العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 31  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 06:46 AM


الحلقة الثانية والعشرون

رأينا فى الحلقات السابقه كيف إنقلبت دفة الأمور فى كركوك لصالح التحالف الشيوعي الملائي وكيف تم إبعاد كافة العناصر العربيه والتركمانيه التى كان من الممكن ان تكون حائلا دون وقوع المجزره المعده لتركمان المدينه، وكان القائد الجديد للفرقه قد بدأ مهام عمله بإستقبال الملا مصطفى البرزاني للتشاور وتلقى التوجيهات بشأن مايمكن عمله نحو تصفية الوجود التركماني فى كركوك وتدبير مذبحه مروعه قد تؤدي إلى إزاحة هذه المجموعه العرقيه العنيده المتشبثه بالمدينه والتى صارت حائلا دون تنفيذ مخططات الملا التآمريه بشأن الإنفصال وإقامة جمهورية كوردستان البرزانيه، وكانت إحتفالات الأول من مايو ١٩٥٩ (عيد العمال العالمي) فرصه ذهبيه لهذه العناصر الفوضويه لإظهار القوه وفرض العضلات وإرهاب التركمان، حيث قدم إلى كركوك الملا مصطفى البرزاني واستقبله البارتيون والشيوعيون إستقبال الفاتحين، وتبارى الخطباء فى إضفاء صفات البطوله والعبقريه عليه، وفي اليوم التالي عزم الملا على زيارة قائد الفرقه فى مقره وهناك تدافعت الجموع المدنيه والعسكريه للملائيين والشيوعيين وهي تهتف بالموت لدعاة القوميه المزيفه (القوميه العربيه) وللطورانيين (التركمان).

وقد خاطب الملا جماهير الملائيين والشيوعيين والفوضويين من شرفة القياده، وكان من المكر والدهاء لدرجة أن خشي من أن تعالي الهتاف بإسمه ونعته بالزعيم ورفع الجماهير لصوره من المحتم أن يوغر صدر كريم قاسم عليه، لذلك ناشد الجماهير أن تهتف بكريم قاسم زعيما أوحدا واصفا نفسه بالخادم المطيع للزعيم عبد الكريم، بيد أن تقارير كانت قد سلمت بالفعل لعبد الكريم قاسم أظهرت مدى غطرسة الملائيين وتجاوزهم لكل الحدود ورفعهم لصور الملا البرزاني وهتافهم بإسمه فغضب لما حدث من تصرفات هؤلاء، فضلا عن تقارير أخرى عن تحركات عسكريه مشبوهه أثارت الشكوك عن عزم الملائيين والشيوعيين قيادة إنقلاب ضده.

وقد بينت تلك التقارير أن داؤود الجنابي قد كلف ضابط ركن الحركات الرائد على حسين جاسم بإعداد تمرين تعبوي لحركة لواء على طريق بغداد ـ كركوك مع بيان الإنفتاح والتعسكر على الخريطه ولم يوضح الهدف منه، وهو مافسر على انه تدريب على مؤامره شيوعيه ملائيه للسيطره على الحكم، كما أن التقارير كانت تصل يوميا لعبد الكريم قاسم مؤكدة بأن داؤود الجنابي المدعوم من جماعة الملا ومن الحزب الشيوعي يضمر الشر لعبد الكريم قاسم وأنه كثير الإنتقاد لشخصه، وأنه عبر عن إستهانته به عندما رفع خمسة عشر صوره لعبد الكريم قاسم على شكل دبوس كان يعلقها على صدر سترته وقام بإلقائها فى نفاضة السجاير، وهو ماجعل قاسم يسرع فى إستدعاء الجنابي إلى بغداد وقام بعزله من قيادة الفرقه وعين محله العميد محمود عبد الرازق، وقد ثارت ثائرة المنظمات الشيوعيه والبارتيه لهذا القرار وعبرت عن غضبها بتنظيم الإجتماعات والتظاهرات المطالبه بعودة القائد المعزول داؤود الجنابي لمقر قيادته.

بيد أن قاسم الذي بدأ يشعر بخطر الملائيين والشيوعيين لم يعر هذه الإحتجاجات ثمة إهتمام وأصر على قراره،.. ولنقرأ شهادة العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي ضابط ركن الفرقه الأول (رئيس الأركان) حول ظروف إبعاد داؤود الجنابي عن كركوك.. يقول:

"بعد ثورة الشواف سيطر الشيوعيون والبارتيون على وحدات الفرقه الثانيه والمنطقه الشماليه قاطبة وخاصة فى مقر الفرقه فى كركوك، وكان الموجه للخط المدني والعسكري للحزب الشيوعي في الشمال قائد الفرقه الزعيم الركن داؤود الجنابي، وكانت مراجعاتهم مستمره ليل نهار، وتلفوناتهم لاتنقطع تطلب التوجيهات منه مباشرة وأصبح مركز قوه عند الشيوعيين فى الشمال، يكاد يكون مزاحما لمركز القوه لعبدالكريم قاسم.

ولوأتيحت الفرصه للشيوعيين لعزلوا عبدالكريم قاسم ونصبوا داؤود الجنابي، مع أنه لم يكن سويا فكان يختلي مع نفسه يومين أو ثلاث لا يرى احدا ولايراه أحد، وكان يتناول حبوبا مهدئه وأدويه فى فتره الخلوه هذه.

لقد تنامى نفوذ داؤود الجنابي بشكل سريع وكبير مما أزعج عبدالكريم قاسم. ومع أن داؤود الجنابي كان ينتقد الملا مصطفى البرزاني بقوله: إن الملا رغم قضائه ثلاثة عشر سنه في الإتحاد السوفيتي لايزال مخه محجر، لم يفهم عن تطورات العالم شيئا ولم يتعلم ولايزال مخه مثل مخ الملالي.. ومع هذا كان لايرد طلبا للبارتيين.

وبعد ذهاب داؤود الجنابي إلى بغداد لم يعد إلى كركوك، وهذا مما زاد فى غضب الشيوعيين والبارتيين. وقد ذهبت عدة وفود مدنيه شيوعيه وبارتيه من كركوك لمواجهة عبدالكريم قاسم والطلب منه إعادة الزعيم داؤود الجنابي ولكنه رفض ذلك وسلمت الفرقه إلى العميد محمود عبدالرازق مما أغضب البارتيين والشيوعيين معا.
"

ورغم إبعاد داؤود الجنابي عن كركوك إلا أنه كان قد إتخذ من الإجراءات مايكفى لتهيأة الأجواء لحدوث المجزره، فقد أبعد عن كركوك كافة العسكريين العرب والتركمان، وأمر بإعتقال آلاف الشباب التركمان، وقام بإبعاد العديد من القيادات والعناصر التركمانيه النشطه إلى الجنوب، وقام بغلق الصحف التركمانيه، ومكن البارتيين والشيوعيين من السيطره على كل مجريات الأمور فى كركوك مدنيا وعسكريا وكان بحق أحد الأسباب المباشره فى حدوث المجزره الرهيبه..

ولنقرأ رأى المرحوم ناظم الطبقجلي فى خلفه فى قيادة الفرقه.. يقول:

"إن خلفي فى قيادة الفرقه الثانيه الزعيم الركن المتقاعد الرفيق داود الجنابي قد ترك وراءه ذكرى لن تنساها الأجيال، ذكرى سوداء لطخت ثورتنا بدماء الشهداء الأبرياء بسبب عقيدته بسبب ميوله إن ضحايا مجزرة كركوك دفنوا أحياء ومثل بهم سحلا وتقتيلا وتشويها، هذه إنسانية الشيوعيين، الإنسانيه التى يفهمونها هم وحدهم، وعن غير هذا السبيل لايمكن لهم الوصول إلى غاياتهم إلا على بحر من الدماء وهو القانون والدستور الذى يعمل به الفوضويون للإباده. إبادة كل من يخالفهم فى عقيدتهم واتجاهاتهم، إنها عقيدة العملاء وهذا أنا لم تخضب يدي بدماء ابناء وطني وكفى"

وكفى أيضا ما أوردناه من شهادات حول دور الملا البرزاني فى مجزرة كركوك على أن نستكمل بقية الوثائق وشهادات الشهود فى الحلقه المقبله.

وللحديث بقيه،

(* وردت شهادة العميد الركن إسماعيل حمودي الجنابي فى موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف (٣) للعميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين - ط دار الحريه للنشر بغداد، ١٩٨٨ - رقم الصفحه ٢٠٧، * ووردت شهادة المرحوم ناظم الطبقجلي فى ذات المرجع رقم الصحيفه ١٥٧)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 06:52 AM


الحلقة الثالثة والعشرون

رأينا فى الحلقات السابقه كيف تعرض التركمان للظلم والحيف والجور من إخوة لهم فى الوطن راحوا يدبرون المكائد ويحيكون المؤامرات ويتحينون الفرص للإنقضاض عليهم والفتك بهم، ولم يكن لهذا العداء مايبرره، فطبيعة الشعب التركماني السمحه وطيبته المعروفه وحسن معاشرته للقوميات الأخرى جعلت منه شعبا مثاليا يحسن حقوق الجوار، لم يعرف عنه رغبه فى إنفصال أو طموح فى إستقلال أو خيانه للوطن، وعندما كانت له الخيره بين البقاء فى العراق أو الرحيل إلى تركيا إختار العراق بلد الآباء والأجداد وطنا يلوذ بحماه ويرفل فى نعمائه ويستظل بظلاله، وفى فترات القهر والتسلط واللهث وراء المناصب كان يلوذ بالصمت ويعتصم بالصبر وينأى بنفسه عن المزاحمه والصراع.

ولهذا عاش التركمان تاريخهم على أرض العراق يقدمون الخدمات لإخوانهم فى الوطن ولايفكرون فى أنفسهم، وعاشوا مع الأقوام العراقية الأخرى فى أمن وسلام بعيدين عن أى نزاع أو صراع، يشاركونهم فى السراء والضراء، ولم تشب علاقتهم بهذه الأقوام أي شائبه فى أى فتره من الفترات، ولهذا كانت صدمة التركمان كبيره عندما جوبهوا بحملات الكراهيه من بعض فئات محسوبه على الشعب الكردى النبيل راحت تنفس سمومها فى الأساس المتين للعلاقات الأخويه بين الأقوام العراقيه المتآخيه، وكان هؤلاء هم جماعة الأكراد البارتيين بزعامة الملا مصطفى البرزاني الذي أعاده كريم قاسم من منفاه فى روسيا بتاريخ ٧ تشرين أول ١٩٥٨، ومنذ عودة الملا للعراق حاملا معه أفكاره العنصريه سعى لنشر تلك الأفكار في أوساط الأكراد وتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي والجماعات الفوضويه وكان من نتيجة ذلك أن تحول العراق إلى ساحة للمعارك.

وخلال أشهر معدوده من عودة الملا من روسيا (مارس ١٩٥٩) وقعت مجزرة الموصل الدمويه ضد أبناء قوميتنا العربيه والتي قتل خلالها قرابة ثمانمائة إنسان واستخدم القتله البارتيون والشيوعيون أفظع وسائل القتل والسحل وانتهاك الحرمات والإعتداء على الأعراض والحرق والتدمير والسرقه والنهب وبصوره فاقت بربرية العصور الأولى، وكان معروفا عن الملا كراهيته للقوميه العربيه إلا أن كراهيته للتركمان كانت أشد، ولهذا أخذ فى بث الدعايات الكاذبه عنهم وعن مواقفهم من الجمهوريه الوليده محاولا إظهارهم بمظهر الخونه للبلاد ولزعيم البلاد، وكان الملا البرزاني يهدف من وراء ذلك أن يوغر صدر الجهات الحاكمه فى بغداد تجاه التركمان و تهيئة الأجواء للمجزره أو المجازر المرتقبه بحق هذه العرقيه المسالمه.

وكان التركمان يشعرون بكراهية الملا البرزاني لهم ورغبته فى تشويه صورتهم لدى السلطات، ولهذا عزموا على كشف حقيقته أمام عبد الكريم قاسم بأن إستعدوا لتنظيم المسيرات الكبرى وإقامة المهرجانات والزينات الضخمه إحتفالا بالذكرى الأولى لإقامة الجمهوريه، وماجعل التركمان يقبلون على هذه الإحتفالات بفرحه غامره وبصدور منشرحه هو شعورهم بالإرتياح من إبعاد داؤود الجنابي صنيعة الملا البرزاني عن قيادة الفرقه، وأحساسهم أن الأجواء صارت مناسبه ليعبروا عن إخلاصهم للثوره والوطن والزعيم.

وعن إستعداد التركمان للإحتفال بالثوره وأجواء السعادة التى غمرت أجواء كركوك يقول العقيد الركن عزيز قادر فتح الله:

"ولما إقترب موعد إحياء الذكرى الأولى لقيام الثوره، نشطت القيادات التركمانيه التى تشكلت من الشخصيات التركمانيه المعروفه لإظهار أقصى درجه من الحرص والحماس على المشاركه الفعاله للتعبير عن الفرحه والتأييد المطلق للثوره وبصوره مستقله لكي لاتفسح المجال لمنظمات الحزب الشيوعي والواجهات التى يهيمن عليها الأكراد ل (تجييرها) أى لتدعيها لنفسها، ومن جهه أخرى كان بمثابة الإعلان عن العزم والتصميم على الخروج من عزلتهم السياسيه السابقه والتفاعل مع الأحداث العراقيه، ولكن بهويتهم القوميه المستقله، وليس بتبعيه للواجهات وسيطرتها... ولكن ذلك لم يرق للطرف الآخر، لتناقض الأهداف والغايات كما قلنا.

