ... قفزت دموعي من عيوني ...
خلاص ... ما عاد أفكر فيه ... إش تبون أكثر ... خلوني أرتاح ...
في الليل ... جتني أمي الغرفة ... و قالت :
- بو نواف اتصل يسأل ...
الدنيا كلها انتفضت قدامي ... و بهلع و بصوت شبه معدوم قلت :
- وش قلتوا له ؟
أمي كأنها ترددت شوي ، لكن نظراتي حاصرتها ... و قالت مستسلمة :
-ما فيه نصيب ...
ما قدرت ...
و الله ما قدرت ...
ما حسيت الا و بنفسي مرتمية على أمي و اتأوه ...
آه ..
- يمه ... آه ...
أي كلمة بتنقال .. ما كانت بتعطي أي مقدار من المواساه ... اللي خلانا ساكتين ... و مستسلمين لبقاياالدموع ... و الآهات ...
[ القمر يقول لك : الوداع ]
جملة مكتوبة على قصاصة الورق اللي مع الفص الـ واحد و ثلاثين ... اللي بعثته لسلطان ... في الصباح ...
بعدها بدقايق ... رن التهاتف .. و استنتجت أنه سلطان ...
تجاهلته ... مرة و مرتين و خمس ...
ما كنت أبي أسمع صوته و لا تعليقه ... سكت التلفون أخيرا ... و ظل ساكت فترة تؤكد أنه قطع الرجاء ...
تنهدت بقوة ... باسترخاء ... انقطع الأمل ... و ارتحنا اخيرا ...
سلطان ...
ما عاد أعرفك بعد اليوم ...
انتبهت من أفكاري على طرق على باب الغرفة ...
قبل ما أجاوب ...
كان هو واقف قدامي ... بشحمه و لحمه ... مو بس في الخيال !
انتفضت ... ما قدرت اوقف ... دققت فيه كأني أبي اتأكد ... حقيقة و إلا خيال ؟؟؟
أنا كثير ... كثير اللي اتخيل العسل قدامي ... و لا أدري ... هالمرة حقيقة و الا وهم ؟؟
- صباح الخير ... قمره ...
دخت ... تبعثرت ... تشتتت ... اعتقد أن الكلمة اللي المفروض يرودن بها ( صباح النور ) ... بس كأني سمعت لساني يقول :
- و عليكم السلام !
ما ادري ... مو متأكدة ... !
- كيف أحوالك ؟
أحوالي ؟ تسأل عن أحوالي يا سلطان ؟يعني ما تشوف ؟ ليش بعد تسأل ؟؟
- الحمد لله
- مشغولة ؟ أو ممكن آخذ كم دقيقة من وقتك ؟
بلعت ريقي ... حبالي الصوتية جفت وانقطعت و ما عادت تقدر ترد ... صوتي مبحوح ... مرت ثواني ما قلت فيها أي شي ...
- دقايق بس ... رجاءا ؟
أكد علي مرة ثانية ... قلت أخيرا :
- خير ؟
اقترب سلطان ... و مع كل خطوة يمشيها تزيد نبضات قلبي عشر ... و ترتفع حرارتي درجة ... و تتسارع انفاسي أكثر و أكثر ... لين جلس على الكرسي اللي قدام طاولة المكتب مباشرة ...
حمدت ربي في داخلي ، بس رثيت لحال أخوي و هو ضايق الصدر ...
بغيت أقول له أي كلمة مواساة ... قلت :
- نصيب !
و كأني قلت شي محظور أو كلمة سب أو شتم !
لأن أخوي بس سمعها ثار علي و صرخ :
-نصيب ؟ أي نصيب ؟؟
الدكتور هيثم ؟
هذا نصيبها ؟ هي نصيبه ؟ و الله ما يستاهلها ...
- سلطان !
-و لا حتى بسام ... ما كان يستاهلها ...
طالعت بأخوي و أنا مصعوقة بكلامه .. أكيد جن !؟ اللي أكد لي كذا الكلام اللي قاله لي تكمله :
- شوق ... شوق أبيك تكلميها ...
- نعم أخوي ؟؟؟ كأني سمعت غلط ؟
- سمعت زين يا شوق ... اعرفي منها ليه ردتني ؟ عشان الدكتور سبقني و الا إيش السبب . هي ناوية تتزوجه و إلا إش الموضوع ؟
هالامرة انا اللي ثرت بوجه سلطان و قلت :
- لا أبدا ..
و لا أسألها و لا لي دخل أصلا بالموضع ... سلطان طلعني نهائيا برى جنونك هذا
كأني كنت قاسة بزيادة ؟ لأنه أخوي شكله زعل ... و طالعني بنظره خيبة أمل ...
