|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 57467
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 3,238
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 04-04-2011 الساعة : 03:39 PM
أزيلوا لوحات الإعلام السياسي الحاقدة
عبيدلي العبيدلي
رئيس التحرير
بدأ المواطن يشاهد في الآونة الأخيرة لوحات إعلانية مقززة، وتثير في داخله الاشمئزاز والحنق في آن. ظاهرة في غاية الخطورة بدأت تأخذ طريقها إلى شوارع البحرين، متحدية قلم الرقيب، ومحاسبة القانون، مصدرها مجموعة من اللوحات الإعلانية ذات المحتوى السياسي الحاقد، المحرض على الانتقام المبطن برائحة طائفية كريهة، لا تكف عن زرع البغيضة في نفوس المواطنين، مستفيدة من الاحتقانات السياسية التي ولدتها الأحداث الأخيرة المحزنة التي أصبحت تسود البحرين. تتراوح نصوص تلك اللوحات من المطالبة بتنفيذ «القصاص في، وعدم العفو عمن تعتبرهم مذنبين»، وتتدرج كي تصل إلى الدعوة إلى «تعليق أعواد المشانق»، دونما أي حق في رقاب من يعتبرهم، من يقف وراء تلك اللوحات، «مجرمين» يستحقون مثل هذا العقاب، كي تصل أوج الحث المباشر على القتل، في سعي منها لإثبات ولائها للإجراءات الأمنية التي تعيش في كنفها البحرين اليوم.
في البدء لابد من التأكيد على انه ليس هناك من مواطن صالح يقف ضد استتباب الأمن، ولايوجد بيننا من يرفض العمل وفق قوانين البلاد وأنظمتها، والتي هي في نهاية المطاف، إنما سنت من أجل حماية الوطن، وتنظيم العلاقات بين مواطنيه. لكن هذه المهمة الأمنية التي تقع مسئوليتها على أجهزة الدولة وإداراتها المختصة، دون سواها، تجعل هذه الأخيرة مطالبة بأن تؤدي وظائفها وفقاً لمواد الدستور ومواد القوانين المنبثقة عنه، كي لا تطغى الفوضى من جانب، ولا يسود القمع غير المبرر من جانب آخر.
وكما تؤكد لنا قوانينا، فإن أول خطوة يحتاجها أي مشروع لاستباب الأمن، هو الابتعاد عن روح الانتقام والتشفي، وعدم الإنصات لأصوت الحقد، التي لاتقود إلى هدف سوى تمزيق المجتمع، وتشطير قواه المنتجة، وشل سلوكه البناء.
من هنا فبقدر ما يزداد عدد هذه اللوحات كمياً، ويتسع نطاق انتشارها وتعلو لغتها العدوانية كيفياً، يكتشف المواطن، لكن ربما في وقت متأخر، أنه أصبح مرغماً على قراءة محتوياتها في أكثر من مدينة من مدن البحرين، وهذا ما يدعونا إلى الإسراع في إزالتها، بل وتهشيمها، على أيدي رجال الأمن والقانون، إذا ما قضت الحاجة لذلك، وذلك للأسباب التالية:
1. وجودها بالقرب من بعض مقار جمعيات سياسية إسلامية، يكن لها بعض المواطنين الكثير من الاحترام، يجعلها تبدو وكأنها من صنع تلك الجمعيات، التي لها ممثلون في المؤسسات التشريعية. هذا يجعل من الصعب على المواطن القبول بأنها من إنتاج تلك الجمعيات التي وضع ثقته المطلقة فيها، وفي برامجها السياسية الداعية إلى غرس بذور الحب بين المواطنين، وتعزيز أواصر التلاحم الوطني، النابذ للطائفية في صفوفهم.