بدأ التركمان بالتحضيرات للإحتفال قبل موعده بمده، بدءا بتزيين الشوارع ونصب أقواس النصر فى الشوارع الرئيسيه (شارع الأطلس، الأوقاف، المجيديه) وغيرها، وكان عددها مايزيد على مئة قوس نصر. واتخذت إستعدادات لتنظيم مسيره جماهيريه خاصه بهم يوم الإحتفال. أما الطرف الآخر فقد اصر على ان تكون هنالك مسيره واحده بإشراف لجنه تشكلت من تلك المنظمات وتحت سيطرتها على ان ترفع الشعارات التى حددتها والتى تعبر عن توجهاتها الأيديولوجيه، سالبه التركمان حرية التعبير والرأي على العكس من شعاراتها الرنانه فى هذا المجال، ولغايه معروفه وهى طمس الهويه التركمانيه القوميه واستقلالها.
"

وكان لهذا التصميم التركماني على إقامة إحتفالات ضخمه يظهرون بها ولائهم للوطن والثوره أثره على المعسكر الآخر الكاره لهم والساعى لإفساد علاقتهم مع الدوله، والذى بادر بدوره للعمل على إفساد تلك الإستعدادات، وعن ذلك يقول العقيد الركن عزيز قادر فتح الله:

"إن تصميم التحالف الشيوعى / الكردى على الإخلال بإستعدادات التركمان وإفشالها، بدأ بوضوح تام قبل موعد الإحتفال بأيام، إذ بدأت مجموعات من أفراد (المقاومه الشعبية) والجنود، أغلبهم من سرية الشغل التى كانت ثكنتها تقع فى قلب المدينه (شارع الأطلس) وغيرهم، بتنظيم تظاهرات إستفزازيه وهم يلوحون ويهتفون "ماكو مؤامره تصير والحبال موجوده".. إلى جانب الهتافات العدائيه السافره مثل "يسقط الطورانيون الخونه.. العملاء.. الخ". إستمرت هذه التظاهرات ليلا ونهارا وهى تزداد حده وسعه كلما إقترب موعد الإحتفال."

وكانت قيادة الفرقه على علم تام بأن الملا البرزاني الذى غاظه الهمه الكبيره والإستعدادات الهائله التى حشدها التركمان لهذه المناسبه قد وضع الخطط لإثارة الفوضى والإضطراب فى كركوك، وعزم على تنفيذ جريمته بحق التركمان وعن ذلك يقول العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي رئيس أركان الفرقه:

"وبمناسبة إحتفالات ١٤ تموز بيت الشيوعيون وحلفائهم خطه لإثارة الفوضى والإضطراب فى كركوك تمهيدا لتصفية التركمان، والتى وضعها الملا للخلاص منهم لعدم تأييدهم خطته فى صبغ المدينه بالبارتيه، ولأنهم محافظون يكرهون الشيوعيه ويسندون السلطه الشرعية.

وكانت الفرقه على علم بهذه الخطه التى كانت تقضى بمرور المتظاهرين البارتيين والشيوعيين من شوارع معينه يقطنها التركمان لإشعال نار الفتنه والقضاء على أكبر عدد من التركمان لإشعال نار الفتنه والقضاء على أكبر عدد من التركمان وبث الرعب فى نفوس الآخرين وإظهار البارتيين والشيوعيين بالمظهر المسيطر على مدينة كركوك ولإسكات صوت المعارضه ضدهم.

طلبت الفرقه عرض خطة المسيره على مقرها، ولما كنا نعرف نواياهم فى القتل والسحل والفوضى، لذلك غيرت الفرقه طريق المسيره ن إلا أن المشرفين على تنظيم المسيره من الحزبيين البارتيين والشيوعيين رفضوا ذلك، واخيرا وافقوا بصعوبه كبيره بذلتها الفرقه لإقناعهم، ولكنهم عادوا وطبقوا ماقرروه.
"

وهكذا كانت نوايا السحالين القتلة من أتباع الملا البرزاني مكشوفه للجميع بما فيهم قيادة الفرقه التى بذلت قصارى الجهد من أجل إنقاذ التركمان المسالمين، بيد أن المجرمين كانوا عازمين على تنفيذ جريمتهم القذرة بحق الأبرياء شيوخا ونساءا وأطفالا، وكانت تهمة التركمان الوحيدة أنهم وطنيون يحبون وطنهم ويعشقون مدينتهم الخالدة كركوك ويتشبثون بوحدة الأراضى العراقيه، ويقفون بالمرصاد لمؤامرات الإنفصاليين البارتيين أتباع الملا البرزاني.

فى الحلقه القادمه نواصل عرض بقية الشهادات والوثائق التى تثبت ضلوع الملا البرزاني وجماعة الأكراد البارتيين فى قتل وسحل المواطنين التركمان الأبرياء فى مجزرة كركوك الرهيبه.

(وردت شهادة العقيد الركن عزيز قادر فتح الله فى كتاب التاريخ السياسي لتركمان العراق - دار الساقي، لبنان ١٩٩٩، صحيفه رقم ١٥٥، ١٥٦ ـ ووردت شهادة العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي فى موسوعة ١٤ تموز، ثورة الشواف (٣) عميد متقاعد خليل إبراهيم حسين - دار الحريه، بغداد ١٩٨٨م، رقم الصحيفه ٢٠٨)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 33  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:00 AM


الحلقة الرابعة والعشرون

رأينا فى الحلقه السابقه كيف إنتظر التركمان بفارغ الصبر إقتراب ذكرى عيد الثوره الأول وأخذوا يعدون العده لإقامة إحتفالات تليق بهم وبثقلهم السكاني داخل لواء كركوك، وليفوتوا الفرصه على أعداء الوطن والشعب الذين سعوا لتعكيرالأجواء بينهم وبين الحكومه محاولين إظهارهم بمظهر المعادي للثوره، ولم يكن هؤلاء الوشاة إلا الملا مصطفى البرزاني وجماعة الأكراد البارتيين فهم الوحيدين أصحاب المصلحه في تعكير تلك الأجواء لما لديهم من رغبه فى الهيمنه على كركوك وشعور بأن التركمان هم العقبه الكؤود فى طريق الإنفصال وتحقيق حلم الدوله الكردية.

ولهذا عملوا بدأب على تهميش التركمان وبذلوا الجهد كي لايبز لهم دور فى تلك الإحتفالات، وقد خطط الملا البرزاني وأتباعه أن تجرى المسيرات والمواكب تحت قيادة البارتيين والشيوعيين، غير أن التركمان أصروا على أن يكون لهم دورهم المتميز وألا ينضووا تحت أي راية إنفصاليه أوشيوعية، ولهذا نشط أغنياؤهم فى التبرع بالأموال ونصب الأقواس وشراء اللافتات ونحر الذبائح مبرزين هويتهم ومؤكدين على خصوصيتهم، وقد وجد الملائيون فى هذا الإصرار التركمانى على إبراز خصوصيتهم المتميزه والتأكيد على هويتهم القوميه والعمل منفردين بعيدا عنهم عصيانا يستحقون عنه الموت ومن ثم عزموا على قتل التركمان وسحلهم أثناء تجمعهم فى مسيرات عيد الثورة وخططوا لحصد أكبر عدد من الأرواح وإحداث أكبر قدر من الدمار فى الأموال والممتلكات وإثارة أكبر قدر من الرعب والفزع فى النفوس.

وكانت قيادة الفرقة على علم تام بنوايا الزمره الملائيه ولهذا تدخلت فى رسم طريق المسيرات ومواكب الإحتفال ومارست الضغوط على البارتيين وحلفائهم الشيوعيين من أجل الإلتزام بهذا الخط المرسوم، ولكن هيهات لهؤلاء أن يلتزموا إلا بالخط المرسوم والمخطط المعلوم: خط القضاء على التركمان و مخطط تنفيذ المجزره الرهيبه، ولنترك المؤرخ شاكر صابر الضابط وهو احد شهود المجزره يقص علينا جانبا مما جرى فى تلك الأيام حالكة السواد من تاريخ العراق.. يقول:

"إستيقظت كركوك فجر الرابع عشر من تموز الخالد على نسمات عذاب عطرها شذى الفجر المشرق، وانطلقت مع بواكير الصباح لتكتمل عدتها وزينتها النهائيه، لتحتفل مع الشعب - شعب ١٤ تموز - بأعز ذكرى وأقدس مناسبه، مع الشعور بالفرحه تغمر الأفئده المؤمنه المخلصه لهذا الحبيب، تجاوب التركمان فى كركوك مع إخوانهم بقية القوميات من أبناء وطننا الغالي، وأخذوا يسابقون الوقت إنتظارا للساعه المحدوده للإحتفال بالعيد الأغر للذكرى المجيده.

وفى غمرة الإحتفالات الكبرى بعيد التحرير والإنعتاق، وفى غفله من مواكب الشعب المتدفقه حماسه ووطنيه وبهجه، وقعت النكبه، ولعلع الرصاص وأسقط فى أيدي المحتفلين فأريقت دماء الأبرياء جهارا، وإذا بالدائره تدور على المواطنين التركمان، وإذا برهط منهم يتساقطون كالشهب النيره، صرعى الظلم والغدر والفوضويه، ولم تقف المأساه عند هذا الحد - حد الشارع والسوق - بل تجاوزتها إلى البيوت والدور فروعت الأطفال والشيوخ والنساء وكان ماكان به النكبه، دماء وأشلاء وضحايا، فنهبت الدور والمخازن والمحلات العامه، واضطرب حبل الأمن وعمت الفوضى واستشرت الجريمه.. لماذا هذا الغدر؟ يغتال من بيننا إخواننا الكرماء الأعزاء؟ ولماذا هذا الإجرام ينصب فوق رؤوسنا دون سبب أو مبرر؟ لماذا يستحيل عيدنا مأتما؟ وفرحتنا نكبه وابتساماتنا دموعا وعويلا؟

حلت الذكرى الأولى للثوره، واستعد الشعب لإستقبالها واقيمت الأفراح والزينه فى كل مكان، وجاء دور التركمان فى الإحتفال بعيد الثوره الأولى، وقد أقاموا أقواس النصر فى مدنهم وقراهم وخاصة كركوك، حيث زاد عدد الأقواس على مائه ١٥٠ قوسا زينوها بالشعارات الوطنيه وانصرفوا يتهيئون للعيد عيد الشعب، عيد الحريه، عيد الإستقلال.

إلى هنا وكل شيىء على مايرام، والى هنا والتركمان آمنون مطمئنون لم يشغل بالهم شاغل، ولم يصرف تفكيرهم عن مباهج العيد شعور بشيىء من قلق أو خوف. ولكن الرياح جرت على غير ما تشتهي السفن.. وإذا النكبه تدهم التركمان فى كركوك وهم فى غمرة أفراح العيد، وإذا الجريمه تجتاح كركوك بالإعصار المدمر فتصيبها فى الصميم، وكان ماكان.

لماذا كل هذا ولمصلحة من دبرت هذه الجريمه؟ هل يستحق التركمان هذه المأساه تنصب على رؤوسنا كالصاعقه فتزهق الأرواح البريئه، وتدفن الأحياء وتسفك الدم الحرام على أرض العراق الطهور. لم يكن إستعداد التركمان للإحتفال بعيد الثوره الأغر إلا إستجابه وجدانيه للمناسبه السعيده، ويبدو ان هذه الإستجابه بما إنطوت عليه من معاني الإخلاص والولاء للجمهوريه وصرفت تفكيرهم عن كل مالايتصل بخدمة الجمهوريه بسبب أو أسباب، فأبوا أن يسايروا أي تيار لايستهدف خدمة الجمهوريه، شأنهم فى ذلك شأن جميع المواطنين المخلصين في شتى أرجاء عراقنا الحبيب.

أثارت حفيظة الموتورين الذين إستكثروا على الشعب وحدته فى ظل الجمهوريه الخالده فعمدوا إلى تفريق الصفوف بالشغب والدس على التركمان، وإثارة الشكوك فى إخلاصهم وتعلقهم بالجمهوريه وفنائهم فى سبيل دعمها والحفاظ على مكتسباتها التى هى فى الواقع من مكتسبات الشعب. ولقد كان ثبات التركمان بوجه المناورات التى لعبت دورها فى كركوك سببا مباشرا لما حل بهم خلال تلك الفتنه اللئيمه الرعناء، فقد عز على مفرقي الصفوف أن لا ينصاع التركمان لأهوائهم وإغوائهم واتجهاتهم، واستكثروا عنادهم للفتنه، وإصرارهم على نبذ كل مالا يتفق معهم ومصلحة الجمهوريه. فكان ذلك الذنب الوحيد الذى من أجله وقعت الواقعه وأريقت خلالها الدماء.
"

وهكذا لخص المؤرخ شاكر صابر الضابط الأسباب التى دعت الحاقدين على التركمان لإرتكاب جريمتهم، فهم لايرغبون فى أن يعبر التركمان عن ولائهم للجمهوريه حتى يثيروا حولهم الأقاويل ويشككوا فى ولائهم للوطن ويسوقوا المبررات للتنكيل بهم وقتلهم والقضاء عليهم، أضف إلى ذلك أن التركمان كانوا هم القوميه الوحيده التي إنعقد إجماعها على عدم الإنخراط فى النشاطات الشيوعيه والوقوف بصلابه ضد العصابات الملائيه والأفكار الإنفصاليه وعارضوا مختلف الأفكار والأنشطه الهدامه االتى يسعى مروجوها لتقويض أسس الدوله وتشبثوا بالدفاع عن مدينة كركوك.

