|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 57172
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 113
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أحزان الشيعة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 27-09-2010 الساعة : 02:15 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحزان الشيعة
[ مشاهدة المشاركة ]
|
الألباني يحكم بكفر من لا يؤمن بكفر ابوي رسول الله صلى الله عليه و آله سلم
الصفحة (91)
و إن مما يتصل بهذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم لما زار قبر أمه : " استأذنت
ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي ، و استأذنته في أن أزور قبرها ، فأذن لي ..
" الحديث . رواه مسلم و غيره ، و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 187 - 188 )
من حديث أبي هريرة و بريدة ، فليراجعهما من شاء . و الأحاديث في هذا الباب
كثيرة ، و فيما ذكرنا خير كبير و بركة . و اعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس
اليوم و قبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة ، و تبني ما
فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل إن فيهم من يظن
أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث و
دلالتها الصريحة ! و في اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي صلى
الله عليه وسلم الذي قالها إن صدقوا بها . و هذا - كما هو ظاهر - كفر بواح، أو
على الأقل : على الأئمة الذين رووها و صححوها ، و هذا فسق أو كفر صراح ، لأنه
يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم ، لأنه لا طريق لهم إلى معرفته و الإيمان به ،
إلا من طريق نبيهم صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه ،
فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم و أذواقهم و أهوائهم - و الناس في
ذلك مختلفون أشد الاختلاف - كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لرد الأحاديث الصحيحة
، و هذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم
كالغزالي و الهويدي و بليق و ابن عبد المنان و أمثالهم ممن لا ميزان عندهم
لتصحيح الأحاديث و تضعيفها إلا أهواؤهم ! و اعلم أيها المسلم - المشفق على دينه
أن يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه - أن هذه الأحاديث و نحوها مما فيه الإخبار
بكفر أشخاص أو إيمانهم ، إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها و
تلقيها بالقبول ، لقوله تعالى : *( ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين .
الذين يؤمنون بالغيب )* ( البقرة : 1 - 3 ) و قوله : *( و ما كان لمؤمن و لا
مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .. )* ( الأحزاب
: 36 ) ، فالإعراض عنها و عدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما - و
أحلاهما مر - : إما تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، و إما تكذيب رواتها
الثقات كما تقدم . و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث
أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي - عفا الله عنا و عنه - في بعض
رسائله ، إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ، و
حبهم إياه ، فينكرون أن يكون أبواه صلى الله عليه وسلم كما أخبر هو نفسه عنهما
، فكأنهم أشفق عليهما منه صلى الله عليه وسلم !! و قد لا يتورع بعضهم أن يركن
في ذلك إلى الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن النبي صلى الله
عليه وسلم أحيا الله له أمه ، و في رواية : أبويه ، و هو حديث موضوع باطل عند
أهل العلم كالدارقطني و الجورقاني ، و ابن عساكر و الذهبي و العسقلاني ، و
غيرهم كما هو مبين في موضعه ، و راجع له إن شئت كتاب " الأباطيل و المناكير "
للجورقاني بتعليق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي ( 1 / 222 - 229 ) و قال ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 284 ) : " هذا حديث موضوع بلا شك ، و الذي وضعه
قليل الفهم ، عديم العلم ، إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن
يؤمن بعد الرجعة ، لا بل لو آمن عند المعاينة ، و يكفي في رد هذا الحديث قوله
تعالى : *( فيمت و هو كافر )* ، و قوله صلى الله عليه وسلم في ( الصحيح ) : "
استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي " . و لقد أحسن القول في هؤلاء بعبارة
ناصعة وجيزة الشيخ عبد الرحمن اليماني رحمه الله في تعليقه على " الفوائد
المجموعة في الأحاديث الموضوعة " للإمام الشوكاني ، فقال ( ص 322 ) : " كثيرا
ما تجمح المحبة ببعض الناس ، فيتخطى الحجة و يحاربها ، و من وفق علم أن ذلك
مناف للمحبة الشرعية . و الله المستعان " . قلت : و ممن جمحت به المحبة السيوطي
عفا الله عنه ، فإنه مال إلى تصحيح حديث الإحياء الباطل
الألباني في سلسلته الصحيحة
الألباني يكذب علماء اهل السنة من أجل اثبات كفر ابوي رسول الله و يكفر أهل الإسلام جميعا ان لم يعتقدوا بكفرهما !