و من غير ما يقول أي شي عطاني ظهره و طلع ...
و النهاية مع ها القصة ؟؟ ما خلصنا ... ؟؟؟
في اليوم نفسه شفت منال و انفتحت سيرة الموضوع و طبعا كانت مرتاحة لأنه انتهى على خير ...
لكن ... و أنا أتذكر نظرة أخوي الأخيرة ... أكاد أجزم ... أن الموضوع لسه فيه مفاجآت ثانية ...
و انتوا موعودين !!
............................
مريت على مرضاي بالمستشفى في الصباح ... كنت أطلع من غرفة و أدخل غرفة لين وصلت عند غرفة هبه ...
وقفت أناظر في الباب ... و أتذكر وجه منال و هي تطردني منها ...
كان ودي أدخل أشوف الصغيرة و أسلم عليها ، بس ...
يا ترى ... أبوها اللي معها و إلا أمها ...؟؟
ليت الجدران كانت شفافة !
بعد ما خلصت ، جلست عند مقر الممرضات أسجل بعض المعلومات بالكمبيوتر ، و جا الدكتور هيثم و صار يقرأ بعض التقارير اللي بإيده . سألته عن حالة هبه ، و قال أنها مثل أول ، بين تحسن و انتكاس .
شوي ، إلا سلطان طالع من غرفة هبه ، و جاي صوبنا ... و تصادمت نظراتنا
بس طاحت عينه علي تكهرب جسمي و انطلقت دقات قلبي بدون فرامل ... !
بسرعة نزلت عيني على الأرض عشان تصطدم بها ... يمكن يكون حادث أهون ؟
سلطان سلم ، و بعدها سأل الدكتور هيثم عن آخر التقارير و نتائج الفحوصات لهبه ...
الدكتور هيثم عطاه بعض المعلومات المختصرة ، فشكره .. و رد رجع الغرفة ، و عيوني معاه ...
سلطان ترك باب الغرفة مفتوح ، اللي يسمح لنا نشوف داخلها ... و يسمح له يشوف براها
حاولت أركز نظري على شاشة الكمبيوتر اللي قدامي ، بس ... نظرات بدون فرامل ، وش لون أتحكم فيها ؟؟
أنا جالسة هنا ، بس عقلي هناك ، مع سلطان داخل الغرفة ... أشوفه و هو يلاعب بنته مرة ، يشيلها على ذراعينه مرة ، و يحطها على رجلينه مرة ... يحضنها مرة ... و يقبلها مرة ... يمسح على شعرها مرة ، و تمسح هي على شعره و تطوق عنقه بذراعيها الصغار ... مرة أخرى ...
آه يا هبه ...
يا حظك !
يا ليتني أقدر أقترب منه مثلك ...
يا ليتني أتحول إلى هبه لو دقيقة وحدة ... !
كثير علي دقيقة وحدة بس ، أتحول فيها إلى شيء قريب قريب من قلب العسل ... ؟
آه يا العسل ...
انتبهت من شرودي على صوت الدكتور هيثم و هو يقول :
- متعلق ببنته كثير ذا الرجال !
التفت صوبه ، و عرفت أنه كان يراقبني و أنا أراقب سلطان و بنته ، و حسيت بخجل ...
- نعم ... الله يخليهم لبعض !
-و يخلي لك ولدك و يخليك له ، و لنا كلنا .
لحظتها دق المنبه براسي بقوة و خلاني أصحصح أكثر و أكثر ... الدكتور هيثم يقصد شي من جملته ذي !
ما لف و لا دار ، يوم شافني طالعت به فجأة بتركيز ، قال مباشرة :
- فكرت ِ مرة ثانية بموضوعنا ؟
هذا الفاضي على عمره بعد !
أي موضوع و أي تفكير ... و الله مو بداري بالدنيا و خاش عرض ! ودي أقول له كلمة قوية تخليه ينسى انه طرح الموضوع أصلا !
أرد العسل عشان أتزوجك أنت ؟
لا شعوريا قفزت عيني صوب سلطان ، كأني أبي أقارن بينهم !
و تكهربت مرة ثانية يوم تفاجات بعيونه تطالع فيني و بحدّه !
رديت نزعت أنظاري من عينه غصب ... و جبتها لعند الدكتور هيثم ، و فتشت عن الكلمة القوية بس ما لقيتها ...
سلطان ظل يطالعني !
أنا متأكدة أنه يطالعني ...
حتى و هو بعيد ، حاسة بنظراته جاية علي ... مثل الشمس ، تعشي عينك و تحرق جلدك و تحس بحرارتها و هي أبعد ما يكون ....
