[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

((إيمان أسم من مسمى))

مصدر للثقه مغروس في العقل والقلب
يمنح الخطوات والأفعال قوة
بأدراك وأمتلاك الرؤيه اللامنظوره
التي يستسلم لها لثقته وأيمانه الكاملين
من خلاله امتلاك الشعور بالأمن والأمان
والسؤال هنا :
هل الأيمان حق أم أكثر من ذلك؟؟
والجواب يحتاج الغوص الى أبعد ما في جواهرنا
لنفكر في هذه المعادله
((إن من لا يؤمن بشيء يسقط بسهوله أمام أي شيء))
والشيء يعني في هذا المقام :
حجر، شجر، وجود ، فكر، معتقد
إذن الأيمان يرتبط بوجود شيء يؤمن به ويدافع عنه ضمن منطوق العقل
والعقل يعني الحكمه
((ومن أوتي الحكمه فقد أوتي خيراً عظيماً))
لأن الحكمه تملك زمام الحوار المتعدد
لأجل بلوغ الحقيقه
والأيمان بالشيء لا يقوم إلا على البرهان القاطع
والتصديق به والتسليم له يقيناً
أي أن الأيمان هو الصدق والتصديق
والإيمان ركن وركائز تجمع لا تفرّق،
تمحو الخطيئة وتبحث عن الحقيقه
لتتجلى لها بأحلى صورها
فهو خلاصة سعي الأنسان
بعد إخلاصه لمعتقد ما
وتعلقه به كمضمون لأدراك معاني اليقين
الذي يؤدي الى ظهور الشخصيه المؤمنه السليمه
ضمن حدود الصوره الأنسانيه الساميه بالحب
وبالحب تعيش الأنسانيه وتسلم

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

((الماضي بين حسابات اليوم والغد))

الحِكمه القديمه لها تأثير إيجابي على النفس
لأنها قيلت في موضع يراد منها النصح والأرشاد
ونقرأ منها الكثير الكثير في كتب الحكماء
ومنها هذه التي تقول:
((على المرء ألا يعيد حساب الأمس
لأن العمر حين تسقط أوراقه
لن تعود مرة أخرى))
هذه الحِكمه لها بعدان
أحدهما موضوعي يختص بالنصيحه
لأن العوده للماضي تعني الوقوف
على أعتاب الوقائع
بينما الآخرون يسيرون الى الأمام
مما يزيد الفجوه بينهما بمرور الأيام
والآخر واقعي لأن الماضي لا يخلو من
الدروس والعبر التي تقّوم المسير
إن الوعي لحقيقة الأمور يمثل مفتاح
الولوج الى المستقبل وهو بمثابة
نقطة الأنطلاق نحو تحقيق الغايه من الحياة
لا يخفى أن مع كل ربيع تنبت أوراق جديده
وأن لا جدوى من السعي وراء القديمه
كونها أصبحت جزءاً من وجه الأرض
لكن من الخطأ محاولة أسقاط الماضي بكل ما فيه ،
لأن فيه من التجارب ما تكون منطلقاً نحو غد مشرق
إذن المراد من هذه الحكمه هو:
عدم العوده الى حجم حسابات الأمس
من ربح أو خساره
لأن لكل حاله حساباتها ومعاييرها
وفي كل الأحوال لا يمكن النأي بعيداً
عن الأمس القريب أو البعيد
لأنه لا يمكن الخروج من الواقع الراهن
منفصلا عن الماضي لأنهما مجتمعين
يؤلفان البعد النظري للحياة
وبالتالي يحددان المسلك الصحيح
الذي يبعده عن السقوط في التجارب السابقه
الماضي يعتبر مخزون معرفي يحدد
أبعاد الشخصيه المُعوّل عليها في الوقت الراهن

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

((شفافية القلب))

يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
(لا يسعني أرضي ولا سمائي
ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن)
من هذا فأن القلب مكان لعرش الله سبحانه وتعالى،
وبيت الله الحقيقي خلقه من نوره ،
مما أعطاه الصفه الشفافيه
لأن الله لا يكون إلا نوراً
فيكون بذلك القلب عاشقاً لله بالفطره
وقد ينحرف أو يخدع من قبل أبالسة الجن والأنس
فالمقصود الأوحد والمطلق في مقام العشق هذا
هو الله سبحانه وتعالى ولا يوجد سواه
بل قد يجهل الأنسان ويخدعه السراب فيلهث
وراء حب ليلى وعبله وهند وبثينه ....
الأنسان في بداية نشأته يكون شفافاً بلا ذنوب
فيكون قلبه مرهفاً مُعرِضاً عن الدنيا
موفق للتقرب الى الله سبحانه وتعالى.
بينما عندما يكون المعشوق غير الله،
فأنه يجعل من القلوب نكتة من السواد والظلمه.
من هنا تكون أهمية القلب في وجود الأنسان
وهو المعول عليه في الحب والعشق
فإن صلح صلحت جميع العوالم
التي توصله الى التجرد والقرب والفناء.
وإن فسد كان محلاً للخزي والعار.