بينما كل علماء الأمة يؤمنون بنجاتهما من النار
الصفحة (40)
( [ 3234 ] باب في زيارة القبور )
( فبكى ) بكاؤه صلى الله عليه و سلم على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به أو على عذابها ( فلم يأذن لي
عون المعبود
الصفحة (41)
لأنها كافرة والاستغفار للكافرين لا يجوز ( فأذن لي ) بناء على المجهول أو يكون بصيغة الفاعل ( فإنها ) أي القبور أو زيارتها ( تذكر بالموت ) وذكر الموت يزهد في الدنيا ويرغب في العقبى فيه جواز زيارة قبور المشركين والنهي عن الاستغفار للكفار
قال المنذري والحديث أخرجه مسلم والنسائي وبن ماجه
بل أنهم من ضلالهم قالوا ان الله عز وجل رفض ان يستغفر النبي لأمه
و لكنه سمح له و أذن له بزيارتها !!
ألا يقولون أن زيارة القبور حرام ؟
فكيف يأمر الله عز وجل نبيه بفعل حرام ؟
وقال الشيخ بن باز رحمه الله :
" والنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : ( إن أبي وأباك في النار ) قاله عن علم ، فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/1-4 . فلولا أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة ؛ لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه ما قاله ، فلعله بلغه ما يوجب عليه الحجة من جهة دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فإنهم كانوا على ملة إبراهيم حتى أحدثوا ما أحدثه عمرو بن لحي الخزاعي، وسار في الناس ما أحدثه عمرو ، من بث الأصنام ودعائها من دون الله ، فلعل عبد الله كان قد بلغه ما يدل على أن ما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم ؛ فلهذا قامت عليه الحجة. وهكذا ما جاء في الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له ، فاستأذن أن يزورها فأذن له، فهو لم يؤذن له أن يستغفر لأمه ؛ فلعله لأنه بلغها ما يقيم عليها الحجة ، أو لأن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في أحكام الدنيا، فلا يدعى لهم ، ولا يستغفر لهم ؛ لأنهم في ظاهرهم كفار ، وظاهرهم مع الكفرة ، فيعاملون معاملة الكفرة وأمرهم إلى الله في الآخرة " اهـ . فتاوى "نور على الدرب" .
هذه هي عقيدة النواصب اذيال بني أمية
يدخلون المؤمنون النار و يدخلون الزنادقة الجنة !
يريدون الدين حسب أهواءهم و ما يخدم رموزهم و يطعن في رسول الله
/
يقول العلامة الآلوسي
الصفحة (378)
{ وَتَقَلُّبَكَ } أي ويرى سبحانه تغيرك من حال كالجلوس والسجود إلى آخر كالقيام { فِى الساجدين } أي فيما بين المصلين إذا أممتهم ، وعبر عنهم بالساجدين لأن السجود حالة مزيد قرب العبد من ربه d وهو أفضل الأركان على ما نص عليه جمع من الأئمة ،
/
، وتفسير الساجدين بالأنبياء رواه جماعة منهم الطبراني . والبزار . وأبو نعم عن ابن عباس أيضاً إلا أنه رضي الله تعالى عنه فسر التقلب فيهم بالتنقل في أصلابهم حتى ولدته أمه e ، وجوز على حمل التقلب على التنقل في الأصلاب أن يراد بالساجدين المؤمنون ، واستدل بالآية على إيمان أبويه a كما ذهب إليه كثير من أجلة أهل السنة ، وأنا أخشى الكفر على من يقول فيهما رضي الله تعالى عنهما على رغم أنف على القارىء واضرابه بضد ذلك
تفسيره
|
في البداية أود التنبيه على أن هذه المسائل مما لا ينبغي الحديث فيها ولا الخوض فيها
لأنها تخص نسب النبي صلى الله عليه وسلم
كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى ( نور على الدرب ) :
" هذا السؤال ليس من الأسئلة التي يستحسن أن يسأل عنها لأنه لا فائدة منها إطلاقاً، ولكن بعد السؤال عنها لابد من الجواب " أهـ .
فأحدنا لا يرضى بالكلام عن والديه ، مهما بلغا من فسق أو كفر
فما بالكم بوالدي النبي صلى الله عليه وسلم !