-ما فيه نصيب ...
هذه أقوى كلمة حصلتها ذيك لحظة ... و أنا مرتبكة و حالتي حالة ، الدكتور هيثم ابتسم و قال :
- اللي به خير الله يسويه ...
هو على باله إني مرتبكة بسببه هو ! و جملته توحي بأنه لسه ما قطع الرجاء !
رفعت عيني له أبي أقول له ( الموضوع منتهي خلاص ) ، بس قبل ما أتكلم وصلني صوت نساني وش كنت أبي أقول !
صارت عصبية ... كل شي بصراخ ... و دوم منعزلة بغرفتها و لا ودها تكلم أحد...
و بعد ... كأنها تعبانة أو مريضة ... حتى صارت ما تهتم فيني مثل أول
جدتي كانت خايفة عليها كثير و كانت نظراتها لي ما تخلو من اللوم تحسسني بأني السبب اللي خلــّـى أمي تتعب ...
عشان ... عارضت أنها تتزوج بو نواف ...
بو نواف ...
ما شفته بحياتي غير مرة وحدة ... بس صورته انطبعت ببالي ، و بعد فترة عرفت نواف و التقيت به معي بنفس المدرسة ، يسبقني بسنة وحدة و كثير يقولون عنه مغرور و شايف حاله !
و عرفت أنه ولد أبوه الوحيد ... و أبوه من أثرى و أرقى الشخصيات في البلد !
يا حظه ...
أبوه عاش ... و أبوي أنا ميت ...
......................
أخوي سلطان كان تعبان ... من يوم ما ردته قمر وهو حالته تسوء كل مرة أشوفه فيها عن اللي قبلها ...
حتى و هو مع بنته ما أحسه يرتاح ...
و ياسر ... كان يقول لي :
- ( الرجال قاعد يضيع بين يدينا ! )
كلامه يخوفني كثير ... أخوي بالفعل ... كان منتهي ...
يعني لو قمر قبلت عرضه ... كان ممكن حالته تتحسن شوي ؟
كان وقت الزيارة و كنا بغرفة هبة و البنت اليوم تعبانة أكثر من أمس
جا الطبيب و عاينها و ما ارتاح لوضعها و أمر أنها تنقل لغرفة العناية المركزة
أخوي بس سمع كذا فزع ...
-البنت فيها شي جديد ؟
سأل أخوي الطبيب ، و رد عليه :
- وضعها متدهور نوعا ما و لازم أنقلها للعناية المركزة احتياطا ...
أخوي شال بنته على ذراعه و ضمها لصدره بقوة و ضعف في نفس الوقت ... بخوف و رجاء ... بأمل و يأس ... بحرقة و مرارة ...
كانت هبه نصف واعية و تئن ... و تتنفس بشكل مو طبيعي ...
انتكاسة شديدة ... و الله يعين ...
دقايق و كنا مع البنت في العناية المركزة ... عملوا لها تحاليل جت كلها محبطة ...
و قرر الطبيب يحطها على جهاز التنفس الإصطناعي ...
منال بدت تولول و تنحب ... و أنا ما أدري ... أواسيها و الا أنحب معها ؟؟
أخوي جلس عند هبة و مسك يدها و هي فاقدة الوعي ...
طلب منا الطبيب أنا نطلع عشان ما نربك المكان ... أخوي ما تحرك و احنا ظلينا رايحين جايين على الغرفة ...
اللي جابني المستشفى اليوم هو أني كنت أبي أقدم أوراق طلب أجازة
كنت تعبانة و ما فيني أشتغل ... و الصداع ملازمني طول الوقت و ضغطي مرتفع ...
قدمت الطلب و ظليت بمكتبي أخلص بعض شغلاتي ...
و على العصر مرتني سلمى و جلسنا نسولف شوي ...
قلت لها عن آخر التطورات اللي صارت ...
سمحت لنفسي ... بلا شعور ... أني أبكي في حضنها ... لحظة نسيت فيها كل شيء ...
و استسلمت لمشاعري بضعف ...
كم و كم من الأمور مرت ببالي ... لحظتها حسيت أنه براسي قنبلة شوي و تنفجر ....
سلمى ... بعد شوي غيرت الموضوع ... تبي تخلصني من الحالة اللي كنت فيها ... و سألت :
- متى ماشية ؟
- الحين ... و انت ِ ؟
- و الله عندي مريض تعبان كثير بالعناية المركزة و احتاج انعاش ثلاث مرات من الصباح ... بامر عليه قبل ما أطلع ...
و في نفس اللحظة ، جاء النداء العام الحرج للعناية المركزة ...