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِّ على محمد وآل محمد

((حقيقة قلوب المحبين))

القلب بحقيقته ليس عضواً مادياً في الجسد فحسب؛
وأنما هو الروح، التي تصفو وتسمو
عندها عظمة التعبد لله سبحانه وتعالى،
لأنه مدار الأعمال ، وصفاء وطهارة الروح،
ولا تقبل الأعمال إلا من القلب السليم.
والقلب باب لمعرفة الله، والعمل له، والسعي اليه،
فأذا عرف الله عرف نفسه ، ومن جهل قلبه فهو بغيره أجهل.
فعليه يجب مراعاة القلب ومراقبته،
لأنه هو المراد لدى المعشوق.
لأن المعشوق يريد الكلام الجميل
من القلب لا من لقلقة لسان.
والذي يخرج من القلب يذهب الى القلب
لأن القلب منبع الأعتقاد والأيمان.

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِّ على محمد وآل محمد

((أثر القلب على العمل))

القلب أمير مملكة البدن، وكل الجوارح هي بأمرته،
فهو يمثل الأراده والعزم والنيه.
فاليد مثلاً تعطي الصدقه، والقلب لا يقصدها ،
فيكون الفعل حسن من الخارج، سيء في الواقع.
فكيف السبيل الى نحو ذلك ؟؟؟
القلب لا يمكن أن يكون فعّالاً بدون مشاركة الحواس،
وأكثرها تاثيراً عليه هي العين.
قال أمير الموحدين علي عليه السلام:
(العين جاسوس القلب وبريد العقل)
فمعنى هذا تكون العين هي الناقل
للأحداث المحيطه والخافيه على القلب،
والقلب يتمثل لها بالمرآة الصافيه،
تعكس الصوره الموجهه اليه؛
فأن كانت حسنه كان الأنعكاس حسناً..!!
وإن قبحت صار العكس.
على ضوء هذا يحتاج القلب الى
قوى أيمانيه تتفوّق على القوى الشيطانبه،
كي تسمو بالقلب نحو صفة الملائكيه،
ولا تسقطه في شرك الشيطان.

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِّ على محمد وآل محمد

((التحكم في ايرادات القلب))

لكل قلب هناك طائر الخيال يجول بين خلجاته،
وطائر الخيال المقصود منه؛
الأيرادات القلبيه التي ترد على الأنسان،
والمسماة بالخواطر.
وهذه الخواطر تشتد وتضعف تبع السيطره والتحكم فيها .
لأنه من غير المستحسن أن تكون
بساحة المعشوق وذهنك شارداً بعيداً عنه.
بينما الأمور الحسنه تستوجب أن تكون معه،
وبالقرب منه والسبح في سُبحات جماله وجلاله،
غافلاً تماماً عن الأضداد والأغبار
المانعه من الألتذاذ بمحضره
وهذا هو سر عدم الألتفات أثناء الصلاة؛
لأن الصلاة تمثل ساحة الوقوف بين يدي المعشوق الخالد .
إذن كيف السبيل الى التحكم بهذا الطائر؟؟؟
الخواطر برمتها ترد على القلب فتشغله بها
مما تدعوه لصرف النظر عما يجب وفيما يجب.
ومنشأ هذه الخواطر هو النظر الذي
ينطبع في الذهن الوارد الى الفؤاد،
في حين مورد هذه الخواطر يختلف بحسب النظر اليها ،
لذا يستوجب عدم فسح المجال لها
أن تأخذ حيزها في التمركز في القلب،
وذلك بغض النظر والشغل بما يرضي
المعشوق من تسبيح وتهليل.
والأهم من هذا كله نفي كل الخواطر الدنيويه
خوفا من إعراض المعشوق والطرد من ساحة العشق .