ومن ثم رأت هذه العصابات ضرورة تنفيذ تلك المجزره بحقهم حيث قاموا خلالها بقتلهم بلا رحمه.. رجالا ونساء وأطفالا.. شيبة وشبابا، وكان فى حسبان الملا أن المذابح الجماعيه التى يتكاتف على تنفيذها الرفاق الحمر ودعاة الإنفصال هى اقرب الطرق لتحقيق الأهداف الإنفصاليه والمرامي العنصريه.. ولكن هيهات لشعب أصيل كالشعب التركماني أن يترك وطن الآباء والأجداد تحت أى ظرف من الظروف ومهما تعاظمت الأخطار وتكاثرت المآسي والأهوال..

فى الحلقه القادمه نستكمل بقية الشهادات والوثائق حول المجزره الرهيبه....

وللحديث بقيه

(وردت هذه الشهاده فى كتاب: موجز تاريخ التركمان فى العراق، الجزء الأول، المؤرخ العراقي شاكر صابر الضابط، مطبعة المعارف بغداد ١٩٦٠، الصحيفه من ١٥٨ إلى ١٦٠)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 34  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:09 AM


الحلقة الخامسة والعشرون

رأينا فى الحلقة السابقه كيف عزم التركمان على الخروج عن طوق العزله الذى حاول الملا البرزاني فرضه عليهم بمنعهم من التعبير عن مظاهر الفرح بالذكرى الأولى لقيام ثورة ١٤ تموز كى يبدو التركمان وكأنهم من معارضي الجمهوريه، وقد حرص التركمان على إقامة المسيرات والتظاهرات الخاصه بهم ليؤكدوا هويتهم وخصوصيتهم ومواقفهم الوطنيه تجاه الدوله ويبددوا الصوره التى سعى الملا لترسيخها فى أذهان حكومة بغداد عنهم، وكان من الواضح من كثرة عدد الأقواس التركمانيه وماتحمله من شعارات وطنيه والفرحه الباديه على وجوه التركمان وتعالى دقات الطبول والأغاني والأهازيج التركمانيه وتباري التركمان فى أداء الرقصات التى تعبر عن ثراثهم الثقافي وخروج الأطفال والنساء بأزيائهم التركمانيه التقليديه أن العيد الأول للثوره سيكون عيدا مصبوغا بصبغه تركمانيه خالصه وأن جهود الملا وأتباعه لتهميش وإقصاء التركمان ستذهب أدراج الرياح.

وفى حين أغرق التركمان كركوك بأقواسهم الزاهية الألوان فإن الملا وأتباعه لم يقيموا سوى قوسا واحدا كالحا وكئيبا تعلوه صوره ضخمه أكثر كئابه لفلاديمير لينين، وقد وصل عدد الأقواس التى قام التركمان بنصبها لأكثر من مائه وثلاثين قوسا كبيرا مزدانه بالورود والرياحين والشعارات التى تمجد الوطن والثوره والزعيم، وامتلأت المقاهي التركمانيه عن آخرها بالمواطنين التركمان وقبل الموعد المحدد لسير مواكب الإحتفالات بساعات، وأخذت جموع التركمان فى الهتاف للثوره وللأخوه العربيه الكرديه التركمانيه.

ولم يتبادر إلى ذهن التركمان أن إخوان الشر.. دعاة العنصريه والإنفصاليه وبالتعاون مع عبدة لينين وماركس سوف يقومون بعد لحظات بقتلهم وسحلهم فى الشوارع وتعليقهم على الأشجار وأعمدة الإناره رغم ورود بعض دلائل على شر وشيك الوقوع بالتركمان بدا من تعليقات بعض الصعاليك وعبارات السخريه والإستهزاء التى كانت تخرج من أفواه هؤلاء عندما كانوا يمرون على التركمان وهم منهمكين فى الإستعدادات لعيدهم العظيم، إلا أن أصحاب القلوب البيضاء والسرائر النقيه لم يتصوروا أبدا أن الخسه والغدر ستصل بهؤلاء لهذا الحد، وكانوا شديدى الثقه بأن فرحة العيد ستطغى على كل خلاف، وكانت لجنة الإحتفالات بالذكرى السنويه الأولى للثوره قد حددت الساعه السادسه من مساء ١٤ يوليو / تموز موعدا لإنطلاق المسيرة.

وبينما كانت المواكب تمر لاحظ التركمان المحتشدين في مقهى ١٤ تموز أن عددا من الصعاليك يحملون الحبال والخناجر والسكاكين ويلوحون بها، ولما لم يعيرونهم أدنى إهتمام أخذوا فى الهتاف: "ماكو مؤامره تصير والحبال موجوده" وقد إندهش التركمان المستغرقين فى فرحة العيد من طرح هذا الهتاف فى هذه المناسبه السعيده ولسان حالهم يتساءل: أين المؤامره؟ وما الداعي لذكر الحبال؟ غير أن عصبة الأشرار زاد نباحهم: "جبهة، جبهة وطنية، فلتسقط الطورانية".

وعندما أخذت هذه الهتافات العنصرية فى التعالي بطريقة هستيرية واشتد التلويح بالحبال والسكاكين عندئذ أدرك التركمان أن شيئا ما سوف يحدث، ولم تمر لحظات إلا ودوت فى الهواء طلقه ناريه وكانت هذه الطلقه بمثابة إشارة البدء لمذبحة كركوك الرهيبة.

ولنترك العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي رئيس أركان الفرقه الثانيه فى كركوك زمن المجزره يقص لنا جانبا من مشاهداته لوقائع هذه المجزره.. يقول:

"وبدأت المسيره تقودها المنظمات الحزبيه والنقابات والإتحادات البارتيه والشيوعيه المتحالفه معها، ولم يكن للسلطات المدنيه أى نفوذ، ووضعوا جماعات على جانبي الطريق الذي يمرون به، تحمل الحبال بإعتبارهم متفرجين إلا أنهم كانوا حزبيين منظمين من قبل الحزب الشيوعي والبارتي.

وبعد مسيره قصيره أطلق المتظاهرون الحزبيون النار على بيوت التركمان ومتاجرهم ومخازنهم، وعمت الفوضى مدينة كركوك بسرعه، واشتعلت الحرائق فى جميع أنحاء كركوك. واتصلت الفرقه بشركة النفط للمساعده فى إرسال سيارات الحريق المتيسره عندها بكثره، ولكن قبل وصولها أحرقها المتظاهرون أو منعوها من اداء عملها. ومما زاد من هول المأساه هو إشتراك ضباط الصف والجنود الحزبيين مع المدنيين فى الهجوم على بيوت التركمان وقتل العوائل بكاملها، أى يمحون البيت بكامله، نساء، وأطفالا ورجالا.

ومن أجل إرهاب مقر الفرقه سحلت جثث القتلى من التركمان إلى القرب من المقر وعلقوها بالحبال على الأشجار المحيطه بالمقر. إتصلت الفرقه بالمستشفى وطلبت إنزال الجثث ونقلها، ولما جاءت سيارات الإسعاف منعها الشيوعيون والبارتيون وحاولوا حرقها وظلت الجثث معلقه على الأشجار تحت حراسة البارتيين والشيوعيين ثلاثة أيام بلياليها فى ذلك الحر القائض (شهر تموز).

من المعلوم أن مقر الفرقه كان فى وسط المدينه، وأصبح تحت حراسة الشيوعيين والبارتيين. إتصل قائد الفرقه مستنجدا بعبد الكريم قاسم فوعده بإرسال لواء مشاه، وفعلا تم وصوله بالقطار ووضع جنوده في المحلات الحساسه وفي مقر شركة النفط وفي داخل المدينه وبعد هدوء العاصفه قليلا، أمر قائد الفرقه بسحب جميع قطعات كركوك إلى الثكنات وتم له ما أراد.

نظمت الفرقه قائمه بأسماء رؤوس الفتنه من البارتيين والشيوعيين وأرفقت معها صور الجثث المعلقه والمشوهه وصور البلدوزرات وهى تدفن الموتى بمجموعات، وتقريرا مفصلا عن كيفية وقوع المجزره، وعندئذ فقط صدق عبد الكريم قاسم بما حدث وطلب إرسالهم بقطار خاص ولخداعهم وتجنب مقاومتهم أخبرهم القائد أن الزعيم عبد الكريم يطلبهم للتشاور معهم عن كيفية حدوث هذه الأزمه. وما أن تحرك القطار بهم إلا وهدأت الفتنه فى المدينه التى أخذت تداوي جراحها. وبعد وصولهم بغداد ألقى عبد الكريم قاسم خطابه المشهور فى كنيسة مار يوسف التى هاجم فيه الشيوعية.

وللإجابه على سؤالك، لماذا لم تتمكن الفرقه من السيطره على الوحدات؟ أقول: كان معظم الضباط وضباط الصف منتمين للحزبين البارتى والشيوعى ومؤيدين لخطة القضاء على التركمان تمهيدا لسيطرة البارتيين على كركوك. وكان مقر الفرقه مهددا من الحزبيين بحيث كان قائد الفرقه العميد محمود عبد الرازق يذهب ليبات ليله عند أحد أصدقائه المدنيين خارج مدينة كركوك خوفا من هجوم الحزبيين على مقر الفرقه.

لقد مر سكان كركوك غير الشيوعيين والبارتيين بمحنه ومأساه، وكان كل واحد يتوقع الهجوم على داره، وإبادة عائلته. إنها مأساه إنسانيه.
"

حقا إنها لمأساة إنسانيه أن يتحول أتباع الملا إلى وحوش آدميه يعيثون فى تركمان كركوك قتلا وسحلا دون أدنى رحمه أو شفقه، ودون تمييز مابين طفل وشاب ورجل وامرأه، وبلغت المأساه ذروتها بأن عجز قائد الفرقه عن حماية نفسه من هؤلاء الوحوش الذين لايعرفون معانى الرحمه ولا الإنسانيه، فكان يذهب للمبيت كل ليله عند صديق مختلف، ولم يكن قائد الفرقه فقط هو المهدد من قبل هؤلاء، بل وأيضا كل ضابط لايقبل أن يبيع نفسه لشياطين الملا ويسير تبعا لهواهم ويتحول إلى قاتل محترف، يتاجر بدينه ووطنه ومبادئه.

ولذلك كان العقيد الركن إسماعيل الجنابي صريحا فى الإجابه على السؤال الموجه له... وما هو موقفك وموقف الضباط الآخرين عندما قرر قائد الفرقه المبيت عند أحد أصدقائه المدنيين؟

أجاب: "أقولها للحق بأن ليس قائد الفرقه وحده قد بات فى دار احد اصدقائه وإنما أنا أيضا كنت قد طلبت أحد جنودى من فوج هندسة الفرقه الثانيه فى الموصل والذى كنت آمره قبل نقلي إلى كركوك بأن يحضر إلى كركوك لحراستي فى المقر وهو سائق سيارتى سابقا، لقد أشار على القائد محمود عبد الرازق أن أترك المقر أنا أيضا لأننا جميعا كنا فى خطر القتل ولذلك أخذت السائق بالسياره اللاندروفر بعد الغروب وخرجنا على طريق كركوك الموصل وعلى بعد أكثر من عشر كيلو مترات لأن (البارتيين والشيوعيين) كانوا يرومون قتلنا بناء على المعلومات التى وصلتنا، ولم نعد إلى مقر الفرقه إلا فى اليوم الثاني وقت الدوام.

أما باقي الضباط فعلى ما أعتقد فإنهم فعلوا نفس الشيىء ولم يبق في مقر الفرقه إلاضباط الصف والجنود من الشيوعيين والبارتيين وبعد ذلك بدأت الفرقه بنقلهم إلى وحدات بعيده عن كركوك وعن مقر الفرقه بعد المذبحه وبناء على موافقة عبد الكريم قاسم وعندئذ أصبح بالإمكان السيطره على الوحدات وأخذت الأمور تعود إلى أوضاعها الطبيعيه بصوره تدريجيه.
"

وإذا كان جميع ضباط الفرقه من غير البارتيين أو الشيوعيين كانوا قد فروا من مقرها فى مدينة كركوك ولم يأمنوا على أنفسهم أن يبيتوا فى مكان واحد مع الذئاب الملائيه التى جرى غسل أدمغتها بأفكار ومبادىء الملا البرزاني العنصريه، وخافوا أن تنهش أجسادهم تلك الذئاب التى لاتعرف سوى لغة القتل والسحل والحرق والتدمير، فلنا أن نتصور قدر معاناة تركمان كركوك العزل الذين وجدوا أنفسهم فى وضع أعزل أمام هؤلاء الوحوش الذين لايعرفون معنى للرحمه ولايتمتعون بذره من إنسانية.

