اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
يعتبر الأنسان بناء الله في الأرض
إن هندسة الخلق الأنساني (علم البنيان)
تحوي كل أنواع الهندسه المعماريه
المتكونه من الهيكل العظمي والكساء اللحمي
والمنظومات الدمويه والهوائيه والعصبيه والصرف الصحي
بالأضافه الى هندسة الوراثه والجينات
والهندسه الكهربائيه والذريه
بنائيه فريده في طرازها ومعمارها
وكان الخالق سبحانه وتعالى صورها في أحسن صوره
وأستودع فيها القلب والعقل،
"وفي أنفسكم أفلا تبصرون"،
فكيف بك تخرجه من داخلك بالمعصيه
لتبحث عنه وتهيم على وجهك،
تتضرع تارة خائفاً خاشعاً وجلا،
وتارة عنيداً متبجحاً ومجحفاً أخرى،
فتنشأ قوة محاسبة النفس والضمير
تتفاعل فيها الهواجس والأفكار،
متنقلة بين المعرفة وعدمها،
بين الكفر والإيمان ، والهمة والكسل،
وعندما يفرغ الشيء من روح الله
تسكنه أرواح مختلفة، كروح الشرِّ،
والخبث، والضغينة، والعداوة،
والحسد، والبغي، والمنكر، والتسلّط ،
وهذا واقع خارج إطار قضايا التأمل،
إن السكن الروحي هو عنوان المرافقه والملازمه
بينما الهجر هو عنوان الخراب والدمار
الذي يلحق بالبناء فيذهب ببريقه وجماله وطرازه .
فالأنسان هو النشأه لهذا البناء المتكامل ،
فأين أنت منه، ومن ذاتك، ومن عمقك الروحي،
هل تريد أن تسلك الدرب حقاً، كيف ؟،
تأمّل ذاتك، قف إلى مرآتك،
وانظر إلى شكلك وبنائك ، واخترق بدنك،
حاول أن ترى ما خلف عينيك،
وعمق أذنيك وارتباطهما بلسانك وشفتيك،
وتسلّل من فتحات أنفك عبر هواء حياتك،
تجوّل في فضاء عقلك عبر مسالكه المديدة،
واسبح في شرايين وأوردة دمك ،
ثم اخرج، وعُدْ وتفكر في خلقك وبنائك ،
وكيف أنت وما هي دقة خلقك ،
ثم فكر وتأمّل في حياتك ومسيرتها،
تأمّل محيطك وأسرتك ومجتمعك
تأمّل جنسك وكيف فضّلك عن باقي بناءه
وعُدْ إلى داخلك وتصالح معه،
لتجد أن الله عاد إلى بنائه،
يرشُدك فلا تخطئ، ويلهمك فتنجز،
ويساعدك على الحياة لكي تستمر بك .
أعمل ما يرضيه كي يبقى بداخلك وتوحَّد معه،
عشت فراغاً قاتلاً ومميتاً
يؤدي الى أنهيار كل البناء .
لأنه رقيبك، ومرشدك، وحبيبك
لأنك أنت العاشق وهو المعشوق ،
وما أحسن المصنوع في الصانع قبل ظهور الصنيع،
هو هكذا وحدة متكاملة بك ومعك،
وهل تعتقد أنك بدونه تكون؟.