فتح عينيه ؛ أذهلته الصدمة ؛ لا شيء سوى هدوء خانق ؛ وصمت موحش ؛
ورائحة المكان ما كان يطيقها يوما ما ؛ وعلى الجدار المقابل وردة بنفسجية عُلقت بتناسق رشيق ؛
وثمة كتيبات على الطاولة المجاورة ؛ بقربها حزمة أوراق ملقىً عليها قلمٌ فضي مُتخمُ ؛
يتوق لنزفٍ لم يعتاده ؛ يخرج صوتهٌ منهَكا ؛ من بين ضوء خافت يشبه لون السماء ؛
لم يتفحص علبة حُقنات وأمصال ؛ بل راح يغرق في حزمة ذكريات ؛
لاذ بها ؛ ليشتت حاضره ، ثم عاد ليُغمض عينيه ويتدَثر بحنين يفيض في حناياه ~
قالوا ما يعني لك البكاء ...
قلت ...
يفيض القلب بالبكاء .. في لحظات الصدق ..
عندما نحتاج أن نفضفض بما يجيش في القاع ..
فتسلبنا الدموع فصاحة الحرف .. لتأتنق على مسارات الوقت ..
ثم أن بعض الكلام .. لايمكن أن يخرج الى الفضاء الاّ بشكل قطرات هامية ..
لتكون لها ملكة الإفهام .. وحضور المعنى ..
فالبكاء ليس مظنة الضعف أو الانكسار كما يراه البعض ..
وإنما هو زفرات إحساس صادق تجد طريقها للمآقي ..
لأنها أكثر رقة من رؤوس البنان ،، وألطف في التعبير من كل بيان ..
ولأن تلك الزفرات كأنها تخرج من فوهة بركان مستعرة ..
تتوق للإغتسال بطهر تلك القطرات فترقأ ثم تستكين ~~