- و هذه المرة الرابعة !
قالت سلمى و قامت بسرعة و قمت معها و رحنا على طول للعناية المركزة نشوف مريضها المتدهور ....
أكوام من الممرضات و الأطباء متكدسة عند سرير واحد من المرضى ... انا كنت أطالع صوبهم ، لكن سلمى
لفت صوب سرير ثاني ...
طالعت بسلمى و بالمريض اللي راحت صوبه ، و بعدها التفت مرة ثانية لكتلة الممرضات و الأطباء ...
إيش شفت ... ؟؟
سلطان .... !!!
.......................
كان عندي مريض بالعناية المركزة يحتضر ... حالته متدهورة و نتوقع موته في أي لحظة ...
توقف قلبه ثلاث مرات في الصباح ... و في العصر ، لما كنت بمكتب قمر سمعنا النداء الحرج و على طول جا ببالي أنه مريضي توقف قلبه مرة رابعة ...
جينا نسرع للعناية المركزة و أول ما دخلنا شفنا الممرضات و معهم طبيبين أو ثلاثة متجمعين عند سرير مريض ثاني ... غير مريضي ...
رحت أنا لمريضي ألقي نظرة على آخر تسجيلات علاماته الحيوية و تحاليله قبل ما أطلع البيت و أتركه في رعاية الطبيب المناوب ...
بصراحة ما التفت في البداية للمريض الثاني و كان معه أطباءه و الدنيا زحمة
بس التفت لقمر ... اللي وقفت هناك قرب السرير الثاني ...
سمعت صراخ و صراخ و صراخ ....
شي لفت انتباهي ... هذا صوت سلطان ! و هذا صوت شوق ...
جيت بسرعة لعند قمر ... كانت واقفة مثل التمثال ما يتحرك فيها الا عيونها ...
سلطان يصرخ :
-بسرعة يا دكتور ...
و الدكتور يصرخ :
-أطلعوا برى لو سمحتوا لا تربكونا
منال تصرخ من جهة ، و شوق تصرخ من جهة ...
- ( البنت ماتت لحقوا عليها )
فوضى ... ربكة ... تشوش ... زحمة ...
وضع تعودنا نشوفه بحكم عملنا بالمستشفى ... بس الصورة صايرة مشوشة أكثر ... الدنيا ملخبطة فوق تحت ...
مسكت يد قمر ... بغيتها تمشي معي نطلع برى ... بس دون ما تطالع فيني سحبت يدها و عينها معلقة على
( المشهد ) ... على كل حركة ...
على مؤشرات الأجهزة ... على سلطان ...
أربعين دقيقة مرت ... من الإنعاش المستمر ... و الأطباء يتناوبوا العملية ... و العرق يتصبب منهم ...
الجو حار ... حار ... كل شي حار ... كل شي أحمر ... مثل عيون سلطان ومنال ... و شوق و قمر ...
مثل الدم اللي لطخ أنبوب التنفس متفجر من رئة البنت المنكوبة ...
أربعين دقيقة ... هي مدة أكثر من كافية ... عشان يقرر الطبيب أنه يوقف الإنعاش ... و يسجل لحظة نزع الروح الأخيرة ... و موت الطفلة ...
رفع الفريق الطبي أياديهم عن المريضة ... اعلانا للنهاية ...
سلطان طالع بالطبيب و صرخ :
- ليش وقفت ؟
الطبيب هز راسه ...
شوق صرخت ...
- لااااااااااااااا ....
و صراخ بعد صراخ و اندوت الغرفة بصراخات الكل ...
هبة ماتت قدّام عيونا كلنا ... كنت أبي أطلع ... بس ما قدرت ...
سلطان ... رفع بنته لصدره و هو يصرخ :
- هبه ... ردي علي ...
ما قدرت أتحمل أشوف أكثر من كذا ... رحت لشوق و حضنتها بقوة
و هي تصرخ :
- هبة ماتت ؟ ما أصدق ...
الطبيب و الممرضات يحاولوا يهدوا الوضع ... يحاولوا يطلعونا برى
سلطان ... حاضن بنته عند قلبه و متمسك بها بقوة ... و منال تهز فيه
-خلني أشوفها ... ما ماتت ... هبة ردي علي ...
الضجة اللي صارت هالمرة و التفتنا كلنا صوبها كانت جاية من جهة قمر
قمر ... طاحت من طولها مغمى عليها ...
تأخرت أمي في المستشفى ... كان براسي كلام ودي أقوله لها وكنت أنتظرها من ساعات ...
اتصلت عليها بالجوال بس الظاهر كانت مشغولة كثير او الجوال ما هو بمعها ...