لقد كانت وبحق مأساه إنسانيه أعادت لذاكرتنا الصوره التى رسمت لبرابرة القرون الأولى..

(وردت هذه الشهاده فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف (٣) - العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين - دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨ م رقم الصحيفه٢.٧، ٢.٨، ٢.٩، ٢١.، ٢١١)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 35  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:18 AM


الحلقة السادسة والعشرون

إستعرضنا فى الحلقات السابقه مدى معاناة الشعب التركماني مع العناصر الملائيه التى سعت لمحو وإزالة وجوده من على أرض العراق بغية تحقيق تطلعاتها الإنفصاليه وأمانيها التوسعيه، وكيف أن هذه العناصر إستخدمت كافة الوسائل واتبعت كافة الطرق فى حربها مع هذا الشعب المسالم الذى بفقده للدعم والإسناد العربي بإبعاد ناظم الطبقجلي وكافة الضباط التركمان والعرب عن كركوك أصبح يواجه مصيره بمفرده، وكان الملا وجماعته لديهم العزم والتصميم على مواجهة شعب أعزل ومسالم وإبادته والقضاء على وجوده.

وكان الشعب التركماني الذي عاش تاريخه فى إخوه وسلام مع الأقوام الأخرى مندهشا لدرجة الصدمه من تصرفات هؤلاء المحسوبين ظلما على شعب نبيل كالشعب الكردي، وراح يبحث عن ذريعه أوسبب يدفعه للصبر على هؤلاء الذين عادوا من روسيا مشبعين بروح الكراهيه لجموع الشعب العراقي عربا وأكرادا وتركمانا وآشوريين.. وكان لسان حاله يتساءل:.... أوليس هؤلاء هم الذين قتلوا إخواننا العرب وسحلوهم فى شوارع الموصل الأبيه؟.. أوليسوا هم قتلة إخواننا الأكراد؟ أولم يحارب الملا البرزاني القبائل الكرديه التى سعى لفرض زعامته عليها بالقوه؟ أولم يحتل كاني رش والقرى المجاوره لها وأجبر أهلها الأكراد على الفرار إلى إيران وقام بنهبها ثم احرقها بما بقى فيها من المرضى والعجزه الذين لم يقووا على الفرار؟.. لابد إذا من التحلي بالصبر..

وتذرع الشعب التركماني الكريم بالصبر على هذا البلاء الذي حل به وببلاده، وكانوا يسمعون بإذنيهم أراذل شذاذ الآفاق يسبونهم ويشتمونهم "تركماني.. طوراني.. متآمر.. خائن" ولا يلتفتون إليهم، ولم تكن صفات الصبر ورباطة الجأش بغريبه على تركمان العراق بل هي صفات متأصله فى أعماق هذا الشعب العظيم الذي عاش تاريخه فى صبر وجلد ومرابطه للدفاع عن أرض وشعب العراق العظيم.

ولنقرأ جانبا مما كتبه المؤرخ العراقي شاكر صابر الضابط عن خصال هذا الشعب العظيم:

"وقد كان للتركمان شأن فى غير الحروب أيضا كالصناعه والزراعه والتجاره والعلوم، فقد اثبتوا جداره وكفايه وعاشوا فى وطنهم العراق أحرارا مخلصين سواء أكانوا محاربين أم علماء أم حكاما، ومن صفاتهم البارزه إيمانهم المطلق بالله تبارك وتعالى وإعتزازهم بعقيدتهم الإسلاميه التي كانت تملأ قلوبهم إيمانا. وقد عرفوا بين إخوانهم المواطنين بالشجاعه وضبط النفس والصبر على المكروه والإخلاص للواجب وحب الإستقرار والحياه الهادئه، والتفكير السليم فى تقدير الموقف ورفعة الخلق والتمسك بالحق والدفاع عنه، ولو حملهم ذلك كثيرا من التضحيات.

ومن صفاتهم أيضا، أنهم بعد القتال المميت يصافحون المغلوبين ويضمدون جرحاهم ويواسونهم على ماأصابهم تواضعا فى الحكم والنصر، وإنك لتقرأ على محياهم سيماء النبل والشهامه، وفلسفتهم فى الحياة "رأس الحكمه مخافة الله"، فاتخذ (جان جاك روسو) الفيلسوف المعروف الأتراك نموذجا يحتذى بهم عندما خاطب الشعب الفرنسي ودعاه إلى التمسك بالأخلاق: "لماذا يكون الأتراك بوجه عام متصفين بالإنسانيه فى حين لم نتصف بها نحن؟ ويكونون اكثر إكراما للضيف منا؟.. لأنهم يرون عظمة الأفراد وسعادتهم زائله كالظل، ويميلون إلى معاونة المصابين بالكوارث لأنهم يفكرون دائما بإحتمال إصابتهم بنفس العواقب غدا"، هؤلاء هم التركمان.. وهذه هى فلسفتهم ومنهجهم فى الحياه.

بيد أنه ومع الأسف الشديد تمكنت زمره عنصريه حاقده وفى غفله من الزمن من الإتجاه بقله مخدوعه ومغرر بها من الشعب الكردي النبيل للصدام معهم والتنكيل بهم وقتلهم وسحلهم وتعليق الفتيات التركمانيات العفيفات الطاهرات عاريات على أعمدة الكهرباء بطريقه همجيه لم تشهد لها الإنسانيه مثيلا، وكانت تلك التصرفات الهمجيه التي إرتكبها وحوش البرية هؤلاء بمثابة صدمه هزت المجتمع التركماني المتصف بصفات الإنسانيه الرفيعه وأصابته بجروح عميقه وغائره لايزال يعاني منها حتى يومنا هذا، وراح أفراده يتسائلون عن الداعي لكل ذلك؟ وما هو الجرم الذى إرتكبه التركمان ليفعل بهم خونة الأوطان وعصابة الإنفصاليين مافعلوا؟

دعونا نقرأ شهادة ناظم القوريات والرباعيات المرحوم جرجيس علي باغجه جي ورؤيته لما جرى وردود فعل المواطنين التركمان على الأحداث، يقول:

"أرى أن لنا مستقبلا شاقا لأننا نعيش مع أناس لايفهموننا بالرغم من إحترامنا لهم، أنتم ياولدي لم تذق مرارة العيش والحياه مع هؤلاء مثل ما ذاق جيلنا، أنتم صغار بالنسبه لنا لاتذكرون مجزرة كركوك عام ١٩٥٩ حيث ما يسمى رجال الجبهه الوطنيه وبعض العناصر المأجوره وهم يحملون الحبال والسلاسل بيد وبيد أخرى لافتات كتبت عليها (يسقط التركمان) ولكن التركمان تقابلهم بالهتافات وبالأخوه والوحده الوطنيه.

ومن ثم هاجمت تلك العناصر مركز شرطة إمام قاسم واستولوا على الأسلحه الموجوده هناك وبالتعاون مع بعض أفراد الإنضباط العسكري وبتوجيه من آمرهم آنذاك تم تجهيز المقاومه الشعبيه بالسلاح واخذ هؤلاء يسطون على المحلات التجاريه والحوانيت والمنازل العائده للتركمان فقط ونهبوا مافيها من الأموال، واستمرت حالات السطو والنهب والحرق إلى ساعات متأخره من الليل فى معظم محلات كركوك.

وفى صبيحة اليوم التالي أى فى ١٥ تموز أخذ المجرمون يهاجمون بيوت معينه ويخرجون أهلها ويسحلون فى الشوارع واستمرت الحاله مدة ثلاثة أيام لحين وصول قوات من العاصمه بغداد، وقد أستشهد حوالي أكثر من ٢٥ مواطن أذكر منهم الشهيد عطا خيرالله، صلاح الدين آوجي، شاكر زينل، قاسم نفطجي، فتح الله يونس، عبدالله احمد بياتلي وغيرهم لاأتذكر أسمائهم، وكاد أن يصل الأمر إلى مدينة إربيل ولكن التركمان تصرفوا بعقلانيه وبحذر شديد رغم أن جماعه من الفوضويين أحرقوا الأقواس المزينه والعائده للتركمان فى إربيل، ولكن رحم الله رجالنا العظماء الذين صبروا وتحملوا وتصرفوا دون أن تحدث الفتنه، وفشلت مؤامرة الحاقدين على شعبنا.
"

وهكذا أخذ الشعب التركماني الخلوق المعطاء يقارن بين سلوكه وسلوك الآخرين، بين وفائه وغدر الآخرين، بين نبله وحقارة الآخرين، وإن كان أبدا لم يخلط بين قله حاقده وعموم شعب، بل ميز بين الشعب الكردى النبيل وزمره ملائيه بارتيه حاقده سقطت فى مستنقع العماله وأعمتها العنصريه البغيضه فتنكبت الطريق..

فى الحلقه القادمه نستكمل عرض الوثائق والشهادات حول دور الملا البرزاني فى مجزرة كركوك

(وردت شهادة المؤرخ العراقي شاكر صابر الضابط فى كتاب موجز تاريخ التركمان في العراق، الجزء الأول، مطبعة المعارف بغداد ١٩٦. - ووردت شهادة المرحوم جرجيس باغجه جي فى معرض حديث أجراه معه السيد برهان يرالي عام ١٩٧١ ونشر فى جريدة صوت التركمان، السنه الثانيه، عدد ١٥، آب ٢..٣)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 36  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:25 AM


الحلقة السابعة والعشرون

إستعرضنا فى الحلقه السابقه شهادة ناظم القوريات والرباعيات المرحوم جرجيس علي باغجه جي والتي قرر فيها بأن مشكلة الشعب التركماني أنه يعيش في وسط قومي لايبدي له تفهما، وانه رغم الطبيعه المسالمه لهذا الشعب وإبدائه لحسن النوايا فإن ذلك لم يمنع الآخرين من الإعتداء عليه وإرتكاب المجازر في حقه، وضرب مثلا بماحدث فى مجزرة كركوك عام ١٩٥٩ عندما كان البارتيون والشيوعيون يهتفون "يسقط التركمان" كان التركمان يقابلون هذا الهتاف بهتافات تحض على الوحده الوطنيه وتدعو للإخوة العربية الكردية التركمانية.

وانتهى إلى أن ماحدث في مجزرة كركوك كان عملا مدبرا ومقصودا فلم يقتل سوى التركمان وهم فقط الذين أحرقت دورهم ومتاجرهم، وأن قتل قادة ووجهاء المجتمع التركماني جرى بتخطيط مسبق ووفق قوائم أعدها القتله وإشارات وضعوها على بيوت الضحايا، وأنه كان من المفترض أن تمتد المجازر إلى مناطق التركمان الأخرى كإربيل التى قامت العناصر البارتيه والشيوعيه فيها أيضا بحرق الأقواس والرايات التى نصبها التركمان إحتفالا بعيد الثوره، ولكن رجال التركمان العظماء تصرفوا بحكمه وصبروا وتحملوا وأفشلوا المؤامره.

وفى حلقة اليوم نستعرض شهادة المحامي جرجيس فتح الله أحد قياديي الحزب الشيوعي العراقي الحليف السياسي لحزب البارتي الذي كان يترأسه الملا مصطفى البرزاني، وكان الحزب الشيوعي العراقي يتخذ موقفا عدائيا ثابتا تجاه التركمان لعدم تقبل المجتمع التركماني للأفكار الشيوعية، فالتركمان مسلمون محافظون ينظرون للأفكار الشيوعية على أنها أفكار هدامه تؤدى إلى تفكك الأسره وتتعارض مع القيم الإسلاميه، وهم أيضا برجوازيون لاوجود للفقراء فى مجتمعهم ومن ثم لم تجد هذه الأفكار مرتعا خصبا لها داخل هذا المجتمع، فضلا عن أن التركمان كانوا لايبدون الإرتياح تجاه الإتحاد السوفيتى الذى فرض ستارا حديديا على أشقائهم فى القومية (أتراك آسيا الوسطى) وسلبهم أبسط حقوقهم فى الحريه والإستقلال.

ولهذه الأسباب إبتعد التركمان عن الأفكار الشيوعية، وكان ذلك كافيا لأن ينحاز الشيوعيون إلى جانب الأكراد ويساندونهم بقوة فى محاولاتهم السيطره على مدينة كركوك، وأن يشاركوا الأكراد البارتيين فى تنفيذ المجزره الرهيبه.. وعن وقائع المجزره يقول القيادي الشيوعي جرجيس فتح الله المحامي مايلي:

"لم يستتب الهدوء فى المدينه تماما حتى بعد وصول النجدات العسكريه فى السابع عشر من الشهر ونزع السلاح عن جنود اللواء الرابع (الأكراد)، إذ كان يسمع صدى طلقات متباعده فى أنحاء المدينه. وفرض منع التجول ونزلت قوات للمحافظه على الأمن فى القلعه. وكان الرعب بسكانها قد وصل بهم إلى الحد الذي سلبهم آخر مالديهم من الإتزان والهدوء على حد قول أحد العرفاء الذين كلفوا بالحمايه فى أحد المنازل، كانت كل طرقه على الباب أو كل حركه غير إعتياديه تطلق عويلا وصراخا من النسوه. لاشك أن كثيرا منهم شاهد كما شاهد روايتي هذا، كيف أن القتله قبضوا على أحد الأشخاص فوضعوا حبلا برجليه وشدوهما شدا محكما ثم ربطوا نهاية الحبل بسياره وانطلقوا بسيارتهم ورأسه يرتطم بالرصيف يمينا وشمالا حتى قضى نحبه.

