|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 55516
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
النجف الاشرف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
رد على الشبهة
بتاريخ : 25-08-2010 الساعة : 12:02 PM
اللهم صلي على محمد و على آله و صحبه و سلم
أخوي النجف الأشرف حياك الله و إن شاء الله سوف ترى بجعبتي الجواب المناسب لهذا الموضوع سوف أحاول قدر الإمكان أن أبسط و أقلل الكلام حتى يصبح مفهوم لدى عامة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوي النجف الأشرف في موضوعك هذا رد عليك الكثير من السنة و حاولوا أن يقنعوك بأننا سوف نرى الله في الآخرة لكنك لم تقتنع و تحتج من مصادرنا وهو تفسير الطبري لتلك اللآ ية الكريمة
و الأمر بأوله بدا على النحو التالي :
1-ابن تيمية يكفر من لا يؤمن بإمكانية رؤية الله تعالى بالآخرة
2-الطبري يفسر الآية (لاّ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ ) على أن رؤية الله تعالى غير ممكنة لا في الدنيا و لا في الآخرة و يستدل بحديث عن عائشة
إلى الأن أنا متفق معك على هذا
و الأن النتيجة التي و صلت أنت إليها هي كالتالي :
ابن تيمية يكفر عائشة لأنها لا تؤمن بإمكانية رؤية الله في الآخرة
هذا ما ننفيه قطعا فمن المستحيل ابن تيمية يكفر أمه عائشة لكن المسآلة هنا
أن ابن تيمية لم يوافق الطبري في تقويله لحديث عائشة !
لأن ابن تيمية لم يرى في تلك الرواية شيء يقول بصحيح العبارة أن الله لا يمكن رؤيته بالآخرة
بل هو تأويل وافق عليه الطبري بينما خالفه به مثلا الشيخ الطبراني في تفسيره و الأن أصبح لدينا تفسيران للآية !
الطبري يقول غير ممكن رؤية الله تعالى في الآخرة
و الطبراني يقول ممكن رؤية الله تعالى في الآخرى
و هنا ليس لدينا تناقض بل هو اختلالف بوجهات النظر و كل شيخ اجتهد و احضر دليله الذي بنى عليه في قوله و الأن هنالك فرق من العلماء ستوافق الأول و هنالك من سيوافق الأخير و ابن تيمية ذهب إلى فريق الطبراني و باقي الفرق الذي تؤيد تفسيره و الدليل في الصفحة الأولى من هذا الموضع
اقتباس :
|
قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجرى وذكرها المصنفون فى السنة كابن بطة واللالكائى وابن شاهين وقبلهم عبدالله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن اسحق والخلال والطبرانى وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )
|
و في النهاية قبل أن تقول ابن تيمية يكفر عائشة قل هل ابن تيمية يوافق الطبري في تقويله لرواية عائشة ؟ و الجواب طبعا لا لأنه لو كان يوافقه لما أصدر هذه الفتوى و هو معروف بحبه لأمه عائشة
و قال رسول (ص) : ((من اجتهد و أخطأ فله أجر و من اجتهد و أصاب فله أجران))
و ابن تيمية و الطربي و الطبراني كل منهم بشر عادين ليس لديهم العصمة
فلعصمة فقط للأنبياء و الرسل و إن اختلفوا بوجهات النظر هذا شيء عادي فالصواب دائما عند الله تعالى و نحن البشر المهم بالنسبة لدينا أن نجتهد و نبذل مافي وسعنا و نعطي الأدلة المعقولة
و الحمد لله الفرقتان اجتهدوا بالموضوع و أحضر كل منهم دليل فمن أخطأ منهم فله أجر ومن أصاب منهم فله أجران
و في النهاية أقول حياك الله أخي النجف الأشرف لتنبيه أهل السنة على هذا الموضوع فلو فهم هذا الموضوع خطأ لظن الناس الذي فهموه بالطريقة الخطأ أن مذهبنا متناقض و محرف و العياذ بالله
بل هو مذهب الحق و الهدى
و من يضل بعد اتباع سنة رسول الله (ص) و آل بيته و صحابته الذين أخذو عنه ؟
و انتهى جوابي هنا .
و الأن سأضع تفسير الطبري (كاملا) لتلك اللأية و تفسير الطبراني أيضا لمن يريد أن يتعمق بالموضوع
أولا تفسير الطبراني :
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)
قَوْلُهُ تَعَالَى : * لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ * ؛ أي لا تدركُ الأبصار كُنْهَهُ ؛ * وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ * ؛ أي يعلمُ كُنْهَهَا وماهيَّتَها ؛ فإنهُ لا أحدَ يَعْلَمُ أنَّ الإنسانَ لِمَ صارَ يُبْصِرُ من عينَيهِ ولا يبصرُ بغيرهما ؛ وما الشيءُ الذي يصيرُ به الإنسانُ مُبْصِراً ؛ وكيفَ حقيقةُ البصرِ ، فأعلَمَ اللهُ تعالى أنَّ خَلْقاً من خَلْقِهِ لا يُدْرَكُ كُنْهُهُ ولا يحيطونَ بعلمهِ ؛ فيكفَ يحيطونَ باللهِ؟!