لما جت الساعة 6 المغرب جيت أباطلع أشتغل في عشة الحمام شوي ... و شفت جدتي جاية تسرع صوب الباب ...
-خير وش صاير ؟؟؟
سألتها بقلق ، و ردت بفزع و لهفة :
- أمك تعبت في المستشفى ... باروح لها
لما وصلنا ... كانت أمي على السرير فاقدة الوعي ، و كانوا على وشك أنهم ياخذوها لغرفة الأشعة ...
كلمتها ما ردت علي ...
بسرعة اخذوها و ظليت مع جدتي و جدي و الدكتورة سلمى صديقتها بالغرفة ...
أنا حاولت أسأل الدكتورة إذا تعرف أي شي ، لكنها طلعت بسرعة و ما ادري وين راحت ...
بعد أقل من ساعة ... رجعت الممرضة بأمي على السرير و معها الدكتورة سلمى ... و أمي بعدها فاقدة الوعي ...
سألت جدتي بفزع :
- وش فيها ؟
جاوبت الدكتورة سلمى و هي تهز راسها بمرارة :
- نزيف داخل الراس ....
........................
هذه المرة احتاجت قمر عملية مستعجلة ... في الرأس ...
طبعا أنا شلت يدي من الموضوع كطبيبة و ظليت معها كصديقة و وحدة من الأهل ...
كنت أتابع كل شي ... كل صغيرة و كبيرة ... أول بأول ...
الأشعة وضحت أنه كان عندها نزيف بسيط من أيام تخثر و ما أحد انتبه له
أما النزيف الجديد هذا ... كان ... شديد ...
نفس المكان اللي صابته نفس الحالة قبل 14 سنة ...
كانت بآخر الأيام تشتكي من صداع رهيب ... كيف ما فكرت أنه ممكن يكون شيء خطير ... ؟
انا ألوم نفسي أني ما انتبهت ...
بس كان ذاك من زمن ... و انتهى ... يا ليته كان انتهى ... يا ليت ...
قمر... بعد العملية المستعجلة ظلت بالمستشفى أيام ... فاقدة الوعي تماما ... و أسابيع ... مشلولة عن الحركة ...
كنت أول ما أجي المستشفى أمر عليها ... و آخر الدوام أمر قبل ما أطلع ... و في أوقات الزيارة ... كنت أحاول أتحاشى التواجد ... ما أقدر أشوف أهلها و أسمع أسئلتهم ... ما أقدر ...
في البداية ... كان كل اللي يطلع منها أنات و تأوهات ... بعدين بدت تحرك شفايفها و لسانها بصعوبة ...
و أول كلمة نطقت بها و هي لسة في حالة اللا وعي : ( عسل ) ...
مرة من المرات ... و أنا كنت عندها وعت شوي ... فتحت عينها و حركتهم يمين و شمال ... مسكت بيدها و ناديت بلهفة :
- قمر ... تسمعيني ؟
ما جاوبت علي ... شديت على يدها أبيها تحس فيني ... كلمتها ... بكيت غصبا علي ... و أنا أردد
- تشجعي يا قمر ... ارجعي لنا ... أرجوك ...
كأني سمعتها تقول ( عسل ) ... طالعت بعينها ... أكيد قصدها تسأل عن سلطان ؟
سلطان ... ما أعرف أخباره ... بعد وفاة بنته الوحيدة ... ما أدري وش صار فيه ... يا ليته مات بدالها ...
يا ليته طايح بالفراش بدل قمر ...
يا ليته غرق من سنين بدل بسام ...
رديت ... و أنا بس أبي أشجعها و أشوف تتجاوب معي أو لا :
- سلطان ؟ سلطان بخير و يسأل عنك ...
أهي حقيقة أو تهيؤ ... مو متأكدة ... بس كأني شفت الراحة بعينها ... غمضت ثواني و ردت فتحت تطالع فيني ...
كأنها تقول ( طمنتيني )... بعدها غمضت مرة ثانية ...
.............................
ماتت بنت أخوي .. الوحيدة .... المدللة الدلوعة ... بهجة قلوبنا كلنا ... نشوة البيت و العيلة كلها ...
ماتت ... و ما تركت بعدها الا سواد في سواد
شهرين مروا من يوم وفاتها ... و صورتها الأخيرة ... و هي جثة بلا روح ... بحضن أبوها و هو يصرخ
( ردي علي ) ... صورة للحظة ذي ... و لآخر لحظة بعمري ... ما نسيتها و لا بانساها ....
أتذكرها كأنها صارت البارح ... قبل شوي ... قاعدة تصير قدامي الحين ...