عاشت المدينه خلال الإسبوعين التاليين وكأنها فى حصار. لايمكن تصور حالة الرعب التى إستولت على التركمان خلال الأيام الثلاثه العصيبه إلا بإيراد بعض الوقائع. فمثلا قفزت أثمان الزي القومي الكردي إلى ما يقارب عشرة أضعافها لتهافت الناس على شرائها إعتقادا منهم أن إرتدائها سيخرجهم من دائرة الشك ويتيح لهم التخلص من رجال المقاومه التى مسكت بمدخل المدينه. ولما أدرك هؤلاء الحيله جعلوا يشكون فى قومية من ينطق بكلمة (بلاو - التمن فى اللغتين الكرديه والتركمانيه) فيها يمكن تمييز الكردي عن التركماني ولكل طريقته الصوتيه في لفظها).
"

وهكذا.. شهد شاهد من أهلها، فصاحب الشهاده هو المحامي جرجيس فتح الله والذي لايمكن القول بإنحيازه للتركمان، بل ولا يمكن القول بحياده تجاه التركمان إذ أنه أحد قيادي الحزب الشيوعي العراقي الذي شارك حزب الملا البرزاني فى تنفيذ المجزرة، وقد شهد الرجل على أن المستهدف من المجزره هم التركمان فقط والوجود التركماني فى العراق، وأن الأكراد كانوا في حصانه من القتل والسحل لأن القتله كانوا فريقا منهم، وأن المواطنين التركمان كي يدرأوا عن أنفسهم خطر الموت أقبلوا على شراء الملابس الكرديه التي تضاعف سعرها إلى مايقرب من عشرة أضعاف ثمنها بسبب شدة الإقبال عليها.

ونظرا للجوء المواطنين التركمان للحيله من أجل النجاه بأنفسهم بادعاء الإنتماء القومي الكردي وتحدثهم باللغه الكردية التى تعلموها بحكم الإختلاط مع العائلات الكردية والتزيي بالأزياء الكردية، فإن القتله البارتيين كانوا يقومون بعمل إختبارات لغويه للمشتبه بهم مستخدمين كلمة (بلاو) والتي يمكن من خلالها تمييز التركماني عن الكردي.

كما أشار جرجيس في شهادته إلى قيام الحكومه بنزع أسلحة اللواء الرابع والذى كان معظم جنوده من الأكراد ممن جرى تسميم عقولهم بأفكار الملا البرزاني العنصريه فتحولوا إلى وحوش كاسره ووجهوا أسلحتهم إلى صدور التركمان العزل وشاركوا بفاعليه فى احداث المجزره.

وفى الحلقه المقبله نستكمل بقية الشهادات حول مجزرة كركوك الرهيبه


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 37  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:31 AM


الحلقة الثامنة والعشرون

إستعرضنا فى الحلقه السابقه شهادة المحامي جرجيس فتح الله القيادي المعروف فى الحزب الشيوعي العراقي والحليف لحزب الملا البرزاني والذي قرر فى شهادته للتاريخ بأن مجزرة كركوك كانت عملا مدبرا ومقصودا وأن التركمان والوجود التركماني فى كركوك والعراق كان هو المستهدف من وراء هذه المجزره وأن التركمان المسالمين حاولوا درء خطر الموت عن انفسهم بإرتداء الزي التقليدي الكردي حتى أن اسعار الزي التقليدي الكردي قفزت لعشرة اضعاف ثمنها الفعلي بسبب إقبال التركمان على شرائها.

وعرفنا كيف أن التركمان صاروا يتحدثون اللغه الكرديه التى عرفوها بحكم الإختلاط والجوار مع إخوانهم الأكراد حتى أن القتله البارتيون من أتباع الملا مصطفى البرزاني عندما فطنوا إلى ذلك لجأوا إلى عمل إختبارات لغويه للمشتبه فيهم مستخدمين كلمة (بلاو - أي الثمن) وهي الكلمه الكرديه التي يمكن من خلالها تمييز الكردي عن التركماني وأن جنود اللواء الرابع والذين كان أغلبهم من الأكرادالذين جرى تسميم عقولهم بأفكار الملا العنصريه إنتهزوا فرصة الأحداث ووجهوا أسلحتهم لصدور التركمان العزل ولم يتم السيطره على أحداث القتل والسحل الداميه فى كركوك إلا بعد أن تم تجريد هؤلاء الوحوش من أسلحتهم.

وتنبع أهمية شهادة جرجيس فتح الله من كونه لايحمل أفكارا حياديه تجاه التركمان فضلا عن أنه أحد أعضاء الحزب الشيوعي المشارك بهمة لجماعة الملا البرزاني في أعمال القتل والسحل للضحايا الأبرياءالعزل، ولم يكن المحامي جرجيس فتح الله هو الشاهد الوحيد على جرائم الملا وجماعته إذ لدينا آلاف الشهادات والوثائق التى توثق هذه المرحله من مراحل التاريخ العراقي والتي لطخت فيها الملائيه العنصريه الحاقده صفحة التاريخ العراقي المعاصر بدماء العرب والتركمان والأكراد الأبرياء.

واستكمالا لعرض شهادات من عاصروا الأحداث ووقفوا على بشاعة الجريمه التي إرتكبها الملا وأتباعه من الفوضويين والشيوعيين، نستعرض شهادة الدكتور صبحي ناظم توفيق(من مركز الدراسات الدوليه جامعة بغداد) والتي يقول فيها كشاهد رؤية وباحث:

"كانت الساعه السابعه والثلث من مساء يوم ١٤ تموز (يوليو) ١۹٥۹ لحظة شؤم على تركمان العراق فى مدينتهم العريقه عراقة التاريخ، حين إنطلقت من فوهة مسدس قرب السوق العصري فى (شارع أطلس) إطلاقه واحده كانت خطط لها بكل إتقان ودقه مستهدفه أشراف ووجهاء التركمان فى (كركوك) بغية كم جميع افواه تركمان العراق أينما وجدوا، فى يوم إنضموا فيه إلى جماهير كافه ليحتفلوا - ولو عن غير قناعه - بالذكرى الأولى لما اطلق عليه تسمية (ثورة ١٤ تموز ١۹٥٨) وليعيشوا ثلاثة ايام مرهبة مرعبة موحشة سحل الفوضويون ومجرموا الإنسانيه عشرات التركمان احياء، قبل ان يقتلوهم ويمزقوهم إربا ويمثلوا بجثثهم الطاهره ذات الأرواح البريئه.

لم تكن (المذبحه) وليدة يومها - كما إدعى البعض فى حينه - وتحت ذريعة عراك آني حدث بين شخصين تطور إلى مابين مجموعتين متظاهرتين لخلاف فى الشعارات والهتافات أو اللافتات المرفوعه، بل أن التخطيط لها بدأ منذ آذار ١۹٥۹ فى الأقل، إذ أيد تركمان كركوك بشكل خاص الثوره التى إندلعت فى الموصل بقيادة (العقيد الشواف) ضد حكم (عبد الكريم قاسم والمحيطين به من الجلاوزه وشذاذ الافاق والمنافقين الذين ورطوه أن يميل إلى فئه دون أخرى وحزب دون آخر.

حيث خرج معظم التركمان فى تظاهرات حاشده لتاييد تلك الثوره والتى مالبثت ان اخفقت مع حلول ظهر يوم قيامها فى ٨ (مارس) ١۹٥۹ لتستباح مدينة الموصل أياما عديده وتقتل نساءها وأطفالها وشيوخها ن ناهيك عن شبابها باساليب وحشيه قلما شهد التاريخ مثيلا لها على ايدى من سموا أنفسهم انصار السلام دون إستحياء أو خجل، حيث إستغلوها أبشع إستغلال ليمدوا اذرعهم كالإخطبوط ويسيطروا على جميع مدن العراق وقصباته بالإرهاب والإعدامات والإغتيالات ومحاكمات البروليتاريا سيئة الذكر حيث أتيح للفوضويين السيطره الكامله على مدينة كركوك وخصوصا بعد القبض على قائد الفرقه الثانيه الزعيم الركن ناظم كامل الطبقجلي والمقدم الركن عزيز محمود شهاب ضابط ركنه الأول.

والتحاق الزعيم الركن سلمان الجنابي الذى فتح الباب امام الفوضويين على مصراعيه ليتمتعوا بكامل حريتهم فى إلقاء القبض على التركمان وتوقيفهم وتعذيبهم وإهانتهم وطردهم من وظائفهم وإحالتهم إلى التقاعد أو نفيهم إلى مدن الجنوب او نقلهم إداريا لإبعادهم عن مدينتهم أو عوائلهم متى وكيفما شاءوا ومن دون ذنب او توجيه تهم محدده إليهم. . وقد أضافوا إلى كل ذلك إفراغ الوحدات العسكريه والشرطه المستقره فى كركوك وحواليها من اي ضابط أو مفوض او ضابط صف تركماني، ناهيك عن دهم البيوت والمحال وتفتيشها ومصادرة اى سلاح منها حتى إذا كان مجرد مسدس او بندقية صيد.

وقد نصب الفوضويون لتنفيذ تلك الإجراءات مديرين من اتباعهم فى كل من دوائر الأمن، الإستخبارات، الإنضباط العسكري، الشرطه، التربيه، البلديه، وغيرها، فى حين سيروا تظاهرات - كانت مسلحه فى معظمها - فى الليل بشكل الخاص، وهي تصيح بأعلى صوتها إمعانا فى الترهيب والوعيد:- (ماكو مؤامره تصير والحبال موجوده). وتضاف إلى كل ذلك مقالات إفتتاحيه فى صحفهم اليوميه وهي تشير - بلا خجل - إلى الحبال والمشانق والسلاح والرصاص والتجارب الناجحة للثورات الحمراء اينما وقعت فى العالم المعاصر منذ عام ١۹١٧.

ولذلك افرغت كركوك من وجهائها واشرافها وشجعانها طيلة اربعة اشهر، ومن الذين يمكن ان يقودوا التركمان حيال تلكم الهجمه الوحشيه فكانت الفوضى سيد المدينه دون القانون وارباب السوابق سادتها دون رادع، وحثالات المجتمع تصول وتجول دون ضمير، وضمن مخططهم الإجرامي طلبوا من عبد الكريم قاسم إصدار عفو عام لقرب حلول الذكرى السنويه الأولى للثوره التى إستطاعوا تحريفها لصالحهم، وبذلك عاد المنفيون التركمان إلى مدينتهم قبل يومين أو ثلاثه، وقبل ان يستفيقوا من هول بعدهم عن عوائلهم واستقبالهم لمئات زائريهم، حلت المجزره ففاجاتهم فى عقر دورهم مساء ذلك اليوم المشئوم.
"

وهكذا يوضح لنا الأستاذ الدكتور صبحي ناظم توفيق في شهادته حول مجزرة كركوك أن المجزره لم تكن عملا عفويا وليد اللحظه بل عملا مخططا ومدبرا خطط له ونفذه بعنايه جماعة الملا البرزاني الذين نجحوا في إبعاد قائد الفرقه الثانيه الزعيم الركن ناظم كامل الطبقجلى عن كركوك وعينوا بدلا عنه أحد صنائعهم وهو المدعو داؤود الجنابي الذي أطلق يد الزمره الملائيه والشيوعيه لتعيث فى كركوك الفساد وقد قام الجنابي بمنع صدور جميع الصحف التركمانيه وهي البشير والآفاق وكركوك وإعتقال ونفي وتشريد كافه العناصر التركمانيه التي من المحتمل أن تتصدى لمخطط الملا البرزاني الهادف لتفريغ مدينة كركوك من سكانها التركمان حيث قام بترحيل بعضهم إلى الجنوب في حين وضع الآخرين فى السجون.

وهكذا خلت الساحه للملا وأتباعه ليمرحوا فيها كيفما يشاءوا ويعيثوا في البلاد الفساد، واخذ هؤلاء في إستفزاز سكان كركوك بشعاراتهم العنصريه ملوحين بالحبال ومهددين التركمان بالقتل والسحل على نحو مافعلوا بالعرب في الموصل إبان ثورة الشواف، كما قام الملا بحشد الأتباع والأزلام في كل مكان فى كركوك وسيطر هؤلاء على مجريات الحياه المدنيه والعسكريه وصار القتله والمجرمين وحثالة المجتمع هم اصحاب القرار فى مدينة كركوك، ينفذون تعليمات الملا بصرامه ويبطشون بالناس الأبرياء بلا سبب إلا العنصريه المقيته، وعندما إقترب موعد تنفيذ المجزره الرهيبه رأى الملا ضرورة عودة العناصر التركمانيه المبعدة إلى الجنوب والأخرى المودعه سجون بغداد ليقتلوا ويسحلوا مع التركمان الأبرياء، فقام بإقناع قاسم بضرورة الإفراج عنهم بمناسبة الذكرى الأولى للثوره، وكان له ما أراد إذ إستباح أتباعه المدينه وقتلوا خيرة أبنائها بوحشيه لم يشهد لها التاريخ مثيلا.