2. كونها تمارس دور من يصب الزيت على نار الاحتقان الطائفي الممقوت، إذ تنضح نصوصها بتحريض طائفي مسموم، لا تستطيع تغطيته او تمويهه كل الطلاءات اللغوية التي تغلفه، ومن ثم فهي، شاء من علقها أم أبى، لا تخدم أي هدف سوى إذكاء الحقد الطائفي الكريه، وبالتالي، فلا يقتصر دورها على هدم الإيجابي الموجود، لكنها أيضاً تقف حجر عثرة امام أي مشروع وطني يحاول أن يعيد اللحمة للصف الوطني بعد ان مزقته الأحداث الأخيرة، وعلى وجه الخصوص منها تلك التي أعقبت إخلاء «دوار اللؤلؤ» من قاطنيه.
3. تحريضها الأجهزة الرسمية على تصعيد إجراءاتها الأمنية، كي تتجاوز ما هو مطلوب لحفظ الأمن، وتحقيق الاستقرار، فتتحول إلى ما يشبه «التسونامي الطائفي» الذي ينمو مع زيادة انتشار مثل هذه اللوحات، وارتفاع حدة لهجتها الحاقدة، وهو ما يشهده المواطن اليوم، والذي بات يخشى أكثر ما يخشاه، ان تتطور هذه اللوحات، كما شاهدنا في حالات سابقة عمت البحرين، كي تنطلق من مجرد جزر متناثرة في هذه المدينة او تلك، إلى سياج متواصل يطوق المدن البحرينية، ويشوه صورتها، ويؤجج مشاعر قاطنيها.
4. الخوف من انتقال دورها التحريضي، من مخاطبة الأجهزة الأمنية، إلى حث المواطنين الاخرين، ممن يقرأونها كلما ساقهم قدرهم إلى الشوارع المعلقة على جدران منازلها تلك اللوحات، ومن ثم تتحول إلى مشاهد يومية يعتاد المواطن على قراءتها فتنغرس، دونما إرادة منه، في داخله، كي تتحول، والعياذ بالله، إلى تعويذة يكرر تلاوتها، فترسخ في ذهنه، وتصبح جزءاً من سلوكه الاعتيادي، الذي يتطور بدوره، فيصبح ظاهرة اجتماعية عامة غير مستهجنة، وهي مسألة لايقبل بها الضمير، ولاينصح بها العاقل الباحث عن مجتمع متحضر غير غوغائي.
5. نزف طاقات القوى المجتمعية الشابة التي تتجرع تلك السموم، فتبث في عقولها مفاهيم خبيثة، تحرفها عن الطريق الصحيح، فنجدها تكرس تلك الطاقات، دونما وعي منها، في الترويج لمفاهيم طائفية خبيثة، تهدر طاقاتها، التي ما يزال المجتمع البحريني في أمس الحاجة لها من اجل انتشال البلاد من أزمتها الاجتماعية أولاً، والأخذ بيدها على طريق التنمية الاقتصادية ثانياً، وليس أخيراً. فالبحرين اليوم، وبعد النفق المظلم الذي زجت فيه لما يزيد على ثمانية أسابيع، بحاجة إلى مساهمة كل فرد منا كي نستطيع إعادة الوئام إلى مجتمعنا، والعافية إلى اقتصادنا، والصورة الجميلة لنا في أعين من يشاهدنا.
تلك دعوة صادقة يطلقها المواطن اليوم، كي تأخذ الدولة مسئوليتها فلا تترك الحبل على الغارب، وتبادر إلى ضرب العابثين بعناصر استقرار مجتمعنا البحريني على أيديهم، كي يكفوا عن الاستمرار في أنشطتهم العبثية التي تسيء للمجتمع أولا، وتضع معاولهم الهدامة في أساساته ثانيا. وفوق هذا وذاك، نناشد أيا من الجمعيات السياسية، انطلاقا من التزاماتها الوطنية، التي يمكن أن تطالها من هذه التهم، ان تبادر إلى إبراء ذمتها من تلك اللوحات الإعلانية السياسية الحاقدة التي تسيء لتلك الجمعيات ولتاريخها النضالي
http://www.alwasatnews.com/3131/news/read/535700/1.html
|
|
|
|
|