و أتذكر ... قبل سنة ... لما كنت أشاهد أروع صورة ... لأخوي و بنته ... و احنا بمكتبه بالشركة ...
و هو شايلنها على ذراعه و حاضننها ...و هي تضحك بمرح و حيوية ... و النافذة مفتوحة من وراهم ...
و البدر مكتمل ... و النسيم يلعب في شعر البنت الحريري ...
يومها أتذكر أني تمنيت لو كانت عندي كاميرا أصور بها هذه الروعة ...
ما كنت أدري ... أنها بتظل ببالي كآخر و أروع صورة لهم ... محفورة و محفوظة دون الحاجة لأي كاميرا ....
معلقة بالضبط .. جنب صورتها و هي ميتة بحضن أبوها ... في المشهد الأخير ...
ياليت ربي ... أعماني قبل ذاك اليوم ...
شهرين ... و أحنا كلنا نموت كل يوم و كل لحظة .... بعد هبة ... حلت علينا الغيمة السوداء المظلمة ...
اللي ما قدرت أي رياح و أعاصير .... تبعدها عنا لوقت طويل ....
بعد هالشهرين ... توني بس ... قررت أطلع من البيت ... و كان أول مشوار بغيته ... هو المستشفى ...
قمر ...
...........................
أمي تحسنت تحسن بسيط ... الحين صارت واعية بس ما تتكلم و لا تتحرك ... لا جيت عندها تبتسم لي ...
أنا أدعو ربي كل ساعة أنها تقوم بالسلامة و تتعافى و ترجع لي ... أنا ما لي بالدنيا غيرها ...
حتى لو بتتزوج مو مهم ... بس خلها ترد زي أول و أي شي ثاني مو مهم ...
اليوم شكلها أحسن ... كنت جالس جنبها على السرير و حاط راسي بحضنها و إيدي بإيدها ... كأني أحس بإيدها تحاول تشد على إيدي ... بس ما تقدر ...
الطبيب يقول أنها رح تتحسن بس ببطء ...
سمعت طرقات على الباب و بعدها انفتح و دخلت وحدة ... الظاهر أنها من صديقات أمي جاية تزورها ...
أمي طالعت بالزايرة و كأنها تفاجأت ...
- السلام عليكم
قالت الزايرة ، رديت السلام و أنا أعدل من جلستي على سرير أمي ...
طالعت المرة فيني و قالت :
- أنت بدر ... ؟
- نعم
و بعدين جت قربت من أمي و مدت يدها لها ... طبعا أمي ما حركت يدها ... و جت الزايرة و مسكت يد أمي تصافحها و قبلت جبينها ...
-كيف حالك يا قمر ؟ إن شاء الله أفضل الحين ؟
أنا رديت :
- الحمد لله . هي أحسن .
أمي كانت تطالع بالزايرة بنظرة غريبة ... ما فهمتها ... كأنها تبي تقول لها شي ؟
-حمد الله على السلامة يا قمر ... جيت متأخرة لكن ... تعرفي الظروف ...
تعابير وجه أمي تغيرت ... ما أدري وش بغت تقول ؟
سألتني الزايرة كم سؤال ... تطمن فيه على أحوال أمي و أهلي ...
و بعدها قالت كم كلمة تشجيع و دعاء بالشفاء لأمي ... و صافحتها مرة ثانية ... و راحت تطلع ...
أمي ظلت تشيعها بنظراتها كأنها تبيها ترجع ... ناديت أمي أبي أسألها تبي شي ؟
أمي فجأة نطقت :
- سلطان
الزايرة وقفت و التفتت صوب أمي على طول ...
طالعت بأمي ... و شفت بريق الدموع بعينها ... و قالت :
- بخير ... الحمد لله ...
و هزت راسها تأكد كلامها ... و بعدها طلعت من الغرفة ...
أنا بقيت أناظر في أمي ... مندهش ... و ما عندي تعليق مناسب ...
عين أمي ملأتها الدموع ... رحت أمسح فيها و أنا أكرر
- يمه أرجوك لا تبكي ...
أكررها و أنا اللي كنت أبكي على أمي ...
و أحس أنني أنا ... نعم أنا السبب ... في أن أمي مرضت لذي الدرجة ...
أخوي جالس بغرفة مكتبه ... على الكنبة ... سرحان ... يفكر و يفكر...
لا يكلم أحد ... و لا يحس بوجود أحد ... و لا يطلع من الغرفة من دخلها بعد فقد هبة ... يرحمها الله ...
بيت أخوي هو المكان الوحيد اللي كنت أزوره خلال الشهرين اللي مروا ... و قليل الي كنت أجي ...