(وردت هذه الشهاده في جريدة الزمان – العدد١٨۹٤ التاريخ ٢٤/٨/٢٠٠٤)

وللحديث بقيه


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 38  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 08:30 AM


الحلقة التاسعة والعشرون
(مجزرة كركوك 1959: الحقيقة والحدث)
الجزء الأول

بقلم المؤرخ والكاتب: أرشد الهرمزي

لا زال الجرح النازف الذي أصاب المواطنين التركمان في العراق عميقا وغائرا بسبب فقدهم الكثير من أحبتهم وزعمائهم في هذه الهجمة الغادرة التي تعرضت لها مدينة كركوك عام 1959.

وقد كتب الكثير حول أحداث هذه المجزرة الدموية، ولسنا راغبين في نكأ الجراح، ولكن التاريخ يجب أن يسطر ما حدث في تلك الحقبة من تاريخ العراق، حيث أنكر الكثيرون من المسؤولين عن هذه المأساة الإنسانية مسؤوليتهم عنها وأراد البعض تحريف الحقائق وإلقاء التبعة على الآخرين دون وازع من ضمير ينشد النقد الذاتي.

لذلك فإن هذه الدراسة ستضع النقاط على الحروف وتسرد أمام العراقيين ما خفي عن الكثيرين من أبناء الشعب العراقي حول طبيعة هذه الأحداث الدموية مستعينة بوثائق تنشر لأول مرة بعد رفع الحظر السري عليها.

فبعد انتفاضة العقيد الشواف في الموصل تم نقل واعتقال المرحوم ناظم الطبقجلي الذي كان قائدا للفرقة الثانية في كركوك وتم تعيين الزعيم الركن داود الجنابي الذي أطلق يد الزمرة الشيوعية في أمور المدينة وقد كان أول ما عمد إليه الجنابي منع صدور جميع الصحف التركمانية وهي البشير والآفاق وجريدة كركوك الصادرة عن رئاسة البلدية واعتقال ونفي الناشطين في هذه الصحف إضافة إلى العشرات من المحامين والأطباء ورجال الأعمال والموظفين حيث تم ترحيل بعضهم إلى الألوية الجنوبية وفرض الإقامة الجبرية عليهم واعتقال البعض الآخر في سجون بغداد.

وعندما تم للجنابي ذلك عمد إلى إصدار الأوامر لاقتحام وتفتيش المنازل ومقرات الأعمال الخاصة بالمواطنين التركمان فقط وإلقاء القبض على أفراد أي منزل تعثر فيه السلطات العسكرية على أي نوع من السلاح، وقد كان ذلك تمهيدا لنزع السلاح أيا كان نوعه من المواطنين التركمان وتركهم في وضع أعزل إزاء عدو غير مرئي.

وفي حزيران(يونيو) 1959 بدأ المد الشيوعي بالتراجع أو هذا ما خيل للمواطنين التركمان وقد تم إلغاء الأحكام القسرية على المبعدين التركمان فرجعوا إلى كركوك غير عالمين بمغزى التوقيت المبيت لأعادتهم إلى مدينتهم وقبل شهر واحد فقط من أفظع مجزرة دبرت ضد المواطنين التركمان.

وقد وجدت بعض المناشير الحزبية والتي تأمر الأتباع باستفزاز التركمان والعرب طريقها إلى مديريات الأمن، وقد سلمت هذه المناشير إلى عبد الكريم قاسم والحاكم العسكري العام إلا أنهما لم يأبها بالنتائج ولم يحركا ساكنا.

أستبشر المواطنون التركمان من قرار عبد الكريم قاسم عدم إعادة الزعيم الركن داود الجنابي إلى كركوك بعد استدعائه لحضور مؤتمر للنظر في القضايا المطروحة، وقد غضب الشيوعيون والبارتيون ( الديمقراطي الكردستاني) من ذلك وذهبت وفود مدنية من هذين الحزبين لمواجهة قاسم وطلب إعادة الجنابي إلى كركوك إلا انه رفض وسلمت الفرقة إلى العميد محمود عبد الرزاق.

بدأت الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الأولى للانقلاب الذي أطاح بالحكم الملكي وحل يوم الرابع عشر من تموز(يوليو)1959 حيث انتظم الرسميون التركمان وأعضاء اتحادات العمال ونقابات المحامين والأطباء والموظفون الرسميون في مسيرة رسمية تم ترتيبها من قبل لجنة منظمة حكومية وكان المشاركون في المسيرة بطبيعة الحال من التركمان كأغلبية واضحة وكنتيجة طبيعية للواقع القومي للمدينة، إلا أن المواطنين التركمان غير المنتظمين في هذه المسيرة وجلهم من الطلاب والشباب وذوي الأعمال الحرة نظموا مسيرة ومظاهرة شعبية كبيرة كان من المفترض أن تلتحق بالمسيرة الرسمية لأغنائها وإبداء التضامن والتأييد للحكومة القائمة.

وصلت المسيرة الرسمية إلى الجسر القديم في نهاية السوق الكبير وبدأت في العبور إلى صوب القورية متجهة إلى شارع أطلس في نفس الدقائق التي كانت المسيرة الشعبية قد وصلت إلى نهاية شارع المجيدية للالتفاف من أمام مبنى مديرية الشرطة إلى شارع أطلس أيضا والالتحاق بالمسيرة الرسمية، وفي هذا التوقيت بالذات واثر وصول طلائع المسيرة الرسمية إلى مدخل شارع أطلس في المنطقة الواقعة بين مدرسة المتوسطة الغربية ومقهى 14 تموز فقد أطلقت رصاصة من مصدر مجهول تلاها إطلاق عيارات نارية من بنادق اوتوماتيكية فساد الاضطراب تلك الجماهير غير العالمة بما قد جرى التخطيط لها، وفور ذلك رمى بعض الذين كانوا يتظاهرون بحمل الشعارات المؤيدة للثورة هذه الشعارات وظهرت الأسلحة النارية وقامت ثلة من المخططين إلى اقتحام مقهى 14 تموز فأردوا الشهيد عثمان خضر صاحب المقهى الذي كان مشغولا بتقديم الماء والمرطبات للمشاركين في المسيرة دون أن يعلم ما تبيت له الأقدار.

تم إعلان منع التجول فورا واستبيحت المدينة لمدة ثلاثة أيام جرى فيها انتقاء العديد من زعماء التركمان وناشطيهم ومثقفيهم فسحلوا في الشوارع على غرار ما حدث في يوم الانقلاب العسكري في بغداد وتم نهب جميع المحلات التجارية الخاصة بالتركمان وقصف دور السينما وخاصة سينما أطلس وسينما العلمين بمدافع الهاون كما تم إحكام الطوق حول المدينة لكي لا تصل إليها أية نجدة من التركمان أو من السلطات الرسمية، إلا أن الشهيد العميد عبد الله عبد الرحمن استطاع أن ينفذ من الطوق المضروب ووصل إلى بغداد مبينا لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ما يجري في هذه المدينة المقهورة ، وتروي بعض المصادر أن العميد محمود عبد الرزاق أصبح نفسه تحت حراسة مشددة من قبل الشيوعيين والبارتـيين وقد أتصل بعبد الكريم قاسم مستـنجدا فوعده بإرسال لواء مشاة إلا أن هذا اللواء لم يصل إلا في نهاية اليوم الثالث من المجزرة وبعد أن كان مخططو المؤامرة قد نفذوا ما رموا إليه.

وعندما عمت الفوضى مدينة كركوك اشتعلت الحرائق في جميع انحاء المدينة، واتصلت قيادة الفرقة بشركة النفط للمساعدة في إرسال سيارات إطفاء الحريق المتيسرة لديها بكثرة، ولكن المتظاهرون أحرقوها قبل وصولها ومنعوها من تأدية أعمالها.

كما حاولت قيادة الفرقة محاولة أخرى بأن اتصلت بالمستشفى وطلبت إنزال الجثث التي سحلها الفوضويون المجرمون وعلقوها بالقرب من مقر الفرقة إلا أن سيارات الإسعاف التي أوفدتها إدارة المستشفى منعت من ذلك وحاول الغوغاء إحراقها وظلت الجثث معلقة في حر شهر تموز(يوليو) لمدة ثلاثة أيام.

وعندما وصلت القوات العسكرية من بغداد إلى كركوك وتم نزع سلاح جنود اللواء الرابع الأكراد كان منفذو ومخططو المجزرة قد قاموا بإكمال الواجب المعهود إليهم مخلفين 25 شهيدا كلهم من التركمان إضافة إلى العشرات من الجرحى بلغ عددهم 130 جريحا حسب التقارير الرسمية وتخريبا كاملا للحركة التجارية في المدينة.

وبعد أن أجرت لجنة تحقيق أوفدت خصيصا من بغداد لدراسة الأمر وتقديمها لتقرير عاجل مدعوم بالصور والوثائق إلى عبد الكريم قاسم ألقى الأخير خطابا في19 تموز(يوليو)1959 بمناسبة افتتاح كنيسة مار يوسف شرح فيها الفظائع التي ارتكبت في كركوك وتوعد باستعمال القسوة مع مدبري الحادث وقال ما مفاده أن التركمان والأكراد والعرب إخوة في هذا الوطن والأجدر بنا أن نتخلص من ظلم بعضنا للبعض.

كما أفاد في مؤتمر صحفي عقده في 29 تموز(يوليو)1959 بعد أن عرض على الصحفيين صور المقابر الجماعية والبلدوزرات التي تواري الجثث في التراب وتلك الجثث المعلقة على أعمدة النور ومداخل قيادة الفرقة الثانية في كركوك بأنها فضائع لا تقل عن فضائع البربر وهولاكو وقال:"إن هولاكو لم يرتكب في أيامه مثل هذه الأعمال الوحشية، ولا الصهاينة فعلوا"! وتساءل: "هل يمكن لهذه أن تكون أفعال منظمات تدعي الديموقراطية؟" وقدم تعازيه الحارة إلى المواطنين التركمان الذين وصفهم بالمواطنين الآمنين المصدومين ووعد بمحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم كما قام في خطاب آخر ألقاه بعد أيام من هذا الخطاب بمناسبة افتتاحه الاستديو الجديد للإذاعة العراقية في بغداد بطلب تسمية الاستديو باسم استديو التركمان عزاء لهم عن هذه المحنة التي تعرضوا لهم.

شكل عبد الكريم قاسم مجلسا تحقيقيا برئاسة العقيد الركن عبد الرحمن عبد الستار مدير الحركات العسكرية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت وقد شهد جميع من استدعي للشهادة ومنهم العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي ضابط الركن الأول للفرقة الثانية أثناء الأحداث فبين بجلاء ووضوح أن الجرائم كانت مبيتة ضد التركمان دون استفزاز من قبلهم وأورد تغاضي أجهزة الحكم والمسئولين عن الإصغاء إلى التحذيرات الواردة عن امكان حدوث هذه المجزرة، والمعروف أن شهادة هذا الضابط الشهم قد أدت إلى عدم ترفيعه لدى استحقاقه لاحقا إلى رتبة عميد فكان أن قدم استقالته التي قبلت فورا فأنصرف إلى مهنة المحاماة.

رفع المواطنون التركمان مذكرة تحريرية إلى رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بتاريخ 18 تموز(يوليو)1959 وهي كما يلي:

"إن الذنب الذي اقترفناه في العهد الجمهوري والذي لسببه أو لأسباب أخرى قامت مأساة كركوك الأخيرة المؤسفة والتي ذهبت ضحيتها نفوس بريئة هو أننا امتنعنا عن مسايرة بعض الفئات أو الانضمام إليها أو تأييد فكرتها. إننا الآن على علم اليقين من أن بعض الفئات يرومون القيام بحرب الابادة للعنصر التركماني في العراق بسبب كون هذا العنصر حجر عثرة أمامهم يحول دون تحقيق مآربهم الانفصالية فالحوادث الماضية التي وقعت في كركوك في عهد خائن الوطن ومطية الانتهازية قائد الفرقة الثانية السابق داود الجنابي لخير دليل على نيات المخربين والفوضويين والسائرين في ركابهم. لقد ظهرت في سماء كركوك الكئيبة موجة من الإرهاب والاضطهاد لم يشهد مثلها بلد آخر حتى في أحلك أيام العهد البائد، وكانت هذه الموجة موجهة إلينا نحن التركمان وحدنا إذ اعتقل القائد المذكور ما يزيد على ألف شخص من المواطنين التركمان وزجوا بالمواقف والمعتقلات ولاقوا أنواع العذاب والاضطهاد على أيدي الضباط والمراتب في دهاليز الفرقة الثانية وعلى مرأى ومسمع من القائد نفسه وبأشراف حاكم التحقيق بطرس مروكي ورئيس المحكمة عوني يوسف ووكيل مدير الأمن السابق الشيخ رضا الكولاني.