لكن لما كثرت المناقشات في المنتدى
وتم السؤال عنها
لا بد لنا أن نناقش هذا الأمر على ضوء الأدلة والبراهين
والأمر مفتوح للجميع في الردود والمناقشة
---------------------------------------------
أولاً : ما تعريف أهل الفترة ؟
أهل الفترة : هم الأناس الذي وجدوا في الفترة بين كل نبيين كعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم
( تعريف العلامة ابن كثير - تفسير القرآن العظيم 2 / 35 - بتصرف )
وحكم أهل الفترة ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الإمام أحمد من حديث الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ:
فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا،
وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ،
وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا،
وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ،
فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ،
قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا. قال الألباني صحيح.
فهؤلاء يبعثون يوم القيامة ويمتحنهم المولى عز وجل ..
ثانياً : هل أهل مكة والعرب لم تبلغهم دعوة أو رسالة ؟
وهل نقول أنهم من أهل الفترة ؟
هم في زمن الفترة فعلاً
لكن بلغتهم دعوة إبراهيم عليه السلام
والدليل على ذلك
قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل
بلغتهم الدعوة وآمنوا بها وأنذروا قومهم
وخطب قس بن ساعدة مشهورة وغنية عن التعريف
يعرفها كل أهل الأدب والبلاغة
منها :
خطبة قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ :
" أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت،
ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج،
ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة.
إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؟!
أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا،
يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه إن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه،
وإنكم لتأتون من الأمر منكرا. "
إذاً ... العرب وصلتهم دعوة إبراهيم عليه السلام
يقول النووي رحمه الله – شارحا الحديث الأول - :
" فيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ،
وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم "
( شرح صحيح مسلم 3 / 79 ) .
ثالثاً : هل يفيد الإنسان نسبه أو قرابته ...
هناك عدة أسئلة ..
ماذا أفاد ابن نوح كون أبيه نبياً ؟
الجواب : ما قاله جل وعلا : { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ(45)
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) } .
هل نفع ابن نوح كون أبيه نبيا .. وكونه من أهله ..
أجابنا الشارع الحكيم عن هذا بالآية السابقة .
بل نفى أن يكون من أهله
لأنه كفر بالله عز وجل
سؤال آخر : هل أفاد امرأة لوط كون زوجها نبياً ؟
الجواب : قال تعالى : { قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (58) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) }
يقول أحدهم : لماذا ؟ أليس زوجها نبياً ؟؟
نقول : لا تنفع القرابة في شفاعة أحد ونجاته من عذاب النار .
سؤال آخر أيضاً :
هل أفاد آزر كون ابنه إبراهيم عليه السلام نبياً ؟
الجواب : {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114
الخلاصة .. لا تنفع القرابة ولا النسب في شيء يوم القيامة .
فيوم القيامة : { وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً }لقمان33
رابعاً : هل النبي صلى الله عليه وسلم يقول غير الحق ؟
لماذا هذا السؤال ؟
قال بعض الناس في الحديث الذي يقول فيه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
عندما جاء رجل يسأله عن أبيه، فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أبي وأبوك في النار}،
فقال بعض الناس : إن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك وهو غضبان ؟
الجواب :
هذا الكلام من التأويل الباطل الذي يفسد الحديث،
لأن الله سبحانه قد برأ نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أن يقول الكذب، حتى وإن قلنا أنه قال قولاً وهو غضبان،
لأن الله سبحانه يقول: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]
فمن يؤول ذلك ويقول أن حديث {أبي وأبوك في النار }، قال ذلك وهو غضبان فهذا كذب،
ولو أن شخصاً قال لك -حتى وهو غضبان- سأعطيك كذا لو فعلت كذا وكذا، وتبين لك خلافه، فتعتقد أنه كذب عليك، وإن كان قالها وهو في حالة غضب،
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ينطق عن الهوى.
ولهذا لما كان بعض الصحابة يكتب حديثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال بعضهم الآخر:
{تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج مني إلا الحق }
ثم إن الحديث ليس فيه غضب: {أبي وأبوك في النار } هذا الحديث ليس فيه غضب ولا ما يستدعي الغضب، فلا يرد كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الواضح الصريح بأقاويل الناس كائناً من كان.
خامساً : اتفق المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على صحة أحاديث البخاري ومسلم ..
ولا يوجد من ينكر ذلك إلا من شذ ...
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس أن رجلاً قال يا رسول الله أين أبي؟
قال: "في النار"، فلما قفا دعاه فقال: " إن أبي وأباك في النار " .