كيف أقدر أتحمل أشوف أخوي يموت قدام عيوني ... ؟
ما يكفي هبة ؟
اليوم مريت عليه بعد ما زرت قمر بالمستشفى أخبارها كانت توصلني من بعض زميلاتي بين فترة و فترة ...
أنا ما كنت حسيت بوجودها ذاك اليوم ... كان بالي مشغول مع هبة و هبة و بس ... انتبهت لها بس بعد ما طاحت مغشية على الأرض ... و لا أدري وش صار لها قبل و لا بعد ...
دخلت غرفة مكتب أخوي ... سلمت ... و رد السلام بملل ...
- كيفك اليوم ؟
ما رد علي ... ليش أسأل و أنا شايفة بنفسي ... ؟
ما فيه أي شي ... بالدنيا يمكن يثير اهتمامه أو انتباهه ...
حتى نواف لا جا يكلمه يبعده عنه ... ما يبي يشوف أي أحد أو يكلم أي أحد أو يسوي أي شي ...
- سلطان ...
بغيته يلتفت لي بس كالعاده ظل ساهي عني مو هام لي خبر ... و لا معبر وجودي أصلا ...
-سلطان أخوي ... بغيت أقول لك شي ...
ما تحرك ...
واصلت ...
- (لمجرد إني أقوله لك ...
و أنا ببالي ... يمكن ... يمكن هالجملة تغير شي ؟؟ خلني أجرب ... )
- قمر تسأل عنك ...
قلتها و دققت النظر ... أبي أشوف إذا فيه أي تأثير ... أي استجابة ... ؟
أخوي ظل مثل التمثال ... ما اهتز ...
- قلت لها أنك بخير ...
واضح ... أن الموضوع و لا أثر و لا على عصب حسي واحد منه ...
استسلمت ... و تراجعت ... أباطلع ... ما فيه فايدة ... أخوي انتهى ... ما أبي أشوفه كذا ... لازم أطلع ...
قبل ما أمشي ... قلت له :
- إذا بغيت ... تزورها معي بالمستشفى ... تقول لها حمد الله على السلامة ... أظنها بتفرح كثير ...
طلعت عن غرفة أخوي و هو واقف مثل أي عمود أو أي كنبة بالغرفة ...
و الساعة أربع الفجر ... صحيت من النوم علة رنة جوالي اللي كنت ناسيته مشغل ...
كان أخوي سلطان متصل و مصر ما يقطع ... خفت و تلخبطت دقات قلبي ..
عطيت الهاتف لياسر و قلت له بخوف :
- رد ! أخوي ما أدري وش فيه ؟؟؟
أخذ ياسر الجوال و رد ...
...............................
نايم بعز النوم ... و باقي على أذان الفجر ساعة و شوي ... صحتني شوق بقلق و فزع خوفتني ...
- ياسر ... رد على الهاتف بسرعة ....
طالعت فيها أبي أتأكد ما هو بحلم ؟
بس صوت الجوال كان يرن بالغرفة و بآذاني ...
- خير ؟
- أقول لك رد بسرعة ؟
أخذت الجوال منها و أنا بين الصاحي و النايم ...
-ألو ؟ نعم ؟
ما جاني جواب بالأول ، و بعدها جاني صوت سلطان مبحوح :
-وين شوق ؟
- سلطان ؟ خير ؟ فيه شي ؟
- شوق صاحية ؟ أبي أكلمها
رديت الجوال لشوق و هي رافضة تاخذه ... حاسة أن فيه مصيبة ما تبي تسمعها ...
أنا يمكن كنت نايم ... مو متأكد ... بعد ما خلصت المكالمة الطارئة سألت شوق :
-خير ؟
شوق انفجرت تبكي ... قلت أكيد صار لهم شي جديد ؟
- سلطان وش به ؟ نواف بخير ؟ أم نواف بخير ؟؟
انهارت شوق على الوسادة ... و بكت بحرارة و هي تقول :
- يسأل عن قمر ! توه مستوعب أنها بالمستشفى !
طالعت بالساعة أتأكد من الوقت ....
أربع الفجر ... !
سلطان ... عليه العوض .... و منه العوض ...
............................
" سلامـــات "
من شهور و سلطان ما عاد يجي الشركة و العمل كله فوق راسي ...
لأني ظليت صاحي من قبل صلاة الفجر – على غير عادتي – و جيت العمل ... حسيت بعد كم ساعة بتعب و صداع اللي خلاني أفكر أرد البيت بدري اليوم ، و استسلم للنوم !
الصدفة اللي فاجأتني بالأحرى فاجئتنا كلنا هي أني شفت سلطان ببيتنا جاي وقت الظهر
( و طبعا الأمر مو على العادة ) و الظاهر أنه ما كان متوقع يشوفني ... و لو قلتها بصراحة ، ما كان يبي يشوفني ...