ولم يكتف المسؤولون بذلك بل قاموا بتحريات واسعة النطاق آملين العثور على أسلحة وعتاد كي يدينوا هذا العنصر بالخيانة، لكن عدالة الله فوق كل شيء والنيات الحسنة تظهر دائما ناصعة أمام الملأ فلم يعثروا على أي نوع من الأسلحة عدا بعض المسدسات وبنادق الصيد المجازة فجن جنونهم وشوهوا الحقائق وطالبوا الجهات العليا في بغداد بضرورة اعتقال هؤلاء الأشخاص وإبعادهم إلى خارج اللواء وفصل العشرات من الموظفين والمستخدمين من المدنيين والعسكريين كما نقل آخرون جلهم معلمون بناء على طلب المنظمات الشعبية والجمعيات والاتحادات التي يسيرها الانتهازيون والفوضويون وعندما كان هذا الإرهاب على أشده كان التنظيم والاستعداد لتعبئة العناصر المناوئة للجمهورية من الأكراد والشيوعيين في نشاط مستمر فوزعت أسلحة كثيرة ومن ضمنها الأسلحة المجازة التي اغتصبوها من المواطنين بين المقاومة الشعبية والمنظمات المخربة.

أما النشاط في ابتزاز الأموال والنقود من أغنياء البلد عن طريق الإرهاب والتهديد فقد كان مستمرا وكل هذه كانت تمهيدا للقيام بابادة العنصر التركماني في العراق."


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)
التعديل الأخير تم بواسطة تشرين ربيعة ; 04-10-2009 الساعة 08:36 AM.


تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 39  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 08:53 AM


الحلقة التاسعة والعشرون
(مجزرة كركوك 1959: الحقيقة والحدث)
الجزء الثاني

بقلم المؤرخ والكاتب: أرشد الهرمزي

حيثيات القضية

والآن يمكن لنا أن نستعرض صفحات هذه المأساة بالنقاط التالية:

1- في الوقت الذي قاطعت الجبهة الوطنية المكونة من الحزب الشيوعي وقسم من البارتي احتفالات 14 تموز قام التركمان بتنظيم مواكب الاحتفالات والمهرجانات بنطاق واسع في جميع أرجاء المدينة فنصبوا أقواسا يزيد عددها على المئة والثلاثين قوسا مزينة بصور الزعيم الأوحد ومزدانة بالأعلام العراقية.

2- بدأت المنظمات الشعبية الديمقراطية والمقاومة والجبهة الوطنية باستفزاز المواطنين التركمان في كل مكان وذلك بقيام بعضهم بحمل العلم الروسي هاتفين( جبهة جبهة وطنية صداقة سوفيتية عراقية) ( لتسقط التركمانية) و ( جبهة جبهة وطنية لا انحراف ولا رجعية) وهم يحملون الحبال والسلاسل ولم تقابلهم الجماهير التركمانية إلا بهتافات(ماكو زعيم إلا كريم).

3- وفي مساء يوم 14 تموز الساعة السابعة والنصف زوالية مرت مواكب المسيرة الكبرى التي نظمها المواطنون التركمان واشتركت فيها منظمات الجبهة الوطنية لغاية ومآرب معينة وفجأة شرعت الفئات الانتهازية بمهاجمة المواطنين المكتظين على أرصفة الشوارع بالقرب من الأقواس المنصوبة بالحجارة والعصي التي كانت مهيأة لهذا العمل الإجرامي فتفرقت المسيرة والتجأ المواطنون إلى بيوتهم حيث حل الفزع في نفوسهم وهم لا يدرون الذي حدث وبعدها هجم الشقاة على أقواس النصر المنصوبة فحطموها جميعا واحرقوها بالرغم من أنها كانت مزدانة بصور زعيمنا الأوحد وبالأعلام العراقية الحبيبة عدا قوس(اتحاد الشعب) الوحيد الذي يعود إلى تلك الفئة الضالة ثم هاجموا مقهى 14 تموز ومقهى البيات وسينما العلمين وقتلوا أصحابها وسحلوهم في شوارع المدينة وعلقوهم على فروع الأشجار.

4- في الساعة التاسعة أذيع بيان من الفرقة الثانية لغرض منع التجوال وفي أثره خلت الشوارع من المارة في حين أخذ أفراد المنظمات الجبهة الوطنية والمقاومة تملأ الشوارع وهم مسلحون وقد هاجم قسم من المقاومة الشعبية مركز شرطة إمام قاسم واستولوا على جميع الأسلحة الموجودة هناك وان جماعة من أفراد الانضباط العسكري بتوجيه من الملازم الاحتياط نوري جميل الطالباني قد جهزوا أفراد المقاومة الشعبية الذين لم يكن لديهم سلاح بأسلحة عسكرية.

5- اخذ جميع هؤلاء يعيثون بأمن البلد فسادا فاعتدوا على جميع المحال التجارية والحوانيت والمنازل العائدة إلى التركمان فقط ونهبوا جميع ما فيها من أموال ونقود واحرقوا الأموال التي لم يسهل نقلها واستمرت عملية النهب والسلب والحرق حتى الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل.

6- وفي صباح اليوم الثاني أي في 15/7/1959 اخذ العصاة يهاجمون البيوت المعينة ويخرجون أهلها ويسحلونهم في الشوارع ثم يعلقونهم على الأشجار والأعمدة وقد استمرت الأعمال البربرية الإجرامية هذه ثلاثة أيام بلياليها حتى وصلت قوات الجيش من بغداد فسيطرت على المدينة.


الأدلة الثبوتية حول كون هذه الحادثة مؤامرة مدبرة من قبل الجبهة الوطنية

أولا- لقد كانت الشائعات تدور في المدينة بأن كارثة ستحل في يوم 12/7/1959 إلا أن أصحاب الفتنة لم يقوموا بذلك لغرض تطمين المواطنين للإسهام في احتفالات 14 تموز ولأجل إيقاع اكبر عدد من الضحايا منهم.

ثانيا- لقد أوعز بعض المنتمين إلى الجبهة الوطنية إلى أقاربهم ومعارفهم الساكنين في كركوك بضرورة مغادرة الأطفال والنساء المدينة قبل يوم 14 تموز وعلى الرجال إن أرادوا البقاء في المدينة عليهم أن يرتدوا الملابس الكردية أو ملابس المقاومة الشعبية أو الجنود. ودليل ذلك ما قاله المدعو معروف البرزنجي رئيس بلدية كركوك وأحد المعتمدين عليه من داود الجنابي إلى موكله نامق أغا الداودي، كما وان الرئيس المذكور قد استعمل سيارة المجزرة لنقل أشخاص من القرى الكردية مما اضطر مفوض ناحية قرة حسن إلى توقيف السائق والحجز على السيارة.

ثالثا- كانت قد قدمت إلى كركوك قبل يوم 12 تموز وفود كثيرة من العشائر الكردية باسم المنظمات الشعبية والجمعيات الفلاحية بقصد الاشتراك في ذكرى مذبحة كاوور باغي لأن تلك الوفود بقيت حتى ما بعد يوم 14 تموز في المدينة واشتركت في المجزرة.

رابعا- لم يشترك أفراد المقاومة الشعبية في مسيرة 14 تموز المسائية وسرعان ما حضروا بكامل أسلحتهم أثناء وقوع الحادث بالرغم من بيان الحاكم العسكري العام بشأن منع حمل الأسلحة من المقاومة الشعبية.

خامسا- لم تشارك الجبهة الوطنية في الاحتفالات التي قام بها التركمان وسائر الفئات المخلصة من القوميات الأخرى في المدينة إذ لم تسهم منظمات الجبهة في نصب الأقواس وإقامة المهرجانات بل وحتى في إظهار شعور الفرح والسرور في ذلك اليوم.

سادسا- إن جميع البيانات التي أصدرتها الجبهة الوطنية كانت قد طبعت بالمطبعة العائدة إلى رئاسة البلدية بأمر من رئيسها وهو المنتسب للجبهة كما وأنه خصص صفحات جريدة كاوور باغي التي تصدرها هذه الرئاسة لأغراض الجبهة ولمصلحتها الخاصة.


الأدلة الثبوتية بشأن تعاون بعض وحدات الجيش مع أفراد الجبهة الوطنية

أولا- إن جميع البيانات التي كانت تصدر باسم الجبهة الوطنية كانت تذاع من مكبرات صوت تحملها سيارات عسكرية.

ثانيا- إن جثث القتلى كانت تسحلها في الشوارع السيارات العسكرية.

ثالثا- إن الأموال التي نهبت من المخازن والحوانيت العائدة للتركمان كانت تنقل بسيارات الجيش إضافة إلى السيارات الأهلية.

رابعا- مما يدل على مشاركة الجنود في عملية النهب والسلب مع أفراد المقاومة الشعبية والمنظمات هو أن الجنود لم يلقوا القبض على أي احد من هؤلاء.

خامسا- كان أفراد الانضباط العسكري بصحبة أفراد المقاومة الشعبية يأتون إلى البيوت المعينة ويلقون القبض على أصحابها بحجة استدعائهم من القيادة وفي الطريق كانوا يفتكون بهم ويسلمون جثثهم إلى أفراد الجبهة لسحلهم ونذكر على سبيل المثال ما حصل مع المرحوم الرئيس الأول المتقاعد عطا خير الله والمرحوم السيد قاسم النفطجي.

سادسا- إن منع التجوال كان مقصورا على المواطنين التركمان، أما أفراد المقاومة الشعبية والمنتمون للجبهة الوطنية والمرتدون الملابس الكردية فإنهم كانوا يتجولون بكل حرية من دون اعتراض من أفراد الجيش.

سابعا- إن كل من سينما أطلس وسينما العلمين وبعض البيوت في القلعة قد قصفها الجنود بمدافع الهاون وبإشراف من أعضاء الجبهة.

ثامنا- الأوامر التي كانت تصدر من الجبهة الوطنية إلى القوى العسكرية النازلة إلى البلد كانت تنفذ بحذافيرها وآلا فقد كان باستطاعتها أن تقضي على الفتنة.


الأدلة التي تثبت كون المؤامرات قد دبرها الفوضويون والانفصاليون

1- إن جميع الأشخاص الذين قتلوا وسحلوا في الشوارع وعلقت جثثهم على الأشجار جلهم من التركمان وان وجد بعض القتلى والجرحى بين الجنود والمقاومة الشعبية فان سبب ذلك يعود إلى عدم تفاهمهم في ابتزاز الأموال وتقسيم الغنيمة عند نهبهم الحوانيت والمنازل والمحال التجارية.

2- لقد شوهد بعض الجماعات من الجنود والمقاومة الشعبية يحملون العلم السوفيتي الأحمر الذي يرمز إلى الانفصالية كما وان العلم الروسي كان يرفرف فوق مقر الشبيبة الديمقراطية( في النادي الرياضي لها).

3- إن جميع الهتافات، تمجد الفوضويين وتنادي بسقوط العناصر المناوئة لها.

4- لقد صدرت بيانات عديدة من الجبهة الوطنية منها بيان يتضمن الوعد بدفع مبلغ ألفي دينار لمن يلقي القبض على مدير إدارة الفرقة الثانية العقيد عبد الله عبد الرحمن لكونه من التركمان وانه اختفى بعد أن سيطرت الجبهة على القيادة.

5- بعد سيطرة المعتدين على المدينة أغلق الجيش جميع الطرق المؤدية إلى المدينة عدا طريق السليمانية وذلك بغية فسح المجال لدخول جماعات الفوضويين والانفصاليين من الأكراد إلى كركوك عند الحاجة.


كيفية معالجة الموقف واستتباب الأمن

إن هذا الحال المؤلم قد ترك أثرا مفزعا في نفوس المواطنين التركمان إلى درجة أدى بهم بأفكار شتى منها الهجرة ومغادرة المدينة وقد بلغ بهم القلق إلى درجة كبيرة بحيث يتعذر معها إحلال الطمأنينة والسكينة إلى القلوب إلا إذا اتبعت الوسائل التالية التي هي كفيلة بمعالجة الموقف الشاذ الذي نجم عن الحوادث الأخيرة وهي مطاليب ملحة لإعادة حقوق التركمان المنكوبين والمفزوعين والمفجوعين المهضومة:

1- تعيين احد ضباط الجيش المخلصين قائدا للفرقة الثانية وتعيين متصرف إداري حازم.

2- تكوين لجنة تحقيقية خاصة من رجال مخلصين ومحايدين على أن تضم اللجنة واحدا من التركمان يرشحونه.

3- الحكم بأقصى العقوبات على القائمين والمسببين لهذه المجزرة البشرية ليكون درسا قاسيا لكل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم.

4- تطوير جهاز الإدارة والجيش والشرطة في كركوك من العناصر المناوئة لسياسة الحكم إذ أن هذه العناصر الحالية قد سيطرت عليها الخلايا الفوضوية والمسيرة وفقا لمشيئتها.

5- إعادة جميع المواطنين والمستخدمين ورجال التعليم الذين أبعدهم داود الجنابي.

6- حل المقاومة الشعبية والمنظمات الأخرى في كركوك.

7- التعويض عن الأضرار.

8- إعادة الهواتف التي رفعتها قيادة الفرقة الثانية في زمن داود الجنابي إلى أصحابها الأولين.

9- عدم إخضاع لواء كركوك إلى مديرية معارف كردستان لان هذا اللواء لا يعد جزءا من كردستان مطلقا.

10- لقد استغلت بعض الفئات والعناصر المفرقة من الأكراد وجود نص في الدستور المؤقت بزعم العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن فأخذت هذه الفئة تفسر هذه المادة بتفسيرات خاصة بزعم أنها لم تقرر حقوقا للمواطنين التركمان والواقع أن النتائج العملية التي تمخضت عن تطبيقات هذا الدستور جاءت منسجمة مع رغبات المواطنين التركمان إلا انه تطمينا للقلوب نتمنى أن يحل محل هذا النص الخاص نص عام شامل للعراقيين اجمع دون ذكر أو تحديد.

