|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 79505
|
الإنتساب : Sep 2013
|
المشاركات : 3
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبدالله الجزائري
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 09-10-2013 الساعة : 12:45 AM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدنا الفاضل الجزائري:
اما بعد، فقد ولجتم بعقولنا مديات بحثية عميقة فيما تطرحونه في علم البداء ، ما اثار انتباهي ، زيادة على عمق البحث، ان بحث البداء قد طرح بجمل ومفردات حديثة ومعاصرة من قبيل "التغذية الراجعة" و "الدالة" التي استخدمتموها في وصف العلم والقضاء المشروط، فكان حقا ان أحيي هذه الممازجة بين مفردات مستعارة من علوم تطبيقية معاصرة ومفردات اخرى من علم عقائدي.
بيد ان لي ملاحظة على المناطق الثلاث المستخدمة في "المخطط" ، واسمحوا لي سيدنا الجليل بذلك فهذا ما قد تأصل في ذهني عن البداء.
إن تسيير سنة الله تبارك وتعالى الحكيمة في عباده اقتضى تقدير أمور عالم الشهادة الذي نحن فيه على قسمين:
1- قدر قطعي تكويني لا يقبل المحو ، وهذا من قبيل موت الانسان وانتقاله الى عالم البرزخ (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) وكذلك وراثة الارض من قبل عباد الله والصالحين (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) .
2- قدرمعلق مشروط بشروط ، وهذا من قبيل تأثير الدعاء والأعمال الصالحة بنحو ايجابي على عموم حياة الانسان وتأثير الاعمال المذمومة بنحو السلبي على عموم حياته.
وأما البداء فيحدث في القسم الثاني من التقدير الالهي، فلو ان الانسان عمل الصالحات فيمكن لله الحكيم الخبير أن يطيل في عمره ويغير ما قد قدره له مسبقا أو ما قد كتبه له فهو سبحانه كما وصف ذاته المقدسة "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " وهذا ما اشرتم اليه في بعض طرحكم.
أما الملاحظة ، فهي كما يلي سيدنا الجليل:
أرى أن تستبدلوا كلمة القضاء بكلمة القدر ، لأن القدر يعني تقدير الشيء فاذا وقع ما يوجب التغيير قضى الله سبحانه وتعالى وابرم أمرا بموجب ما وقع ، فيمكن أن يقضي ويبرم سبحانه وتعالى كما قدر ويمكنه سبحانه أن يقضي ويبرم امراً أخر، وأستدل على ذلك من رواية عن أمامنا ابي الحسن الرضا صلوات الله عليه حيث قال في تفسيره للقضاء والقدر "القدر هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء، والقضاء هو الإبرام وإقامة العين" وخير مصداق لذلك هو في قصة نبي الله يونس (عليه السلام) "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ" حيث أن القدر المتمثل في ان يلبث (سلام عليه) في بطن الحوت الى يوم يبعثون لم يبرم وأنما أبرم سبحانه وتعالى النجاة له بسبب تحقق الشرط وهو التسبيح.
في معرض ربط البداء بقضية الامام الحجة صلوات الله وسلامه عليه، فان الحكيم الخبير قد قدر قدرا تكوينيا قطعيا وهو ظهوره سلام الله عليه ليملأ الارض قسطا وعدلا ، وقدر قدرا معلقا مشروطا وهو ميقات ظهوره سلام الله عليه.
لكم سيدنا أن تصوبوا ما طرحت فربما كنت ينطبق علي "علمتَ شيئا وغابت عنك أشياء" اذ انا لست من اهل التخصص.
|
|
|
|
|