-حيا الله بو نواف ... يا حظك ... جيت و السفرة جاهزة تفضل بالهناء ...
الرجال رد بكلمة مقتضبة مطلعنها غصب من حلقه ...
- بالعافية
يعني ما وده يتغذى معنا ... صحيح ما هوبغريب ... بس مو بعدله نخليه بالصالة و نروح نتغذى بغرفة ثانية ...
أنا و شوق طالعنا بعض ... قالت :
- خلاص ياسر ، تغدى أنت و الأولاد أنا ودي أكلم أخوي شوي ...
خليتهم و رحت ... أعرف أنه فيه شي ما لي دخل فيه ...
بعد شوي ... جت شوق و قالت أنها طالعة مع أخوها مشوار صغير ....
ما علقت ... قلت خلني أنتظر لين تقول لي هي وش اللي صاير ؟
في فترة غيابها اتصلت أم نواف تسأل عنها و عن بو نواف ... انشغل بالي ... وين ممكن يكونون ؟؟
........................
الوقت ما كان وقت زيارة و ممنوع دخول غير موظفي المستشفى داخل المستشفى ، بس كوني دكتورة و لي معارف و علاقات هنا و هناك ... سمحوا لنا أنا و أخوي سلطان نجي لعند غرفة قمر...
كانت هذه رغبة سلطان المفاجئة أنه يمر يسلم عليها و يتطمن على صحتها ...
و الظاهر أنه مثلي و مثل ياسر ما نام بعد مكالمة الليل ... إذا كان نام قبلها أصلا ..
طرقت الباب ، فتحته بهدوء و طليت أبي أشوف كيف هي ؟
كانت قمر شبه جالسة مستندة على السرير ... و طبعا ما كانت متوقعة إني أنا اللي عند الباب عشان كذا شفت الدهشة بعينها ، و بعدها حلت ابتسامة جميلة مكان الدهشة
فرحت ... و أنا أشوف ابتسامتها ... يعني صحتها تحسنت ... الحمد لله ...
جيت لعندها و مسكت إيدها أسلم عليها بفرح و أنا أشد على إيدها... لما سألتها
- ( أنت طيبة ؟ بخير ؟ )
هزت راسها بنعم ، ما تكلمت ... إلى الآن قدرتها على الكلام ما استعادتها ... لكن ... الحمد لله ...
- قمره .... معي شخص وده يقول لك سلامات و ما تشوفين شر !
قلت الجملة و ركزت نظراتي على نظراتها أدقق ... أستشف الإجابة ... أتفحص ردة الفعل ؟
طالعت فيني قمر بنظرة لا تدعو لأي شك ... بأنها عرفت بالضبط أقصد من ....
الحين ... إيدها هي اللي شدت على إيدي ... رغم ضعفها ...
أخوي كان واقف ورا الباب ينتظر ...
سألت قمر :
- تسمحي له يجي .... ؟
لو كانت تبي تقول ( نعم ) كان هزت راسها بنفس الطريقة اللي هزتها بها قبل شوي لما سألتها
( أنت طيبة ؟ بخير ؟ )
الطريقة اللي وقفت فيها نظراتها معلقة مع راسها ... لا فوق و لا تحت ... لا يمين و لا شمال ... خلتني أرتعد ...
ما بغيت أكرر السؤال ....
و بعد ، ما بغيت أخوي يظل واقف عند الباب ... تركت إيدها ... و ابتعدت ... و جيت لعند الباب ...
طالعت بها مرة ثانية ... يمكن تقول أو تسوي شي ... بس ظل كل شي فيها معلق مثل ما كان ....
طلعت لأخوي و أنا مو عارفة إش أقول له ؟ أقوله أنها ما تسمح يسلم عليها ... أو أنها نايمة ... أو إش أقول .... ؟
أخوي العرق كان يتصبب على جبينه كأنه تلميذ عنده امتحان عملي ! و بس شافني سألني :
- صاحية ؟
لا شعوريا ... لقيتني أهز راسي بنفس طريقة قمر !
- أقدر أكلمها ؟
مديت ذراعي أسد فتحة الباب تلقائيا ، مثل اللي يبي يمنع دخول واحد عند الباب لداخل الغرفة ، أخوي بس شافني كذا قال :
- ما بغيت أدخل بس ودي أسلم عليها
و خطا خطوة أقرب للباب و مد راسه عند الفتحة و قال :
-السلام عليكم قمرة .... حمد الله على السلامة ... ما تشوفي شر ....