وروى الإمام مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة قال:
زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال:
" استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم بالموت ".
ولم ينه رب العزة نبيه عن الاستغفار لأحد من المؤمنين
فمن الذي نُهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لهم ؟
اقرأ معي هذه الآية :
قال تعالى : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } [التوبة:113].
فقد نزلت هذه الآية لنهي النبي عن الاستغفار لعمه أبي طالب ونهي المؤمنين عن الاستغفار للآبائهم المشركين ( راجع تفسير الجلالين ) .
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيشمل كل قرابة مشركة للإنسان .
فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصريح العبارة التي لا تحتمل التأويل ولا التحريف : " أبي وأباك في النار " .
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قرر أن والده مشرك في النار .
فمن نحن حتى نأتي ونقول للنبي صلى الله عليه وسلم : لا يا رسول الله إن والدك في الجنة ؟
أيعقل أن يعارض قول النبي وصريح عبارته بأفهامنا وعواطفنا وعقولنا القاصرة ؟
وأيضاً نهى الله عز وجل النبي عن الاستغفار لأمه ؟
فهل نأتي نحن ونعترض على نهي الله عز وجل لنبيه ونقول أن والدة النبي في الجنة ؟
أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إني أتيت قبر أم محمد فسألت ربي الشفاعة فمنعنيها..... الحديث.
منع الله عز وجل نبيه من الشفاعة لأمه !!
نأتي نحن ونقول هي في الجنة ؟
يجب علينا أن ندرك أن النسب لا ينجي الإنسان من عذاب الله تعالى ،
يقول النووي رحمه الله : " من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين " (شرح صحيح مسلم 3 / 79 ) .
إذا كان والدي النبي في الجنة على حد من يزعم ذلك ؟
فما قوله في عم النبي صلى الله عليه وسلم : أبو طالب
فهو أشد نصرة للنبي من والديه ..
قال الامام مسلم رحمه الله في صحيحه :
و حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال :
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله "
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : هو على ملة عبد المطلب .
وأبى أن يقول لا إله إلا الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " . فأنزل الله عز وجل :
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }
وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين }
(مسلم رقم 132 وأخرجه البخاري أيضا برقم 4772)
فهل انتفع أبو طالب بقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم
وهل شفع نسب النبي له بالنجاة من النار ودخول الجنة ؟!!!
شبهة : قد حاول بعض أهل العلم الدفاع عن والدي النبي صلى الله عليه وسلم والحكم بنجاتهما ،
وأن الله تعالى أحياهما بعد موتهما ، فأسلما وآمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ماتا على ذلك ،
واستدل على هذا بأحاديث موضوعة وضعيفة جدا لا يصح الاستدلال بها .
رد الشبهة :
" قال العظيم آبادي : " كل ما ورد بإحياء والديه صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ونجاتهما أكثره موضوع مكذوب مفترى ،
وبعضه ضعيف جدا لا يصح بحال ، لاتفاق أئمة الحديث على وضعه وضعفه
كالدارقطني والجوزقاني وابن شاهين والخطيب وابن عساكر وابن ناصر وابن الجوزي والسهيلي والقرطبي وجماعة "
(عون المعبود12/494 باختصار، وانظر: مجموع الفتاوى4/324) .
و يجب علينا أن ندرك أن النسب لا ينجي الإنسان من عذاب الله تعالى ،
يقول النووي رحمه الله : " من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين " (شرح صحيح مسلم 3 / 79 ) .
ولم يكن حكم والدي النبي صلى الله عليه وسلم وجده بدعا في ذلك ،
فقد أصر والد إبراهيم عليه السلام على الكفر حتى مات على ذلك فتبرأ منه إبراهيم عليه السلام ،
كما قال تعالى : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } [التوبة:114] ،
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرر هذا الأمر بجلاء ، وذلك حين نزلت عليه الآية الكريمة { وأنذر عشيرتك الأقربين } [الشعراء:214] ،
قال : « يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ،
يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ،
ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا » رواه البخاري (2753) ومسلم (206)
وينبغي على كل مسلم أن لا يحكم عاطفته في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته دونما حجة وبينة من علم
فيبوء بالخسارة في الدنيا والآخرة ، والله المستعان "
قال الألباني صحيح. فهؤلاء يبعثون يوم القيامة ويمتحنهم المولى عز وجل . ....
|
|
|
|
|