|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
عِبر ُ عاشوراء
بتاريخ : 04-12-2012 الساعة : 06:01 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا و إياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام
عِبر ُ عاشوراء
كربلاء محطّة تاريخيّة لا تقف عند حدود سنة إحدى وستّين للهجرة، ولا على حدود كربلاء الجغرافيّة، بل تتعدّى بأطرافها المعنويّة حدود الزمان والمكان لتبقى غضّة طريّة تتجدّد مع الأيّام والشهور والسنوات، صادعاً صوتها، مجاوباً صداها، تضيء بنورها ظلمة الليالي الحالكة، لتقشع عن العيون أغشية الظلام الدامس الذي أرسته أيدي الظالمين والطغاة على مرِّ العصور.
إنّها صوت الحسين عليه السلام الخالد، الذي يطرق مسامع الزمن مدويّاً في أرجائه، ويقضّ مضاجع الطواغيت وينكّس عرشهم في عليائه..إنّها أنشودة الأحرار، وأغنية الثوّار، تصغي إليها آذانهم وتعيها قلوبهم، وتترنّم بها أفواههم وتجسّدها أقوالهم وأفعالهم..إنّها مدرسة الحسين عليه السلام التي تخرّج منها أحبّاء كحبيبه، وأحرار كحرّه، وأبرار كبريره، وأزهار كزهيره...وعشّاق شهداء... لا سبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من جاء بعدهم..
وقد أوضح الإمام الحسين معالم مدرسته من خلال نداءاته وخطاباته وكلماته النيّرة، بما يشكّل بلاغاً للنّاس، وقد قال الله تعالى مخاطباً نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في بعض
آيات كتابه: (وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) ، والإمام الحسين عليه السلام هو السائر على منهاج جدّه والمقتفي لأثره بمقتضى نصِّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"حسين منّي وأنا من حسين"، فدعا ونادى وأبلغ وهدى، بما هو وظيفة الإمام من ربّه كما في بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلام:"إنّه ليس على الإمام إلّا ما حمل من أمر ربّه، إلّا بلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنّة، وإقامة الحدود على مستحقّيها، ..".
ومن هنا جاء في بعض زيارات الإمام الحسين عليه السلام:"صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزَّ وجلَّ ما أمرت به، ولم تخش أحداً غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته صادقاً حتّى أتاك اليقين، أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى..".
فقد قام الإمام عليه السلام بالبلاغ والإبلاغ، وسعى جاهداً أن يسمع صوته حتّى إلى من أصمَّ أذنيه عن كلماته، تقول الرواية: وأحاطوا بالحسين من كلِّ جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج عليه السلام حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتّى قال لهم: "ويلكم! ما عليكم أن تنصتوا إليَّ فتسمعوا قولي، وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلّكم عاص لأمري غير مستمع قولي، فقد ملئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟! ألاتسمعون؟!.
فقد أراد الإمام الحسين عليه السلام لكلماته المضيئة أن تخترق الحجب وتنير القلوب المظلمة، فوجّه بلاغاته ودروسه في مختلف الاتجاهات والجوانب، ممّا يستدعي بحقّ ضرورة الوقوف عند هذه البلاغات العاشورائيّة الكربلائيّة واستلهام الدروس العظيمة منها والسير على هديها ونهجها.
فمن خلال حضوركم للمآتم والاستماع للخطباء
ماذا قدمت لكم عاشوراء الامام سيد الشهداء (عليه السلام) من دروس وعِبر ؟
ننتظر تعليقاتكم ومشاركاتكم على الموضوع
لقاءنا سيتجدد معكم يومياً ان شاء الله تعالى لننهل من مدرسة عاشوراء ....
نسألكم الدعاء
|
|
|
|
|