|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مسلم وكلي فخر
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-12-2012 الساعة : 05:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاخوة الاعزاء جميعاً
الاخ مسلم و يفتخر ,,
لنرجع قليلاً من البداية ..
أنت تتكلم عن التوحيد ,, ناعتاً من استعان بعلي صلوات الله عليه بأنه مشرك ..
حسناً قبل كل شيء لابد لنا من وضع ثوابت ,, و لكي لا نضيع الحوار بالتجاذبات الكلامية دعني اطرح عليك من فيض آيات الكتاب المبين ثوابتاً لا نختلف عليها كلانا
الثابت الاول : أن الله سبحانه قد فرض توحيده في محكم كتابه ,, و لو تدبرت آياته لوجدت أن الخطاب التوحيدي في الكتاب الكريم هو الصبغة التي يصطبغ بها ,,
الثابت الثاني : يجب علينا جميعاً التسليم المطلق و الكامل و الغير مشروط لآيات التوحيد و نفي الشريك و الكفر بكل أشكال الندية و التشبيه و التجسيم و الحلول و الحدوث و الانتقال و تنزيه الخالق سبحانه عنها جميعا.. و أن نؤمن أن الدعاء لا يكون الا لله وحده بدون اشراك احد معه لقوله ( ادعوني استجب لكم .. و لا تدعوا مع الله أحدا .. أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار .. و ان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما .. )
و كثير من آيات الكتاب الكريم التي نتعبد الله سبحانه بها و لا أتصورك تتعارض معي في ما قلت آنفاً .
الثابت الثالث : و هو حجر الزاوية الذي سوف نبني عليه حوارنا
يجب أن يكون التوحيد مما جاء به الدين الحنيف و صرح به القرآن الكريم و السنة المطهرة المعصومة و أعتمدته مصادر التشريع ..و أن لا نبتكر توحيداً أرضياً هوائياً تشتهيه أنفس البعض فنقحمه في النظام التوحيدي الذي منهجته الرسالات السماوية و فرضه الدين الحنيف على الوجود
و على فرض اننا نتفق على تلكم الثوابت التي اختصرتها لك في ثلاثة لسوف أبدأ في ايراد الجواب لكم بما مكنني ربي :
المعروف أن التوحيد كما ذهبنا في الثابت الاول هو الخطاب القرآني الذي يلزم كل من تشهد الشهادتين .. لكن كما يدلنا التدبر الموضوعي في أيات الدعوة الى التوحيد أنها دعوة مطلقة غير مخصصة ,, فعندما يقول (لا تشرك بالله ),, هل يكفي ذلك أن أفهم حدود الشرك و أميزها عن حدود التوحيد ؟. اطلاقاً لا تكفي ,,
لكن عندما يخاطبني الكتاب الكريم فيقول لي (ما تعبدون من دونه الا أسماء سميتموها ),, هنا افهم بأن الاعتقاد بمسميات و كيانات سواء كانت حية او غير حية و زجها في مقام الالوهية و الندية و الدعوة من دون الله الواحد الاحد ,, هو شرك بالله سبحانه ..
من هنا نفهم بأن القرآن الكريم لما طرح التوحيد كأساس تقوم عليه رسالات النبيين و تتعبد به الخلق لم يرسل آياته الداعية الى توحيده سبحانه بصورة عشوائية بل رسم للتوحيد أبعاداً و أسساً و علمنا خارطة الطريق الى توحيده ,,
فكما يقول سبحانه ( ولقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب اليه من حبل الوريد ) يقول أيضاً بآية صريحة ( و ابتغوا اليه الوسيلة ) فالله سبحانه عندما يأمرنا بالتوحيد يجعل لتوحيده باباً ندخل منه و هو باب الوسيلة اليه سبحانه ,, و هذه سنة كونية فرضها الخالق المدبر الحكيم بحكمته و رحمته ,, فلا تجد في عالم الامكان أمراً قائماً بذاته بل كل ما خلق سبحانه منتظم بنظام متناسق و مقنن بقوانين لا يطغى عليها كقانون الجاذبية الذي يمسك بنا على سطح الكوكب ..
إذاً فالوسيلة لدى التوسل بالله هي النظام الذي وضعه الله سبحانه ليربط المخلوق برحمة خالقه ,, بدليل أن الله جل و علا يصف نبيه الكريم بأنه يرزق العباد من فضل الله بقوله ( و ما نقموا الا أن اغناهم الله و رسوله من فضله ) فهل تتصور أن الله سبحانه قد اشرك نبيه الكريم في تقدير الرزق على العباد أم انه صلوات الله عليه و على آله هو الوسيلة التي منها يترحم الله على عباده بالرزق و الغنى و الفضل العظيم ..؟؟..
كذلك قوله سبحانه ( و لو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله و أستغفر لهم الرسول )..نجد أن النبي الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم قد صار الوسيلة الوحيدة الضامنة لقبول الاستغفار لكون ذيل الاية قد جاء معبراً عن قبول الله سبحانه لاستغفارهم بمجرد استغفار النبي الاكرم لهم ..
فعندما يأت شخص و يطرح فكرة بالتوحيد تعتمد نبذ الوسيلة صار هو نفسه في شبهة الشرك لأنه قد خالف أهم ركيزة في ركائز التوحيد و هي الوسيلة الى الله سبحانه و ما خلد ابليس في العذاب و لا كان من المنظرين الى اليوم المعلوم الا لكونه قد وضع رأيه قبالة التشريع الالهي فالله سبحانه يحكم بأمر و إبليس اللعين يحكم لنفسه بغيره ..
يتبع ان شاء الله تعالى,,
|
|
|
|
|