[آمالٌ بددتها السنونْ]

هناك حقائق تزيد الأنسان معرفة وتُنير بصيرته
وتمنحه القوة..
وهناك حقائق العكس تماماً تشعر المرء بالأحباط
وتملىء القلب حزناً..
الفئة الأولى من نصيب ماأورده لنا السيد
الفاضل الهادي@ في اليومين الماضيين أما الثانية
من نصيب سلسلة :
The arrivals
التي تابعت بضع حلقات منها على موقع اليوتيوب
مُعدوا هذه السلسلة طرحوا تساؤول في بداية أحد
المقاطع وهو :
can you handle the truth??
وكان الطرح في محله فبعد قرآئت ماورد كان الحزن
يملىء قلبي لأني لم اتحمل الحقيقه، وهذا حالنا نحن
البشر عندما نواجه الحقيقة، ولهذا معظمنا يغمض
عينيه ويدير ظهره ويحاول البقاء بعيداً معتزلاً عن
مايحيط به لأنه لايريد ان يُحزن قلبه او يشعر بطعم
المراره في حلقه أو بالأصح لا يريد شيء يذكر بعجزه
وضعفه .. عجزه و ضعفه أمام ماذا ؟؟
امام قوى الشر، امام كل الفساد الذي يغمر بقاع الأرض
ولكن هل يجب أن نستسلم لهذا الشعور ؟؟
بطبع لا فالله في قلب كُل مؤمن أن لم استطع تغير ما
يجري في العالم من ظلم واستبداد وفساد ، فأستطيع
تغير نفسي ، اهليّ ومن هم في محيطي..
لصاحب الملاذ الكريم ولكم اجمل تحيه والى الملتقى..

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِّ على محمد وآل محمد

((أنواع الخواطر))

الخواطر التي ترد على القلب تختلف حسب
النظر اليها وهي على أربعة أقسام :
الأول - خواطر إلهيه
وهذه تصرف الأنسان عن نفسه وتوجهه
نحو ربه لتدعوه للتقرب منه .
الثاني – خواطر شيطانيه
وهذه تجعل الأنسان غافلاً عن الله سبحانه وتعالى
لتثير في قلبه حب الشهوات ومفاسد الأخلاق.
الثالث – خواطر ملكوتيه
وهذه تقود الأنسان نحو العباده
والتقوى والزهد لله سبحانه وتعالى.
الرابع – خواطر نفسانيه
وهذه تدعو الأنسان الى زينة الحياة وزخرفها
وهي منتشره كثيراً في هذا الوقت .
فغض الطرف والبصر هما طرفي المعادله
التي من خلالها تورد الخواطر الى القلب ؛
ومنها يتم التحكّم بنوع الخاطره
التي يتغنى بها القلب .

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

((رين القلوب))

والرين؛ هو تراكم الذنوب التي يقترفها الأنسان،
فتشكل ضباباً على مرآة القلب ،فتحجب صفاءه وشفافيته.
لأن كل معصية تُكوّن ظلمة على القلب،
وبتراكمها بعضها فوق بعض يسود القلب ،ويكثر صداه
مما يصعب صقله إلا من خلال؛
مجاهدة النفس، وطلب العفو، ولبس رداء التوبه.
وأعظم رين على القلب الذي لا يُغفّر
هو أن يكون في القلب شريك، مع المعشوق الأبدي.
فجمال المعشوق مطلق ومما دونه يكون نسبي وظلي
فإن وقع العاشق في هكذا فعل
وقع في قلبه حجاب لا يمكن أن يخرقه
ولا يمكن الوصول الى مرحلة الأشراق النوري
لأن القلب يأخذ نوره من نور المعشوق الأبدي
فهل للعاشق أن يهجر معشوقه ويقع في حب غيره؟؟؟

[الهادي@]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

((عاشقٌ أنا))

هو ربي في أعالي السماء أعبده...

وبين جنبات مهجتي اعشقه.

فيارب...إغفر لروحي وأرحم قلبي؛
فأني سخرته لمحبتك عمن سواك...
وأسدلت جفني عن جمال لا يرتقي الى جمالك،
حفظاً لناظري أن يخل بأخلاق الكرام..
طهرتُ قلبي من كل طائر خيال،
لينبضَ في كل لحظة بهواك...
ناشراً في الكون عَبَقَ الغرام
فكيف للحب أن ينتهي وأنت شرعته للعباد،
و جعلتَهُ مُقدَّسـاً مُترفِّعاً عن العيون..!!!
ساكن الأرواح قبل الأجساد
حتى إذا فني الجسد..!!!
بقي العشق يحلق مع الروح في أعنان السماء.
فمحبتك تسري في جوارحي،

مثلما تسري مخافتك ورهبتك...

وهل بعد هذا يكون العشق حرام ؟؟؟