فمَنْ حَمَلَ الآيةَ على هذا التأويلِ ؛ لم يكن فيهِ ما يَنْفِي الرؤيةَ في الآخرةِ ؛ لأن معنى الرؤيةِ غيرُ معنى الإحاطةِ بحقيقة الشيء. وقال بعضُ المفسِّرين : (إنَّ الإِدْرَاكَ إذا قُرِنَ بالْبَصَرِ ؛ كَانَ الْمُرَادُ مِنْهُ الرُّؤيَةُ ، فَإِنَّهُ يُقَالُ : أدْرَكْتُ ببَصَرِي ؛ وَرَأيْتُ ببَصَرِي ، بمَعْنًى وَاحدٍ ، كَمَا يُقَالُ : أدْرَكْتُ بأُذْنِي ؛ وَسَمِعْتُ بأُذُنِي ، بمَعْنًى وَاحِدٍ).
قالوا : وأصلُ الإِدْراكِ : اللُّحُوقُ ؛ نحوُ قولِكَ : أدركتُ زمانَ فلانٍ ؛ وأدركَ فلانٌ أبا حَنِيْفَةَ ؛ وأدركَ الزرعَ والثمرةَ ؛ وأدركَ الغلامُ إذا لَحِقَ حَالَ الرِّجَالِ. وإدراكُ البصرِ الشيءَ ولُحُوقُهُ بهِ برُؤْيَتِهِ إيَّاهُ ، إلا أنهُ لا يَمْتَنِعُ أن تكونَ هذه الآيةُ عامَّةً من جهةِ اللفظ والمرادُ منها الخصُوصُ تَوْفِيقاً بين هذه الآيةِ وبين قولهِ تعالى : * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ *[القيامة : 22-23]. قَوْلُهُ تَعَالَى : * وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ * ؛ أي اللَّطيْفُ بعبادهِ في التَّدبيرِ ، الْخَبيْرُ بمصالِحهم.
ثانيا تفسير الطبري :
القول في تأويل قوله تعالى:
(لاّ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارُ فقال بعضهم: معناه: لا تحيط به الأبصار وهو يحيط بها.
ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وهو أعظم من أن تدركه الأبصار.
ـ حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم, قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن, قال: حدثنا أبو عرفجة, عن عطية العوفي, في قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبّها ناظِرَةٌ قال: هم ينظرون إلى الله, لا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصرُه يحيط بهم, فذلك قوله: لا تُدْركُهُ الأبْصَارُ... الاَية.
ـ حدثنا هناد, قال: حدثنا وكيع, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن عامر, عن مسروق, عن عائشة, قالت: من حدّثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُكَلّمَهُ اللّهُ إلاّ وَحْياً أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجابٍ ولكن قد رأى جبريل في صورته مرّتين.
ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبي, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن عامر, عن مسروق, قال: قلت لعائشة: يا أمّ المؤمنين: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: سبحان الله, لقد قفّ شعري مما قلت ثم قرأت: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الخَبِيرُ .
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عبد الأعلى وابن علية, عن داود, عن الشعبي, عن مسروق, عن عائشة بنحوه.
ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن مغيرة, عن الشعبيّ, قال: قالت عائشة: من قال: إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله, قال الله: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ.
فقال قائلو هذه المقالة: معنى الإدراك في هذا الموضع: الرؤية, وأنكروا أن يكون الله يُرى بالأبصار في الدنيا والاَخرة. وتأوّلوا قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى ربّها ناظِرَةٌ بمعنى انتظارها رحمة الله وثوابه.
وقال آخرون: الاَية على العموم, ولن يدرك الله بصر أحد في الدنيا والاَخرة ولكن الله يحدث لأوليائه يوم القيامة حاسة سادسة سوى حواسهم الخمس فيرونه بها.
واعتلوا أيضاً من جهة العقل بأن قالوا: إن كان جائزاً أن نراه في الاَخرة بأبصارنا هذه وإن زيد في قواها وجب أن نراه في الدنيا وإن ضعفت, لأن كلّ حاسة خُلقت لإدراك معنى من المعاني فهي وإن ضعفت كل الضعف فقد تدرك مع ضعفها ما خلقت لإدراكه وإن ضعف إدراكها إياه ما لم تعدم. قالوا: فلو كان في البصر أن يدرك صانعه في حال من الأحوال أو وقت من الأوقات ويراه, وجب أن يكون يدركه في الدنيا ويراه فيها وإن ضعف إدراكه إياه. قالوا: فلما كان ذلك غير موجود من أبصارنا في الدنيا, كان غير جائز أن تكون في الآخرة إلاّ بهيئتها في الدنيا أنها لا تدرك إلاّ ما كان من شأنها إدراكه في الدنيا. قالوا: فلما كان ذلك كذلك, وكان الله تعالى ذكره قد أخبر أن وجوهاً في الآخرة تراه, علم أنها تراه بغير حاسة البصر, إذ كان غير جائز أن يكون خبره إلاّ حقّا.
والصواب من القول في ذلك عندنا ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ كمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ, وكمَا تَرَوْنَ الشّمْسَ لَيْسَ دُونَها سَحَابٌ» فالمُؤْمِنُونَ يَرَوْنَهُ, والكافِرُونَ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ مَحْجُوبُونَ كما قال جلّ ثناؤه: كَلاّ إنّهُمْ عَنْ رَبّهمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ.
|
|
|
|
|