هذا ولنا وطيد الأمل أن تنال هذه المذكرة عناية سيادتكم الكريمة في وقت قريب وتقبلوا جزيل الشكر والاحترام والإخلاص.
"

المواطنون التركمــــان

كما رفع المواطنون التركمان مذكرة إلى الحاكم العسكري العام فيما يلي نصها::

"سيادة الحاكم العسكري العام المحترم

لا يخفى على سعادتكم انه لا فرق بين من شهر السلاح أو من شجع وحرض على حمله ضد المواطنين ولاسيما إذا كان القصد من حمل السلاح إحداث مجزرة ذهب ضحيتها عدد كبير من المواطنين المخلصين لجمهوريتهم وزعيمهم كما ثبت ذلك بصورة قطعية من تأكيدات الزعيم في خطبه وتصريحاته الصحفية.

ولما كانت السلطات المسؤولة وعلى رأسها زعيم البلاد وسيادتكم وأعضاء اللجنة التحقيقية المؤلفة لغرض التحقيق في مجزرة كركوك قد قامت بإجراء ما يلزم ضد الذين أسهموا في مجزرة كركوك الرهيبة إلا أن قسما من الذين أسهموا عن طريق التحريض والتشجيع ورسم خطة المجزرة وإبداء التوجيهات للقائمين فيها من المدنيين والعسكريين قد تمكنوا من الإفلات من العدالة حيث لم تشملهم حتى الآن الإجراءات القانونية المقرر إجراؤها ضد دعاة الفوضى والتخريب...

فأننا إسهاما منا للعدالة وتيسيرا لأعمال اللجنة التحقيقية نقدم هذه العريضة نبين فيها أسماء الرؤوس الكبيرة التي دبرت المجزرة مؤيدة بالمستمسكات المرفقة طيا بهذه العريضة:

1- بيان جبهة الاتحاد الوطني المؤرخ في 16 تموز 1959 أي في اليوم الثاني من المجزرة والمربوطة صورته طيا لدليل قاطع على أن جميع المنظمات والهيئات والأحزاب التي تكونت منها الجبهة مسؤولة مباشرة وبالاحرى قد قامت بقسط وافر من المجزرة كما وان البيانات المرفقة ليست إلا تهيئة الجبهة الجو لهذا اليوم.

2- إن بيان الجبهة الذي وجهته إلى جماهير كركوك قبل المجزرة بأيام قلائل وبتواقيع صريحة دليل على نيات هذه الفئة المبيتة كما وأن قد وقع ما وقع وما توخوه وطيا صورة البيان.

3- كما أن أعضاء اللجنة الوطنية لأنصار السلام في كركوك المعروفين لدى السلطات المسؤولة قد وجهوا نداءا يتضمن تحريض الناس على من أسموهم بالرجعيين والأذناب الذين كانوا مبعدين أو معتقلين وحسب ما يريدون ويرغبون وان هذا النداء قد نشر ووزع في يوم 14 تموز 1959 صباحا وبطيه صورة من النداء المذكور.

4- سبق لجريدة اتحاد الشعب بعددها الصادر بتاريخ 18 تموز 1959 عدد 147 أن نشرت برقية باسم ممثلي المنظمات الديمقراطية في كركوك والذين رفض مقابلتهم سيادة رئيس الوزراء عندما أرادوا مقابلته بعد المجزرة حيث يتهمون المواطنين التركمان بالتآمر الموهوم تبريرا لمجزرتهم البشرية التي يترفع عنها المجرمون لا بل الصهاينة كما وصفهم الزعيم الأمين وطيا صورة البرقية.

5- لا يخفى عليكم نزول الجيش إلى البلدة وقيام قسم من الضباط والأفراد منفردا أو مجتمعا قيادة بالاشتراك في المجزرة فعليا ونهب الأموال وان قسما من هؤلاء الضباط لم تصل إليهم يد العدالة.

6- إن أسماء الذين ذكروا في هذه البيانات ووقعوها قد وجه لبعض منهم المسؤولية وبقي غيرهم من دون توجيه المسؤولية إليهم أو المؤاخذة التي تستوجب المساءلة.

فعليه نحن إذ نقدم هذه العريضة نأمل أن تكون موضع اهتمام سيادتكم لأنها لم تقدم إلا خدمة للعدالة التي تحرصون على تحقيقها، ودمتم.
"

وقد وقعت العريضة من قبل اثنين من المحامين وعسكري متقاعد.

وللأسف فقد رجع عبد الكريم قاسم وحاول تبرئة الشيوعيين والبارتيين بعد تعرضه لمحاولة اغتـيال بتاريخ السابع من شهر تشرين الأول(أكتوبر)1959حيث عقد مؤتمرا صحفيا في مستشفى السلام بتاريخ الثاني من كانون الثاني(يناير) 1960 حاول فيه رد الاعتبار للشيوعيين والبارتـيين والذين سبق وأن أدانهم فألقى باللائمة على الجمهورية العربية المتحدة والبعثيين.!

وقد قدم الكثيرون من المتسببين في هذه الجرائم إلى المحاكم العسكرية التي وفرت محاكمات مطولة لهم وقد ثبتت الجرائم بالأدلة الدامغة على كثيرين منهم فحكم على 28 شخصا منهم بالإعدام وعلى العديد من المتواطئين معهم والمتسترين عليهم بأحكام مختلفة بالسجن لعدة أعوام، إلا أن الأحكام التي صدرت بالإعدام لم تـنفذ إلا في 23 حزيران(يونيو) 1963 في فترة حكم التيار القومي الذي قام بإعدام كل من صدر بحقه حكم الإعدام من الشيوعيين وبعد أن تم إعدام الزعيم داود الجنابي نفسه في 11 شباط(فبراير)1963.


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.64 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 40  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 09:04 AM


الحلقة التاسعة والعشرون
(مجزرة كركوك 1959: الحقيقة والحدث)
الجزء الثالث

بقلم المؤرخ والكاتب: أرشد الهرمزي

واقع المجزرة من الوثائق البريطانية

تابعت الحكومة البريطانية تطورات أحداث المجزرة التي نفذت في كركوك شأنها في ذلك شأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لم يخف البريطانيون أنهم يختلفون معها في التقدير في إحدى تقاريرهم. كما استقطب الأمر اهتمام الدول المجاورة التي طلبت استيضاحا من الحكومة العراقية حول ملابسات الأحداث.

وفي الثامن عشر من شهر تموز(يوليو)1959 أرسلت السفارة البريطانية تقريرا إلى وزارة الخارجية البريطانية جاء فيه:

"1- إن من الصعب جدا الحصول على معلومات دقيقة حول كنه الاضطرابات التي جرت في كركوك. إن منتسبي شركة نفط العراق بحالة جيدة ولم يتأثروا من الأحداث، إلا أن المدينة مقفلة تماما، وهناك أنباء عن استخدام صواريخ مضادة للطائرات استهدفت بعض أجزاء المدينة وقد تكون قذائف هاون.

لقد توقفت حركة القطارات من والى كركوك، ويظهر أن الاضطرابات مستمرة. لقد تم إغلاق أبواب البنك الشرقي(إيسترن بنك) هذا اليوم وجميع منتسبيه يتمتعون بصحة جيدة.

2- لقد بدأت الاضطرابات يوم الثالث عشر من الشهر عندما هوجم مقهى للتركمان وأضرمت فيه النار من قبل جمع من الأكراد، وقد قتل في الحادث بعض التركمان. وقد حدد عدد القتلى بخمسة وعشرين في معلومات سلمت إلى الملحق العسكري التركي من قبل وكيل وزارة الداخلية، ولكن هناك احتمال بأن العدد أكبر من ذلك. وهناك معلومات غير موثقة بأن جمهرة كبيرة من قوات الفرقة الثانية والذين أغلبهم أكراد هم متعاطفون مع مثيري الفتن.

3- هناك حوادث متفرقة وقعت في بغداد صاحبتها حالات قتل. وقد تناقلت الأنباء اضطرار العميد شمس الدين، رئيس المحكمة العسكرية الخاصة الأولى إلى إطلاق النار على الشيوعيين في حالة دفاع عن النفس بعد أن قام بإيواء أحد القوميين. وقد حطم البعض مكاتب جريدة"بغداد" المناوئة للشيوعيين، ولكن محررو الصحيفة نجو من التنكيل بهم.

4- حدثت وقائع مختلفة في المناطق الريفية وقد تم الإبلاغ عنها في خطاب مقر السفارة. ولم تصلنا معلومات إضافية عما إذا كانت مستمرة خلال فترة الاحتفالات. أما في كربلاء فإن الشيعة قد اهتموا بشهر الحداد أكثر من احتفالات 14 تموز(يوليو).

5- أن من ضمن الوزراء الأربعة الجدد في الحكومة فإن السيدة هي على أغلب الاحتمال هي العضوة الحقيقية الوحيدة للحزب الشيوعي. وقد أبلغ عبد القادر إسماعيل زميلي (السفير) الباكستاني أنه وبالرغم من وعد رئيس الوزراء للترخيص للأحزاب السياسية للعمل السياسي خلال ست’ أشهر فإن الشيوعيين لا يعتزمون تعليق نشاطات الحزب.
"

وفي برقية لاحقة أرسلتها السفارة البريطانية إلى مقر وزارة الخارجية البريطانية في 19 تموز (يوليو) 1959 جاء ما يلي:

"1- بشأن كركوك، لقد علمنا أن معلومات وصلت إلى السفارة التركية في بغداد من بعض من وصلوا حديثا إليها أن الاضطرابات قد بدأت مساء يوم 14 تموز(يوليو) رغم احتمال تهيئة الأكراد لهذه الأحداث في وقت أبكر. وبعد إضرام النار في المقهى التركي فقد قام حشد من الأكراد معززين بجمهرة من أفراد المقاومة الشعبية بمهاجمة منازل الزعماء التركمان والذين لقي بعضهم مصرعهم في خضم هذه الأحداث.

وقد شارك أفراد الفرقة الثانية للجيش العراقي من الأكراد في الهجوم و فقدت السيطرة على مجريات الأمور طيلة يوم الخامس عشر من تموز(يوليو). وقد التجأ بعض التركمان إلى القلعة حيث استمات مثيرو الاضطراب الأكراد إلى إجلائهم منها بقذائف الهاون المتطايرة عليهم.

2- تمت السيطرة على الوضع يوم 16 تموز(يوليو) من قبل القوات المدرعة وقوات المشاة التي وصلت من فرق الجيش أخرى. وقد علم أن الوضع هاديء ومستقر حاليا حيث انسحبت قوات المقاومة الشعبية من شوارع المدينة. وهناك إشاعات بأن عدد المصابين قد تجاوز الخمسين وأن الطائرات لا تستخدم إلا لإلقاء المناشير.
"

وفي برقية بعنوان (اضطرابات كركوك) بتاريخ 20 تموز(يوليو)1959 جاء ما يلي:

"أبلغني رئيس أركان الجيش أن عدد القتلى 31 وأن المصابين 130 شخصا. وقد أكد لي أن إجراءات مشددة ستتخذ بحق مسببي المجزرة وأن لجنة تحقيق قد توجهت إلى كركوك.

كما أبلغني وزير الخارجية أن الأحداث قد بدأت بتحريض شيوعي متعمد. وقد أخفقت بعض الفصائل العسكرية من اتخاذ موقف سريع مما استدعى تغييرها بفصائل من خارج كركوك.لقد تم استتباب السكينة في اليومين الأخيرين.وجميع الأجانب هم بخير.
"

كما أبلغت السفارة البريطانية في بغداد وزارة الخارجية البريطانية بتاريخ 20 تموز(يوليو) أيضا وردا على استفسار من الوزارة ما يلي:


"صرح رئيس الوزراء في تجمع لافتتاح كنيسة كاثوليكية بتاريخ 19 تموز(يوليو) ركزت على النقاط التالية:

أ‌- شجب الأحداث التي وقعت مؤخرا في قسم من المدن والقرى وخاصة في كركوك. وأن مسببي الحادث ستتم معاقبتهم بشدة.

ب‌- إن الحكومة تمتلك من القوات التي تحت سيطرتها والتي يمكن لها أن تسحق أية حركة فوضوية.

ت‌- حث الجماهير على التوقف من استفزاز واستعداء الآخرين.

ث‌- شجب كل حالات التفرقة الناتجة عن تعصب طائفي أو مذهبي أو عقائدي أو فكري.

ج‌- إن من أولويات الحكومة أن ترى الشعب العراقي يعيش آمنا مطمئنا.

ح‌- إن على الجماهير عدم الالتفات إلى المكائد المغرضة من قبل أعداء الجمهورية.

خ‌- وجوابا على من يقولون" لا حرية لأعداء الشعب" فإنه قد أوضح بأن أعداء الشعب يتم تحديدهم من قبل السلطات المختصة والقانون وليس من قبل أفراد أو زمر تزرع الخوف بين صفوف الجماهير.

د‌- إن الجيش والشرطة والحراس المحليون كانوا هناك لحماية الجماهير.
"


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:50 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية