15
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتمة الموضوع السابق
رجعنا إلى رواية المحتضر
(ثم قام ع وقمنا، فإذا بشاب في الجبل يصلي بين قبرين، قلنا: يا أمير المؤمنين من هذا الشاب؟ فقال: صالح النبي وهذان القبران لأمه وأبيه وإنه يعبد الله تعالى بينهما، فلما نظر إليه الشاب لم يملك نفسه حتى بكى، وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين ع وأعادها إلى صدره وهو يبكي، فوقف أمير المؤمنين (عليه السلام) عنده حتى فرغ من صلاته، فقلنا له: ما بكاؤك؟ فقال: إن أمير المؤمنين كان يمر بي عند كل غداة فيجلس فتزداد عبادتي بنظري إليه فانقطع عني مدة عشرة أيام فأقلقني ذلك فعجبنا، فقال (عليه السلام) :أتريدون أن أريكم سليمان بن داود؟ قلنا: نعم ،فقام ونحن معه حتى دخل بستانا ما رأينا أحسن منه، وفيه من جميع الفواكه والأعناب تجري فيه الأنهار وتتجاوب الأطيار على الأشجار، فلما رأته الأطيار أتت ترفرف حوله حتى توسطنا البستان، وإذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره واضع يده على صدره، فأخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) الخاتم من جيبه وجعله في إصبع سليمان فنهض قائما، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ووصى رسول رب العالمين أنت والله الصديق الأكبر والفاروق الأعظم قد أفلح من تمسك بك وقد خاب وخسر من تخلف عنك، وأني سألت الله بكم أهل البيت، فأعطيت ذلك الملك، قال سلمان: فلما سمعت كلام سليمان بن داود لم أملك نفسي أن وقعت على أقدام أمير المؤمنين أقبلها، وحمدت الله على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ففعل أصحابي كما فعلت، ثم سألنا أمير المؤمنين (عليه السلام) ما وراء قاف، فقال (عليه السلام): وراءه ما لا يصل إليكم علمه، فقلنا: أتعلم ذلك؟ فقال (عليه السلام): علمي بما ورائه كعلمي بحال هذه الدنيا وما فيها، وأني الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله ص، وكذلك الأوصياء من ولدي بعدي، ثم قال (عليه السلام): إني لأعرف بطرق السماوات مني بطرق الأرض، نحن الاسم المخزون المكنون، نحن الأسماء الحسنى التي إذا سأل الله عز وجل بها أجاب، نحن الأسماء المكتوبة على العرش، ولأجلنا خلق الله السماوات والأرض والعرش والكرسي والجنة والنار، ومنا تعلمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد والتهليل والتكبير، ونحن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه.
وفي رواية المجموع الرائق بعد قصة سليمان (عليه السلام) هكذا: ثم نام سليمان، وقمنا ندور في قاف، فسألته عما وراء قاف، فقال (عليه السلام): وراءه أربعون دنيا كل دنيا مثل هذه الدنيا أربعين مرة، فقلنا: كيف علمك بذلك؟ قال: كعلمي بهذه الدنيا ومن فيها، وأنا الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله وكذلك الأوصياء من ولدي بعدي، ثم قال: إني لأعرف بطرق السماوات مني بطرق الأرضين، وفي بعض المواضع: أعلم ذلك بالاسم الأعظم الذي إذا كتب على ورق الزيتون وألقي في النار لم يحترق، يا سلمان أسماؤنا كتبت على الليل فأظلمه، وعلى النهار فأضاء، أنا المحنة الواقعة على الأعداء، وأنا الطامة الكبرى، أسماؤنا كتبت على العرش حتى استندوا على السماوات فقامت، وعلى الأرض فسكنت، وعلى الرياح فذرت، وعلى البرق فلمع، وعلى النور فسطع، وعلى الرعد فخشع، وأسماؤنا مكتوبة على جبهة إسرافيل الذي جناحه في المشرق والآخر في المغرب وهو يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
رجعنا إلى رواية المحتضر
ثم قال (عليه السلام): أتريدون أن أريكم عجبا؟ قلنا: نعم، قال (عليه السلام): غضوا أعينكم، ففعلنا، ثم قال: افتحوها ففتحنا، فإذا نحن في مدينة ما رأينا أكبر منها، فيها أسواق قائمة، وفيها أناس ما رأينا أعظم من خلقهم على طول النخل، فقلنا: يا أمير المؤمنين من هؤلاء؟ قال (عليه السلام): بقية قوم عاد كفار لا يؤمنون بالله عز وجل أحببت أن أريكم إياهم، وهذه المدينة وأهلها أريد أن أهلكهم وهم لا يشعرون.
وفي رواية المجموع الرائق قال: (هؤلاء بقية قوم عاد وهم كفار لا يؤمنون بيوم المعاد وبمحمد ص، فأحببت أن أريكم إياهم في هذا الموضع، ولقد مضيت بقدرة الله تعالى واقتلعت مدينتهم، وهي من مدائن المشرق وأتيتكم بها وأنتم لا تشعرون، وأحببت أن أقاتل بين أيديكم
رجعنا إلى رواية المحتضر
، فقلنا: (يا أمير المؤمنين أتهلكهم بغير حجة! قال (عليه السلام): لا بل بحجة عليهم، ثم دنا منهم وتراءى إليهم فهموا أن يقتلوه ونحن نراهم وهم لا يروننا، ثم تباعد عنهم ودنا منا ومسح بيده على صدورنا وأبداننا وتكلم بكلمات لم نفهمها، وعاد إليهم ثانية حتى صار بإزائهم، وصعق فيهم صعقةقال سلمان: لقد ظننا فكأن الأرض قد انقلبت بنا، والسماء قد سقطت علينا، وظننا أن الصواعق من فيه قد خرجت من فيه فأهلكوا ولم يبق منهم في تلك الساعة أحد، فقلنا: يا أمير المؤمنين ما صنع الله بهم؟ قال: هلكوا وصاروا كلهم إلى النار، فقلنا: هذا معجز ما رأينا ولا سمعنا بمثله، فقال (عليه السلام): أتريدون أن أريكم أعجب من ذلك؟ فقلنا: لا نطيق [بأسرنا على احتمال شيء آخر فعلى من لا يتولاك ويؤمن بفضلك وعظيم قدرك عند الله تعالى لعنة الله ولعنة اللاعنين من الملائكة والخلق أجمعين إلى يوم الدين، ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال (عليه السلام) :أفعل إن شاء الله، ثم أشار إلى السحابتين فدنتا منا، فقال: خذوا مواضعكم فجلسنا على السحابة وجلس (عليه السلام) على الأخرى، وأمر الريح فحملتنا حتى صرنا في الجو، ورأينا الأرض كالدرهم، ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين (عليه السلام) في أقل من طرفة عين، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذن يؤذن، وكان خروجنا منه وقت ارتفاع الشمس فقلنا: يا لله العجب كنا في جبل قاف مسيرة خمس سنين وعدنا في خمس ساعات، فقال (عليه السلام): لو أنى أردت أن أخرق الدنيا بأسرها والسماوات السبع وأرجع في أقل من طرفة عين لفعلت لما عندي من اسم الله الأعظم، قلنا: يا أمير المؤمنين أنت والله الآية العظمى والمعجز الباهر بعد أخيك وابن عمك رسول الله ص .
مناقب ابن شهر آشوب، عن سهل بن حنيف في حديثه أنه: (لما أخذ معاوية مورد الفرات أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الأشتر أن يقول لمن على جانب الفرات: يقول لكم علي اعدلوا عن الماء، فلما قال ذلك عدلوا عنه، فورد قوم أمير المؤمنين الماء وأخذوا منه، فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم وقال لهم في ذلك، فقالوا : إن عمرو بن العاص جاء وقال إن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء، فقال معاوية لعمرو: إنك لتأتي أمرا ثم تقول ما فعلته، فلما كان من غد وكّل معاوية حجل ابن عتاب النخعي في خمسة آلاف، فأنفذ أمير المؤمنين (عليه السلام) مالكا فنادى مثل الأول، فمال حجل عن الشريعة فأورد أصحاب علي وأخذوا منه، فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجلا وقال له في ذلك فقال له : إن ابنك يزيد أتاني، فقال : إنك أمرت بالتنحي عنه فقال ليزيد في ذلك فأنكر، فقال معاوية: فإذا كان غدا فلا تقبل من أحد ولو أتيتك حتى تأخذ خاتمي، فلما كان يوم الثالث أمر أمير المؤمنين لمالك مثل ذلك فرأى حجل معاوية، وأخذ منه خاتمه وانصرف عن الماء وبلغ معاوية فدعاه، وقال له في ذلك فأراه خاتمه، فضرب معاوية يده على يده فقال : نعم وإن هذا من دواهي علي
أمير المؤمنين (عليه السلام) يذهب بأبي هريرة إلى أهله في طرفة عين
===============================
(شكا أبو هريرة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) شوق أولاده، فأمره (عليه السلام) بغض الطرف فلما فتحها كان في المدينة في داره فجلس فيها هنيئة، فنظر إلى علي (عليه السلام) في سطحه وهو يقول: هلم ننصرف وغض طرفه، فوجد نفسه في الكوفة فاستعجب أبو هريرة، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن آصف أورد تختا من مسافة شهرين بمقدار طرفة عين إلى سليمان، وأنا وصي رسول الله ص
في كتاب راحة الأرواح ومؤنس الأشباح للشيخ المحدث الحسن السبزواري، وفي بعض مناقب العامة عن كتاب مصابيح القلوب أن ذلك الرجل هبيرة بن عبد الرحمن، ولعله الأصح فإن هبيرة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخواصه قتل بصفين، فهو الذي يليق بحاله مثل هذه الرأفة والكرامة من أمير المؤمنين (عليه السلام) لا أبو هريرة، والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين (عليه السلام) أحق بأن يرد عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
===============================
عن ثاقب المناقب قال: حدثني شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني في داره بمشهد الرضا (عليه السلام)، بإسناده يرفعه إلى عطاء، عن ابن عباس قال قدم أبو الصمصام العبسي على رسول الله ص وأناخ ناقته على باب المسجد ودخل وسلم وأحسن التسليم، ثم قال: أيكم الفتى الغوي الذي يزعم أنه نبي؟ فوثب إليه سلمان الفارسي ، فقال: يا أخا العرب، أما ترى صاحب الوجه الأقمر، والجبين الأزهر، والحوض والشفاعة والقرآن والقبلة، والتاج واللواء، والجمعة والجماعة والتواضع والسكينة، والمسكنة والإجابة، والسيف والقضيب، والتكبير والتهليل، والأقسام والقضية، والأحكام الحنيفة، والنور والشرف، والعلو والرفعة، والسخاء، والشجاعة، والنجدة، والصلاة المفروضة، والزكاة المكتوبة، والحج، والإحرام، وزمزم، والمقام، والمشعر الحرام، واليوم المشهود، والمقام المحمود، والحوض المورود، والشفاعة الكبرى، ذلك سيدنا] ومولانا محمد رسول الله ص، فقال الأعرابي : إن كنت نبيا فقللي] متى تقوم الساعة ؟ ومتى يجيء المطر؟ وأي شئ في بطن ناقتي هذه؟ وأي شئ أكتسب غدا؟ ومتى أموت؟ فبقي النبي ص ساكتا لا ينطق بشيء، فهبط الأمين جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد، اقرأ هذه الآية ﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ قال الأعرابي: مد يدك فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأقر أنك محمد رسول الله، فأي شيء لي عندك إن أتيتك بأهلي وبني عمي مسلمين؟ فقال له النبي ص: «لك عندي ثمانون ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز» ، ثم التفت النبي ص إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: اكتب يا أبا الحسن« بسم الله الرحمن الرحيم، أقر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف، وأشهد على نفسه في صحة عقله وبدنه، وجواز أمره، [أن]لأبي الصمصام العبسي عليه، وعنده وفي ذمته ثمانين ناقة، حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز» وأشهد عليه جميع أصحابه، وخرج أبو الصمصام إلى أهله، فقبض النبي ص، فقدم أبو الصمصام وقد أسلم بنو العبس كلهم، فقال أبو الصمصام: يا قوم، ما فعل رسول الله ص؟ قالوا: قبض، قال: فمن الوصي بعده؟ قالوا : ما خلف فينا أحدا، قال : فمن الخليفة من بعده؟ قالوا: أبو بكر، فدخل أبو الصمصام المسجد فقال: يا خليفة رسول الله، إن لي على رسول الله ص دينا ثمانين ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز، فقال أبو بكر: يا أخا العرب، سألت ما فوق العقل، والله ما خلف فينا رسول الله ص لا صفراء ولا بيضاء، وخلف فينا] بغلته الدلدل، ودرعه الفاضلة، فأخذها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وخلف فينا فدكا فأخذناها نحن، ونبينا محمد لا يورث، فصاح سلمان الفارسي : كردى ونكردى وحق أمير ببردى يا أبا بكر باز كذار إين كار بكسى كه حق أوست، فقال : رد العمل إلى أهله، ثم ضرب يده على يدي أبي الصمصام، فأقامه إلى منزل علي (عليه السلام) - وهو يتوضأ وضوء الصلاة - فقرع سلمان الباب، فنادى علي (عليه السلام): ادخل أنت وأبو الصمصام العبسي، فقال أبو الصمصام : أعجوبة ورب الكعبة، من هذا الذي سماني باسمي ولم يعرفني! فقال سلمان : هذا وصي رسول الله ص، هذا الذي قال له رسول الله ص: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب» . هذا الذي قال رسول الله ص: (علي خير البشر فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر) . هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿وجعلنا لهم لسان صدق عليا﴾ هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿ أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون عند الله﴾ هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله﴾ هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك﴾ الآية، هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ﴾ هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون﴾ هذا الذي قال الله فيه﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ﴾ هذا الذي قال الله تعالى فيه﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون﴾ ادخل يا أبا الصمصام وسلم عليه، فدخل وسلم عليه ثم قال: إن لي على رسول الله ص ثمانين ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز، فقال علي (عليه السلام): أمعك حجة؟ قال: نعم، ودفع الوثيقة إليه، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أخرج يا سلمان ناد في الناس، ألا من أراد أن ينظر إلى قضاء دين رسول الله ص فليخرج غدا إلى خارج المدينة، فلما كان بالغداة خرج الناس، وقال المنافقون: كيف يقضي الدين وليس معه شيء! غدا يفتضح، ومن أين له ثمانون ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليهامن] طرائف اليمن ونقط الحجاز، فلما كان الغد اجتمع الناس، وخرج علي (عليه السلام) في أهله ومحبيه وجماعة من أصحاب رسول الله ص، وأسر إلى ابنه الحسن سرا لم يدر أحد ما هو، ثم قال: يا أبا الصمصام امض مع ابني الحسن إلى كثيب الرمل، فخرج الحسن] (عليه السلام) ومضى معه أبو الصمصام، وصلى ركعتين على الكثيب، فكلم الأرض بكلمات لا يدرى ما هي، وضرب الأرض - أي ضرب الكثيب - بقضيب رسول الله ص فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة مكتوب عليها سطران [من نور السطر الأول بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلى الآخر: لا إله إلا الله علي ولي الله، وضرب الحسن تلك الصخرة بالقضيب، فانفجرت عن خطام ناقة، قال الحسن (عليه السلام): قد يا أبا الصمصام، فقاد فخرج منها ثمانون ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز، ورجع إلى علي (عليه السلام) فقال له: استوفيت حقك يا أبا الصمصام، فقال: نعم، قال: سلم الوثيقة فسلمها إليه، فخرقها ثم قال: هكذا أخبرني أخي وابن عمي ص، إن الله عز وجل خلق هذه النوق في هذه الصخرة قبل أن يخلق الله ناقة صالح بألفي عام، ثم قال المنافقون : هذا من سحر علي قليل
سلمان يرى مع الأمير (عليه السلام) حال شيعته وحال منكريه بعد موتهم
================================
كتاب الأنوار للسيد المحدث الجزائري عن البحار بسنده عن سلمان أنه قال يوما لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد موت عمر ابن الخطاب: (يا أمير المؤمنين إني حزين من فوت رسول الله ص إلى هذا اليوم وأريد أن تروحني هذا اليوم، وتريني من كراماتك علي ما يزيل عني هذا الغم، فقال (عليه السلام): علي بالبغلتين المتين من رسول الله ص، فلما أتي بهما ركب هو واحدة وركب سلمان الأخرى، قال سلمان: فلما خرجنا من المدينة فإذا لكل بغلة جناحان فطارتا في الهواء وارتفعتا، فتعجبت غاية التعجب، فقال: يا سلمان هل ترى المدينة؟ فقلت: أما المدينة فلا ولكن أرى آثار الأرض، فأشار إلى البغلتين فارتفعتا في الجو لحظة، فنظرت ولم أر شيئا في الأرض، وإذا أنا أسمع أصوات التسبيح والتهليل، فقلت: يا أمير المؤمنين الله أكبر إن ههنا بلد راقد وصلنا إليها، فقال: يا سلمان هذه أصوات الملائكة بالتسبيح والتهليل وهذه هي السماء الدنيا، فقد وصلنا إليها، فأشار إلى البغلتين، وحرك شفتيه فانحطتا طائرتين نحو الأرض، وكان وقوعهما على بحر عريض كثير الأمواج كأن أمواجه الجبال، فنظر إلى ذلك البحر مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) فسكنت أمواجه، فنزل (عليه السلام) ومشى على وجه الماء، ونزلت أنا والبغلتان تمشيان خلفنا، فلما خرجنا من ذلك البحر فإذا هو تتلاطم أمواجه كهيئته الأولى، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا البحر؟ فقال (عليه السلام): هذا البحر الذي أغرق الله فيه فرعون وقومه فهو يضطرب خوفا من الله تعالى من ذلك اليوم إلى يوم القيامة، فلما نظرت إليه خاف مني فسكن، وهاهو راجع إلى حالته الأولى، قال سلمان: فلما خرجنا من ذلك البحر ومشينا رأيت جدارا أبيضا مرتفعا في الهواء ليس يدرك أوله ولا آخره، فلما قربنا منه فإذا هو جدار من ياقوت أو نحوه، وإذا بباب عظيم، فلما دنى منه أمير المؤمنين (عليه السلام) انفتح فدخلنا، فرأيت أشجارا وأنهارا وبيوتا ومنازل عالية فوقها غرف، وإذا في تلك البستان أنهار من خمر، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل، وإذا فيها أولاد وبنات، وكل ما وصفه الله تعالى في الجنة على لسان نبيه رأيت فيها، فرأيت أولادا وبناتا أقبلوا إلى أمير المؤمنين يقبلون يديه وأقدامه، فجلس على كرسي ووقف الأولاد والبنات حوله، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما هذا الهجران الذي هجرتنا؟ هذا سبعة أيام ما رأيناك فيها يا أمير المؤمنين! فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذه المنازل في هذا المكان؟ فقال (عليه السلام): يا سلمان هذه منازل شيعتنا بعد الموت، تريد يا سلمان أن تنظر إلى منزلك؟ فقلت: نعم، فأمر واحدا فأخذني إلى منزل عال بني من الياقوت والزبرجد واللؤلؤ وفيه كل ما تشتهيه الأنفس، فأخذت رمانة من ثماره، وأتيت إليه، فقلت: يا أمير المؤمنين هذا منزلي ولا أخرج منه، فقال (عليه السلام): يا سلمان هذا منزلك بعد الموت، وهذه منازل شيعتنا بعد الموت، وهذه جنة الدنيا تأتي إليها شيعتنا بعد الموت، فيتنعمون بها إلى يوم القيامة حتى ينتقلوا منها إلى جنة الآخرة، فقال (عليه السلام): يا سلمان تعال حتى نخرج، فلما خرج ودعه أهل تلك الجنة، فخرجنا فانغلق الباب فمشينا، فقال (عليه السلام) : يا سلمان أتحب أن أريك صاحبك؟ فقلت: نعم، فحرك شفتيه، فرأيت ملائكة غلاظ شداد يأتون برجل قد جعلوا في عنقه سلاسل الحديد والنار تخرج من منخريه، وحلقه إلى عنان السماء، والدخان قد أحاط بتلك البرية وملائكة خلفه تضربه حتى يمشي، ولسانه خارج من حلقه من شدة العطش، فلما قرب إلينا قال لي: تعرفه؟ فنظرته فإذا زفر، فقال: يا أمير المؤمنين أغثني فأنا عطشان معذب، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ضاعفوا عليه العذاب، فرأيت السلاسل تضاعفت والملائكة والنيران تضاعفت، فأخذوه ذليلا صاغرا، فقال (عليه السلام): يا سلمان هذا زفر وهذا حاله، وما من يوم يمضي من يوم موته إلى هذا اليوم إلا وتأتي الملائكة به وتعرضه علي، فأقول لهم: ضاعفوا عذابه فيضاعف عليه العذاب إلى يوم القيامة، قال سلمان: فركبنا، فقال لي: يا سلمان غض عينيك فغمضت عيني، فقال لي: افتحها، وإذا أنا بباب المدينة، فقال لي: يا سلمان مضى من النهار سبع ساعات وطفنا في هذا اليوم البراري والقفار والبحار وكل الدنيا وما فيها
أمير المؤمنين (عليه السلام) سار مع شيخ الجن ليدعوهم إلى الإسلام
=================================
مناقب ابن شهر آشوب، عن كتاب هواتف الجان لمحمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه قال: حدثني سلمان الفارسي في خبر: (كنا مع رسول الله ص في يوم مطير، ونحن ملتفتون نحوه، فهتف هاتف: السلام عليك يا رسول الله، فرد عليه السلام وقال: من أنت؟ قال: عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح، قال: اظهر لنا -رحمك الله- في صورتك، قال سلمان: فظهر لنا شيخ أزب أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه، وعيناه مشقوقتان طولا، وفمه في صدره فيه أنياب بادية طوال، وأظفاره كمخالب السباع، فقال الشيخ: يا نبي الله ابعث معي من يدعو قومي إلى الإسلام، أنا أرده إليك سالما، فقال النبي ص : أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني، وله علي الجنة فلم يقم أحد، فقال ثانية وثالثة، فقال علي (عليه السلام) : أنا يا رسول الله، فالتفت النبي ص إلى الشيخ، فقال: وافني إلى الحرة في هذه الليلة؛ أبعث معك رجلا يفصل حكمي، وينطق بلساني، ويبلغ الجن عني، قال: فغاب الشيخ ثم أتى في الليل وهو على بعير كالشاة، ومعه بعير آخر كارتفاع الفرس، فحمل النبي ص عليا عليه، وحملني خلفه وعصب عيني وقال: لا تفتح عينيك حتى تسمع عليا يؤذن، ولا يروعك ما ترى فإنك آمن، فسار البعير فدفع سائرا يدف كدفيف النعام، وعلي يتلو القرآن فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر، أذن علي (عليه السلام)وأناخ البعير، وقال: انزل يا سلمان، فحللت عيني، ونزلت فإذا أرض قوراء، فأقام الصلاة وصلى بنا، ولم أزل أسمع الحس حتى إذا سلم علي(عليه السلام) التفت، فإذا خلق عظيم، وأقام علي(عليه السلام) يسبح ربه حتى طلعت الشمس، ثم قام خطيبا فخطبهم، فاعترضته مردة منهم، فأقبل علي (عليه السلام) فقال: أبالحق تكذبون، وعن القرآن تصدفون، وبآيات الله تجحدون، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: اللهم بالكلمة العظمى، والأسماء الحسنى، والعزائم الكبرى، والحي القيوم، ومحيي الموتى، ومميت الأحياء، ورب الأرض والسماء، يا حرسة الجن، ورصدة الشياطين، وخدام الله الشرهاليين، وذوي الأرحام الطاهرة، اهبطوا بالجمرة التي لا تطفأ، والشهاب الثاقب، والشواظ المحرق، والنحاس القاتل بكهيعص، والطواسين، والحواميم، ويس، ون والقلم وما يسطرون، والذاريات، والنجم إذا هوى، والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور، والأقسام العظام، ومواقع النجوم لما أسرعتم إلانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين آثار رب العالمين، قال سلمان: فأحسست بالأرض من تحتي ترتعد وسمعت في الهواء دويا شديدا، ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن، وخرت على وجوهها مغشيا عليها، وسقطت أنا على وجهي، فلما أفقت إذا دخان يفور من الأرض، فصاح بهم علي(عليه السلام): ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين، ثم عاد إلى خطبته، فقال: يا معشر الجن والشياطين والقيلان وبني شمراخ وآل نجاح وسكان الآجام والرمال والقفار وجميع شياطين البلدان، اعلموا أن الأرض قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة جورا، هذا هو الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون، فقالوا: آمنا بالله ورسوله وبرسول رسوله، فلما دخلنا المدينة قال النبي ص لعلي (عليه السلام):ماذا صنعت؟ قال: أجابوا وأذعنوا، وقص عليه خبرهم، فقال [النبي ص : لا يزالون كذلك هائبين إلى يوم القيامة
أمير المؤمنين عليه السلام يخاطب أهل الكهف ويخاطبونه
===============================
عن عيون المعجزات، عن أبي علي بن همام يرفعه إلى الصادق، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: (جرى بحضرة السيد محمد ص ذكر سليمان بن داود (عليه السلام) والبساط وحديث أصحاب الكهف، وأنهم موتى أو غير موتى، فقال ص : من أحب منكم أن ينظر باب الكهف ويسلم عليهم؟ فقال أبو بكر وعمر وعثمان: نحن يا رسول الله، فصاح ص : يا درجان بن مالك، وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة فقال له النبي ص : ائتنا ببساط سليمان (عليه السلام)، فذهب ووافى بعد لحظة ومعه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الأبيض، فألقاه في صحن المسجد وغاب، فقال النبي ص لبلال وثوبان مولييه: أخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه، فعلا ذلك وقام ص وقال لأبي بكر وعمر وعثمان وأمير المؤمنين (عليه السلام) وسلمان : قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط، وليقعد أمير المؤمنين (عليه السلام) في وسطه، ففعلوا ونادى: يا منشية، فإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي بكر: تقدم وسلم عليهم وإنك شيخ قريش، فقال: يا علي ما أقول؟ فقال (عليه السلام) : قل السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم، السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه، فتقدم أبو بكر إلى الكهف وهو مسدود فنادى بما قال له أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاث مرات، فلم يجبه أحد فجاء وجلس، فقال: يا أمير المؤمنين ما أجابوني؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قم يا عمر ثم قل كما قاله صاحبك، فقام وقال مثل قوله ثلاث مرات، فلم يجب أحد مقالته، فجاء وجلس فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لعثمان: قم أنت وقل مثل قولهما، فقام وقال فلم يكلمه أحد فجاء وجلس، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لسلمان: تقدم أنت وسلم عليهم، فقام وتقدم فقال مثل مقالة الثلاثة، وإذا بقائل يقول من داخل الكهف: أنت عبد امتحن الله قلبك بالإيمان، وأنت من خير وإلى خير، ولكنا أمرنا أن لا نرد إلا على الأنبياء والأوصياء، فجاء وجلس فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه الوافين بعهده، نعم الفتية أنتم، وإذا بأصوات جماعة: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فاز والله من والاك وخاب من عاداك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :لم لم تجيبوا أصحابي؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا نحن أحياء محجوبون عن الكلام ولا نجيب إلا الأنبياء أو وصي نبي وعليك السلام وعلى الأوصياء من بعدك حتى يظهر حق الله على أيديهم ثم سكتوا وأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) المنشية فحملت البساط ثم ردته إلى المدينة وهم عليه كما كانوا وأخبروا رسول الله ص بما جرى [عليهم قال الله تعالى إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
أمير المؤمنين يري أحد أصحابه مدينة جابلقا
=========================
كتاب لبعض قدماء أصحابنا وأظنه لأبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي صاحب كتاب المسلسلات كما يلوح من موضع منه قال: (روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه دخل عليه بعض خاصته، فسلم عليه ورد عليه السلام وجلس، ثم قال له (عليه السلام): يا مولاي أشكو إليك كثرة العيال وقلة ذات اليد، فقال: يا فلان ما نقدر لك على صفراء ولا على بيضاء، قال: فسكت ثم طرق الباب، فقال المولى: يا غلام أنظر من بالباب، فرجع الغلام فقال: بالباب شاعر فأمره بالدخول، فلما مثل الشاعر بين يديه قال: قد قلت فيكم أبياتا من الشعر، أفتأذن لي بإنشادها؟ فقال: أنشد يا أيها الشاعر فأنشد أبياتا، فقال: يا غلام ادفع إلى الشاعر عشرة آلاف درهم، قال: فأخرج الغلام بدرة فمثلها بين يديه، قال الشاعر: لم أقل ما قلت طلبا للدنيا، وإنما أردت به أمر الآخرة، فقال: يا غلام رد البدرة، فقال الشاعر: وقلت أيضا أبياتا، فقال: أنشد، فأنشد فقال: يا غلام ادفع إلى الشاعر عشرة آلاف درهم، فأخرج الغلام بدرة فمثلها بين يدي الشاعر، فقال الشاعر مثل القول الأول، ثم قال: وقد قلت أبياتا أيضا، فقال له: أنشد، فأنشده فقال: يا غلام ادفع إلى الشاعر عشرة آلاف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين إنما أردت بذلك عرض الآخرة، فأمر الغلام برد البدرة وانصرف الشاعر، قال: فأخذ بيدي وأدخلني بيتا، ثم قال: غمض عينيك، فغمضت عيني وفتحتها، فإذا أنا على شاطئ بحر تتغطمط أمواجه، فإذا أنا بسفينة وفيها ملاح أسود، فقال لي: اركب يا فلان، فركبت وركب، ثم سرنا مليا فقال لي: انظر ما ترى؟ فقلت: مولاي أرى مدينة عظيمة الارتفاع، فقال: أتدري أين أنت؟ وما اسم هذه المدينة؟ قلت: لا، قال: هذه جابلقا أول الدنيا، ثم قال: اخرج فادعهم إلي، فخرجت فقلت: هذا مولاكم، فلما رأوه خروا له سجدا، فقال: يا فلان هؤلاء أطوع لنا منكم، فقلت لبعضهم: من أين تعرفون هذا؟ فقالوا: هذا مولانا يجيء إلينا في كل أسبوع يعلمنا ويبصرنا، قلت: مولاي وأين إبليس عن هؤلاء؟ فقال: لا يعلمون أن الله خلق إبليس، ثم رجعت إلى السفينة فسرنا ساعة، ثم قال لي: أنظر ماذا ترى؟ قلت: مولاي أرى مدينة مثل تلك المدينة، فقال لي: أخرج إليهم وأعلمهم، فخرجت ودعوتهم إليه، فلما شاهدوه فعلوا مثل ما فعل أولئك، وسألتهم عنه فقالوا مثل قول أولئك، ثم رجعت إلى السفينة، والتقى مولاي راجعا، فلما توسطنا البحر أومأ بيده إلى البحر فاستخرج منه كفا من جواهر البحر ووضعه في حجري من أصناف الجوهر، ثم قبض قبضا آخر وآخر حتى قبض ثلاثا فقال: خذ يا فلان إن أردت الدنيا، أتدري كم فيه من هذه الجواهر؟ قلت: لا حاجة لي فيه يا مولاي ولا في الدنيا، وغمضت عيني وفتحتها فإذا نحن في مكاننا
اخواني الكرام
لقد سبق أن نوهت للأنتباه إلى تقصد المولى المقدس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك المولى المقدس أمير المؤمنين عليه السلام روحي لتراب نعليهما الفدى
أقول تقصدهما تكليف الثلاثة
ابو بكر وعمر وعثمان
وفق هذا التوالي وهو التوالي الزمني الذي أفرزته أحداث مابعد السقيفة نرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام كذلك يستدعونهم في بعض الأحيان
((
وفي حياة رسول الله وقبل مماته ))
صلى الله عليه وآله وسلم
وتكليفهم بمهام محددة من دون سائر جميع المسلمين
فلانجد من سبب حقيقي لهذا التصرف من النبي والمعظم والوصي المكرم
إلا لما سبق ونوهنا عنه وهو
بيان عجزهم التام
والزامهم الحجة التامة
وفضح غدرهم بخليفة الله ووصي رسوله
أمير المؤمنين عليه السلام
فمن كان من المسلمين من له قلب وألقى السمع وهو بصير
فلن تغيب عنه هذه العلامات والاشارات الواضحات من سيد
الكائنات ووصيه عالي المقامات
ولكن ليهلك من هلك عن بينة وليحيى من حي عن بينة
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين يرجع مال اليهودي من الجن
=======================
مناقب ابن شهر آشوب عن المعجزات والروضة ودلائل ابن عقدة، عن أبي إسحق السبيعي والحارث الأعور، قالا: (رأينا شيخا باكيا وهو يقول: أشرفت على المائة وما رأيت العدل إلا ساعة، فسئل عن ذلك فقال: أنا حجر الحميري، وكنت يهوديا أبتاع الطعام، قدمت يوما نحو الكوفة، فلما صرت بالقبة بالمسجد فقدت حميري، فدخلت الكوفة إلى الأشتر، فوجهني إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما رآني قال:
يا أخا اليهود إن عندنا علم البلايا والمنايا، ما كان أو يكون أخبرك أم تخبرني؟ بماذا جئت؟ فقلت: بل تخبرني، فقال: اختلست الجن مالك في القبة، فما تشاء؟ قلت: إن تفضلت علي آمنت بك، فانطلق معي حتى إذا أتى القبة وصلى ركعتين ودعا بدعاء وقرأ﴿ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران﴾ الآية ثم قال: يا عبيد الله ما هذا العبث؟ والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني يا معشر الجن، فرأيت مالي يخرج من القبة فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا ص رسول الله، وأشهد أن عليا ولى الله، ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولا) قال ابن عقدة: إن اليهودي من سورات المدينة
أموي يمسخ كلبا ً لسبه مولانا أمير المؤمنين ع
==========================
عن ثاقب المناقب ،عن محمد بن عمر الواقدي قال: (كان هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة، فقعد ذات يوم وحضره الشافعي، وكان هاشميا يقعد إلى جنبه، وحضر محمد بن الحسن وأبو يوسف، فقعدا بين يديه وغص المجلس بأهله، فيهم سبعون رجلا من أهل العلم كل منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الأصقاع، قال الواقدي : فدخلت في آخر الناس فقال الرشيد : لم تأخرت؟ فقلت : ما كان لإضاعة حق ولكن شغلت بشغل عاقني عما أحببت، قال : فقربني حتى أقعدني بين يديه، وقد خاض الناس في كل فن من العلم، فقال الرشيد للشافعي : يا ابن عم كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب؟ فقال :
أربعمائة حديث وأكثر، فقال له : قل ولا تخف، قال: يبلغ خمسمائة أو يزيد، ثم قال لمحمد بن الحسن : كم تروي يا كوفي من فضائله؟ قال: ألف حديث أو أكثر، فأقبل على أبي يوسف فقال : كم تروي أنت يا كوفي من فضائله؟ أخبرني ولا تخش؟ قال: يا أمير المؤمنين لولا الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصى، قال : ممن تخاف؟ قال: منك ومن عمالك وأصحابك، قال: أنت آمن فتكلم وأخبرني كم فضيلة تروي فيه، قال : خمس عشر ألف خبر مسند، وخمس عشر ألف حديث مرسل، قال الواقدي: فأقبل علي فقال: ما تعرف في ذلك؟ فقلت: مثل مقالة أبي يوسف، قال الرشيد: لكني أعرف له فضيلة رأيتها بعيني وسمعتها بأذني أجل من كل فضيلة تروونها أنتم وإني، لتائب إلى الله تعالى مما كان مني من أمر الطالبية ونسلهم فقلنا بأجمعنا : وفق الله أمير المؤمنين وأصلحه، إن رأيت أن تخبرنا بما عندك، قال: نعم، وليت عاملي يوسف بن الحجاج دمشق وأمرته بالعدل في الرعية والإنصاف في القضية، فاستعمل ما أمرته فرفع إليه أن الخطيب الذي يخطب بدمشق يشتم عليا (عليه السلام) في كل يوم وينقصه، قال: فأحضره وسأله عن ذلك فأقر له بذلك، فقال له: وما حملك على ما أنت عليه؟ قال: لأنه قتل آبائي وسبى الذراري، فلذلك الحقد له في قلبي، ولست أفارق ما أنا عليه فقيّده وغلّه، وحبسه وكتب إلي بخبره، فأمرته أن يحمله إلي على حالته من القيود، فلما مثل بين يدي زبرته وصحت به وقلت: أنت الشاتم لعلي بن أبي طالب؟ فقال: نعم قلت: ويلك قتل من قتل وسبى من سبى بأمر الله تعالى وأمر النبي ص، قال : ما أفارق ما أنا عليه ولا تطيب نفسي إلا به، فدعوت بالسياط والعقابين، فأقمته بحضرتي هاهنا وظهره إلي، فأمرت الجلاد فجلده مائة سوط، فأكثر الصياح والغياث، فبال في مكانه، فأمرت به فنحي عن العقابين، وأدخل ذلك البيت، وأومأ بيده إلى بيت في الإيوان، وأمرت أن يغلق الباب عليه ففعل ذلك، ومضى النهار وأقبل الليل ولم أبرح من موضعي هذا حتى صليت العتمة، ثم بقيت ساهرا أفكر في قتله وفي عذابه وبأي شيء أعذبه مرة أقول: أعذبه على علاوته، ومرة أقول: أقطع أمعاءه، ومرة أفكر في تغريقه أو قتله بالسياط، واستمر الفكر في أمره حتى غلبتني عيني في آخر الليل، فإذا أنا بباب السماء قد انفتح، وإذا بالنبي ص قد هبط وعليه خمس حلل، ثم هبط علي (عليه السلام) وعليه أربعة حلل، ثم هبط الحسن (عليه السلام) وعليه ثلاث حلل، ثم هبط الحسين (عليه السلام) وعليه حلتان، ثم هبط جبرئيل وعليه حلة واحدة، وإذا هو من أحسن الخلق في نهاية الوصف ومعه كأس فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء وأحسنه، فقال النبي ص : اعطني الكأس، فأعطاه فنادى بأعلى صوته: يا شيعة محمد وآله، فأجابوه من حاشيتي وغلماني وأهل الدار أربعون نفسا أعرفهم كلهم، وكان في داري أكثر من خمسة آلاف إنسان، فسقاهم من الماء وصرفهم، ثم قال: أين الدمشقي؟ فكان الباب قد انفتح، فأخرج إليه فلما رآه علي (عليه السلام) أخذه وقال : يا رسول الله هذا يظلمني ويشتمني من غير سبب أوجب ذلك فقال: خله يا أبا الحسن، ثم قبض النبي ص على زنده بيده وقال: أنت الشاتم علي بن أبي طالب؟ فقال: نعم، فقال: اللهم امسخه وامحقه وانتقم منه، قال : فتحول وأنا أراه كلبا ورد إلى البيت كما كان، وصعد النبي ص وجبرئيل وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) ومن كان معهم، فانتبهت فزعا مذعورا، فدعوت الغلام فأمرت بإخراجه إلي، فأخرج وهو كلب فقلت له: كيف رأيت عقوبة ربك؟ فأومأ برأسه كالمعتذر، وأمرت برده وها هو ذا في البيت، وأمر بإخراجه عنا، فأخرج وقد أخذ الغلام بأذنه، فإذا بأذنه كأذن الإنسان وهو في صورة الكلب، فوقف بين أيدينا يلوك بلسانه ويحرك شفتيه، قال الشافعي للرشيد: هذا مسخ ولست آمن من أن يحل العذاب به، فأمر بإخراجه، فأمر به فرد إلى البيت، فما كان بأسرع من أن سمعنا وجبته وصيحته، فإذا صاعقة قد سقطت على سطح البيت فأحرقته وأحرقت البيت فصار رمادا، وعجل الله بروحه إلى نار جهنم قال الواقدي: فقلت للرشيد: يا أمير المؤمنين هذه معجزة وعظة وعظت بها، فاتق الله في ذرية هذا الرجل، قال الرشيد : أنا تائب إلى الله تعالى مما كان مني وأحسنت توبتي
مصير من ادعى على أمير المؤمنين (عليه السلام) كذبا
================================
عن جعفر بن محمد الدوريستي قال: (حضرت ببغداد سنة إحدى وأربعمائة في مجلس المفيد أبي عبد الله ، فجاءه علوي وسأله عن تأويل رؤيا رآها، فأجاب فقال: أطال الله بقاء سيدنا أقرأت علم التأويل؟ قال: إني قد بقيت في هذا العلم مدة ولي فيه كتب جمة، ثم قال: خذ القرطاس واكتب ما أملي عليك، قال: كان ببغداد رجل عالم من أصحاب الشافعي، وكان له كتب كثيرة ولم يكن له ولد، فلما حضرته الوفاة دعا رجلا يقال له جعفر الدقاق، وأوصى إليه وقال: فإذا فرغت من دفني فاذهب بكتبي إلى سوق البيع وبعها واصرف ما حصل من ثمنها في وجوه المصالح التي فصلتها، وسلم إليه التفصيل، ثم نودي في البلد من أراد أن يشتري الكتب فليحضر السوق الفلاني، فإنه يباع فيه من الكتب من تركة فلان، فذهبت إليه لأبتاع كتبا وقد اجتمع هناك خلق كثير، ومن اشترى شيئا من كتبه كتب عليه جعفر الدقاق الوصي ثمنه، وأنا قد اشتريت أربعة كتب في علم التعبير، وكتبت ثمنها على نفسي، وهو يشترط علي وعلى من ابتاع توفية الثمن في الأسبوع، فلما هممت بالقيام قال لي جعفر: مكانك يا شيخ فإنه جرى على يدي أمر لأذكره لك فإنه نصرة لمذهبك، ثم قال لي: إنه كان لي رفيق يتعلم معي، وكان في محلة باب البصرة رجل يروي الأحاديث والناس يسمعون منه يقال له أبو عبد الله المحدث، وكنت ورفيقي نذهب إليه برهة من الزمان ونكتب عنه الأحاديث، وكان كلما أملى حديثا في فضائل أهل البيت طعن فيه وفي روايته حتى كان يوما من الأيام، فأملى في فضائل البتول الزهراء وعلي صلوات الله عليهما ثم قال: وما تنفع [لنا هذه فضائل علي وفاطمة؟ فإن عليا كان يقتل المسلمين وطعن في فاطمة (عليه السلام)، وقال فيها كلمات منكرة، قال جعفر: فقلت لرفيقي: لا ينبغي لنا أن نأخذ من هذا الرجل، فإنه رجل لا دين له ولا ديانة، فإنه لا يزال يطول لسانه في علي وفاطمة وهذا ليس بمذهب المسلمين، فقال رفيقي: إنك لصادق فمن حقنا أن نذهب إلى غيره فلا نعود إليه، فرأيت في تلك الليلة كأني أمشي إلى المسجد الجامع، فالتفت فرأيت أبا عبدالله المحدث، ورأيت أمير المؤمنين راكبا حمارا مصريا يمشي إلى الجامع، فقلت: واويلاه الآن يضرب عنقه بسيفه، فلما قرب ضرب بقضيبه عينه اليمنى، وقال له: يا ملعون لم تسبني وفاطمة، فوضع المحدث يده على عينه اليمنى وقال: أوه أعميتني، قال جعفر: فانتبهت وهممت أن أذهب إلى رفيقي وأحكي له ما رأيت، فإذا هو قد جاءني متغير اللون وقال: تدري ما وقع؟ قلت له: قل، قال: رأيت البارحة رؤيا في أبي عبد الله المحدث، فذكرها فكان كما ذكرت من غير زيادة ولا نقصان، فقلت له: أنا رأيت مثل ذلك وهممت بإتيانك لأذكره لك، فاذهب بنا الآن مع المصحف إليه لنحلف أنا رأينا ذلك، ولم نتواطأ عليه ولننصح له في ذلك ليرجع عن هذا الاعتقاد، فقمنا ومشينا إلى باب داره، فإذا الباب مغلق فقرعناه، فجاءت جارية وقالت: لا يمكن أن يرى الآن، ورجعت ثم قرعنا الباب ثانية، فجاءت وقالت: لا يمكن ذلك، فقلنا: ما وقع له؟ فقالت: إنه وضع يده على عينه ويصيح من نصف الليل ويقول إن علي بن أبي طالب أعماني ويستغيث من وجع العين، فقلنا لها: افتحي الباب فإنا قد جئناه لهذا الأمر ففتحت فدخلنا فرأيناه [على أقبح هيئة يستغيث ويقول: ما لي ولعلي بن أبي طالب ما فعلت به؟ فإنه ضرب القضيب على عيني البارحة وأعماني، قال جعفر: وذكرنا له ما رأينا في المنام، وقلنا له ارجع عن اعتقادك الذي أنت عليه ولا تطول لسانك فيه، فأجاب وقال: لا جزاكم الله خيرا لو كان علي بن أبي طالب أعمى الأخرى لما قدمته على أبي بكر وعمر، فقمنا من عنده وقلنا ليس في هذا الرجل خير، ثم رجعنا إليه بعد ثلاثة أيام لنعلم ما حاله فلما دخلنا عليه وجدناه أعمى بالعين الأخرى، فقلنا له: ما تعتبر؟ فقال: لا والله لا أرجع عن هذا الاعتقاد، فليفعل علي بن أبي طالب ما أراد، فقمنا وخرجنا، ثم رجعنا إليه بعد أسبوع لنعلم ما وصل حاله، فقيل أنه دفن وارتد ابنه ولحق بالروم غضبا على علي بن أبي طالب، فرجعنا وقرأنا﴿فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين﴾
رواية أخرى فيمن تجرأ على أمير المؤمنين (عليه السلام
)
===============================
إرشاد الديلمي قال: (روي أنه كان ببلد الموصل شيخ يقال له حمدان بن حمدون العدري، وكان شديد العناد كثير البغض لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فأراد بعض أعيان الموصل الحج فجاء إليه يودعه، وقال إنيقد عزمت على الخروج إلى الحج فإن كان لك حاجة هناك فعرفني حتى نجيبها لك فقال: إن لي إليك حاجة مهمة وهي عليك سهلة، فقال: قلها حتى أفعلها، قال: إذا وردت المدينة وزرت النبي ص [المكرم] فخاطبه عني وقل له:
يا رسول الله ماذا أعجبك من علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى زوجته ابنتك؟ عظم بطنه أم دقة ساقيه أم صلعة رأسه، [وحلفه] وعزم عليه أن يبلغ هذا الكلام، فلما بلغ الرجل المدينة وقضى أمره نسي تلك الوصية، فرأى أمير المؤمنين (عليه السلام) في منامه وهو يقول: لم لا تبلغ وصية فلان؟ فانتبه ومضى لوقته إلى القبر الشريف، وخاطب رسول الله بما وصاه ذلك الرجل، ثم نام فرأى [في منامه أن أمير المؤمنين قد أخذه ومشى هو وإياه إلى منزل ذلك الرجل، وفتح الباب وأخذ مدية فذبحه أمير المؤمنين(عليه السلام)، ثم مسح المدية بملحفة كانت عليه، ثم جاء إلى سقف باب الدار فرفعه بيده ووضع المدية تحته وخرج، فانتبه الحاج منزعجا من ذلك، وكتب صورة المنام هو وأصحابه، وانتهى الخبر إلى سلطان الموصل في تلك الليلة، فأخذ الجيران والمتشبهين ورماهم في السجن وتعجب أهل الموصل من قتله حيث لم يجدوا نقبا ولا أثر تسلق على حائط ولا بابا مفتوحا، وبقي السلطان متحيرا في أمره ما يدري ماذا يصنع في قضيته ولم يزل الجيران وغيرهم في السجن حتى ورد الحاج من مكة فلقي الجيران في السجن فسأل عن سبب ذلك، فقيل له: إن الليلة الفلانية وجد فلانا في داره فلم يعرف قاتله فكبر هو وأصحابه، وقال لأصحابه] أخرجوا صورة المنام المكتوبة عندكم فأخرجوها فوجدوا ليلة المنام هي ليلة القتل، ثم مضى هو وأصحابه إلى دار المقتول، وأمرهم بإخراج الملحفة وأخبرهم بالدم الذي كان فيها، فوجدوها كما قال، ثم أمر برفع السقف فرفع فوجدوا السكين تحته فعرفوا صدق منامه، فأخرج المحبوسين ورجع أهل المقتول وكثير من أهل البلد إلى الإيمان وكان ذلك من لطف الله تبارك وتعالى في حقهم، وهذه القصة مشهورة وهي من الغرائب فماذا تقول في فضل هذا الرجل وعظم شأنه، وارتفاع علو مكانه .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يسقى من حوضهم (عليهم السلام) إلا من كان محبا لهم لا يرضى بأذيتهم (عليهم السلام )
================================
مناقب ابن شهر آشوب، عن عثمان بن عفان السجستاني: أن محمد بن عباد قال: (كان في جواري رجل صالح فرأى النبي ص في منامه على شفير الحوض، والحسن والحسين (عليهم السلام) يسقيان الأمة، فاستسقيت أنا فأبيا علي، فأتيت النبي ص أسأله فقال: لا تسقوا فلانفي جواره رجل يلعن عليا(عليه السلام) فلم تمنعه، فقلت: يا رسول الله لا أقدرعلى منعه، فدفع إلي سكينا وقال: اذهب فاذبحه، قال: فخرجت وذبحته ثم رجعت ودفعت السكين إليه، فقال: يا حسين اسقه، فسقاني وأخذت الكأس بيدي، ولا أدري أشربت أم لا، فانتبهت وإذا أنا بولولة ويقولون: فلان ذبح على فراشه، وأخذ الشرط الجيران، فقمت إلى الأمير وقلت: أصلح الأمير الله هذا أنا فعلته، والقوم براء وقصصت عليه الرؤيا فقال: اذهب جزاك الله خيرا
رسول الله ص يستجيب لشكاية أمير المؤمنين عليه السلام
===============================
بصائر الدرجات للصفار ،عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لما أخرج بعلي (عليه السلام) ملببا وقف عند قبر النبي ص قال: يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، قال: فخرجت يد من قبر رسول الله ص يعرفون أنها يده وصوت يعرفون
أنه صوته نحو أبي بكر: يا هذا أكفرت بالذي خلقك من تراب، ثم من نطفة ثم سواك رجلا؟
أمير المؤمنين عليه السلام يرد على عمر بالبرهان
============================
عن الاختصاص، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن خالد بن ماد القلانسي ومحمد بن حماد، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لما استخلف أبو بكر أقبل عمر على علي (عليه السلام) فقال له: أما علمت أن أبا بكر قد استخلف؟ فقال له علي (عليه السلام) : فمن :
والله لأسرع ما خالفوا رسول الله ص ونقضوا عهده، ولقد سموه بغير اسمه، والله ما استخلفه رسول الله ص، فقال له عمر
كذبت فعل الله بك وفعل
انظروا أخواني الكرام إلى جسارة هذا الصعلوك على مقام
مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وكيف يكذبه نهارا جهارا
وكان الذي قبله ابو بكر قد كذب المو
لى المقدس والصديقة الزهراء كذلك
، فقال له
: إن تشأ أن أريك برهان ذلك فعلت، فقال عمر:
ما تزال تكذب على رسول الله ص في حياته وبعد موته
انظروا أخواني الكرام إلى حجم المؤامرة التي حيكت ضد المولى المقدس أمير المؤمنين عليه السلام وهي
سياسة التسقيط
وهذا هو عينه الأسلوب الذي استعمله الطغاة والجبابرة مع الأئمة الباقين ومواليهم من علماء وأجلاء
، فقال له:
انطلق بنا يا عمر لتعلم أينا الكذاب على رسول الله ص في حياته وبعد موته،
فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها مكتوب:
أكفرت
يا عمر بالذي خلقك من تراب، ثم من نطفة ثم سواك رجلا،
فقال له علي (عليه السلام) :
أرضيت؟ والله لقد فضحك الله في حياته وبعد موته
أقول :
هل لازال هناك من لم يقتنع لحد الآن بكفر هاذين الاثنين بعد هذا الحديث الصريح بتكفيرهما على لسان
سيد الكونين
صلى الله عليه وآله وسلم
أسلم اليهودي عندما تجلت له معجزة لأمير المؤمنين عليه السلام
.
==============================
كتاب اليقين نقلا عن جزء عتق عليه من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) رواية جعفر بن عبد الحسين بن الحسين بن عبدلويه فقال ما هذا لفظه وحدثني أيد الله تمكينه أيضا فقال: (حدثني في مشهد النيل صلوات الله على صاحبه مؤدب كان بالنعمانية من أهل السنة والجماعة، وكان حافظا متأدبا قد بلغ من العمر ثمانين سنة، فقال: حدثني والدي فقد كان على مثل صورته في العلم والأدب والحفظ والمعرفة، فقال: حدثني الرياحي بالبصرة عن شيوخه فقال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل يوما إلى منزله فالتمس شيئا من الطعام فأجابته الزهراء فاطمة (عليه السلام) فقالت: ما عندنا شيء، وإنني منذ يومين أعلل الحسن والحسين (عليهم السلام)، فقال: أعطنا مرطا نضعه عند بعض الناس على شيء، فأعطى فخرج له إلى يهودي كان في جيرانه فقال له: أخا تبع اليهود أعطنا على هذا المرط صاعا من شعير، فأخرج إليه اليهودي الشعير فطرحه في كمه ومشى (عليه السلام) خطوات، فناداه اليهودي: أقسمت عليك يا أمير المؤمنين إلا وقفت لأشافهك، فجلس ولحقه اليهودي] فقال له: إن ابن عمك يزعم أنه حبيب الله وخاصته وخالصته وأنه أشرف الرسل على الله تعالى، فقل له: أفلا سأل الله تعالى أن يغنيكم عن هذه الفاقة التي أنتم عليها، فأمسك (عليه السلام) ساعة ونكت بإصبعه الأرض وقال له: يا أخا تبع اليهود،
والله إن لله عبادا لو أقسموا عليه أن يحول هذا الجدار ذهبا لفعل، قال: فاتقد الجدار ذهبا فقال له (عليه السلام): ما أعنيك إنما ضربتك مثلا، فأسلم اليهودي
حب أمير المؤمنين علي عليه السلام ينجي من النار
.
============================
تفسير فرات قال: حدثنا علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن الأعمش قال: (خرجت حاجا إلى مكة فلما انصرفت بعيدا رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول: اللهم إني أسألك[ بحق محمد وآله رد علي بصري، قال: فتعجبت من قولها، وقلت لها: أي حق لمحمد وآله عليه، إنما الحق له عليهم، فقالت لي:
مه يا لكع والله ما ارتضي هو حتى حلف بحقهم، فلو لم يكن لهم عليه حق ما حلف به، قال قلت: وأي موضع حلف؟ قالت: قوله ﴿لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون﴾ والعمر في كلام العرب الحياة، قال: فقضيت حجتي ثم رجعت، فإذا بها مبصرة وهي تقول: أيها الناس حبوا عليا فحبه ينجيكم من النار، قال: فسلمت عليها وقلت: ألست العمياء بالأمس تقولين اللهم إني أسألك] بحق محمد وآله رد علي بصري؟ قالت: بلى، قلت: حدثيني بقضيتك، قالت: والله ما جزتني إذ وقف علي رجل فقال لي: إن رأيت محمدا وآله تعرفينه؟ قلت: لا ولكن بالدلائل التي جاءتنا، قالت: فبينا هو يخاطبني إذ أتاني رجل آخر متوكئا على رجلين فقال: ما قيامك معها؟ قال :إنها تسأل ربها بحق محمد وآله أن يرد عليها بصرها، فادع الله لها، قال: فدعا ربه ومسح على عيني بيده، فأبصرت فقلت: من أنتم؟ فقال: أنا محمد وهذا علي قد رد الله عليك بصرك، اقعدي في موضعك هذا حتى يرجع الناس، وأعلميهم أن حب علي ينجيهم من النار
الحكمة من إظهار الخالق آياته للناس
====================
تفسير الإمام (عليه السلام) ( فإن رجلا من محبيه كتب إليه من الشام: يا أمير المؤمنين أنا بعيالي مثقل، وعليهم إن خرجت خائف، وبأموالي التي أخلفها إن خرجت ضنين، وأحب اللحاق بك، والكون في جملتك، والحفوف في خدمتك، فجد لي يا أمير المؤمنين، فبعث إليه علي (عليه السلام):
اجمع أهلك وعيالك وحصل عندهم مالك، وصل على ذلك كله على محمد وآله الطيبين، ثم قل: «اللهم هذه كلها ودائعي عندك بأمر عبدك ووليك علي بن أبي طالب» ثم قم وانهض إلي، ففعل الرجل ذلك، وأخبر معاوية بهربه إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فأمر معاوية أن يسبي عياله وأن يسترقوا، وأن ينهب ماله، فذهبوا فألقى الله تعالى عليهم شبه عيال معاوية وحاشيته، وأخص حاشية ليزيد بن معاوية يقولون: نحن أخذنا هذا المال وهو لنا، وأما عياله فقد استرققناهم وبعثناهم إلى السوق، فكفوا لما رأوا ذلك، وعرف الله عياله أنه قد ألقى عليهم شبه عيال معاوية، وعيال خاصة يزيد، فأشفقوا من أموالهم أن يسرقها اللصوص، فمسخ الله المال عقارب وحيات، كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا ولسعوا، فمات منهم قوم، وضنى آخرون، ودفع الله عن ماله بذلك إلى أن قال علي (عليه السلام) يوما للرجل: أتحب أن يأتيك عيالك ومالك؟ قال: بلى، قال علي (عليه السلام) : اللهم ائت بهم، فإذا هم بحضرة الرجل لا يفقد من جميع عياله وماله شيئا، فأخبروه بما ألقى الله تعالى من شبه عيال معاوية وخاصته وحاشية يزيد عليهم، وبما مسخه من أمواله عقارب وحيات تلسع اللص الذي يريدأن أخذ شيء منه، قال علي (عليه السلام): إن الله ربما أظهر آية لبعض المؤمنين ليزيد في بصيرته، ولبعض الكافرين ليبالغ في الإعذار إليه
علقت فاطمة بنت أسد بعلي ع عندما أكلت الرطب من رسول الله ص
======================================
مناقب ابن شهر آشوب عن شيخ السنة القاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد في خبر طويل (أن فاطمة بنت أسد رأت النبي ص يأكل تمرا له رائحة تزداد على كل الأطائب من المسك والعنبر من نخلة لا شماريخ لها، فقالت: ناولني أنل منها، قال ص : لا تصلح إلا أن تشهدي معي أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله، فشهدت الشهادتين فناولها فأكلت، فازدادت رغبتها وطلبت أخرى لأبي طالب، فعاهدها أن لا تعطيه إلا بعد الشهادتين، فلما جن عليها الليل أشتم أبو طالب نسما ما أشتم مثله قط، فأظهرت ما معها، فالتمسه منها فأبت عليه إلا أن يشهد الشهادتين، فلم يملك نفسه أن شهد الشهادتين غير أنه سألها أن تكتم عليه لئلا تعيره قريش، فعاهدته على ذلك فأعطته ما معها وآوى إلى زوجته فعلقت بعلي في تلك الليلة، ولما حملت بعلي ازداد حسنها فكان يتكلم في بطنها، فكانت في الكعبة فتكلم علي ع مع جعفر فغشي عليه، فألقيت الأصنام خرت على وجوهها فمسحت على بطنها وقالت: يا قرة العين سجدتك الأصنام فرأت الأصنام داخلا، فكيف شأنك خارجا، وذكرت لأبي طالب ذلك فقال: هوالذي] قال لي: أسد في طريق الطائف
أمير المؤمنين ع يقتل الحية وهو في المهد
=======================
عن أنس، عن عمر بن الخطاب: (أن عليا رأى حية تقصده وهو في مهده، وقد شدت يداه في حال صغره، فحول نفسه فأخرج يده وأخذ بيمينه عنقها، وغمزها غمزة حتى أدخل أصابعه فيها، وأمسكها حتى ماتت، فلما رأت ذلك أمه نادت واستغاثت، فاجتمع الحشم، ثم قالت: كأنك حيدرة اللبوة إذا غضبت من قبل أذى أولادها
أمير المؤمنين ع يرفض التقرب من الأصنام حتى وهو في بطن أمه
======================================
خرائج الراوندي بحذف الإسناد: (أن أبا طالب قال لفاطمة بنت أسد: وكان علي ع صبيا رأيته يكسر الأصنام، فخفت أن تعلم كفار قريش ذلك، فقالت: يا عجبا أنا أخبرك بأعجب من هذا وهو أني اجتزت بالموضع الذي كانت أصنامهم فيه منصوبة – وعلي ع في بطني - فوضع رجليه في جوفي شديدا لا يتركني أقرب من ذلك الموضع الذي كانت فيه أصنامهم، وأنا كنت أطوف بالبيت لعبادة الله لا الأصنام
عمر بن الخطاب يشهد مستنكرا فضائل لأمير المؤمنين عليه السلام.
===============================
كتاب من البحار عن بعض كتب المناقب، عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله بلغه عن عمر بعض شيء، فأرسل إليه سلمان الفارسي فقال: إنه بلغني عنك كيت وكيت وكرهت أن أفضحك، وجعلت كفارة ذلك فك رقبتك من المال الذي حمل إليك من خراسان الذي خنت فيه الله والمؤمنين، قال سلمان: فلما قلت ذلك له تغير وجهه وارتعدت فرائصه وأسقط في يديه، ثم قال بلسان كليل: يا أبا عبد الله أما الكلام فلعمري قد جرى بيني وبين أهلي وولدي، وما كانوا بالذي يفشون علي، فمن أين علم علي بن أبي طالب؟وأما المال الذي ورد علي فو الله ما علم به إلا الرسول الذي أتى به، وإنما هو هدية، فمن أين علم يا أبا عبد الله؟ والله ثم والله.. (ثلاثا)
إن علي بن أبي طالب ساحر عليم
، قال سلمان: قلت بئس ما قلت يا عبد الله. فقال: ويحك اقبل مني ما أقوله، فو الله ما علم أحد بهذا الكلام ولا أحد عرف خبر هذا المال غيري، فمن أين علم؟ وما علم هو إلا من السحر، وقد ظهر لي من سحره غير هذا، قال سلمان: فتجاهلت عليه، فقلت: بالله ظهر لك منه غير هذا؟ قال: إي والله يا أبا عبد الله، قلت: فأخبرني ببعضه، قال: إذا والله أصدقك ولا أحرف قليلا ولا كثيرا مما رأيته منه، لأني أحب أن أطلعك على سحر صاحبك حتى تجتنبه وتفارقه، فو الله ما في شرقها وغربها أحد أسحر منه، ثم احمرت عيناه وقام وقعد، وقال: يا أبا عبد الله إني لمشفق عليك ومحب لك، على أنك قد اعتزلتنا ولزمت ابن أبي طالب، فلو ملت إلينا وكنت في جماعتنا لآثرناك وشاركناك في هذه الأموال، فاحذر ابن أبي طالب ولا يغرنك ما ترى من سحره، فقلت: فأخبرني ببعضه. قال: نعم، خلوت ذات يوم أنا وابن أبي طالب (عليه السلام) في شيء من أمر الخمس، فقطع حديثي وقال لي: مكانك حتى أعود إليك، فقد عرضت لي حاجة، فخرج، فما كان بأسرع منأن انصرف وعلى عمامته وثيابه غبار كثيرة، فقلت: ما شأنك يا أمير المؤمنين. قال: أقبلت على عساكر من الملائكة وفيهم رسول الله ص يريدون بالمشرق مدينة يقال لها صحور، فخرجت لأسلم عليه، فهذه الغبرة من ذلك، فضحكت تعجبا من قوله، وقلت: يا أبا الحسن رجل قد بلي في قبره وأنت تزعم أنك لقيته الساعة وسلمت عليه، هذا ما لا يكون أبدا. فغضب من قولي، ثم نظر إلي فقال: أ تكذبني؟ قلت: لا تغضب فإن هذا ما لا يكون، قال: فإن عرضته عليك حتى لا تنكر منه شيئا تحدث لله توبة مما أنت عليه، قلت: لعمر الله، فاعرضه علي، فقال: قم، فخرجت معه إلى طرف المدينة، فقال لي: يا شاك غمض عينيك، فغمضتها فمسحهما، ثم قال: يا غافل افتحهما، ففتحتهما فإذا أنا والله يا أبا عبد الله برسول الله ص مع الملائكة لم أنكر منه شيئا، فبقيت والله متعجبا أنظر في وجهه، فلما أطلت النظر إليه فعض الأنامل بالأسنان وقال لي: يا فلان بن فلان ﴿أ كفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا﴾، قال: فسقطت مغشيا على الأرض، فلما أفقت قال لي: هل رأيته وسمعت كلامه؟ قلت: نعم. قال: انظر إلى النبي ص فنظرت فإذا لا عين ولا أثر ولا خبر من الرسول ص ولا من تلك الخيول، فقال لي: يا مسكين فأحدث توبة من ساعتك هذه، فاستقر عندي في ذلك اليوم أنه أسحر أهل الأرض، وبالله لقد خفته في ذلك اليوم وهالني أمره، ولو لا أني وقفت يا سلمان على أنك تفارقه ما أخبرتك، فاكتم هذا وكن معنا لتكون منا وإلينا حتى أوليك المدائن وفارس، فصر إليهما ولا تخبر ابن أبي طالب (عليه السلام) بشيء مما جرى بيننا، فإني لا آمنه أن يفعل لي من كيده شيئا، قال: فضحكت وقلت: إنك لتخافه؟ قال: إي والله خوفا لا أخاف شيئا مثله، قال سلمان: فنشطت متجاهلا بما حدثني وقلت: يا عبد الله أخبرني عن غيره فوالله إنك أخبرتني عن أعجوبة، قال: إذا أخبرك بأعجب من هذا مما عاينته أنا بعيني، قلت: فأخبرني، قال: نعم، إنه أتاني يوما مغضبا وفي يده قوسه فقال لي: يا فلان عليك بشيعتك الطغاة ولا تتعرض لشيعتي، فإني خليق أن أنكل بك، فغضبت أنا أيضا ولم أكن وقفت على سحره قبل ذلك، فقلت: يا ابن أبي طالب مه، ما هذا الغضب والسلطنة؟ أتعرفني حق المعرفة؟ قال: نعم، فو الله لأعرفن قدرك، ثم رمى بقوسه الأرض، وقال: خذيه،فصارت ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى بن عمران ففغر فاه فأقبل نحوي ليبلعني، فلما رأيت ذلك طار روحي فرقا وخوفا وصحت وقلت: الله الله الأمان الأمان يا أمير المؤمنين، اذكر ما كان في خلافة الأول مني حين وثب إليك، وبعد فاذكر ما كان مني إلى خالد بن الوليد الفاسق ابن الفاسق حين أمره الخليفة بقتلك، وبالله ما شاورني في ذلك فكان مني ما كان حتى شكاني ووقع بيننا العداوة، واذكر يا أمير المؤمنين ما كان مني في مقامي حين قلت إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، فارتاب الناس وصاحوا وقالوا: طعن على صاحبه، قد عرفت هذا كله، وبالله إن شيعتك يؤذونني ويشنعون علي، ولولا مكانك يا أمير المؤمنين لكنت نكلت بهم، وأنت تعلم أني لم أتعرض لهم من أجلك وكرامتك، فاكفف عني هذا الثعبان فإنه يبلعني. فلما سمع هذا المقال مني قال: أيها المسكين لطفت في الكلام، وإنا أهل بيت نشكر القليل، ثم ضرب بيده إلى الثعبان وقال: ما تقول؟ قلت: الأمان الأمان قد علمت أني لم أقل إلا حقا، فإذا قوسه في يده وليس هناك ثعبان ولا شيء، فلم أزل أحذره وأخافه إلى يومي هذا، قال سلمان: فضحكت وقلت: والله ما سمعت بمثل هذه الأعجوبات، قال: يا أبا عبد الله هذا ما رأيته أنا بعيني هاتين، ولولا أني قد رفعت الحشمة فيما بيني وبينك ما كنت بالذي أخبرك بهذا، قال سلمان:فتجاهلت عليه، فقلت: هل رأيت منه سحرا غير ما أخبرتني به؟ قال: نعم، لو حدثتك لبقيت منه متحيرا، ولا تقل يا أبا عبد الله إن هذا السحر هو الذي أظهره، لا والله ولكن هو وراثة يرثونها. قلت: كيف ذلك؟. قال: أخبرني أبي أنه رأى من أبيه أبي طالب ومن عبد الله سحرا لم يسمع بمثله، وذكر أبي أن أباه نفيلا أخبره أنه رأى من عبد المطلب سحرا لم يسمع بمثله، قال سلمان: فقلت حدثني بما أخبرك به أبوك، قال: نعم، أخبرني أبي أنه خرج مع أبي طالب (عليه السلام) في سفر يريدون الشام مع تجار قريش تخرج من السنة إلى السنة مرة واحدة فيجمعون أموالا كثيرة، ولم يكن في العرب أتجر من قريش، فلما كانوا ببعض الطرق إذا قوم من الأعراب قطاع [الطريق]شاكون في السلاح لا يرى منهم إلا الحدق، فلما ظهروا لنا هالنا أمرهم وفزعنا ووقع الصياح في القافلة، واشتغل كل إنسان بنفسه يريد أن ينجو بنفسه فقط، ودهمنا أمر جليل، واجتمعنا وعزمنا على الهرب، فمررنا بأبي طالب وهو جالس، فقلنا: يا أبا طالب ما لك؟ ألا ترى ما قد دهمنا؟ فانج بنفسك معنا، فقال: إلى أين نهرب في هذه البراري؟ قلنا: فما الحيلة؟ قال: الحيلة أن ندخل هذه الجزيرة فنقيم فيها ونجمع أمتعتنا ودوابنا وأموالنا فيها، قال: فبقينا متعجبين، وقلنا: لعله جن وفزع مما نزل به، فقلنا: ويحك ولنا هنا جزيرة؟ قال: نعم، قلنا: أين هي؟ قال: انظروا أمامكم، قال: فنظرنا إذا والله جزيرة عظيمة لم ير الناس أعظم منها ولا أحصن منها، فارتحلنا وحملنا أمتعتنا، فلما قربنا منها إذا بيننا وبينها واد عظيم من ماء لا يمكن أحدا أن يسلكه، فقال: ويحكم ألا ترون هذا الطريق اليابس الذي في وسطه؟ قلنا: لا، قال: فانظروا أمامكم وعن يمينكم، فنظرنا فإذا والله طريق يابس سهل المسلك ففرحنا، وقلنا: لقد من الله علينا بأبي طالب، فسلك وسلكنا خلفه حتى دخلنا الجزيرة فحططنا، فقام أبو طالب فخط خطا على جميع القافلة، ثم قال: يا قوم أبشروا فإن القوم لن يصلوا إليكم ولا أحد منهم بسوء، قال: وأقبلت الأعراب يتراكضون خلفنا، فلما انتهوا إلى الوادي إذا بحر عظيم قد حال بينهم وبيننا فبقوا متعجبين، فنظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: يا قوم هل رأيتم قط هاهنا جزيرة أو بحرا؟ قالوا: لا، فلما كثر تعجبهم قال شيخ منهم قد مرت عليه التجارب: يا قوم أنا أطلعكم على بيان هذا الأمر الساعة. قالوا: هات يا شيخ فإنك أقدمنا وأكبرنا سنا وأكثرنا تجاربا، قال: نادوا القوم، فنادوهم، فقالوا: ما تريدون؟ قال الشيخ: قولوا لهم أفيكم أحد من ولد عبد المطلب؟ فنادوهم فقالوا: نعم، فينا أبو طالب بن عبد المطلب، قال الشيخ: يا قوم، قالوا: لبيك. قال: لا يمكننا أن نصل إليهم بسوء أصلا، فانصرفوا ولا تشتغلوا بهم، فوالله ما في أيديكم منهم قليل ولا كثير، فقالوا: قد خرفت أيها الشيخ، أتنصرف عنهم وتترك هذه الأموال الكثيرة والأمتعة النفيسة معهم؟ لا والله ولكن نحاصرهم أو يخرجون إلينا فنسلبهم، قال الشيخ: قد ﴿نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين﴾، فاتركوا نصحكم وذروا، قالوا: اسكت يا جاهل فحطوا رواحلهم ليحاصروهم فلما حطوا أبصر بعضهم بالطريق اليابس، فصاح: يا قوم هاهنا طريق يابس، فأبصر القوم كلهم الطريق اليابس، وفرحوا وقالوا: نستريح ساعة ونعلف دوابنا ثم نرتحل إليهم فإنهم لا يمكنهم أن يتخلصوا، ففعلوا، فلما أرادوا الارتحال تقدمت طائفة منهم إلى الطريق اليابس فلما توسطوا غرقوا وبقي الآخرون ينظرون إليهم فأمسكوا وندموا فاجتمعوا إلى الشيخ، وقالوا: ويحك يا شيخ ألا أخبرتنا أمر هذا الطريق فإنه قد أغرق فيه خلق كثير. قال الشيخ: قد أخبرتكم ونصحت لكم فخالفتموني وعصيتم أمري حتى هلك منكم من هلك، قالوا له: ومن أين علمت ذاك يا شيخ؟ قال: ويحكم إنا خرجنا مرة قبل هذا نريد الغارة على تجارة قريش، فوقعنا على القافلة فإذا فيها من الأموال والأمتعة ما لا يحصى كثرة، فقلنا: قد جاء الغنى آخر الأبد، فلما أحسوا بنا ولم يكن بيننا وبينهم إلا قدر ميل قام رجل من ولد عبد المطلب يقال له عبد الله، فقال: يا أهل القافلة ما ترون؟ قالوا: ما ترى، قد دهمنا هذا الخيل الكثير، فسلوهم أن يأخذوا منا أموالنا ويخلوا سربنا فإنا إن نجونا بأنفسنا فقد فزنا، فقال عبد الله: قوموا وارتحلوا فلا بأس عليكم، فقلنا: ويحك وقد قرب القوم مناوإن ارتحلنا وضعوا علينا السيوف، فقال: ويحكم إنا لنا ربا يمنعنا منهم، وهو رب البيت الحرام والركن والمقام، وما استجرنا به قط إلا أجارنا، فقوموا وبادروا، قال: فقام القوم وارتحلوا، فجعلوا يسيرون سيرا رويدا، ونحن نتبعهم بالركض الحثيث والسير الشديد فلا نلحقهم، وكثر تعجبنا من ذلك، ونظر بعضنا إلى بعض وقلنا: يا قوم هل رأيتم أعجب من هذا إنهم يسيرون سيرا رويدا، ونحن نتراكض فلا يمكننا أن نلحقهم، فما زال ذلك دأبنا ودأبهم ثلاثة أيام ولياليها، كل يوم يخطون فيقوم عبد الله فيخط خطا حول القافلة ويقول لأصحابه: لا تخرجوا من الخط فإنهم لا يصلون إليكم فننتهي إلى الخط فلا يمكننا أن نتجاوزه، فلما كان بعد ثلاثة أيام كل يوم يسيرون سيرا رويدا ونحن نتراكض أشرفنا على هلاك أنفسنا وعطبت دوابنا وبقينا لا حركة بنا ولا نهوض، فقلنا: يا قوم هذا والله العطب والهلاك، فما ترون؟ قالوا: الرأي الانصراف عنهم، فإنهم قوم سحرة، فقال بعضهم لبعض: إن كانوا سحرة فالرأي أن نغيب عن أبصارهم ونوهمهم أنا قد انصرفنا عنهم، فإذا ارتحلوا كررنا عليهم كرة وهجمنا عليهم في مضيق، قالوا: نعم الرأي هذا، فانصرفنا عنهم وأوهمناهم أنا قد يئسنا، فلما كان من الغد ارتحلوا ومضوا فتركناهم حتى استبطنوا واديا فقمنا فأسرجنا وركبنا حتى لحقناهم، فلما أحسوا بنا فزعوا إلى عبد الله بن عبد المطلب، وقالوا: قد لحقونا، فقال: لا بأس عليكم، امضوا رويدا، قال: فجعلوا يسيرون سيرا رويدا، ونحن نتراكض ونقتل أنفسنا ودوابنا حتى أشرفنا على الموت مع دوابنا، فلما كان في آخر النهار قال عبد الله لأصحابه: حطوا رواحلكم، وقام فخط خطا، وقال: لا تخرجوا من الخط فإنهم لن يصلوا إليكم بمكروه، فانتهينا إلى الخط فو الله ما أمكننا أن نتجاوزه، فقال بعضنا لبعض: والله ما بقي إلا الهلاك أو الانصراف عنهم على أن لا نعود إليهم، قال: فانصرفنا عنهم فقد عطبت دوابنا وهلكت، وكانت سفرة مشومة علينا، فلما سمعوا ذلك من الشيخ قالوا: ألا أخبرتنا بهذا الحديث فكنا ننصرف عنهم ولم يغرق منا من غرق؟ قال الشيخ: قد أخبرتكم ونصحت لكم، وقلت لكم انصرفوا عنهم فليس لكم الوصول إليهم، وفيهم رجل من ولد عبد المطلب، وقلتم إني قد خرفت وذهب عقلي، فلما سمع أبي هذا الكلام من الشيخ وهو يحدث أصحابه على رأس الخطة نظر إلى أبي طالب، فقال: ويحك أما تسمع ما يقول الشيخ؟ قال: بلى يا خطاب أنا والله في ذلك اليوم مع عبدالله في القافلة وأنا غلام صغير، وكان هذا الشيخ على قعود له، وكان شائكا لا يرى منه إلا حدقته، وكانت له جمة قد أرخاها عن يمينه وشماله. فقال الشيخ: صدق والله كنت يومئذ على قعود، علي ذؤابتان قد أرسلتهما عن يميني وشمالي، قال الخطاب: فانصرفوا عنا، فقال أبو طالب: ارتحلوا، فارتحلنا، فإذا لا جزيرة ولا بحر ولا ماء، وإذا نحن على الجادة والطريق الذي لم نزل نسلكه فسرنا وتخلصنا بسحر أبي طالب حتى وردنا الشام فرحين مستبشرين، وحلف الخطاب أنه مر بعد بذلك الموضع بعينه أكثر من عشرين مرة إلى الشام فلم ير جزيرة ولا بحرا ولا ماء، وحلفت قريش على ذلك،
فهل هذا يا سلمان إلا سحر مستمر؟
قال سلمان: قلت: والله ما أدري ما أقول لك إلا أنك تورد علي عجائب من أمر بني هاشم، قال: نعم، يا أبا عبد الله هم أهل بيت
يتوارثون السحر كابرا عن كابر،
قال سلمان: فقلت وأنا أريد أن أقطع الحديث: ما أرى أن هذا سحر، قال: سبحان الله يا أبا عبد الله ترى كذب الخطاب وأصحابه، أتراك ما حدثتك به مما عاينته أنا بعيني كذب؟ قال سلمان: فضحكت، فقلت: ويلك إنك لم تكذب ولا كذب الخطاب وأصحابه، وهذا كله صدق وحق، فقال: والله لا تفلح أبدا، وكيف تفلح وقد سحرك ابن أبي طالب. قلت: فاترك هذا.. ما تقول في فك الرقبة والمال الذي وافاك من خراسان؟ قال: ويحك يمكنني أن أعصي هذا الساحر في شيء يأمرني به، نعم أفكها على رغم مني وأوجه بالمال إليه، قال سلمان: فانصرفت من عنده، فلما بصر بي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يا سلمان طال حديثكما، قلت: يا أمير المؤمنين حدثني بالعجائب من أمر الخطاب وأبي طالب، قال: نعم يا سلمان قد علمت ذلك وسمعت جميع ما جرى بينكما، وما قال لك أيضا إنك لا تفلح. قال سلمان: والله الذي لا إله إلا هو ما حضر الكلام غيري وغيره، فأخبرني مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) بجميع ما جرى بيني وبينه، ثم قال:يا سلمان عد إليه فخذ منه المال وأحضر فقراء المهاجرين والأنصار في مسجد رسول الله ص وفرقه إليهم).
وروى هذا الحديث صاحب عيون المعجزات، عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) والشيخ الجليل شاذان بن جبرائيل في كتابه الفضائل بحذف الإسناد أيضا عنه (عليه السلام) ببعض المغايرة في الألفاظ والمؤدى واحد في الكل، وكذا الحافظ البرسي في كتابه وأيضا أنه أيضا مأخوذ عن كتاب الفضائل لشاذان كما هو الحال في جل ما رواه في كتابيه المشارق واللوامع فإنها مأخوذة عن كتابي الفضائل والروضة للشيخ المذكور، وإن لم يصرح بالنسبة إلى هذا ولكنهم لم يذكروا ما ذكره عن أبيه الخطاب في حق أبي طالب وعبد الله، وإنما ذكروا ما يتعلق بأمير المؤمنين (عليه السلام) فقط، نعم قد ذكروا في آخره أنه قال: إنهم أهل بيت يتوارثون هذه الأعجوبة كابرا عن كابر ولقد كان أبو طالب وعبد الله يأتيان بمثل ذلك في الجاهلية، والظاهر أنهم اقتصروا على بعض الحديث لكون الباقي خارجا عن مقصودهم في الظاهر، وروى الشيخ الجليل قطب الدين سعيد بن وهبة الراوندي في الخرائج عن سلمان نفس حكاية القوس وصيرورتها ثعبانا، ثم إرسال أمير المؤمنين (عليه السلام) له بعد ذلك إلى عمر من جهة المال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
كاد أبو بكر يقر لأمير المؤمنين (عليه السلام) بالخلافة لولا تدخل عمر
============================
إرشاد القلوب للحسن بن أبي الحسن الديلمي بحذف الإسناد، عن الصادق (عليه السلام): (أن أبا بكر لقي أمير المؤمنين (عليه السلام) في سكة بني النجار، فسلم عليه وصافحه وقال له:
يا أبا الحسن أفي نفسك شيء من استخلاف الناس إياي وما كان من يوم السقيفة وكراهيتك للبيعة؟ والله ما كان ذلك من إرادتي إلا أن المسلمين أجمعوا على أمر لم يكن لي أن أخالفهم فيه؛ لأن النبي ص قال: لا تجتمع أمتي على الضلال، فقال له أمير المؤمنين: يا أبا بكر أمته الذين أطاعوه من بعده وفي عهده وأخذوا بهذا، وافوا بما عاهدوا الله عليه ولم يغيروا ولم يبدلوا، قال له أبو بكر: والله يا علي لو شهد عندي الساعة من أثق به أنك أحق بهذا الأمرمني ؛ سلمته إليك رضي من رضي وسخط من سخط، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا بكر هل تعلم أحدا أوثق من رسول الله؟ وقد أخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن وعلى جماعة منكم، وفيهم عمر وعثمان في يوم الدار وفي بيعه الرضوان تحت الشجرة يوم جلوسه في بيت أم سلمة وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع، فقلتم بأجمعكم: سمعنا وأطعنا لله ولرسوله، فقال لكم: الله ورسوله عليكم من الشاهدين، فقلتم بأجمعكم: الله ورسوله علينا من الشاهدين، فقال لكم: فليشهد بعضكم على بعض وليبلغ شاهدكم غائبكم، ومن سمع منكم فليسمع من لم يسمع، فقلتم: نعم يا رسول الله ص وقمتم بأجمعكم تهنون رسول الله وتهنوني بكرامة الله لنا، فدنا عمر وضرب على كتفي، وقال بحضرتكم: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى المؤمنين، فقال أبو بكر: لقد ذكرتني أمرا يا أبا الحسن لو يكون رسول الله ص شاهدا فأسمعه منه، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): الله ورسوله عليك من الشاهدين يا أبا بكر إن رأيت رسول الله حيا يقول لك إنك ظالم لي في أخذ حقي الذي جعله الله ورسوله لي دونك ودون المسلمين؛ أن تسلم هذا الأمر إلي وتخلع نفسك منه، فقال أبو بكر: يا أبا الحسن وهذا يكون! أرى رسول الله حيا بعد موته؟ فيقول لي ذلك، فقال له أمير المؤمنين: نعم يا أبا بكر، قال: فأرني إن كان ذلك حقا، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ورسوله عليك من الشاهدين إنك تفي بما قلت، قال أبو بكر: نعم فضرب أمير المؤمنين على يده وقال: تسعى معي نحو مسجد قبا، فلما ورداه تقدم أمير المؤمنين فدخل المسجد وأبو بكر من ورائه فإذا هو برسول الله ص جالس في قبلة المسجد، فلما رآه أبو بكر سقط لوجهه كالمغشي عليه، فناداه رسول الله:
ارفع رأسك أيها الضليل المفتون،
فرفع أبو بكر رأسه وقال: لبيك يا رسول الله، أحياة بعد الموت يا رسول الله؟ فقال: ويلك يا أبا بكر إن الذي أحياها لمحيي الموتى، إنه على كل شيء قدير، قال: فسكت أبو بكر وشخصت عيناه نحو رسول الله ص، فقال: ويلك يا أبا بكر أنسيت ما عاهدت الله ورسوله عليه في المواطن الأربع لعلي (عليه السلام)؟ فقال: ما نسيتها يا رسول الله، فقال: ما بالك اليوم تناشد عليا فيها ويذكرك فتقول نسيت، وقص عليه رسول الله ما جرى بينه وبين علي بن أبي طالب إلى آخره فما نقص منه كلمة وما زاد فيه كلمة، فقال أبو بكر: يا رسول الله فهل من توبة، وهل يعفو الله عني إذا سلمت هذا الأمر إلى أمير المؤمنين؟ قال: نعم يا أبا بكر وأنا الضامن لك على الله ذلك إن وفيت، قال: وغاب رسول الله عنهما قال: فتشبث أبو بكر بعلي وقال: الله الله في يا علي، سر معي إلى منبر رسول الله ص حتى أعلو المنبر، وأقص على الناس ما شاهدت ورأيت من أمر رسول الله ص وما قال لي، وما قلت له وأمرني به، وأخلع نفسي من هذا الأمر وأسلمه إليك فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام) : أنا معك إن تركك شيطانك، فقال أبو بكر: إن لم يتركني تركته وعصيته، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): إذا تطيعه ولا تعصيه وإنما رأيت ما رأيت لتأكيد الحجة عليك، وأخذ بيده وخرجا من مسجد قبا يريدان مسجد رسول الله ص ،وأبو بكر يخفق بعضه بعضا ويتلون ألوانا، والناس ينظرون إليه ولا يدرون ما الذي كان حتى لقيه عمر بن الخطاب، فقال له:يا خليفة رسول الله ما شأنك؟ وما الذي دهاك؟ فقال أبو بكر: خل عني يا عمر فو الله لا سمعت لك قولا، فقال له عمر: وأين تريد يا خليفة رسول الله؟ فقالله أبو بكر: أريد المسجد والمنبر، فقال: ليس هذا وقت صلاة ومنبر، فقال: خل عني فلا حاجة لي في كلامك، فقال عمر: يا خليفة الله أفلا تدخل قبل المسجد منزلك فتسبغ الوضوء؟ قال: بلى، ثم التفت أبو بكر إلى علي (عليه السلام) وقال له: يا أبا الحسن تجلس إلى جانب المنبر حتى أخرج إليك، فتبسم أمير المؤمنين ثم قال: يا أبا بكر قد قلت إن شيطانك لا يدعك أو يرديك]، ومضى أمير المؤمنين فجلس بجانب المنبر ودخل أبو بكر منزله وعمر معه، فقال له: يا خليفة رسول الله ص [لم لا تنبئني [عن أمرك وتحدثني بما دهاك به علي بن أبي طالب؟ فقال أبو بكر: ويحك يا عمر يرجع رسول الله بعد موته حيا فيخاطبني في ظلمي لعلي وأمرني]برد حقه عليه وخلع نفسي من هذا الأمر فقال له عمر] : قص علي قصتك من أولها إلى آخرها، فقال له أبو بكر: ويحك يا عمر والله لقد قال لي علي إنك لا تدعني أخرج من هذه المظلمة، وإنك شيطاني فدعني، فلم يزل يرقبه إلى أن حدثه بحديثه كله، فقال له: بالله يا أبا بكر أنسيت شعرك في أول شهر رمضان الذي فرض الله علينا صيامه؛ حيث جاءك حذيفة بن اليمان وسهل بن حنيف ونعمان الأزدي وخزيمة بن ثابت في يوم جمعة إلىدارك ليتقاضونك دينا عليك، فلما انتهوا إلى باب الدار سمعوا لك صلصلة في الدار فوقفوا بالباب ولم يستأذنوا عليك، فسمعوا أم بكر زوجتك تناشدك وتقول: قد عمل حر الشمس بين كتفيك قم إلى داخل البيت، وابعد عن الباب لئلا يسمعك بعض أصحاب محمد ص فيهدروا دمك، فقد علمت أن محمدا ص قد أهدر دم من أفطر يوما من شهر رمضان من غير سفر ولا مرض خلافا على الله وعلى رسوله محمد، فقلت لها: هات لا أم لك فضل طعامي من الليل، واترعي الكأس من الخمر، وحذيفة ومن معه بالباب يسمعون محاورتكما، فجاءت بصحفة فيها طعام من الليل، وقعب مملوء خمرا، فأكلت من الصحفة، وكرعت الخمر في ضحى النهار، وقلت لزوجتك هذا الشعر:
ذريني أصطبح يا أم بكر
فإن الموت نقب عن هشام
ونفث عن أخيك وكان صعبا
من الأقوام شريب المدام
يقول لنا ابن كبشة سوف نحيا
وكيف حياة أشلاء وهام
ولكن باطل قد قال هذا
وإنه من زخاريف الكلام
ألا هل مبلغ الرحمن عني
بأني تارك شهر الصيام
وتارك كلما أوحى إلينا
محمد من أساطير الكلام
فقل لله يمنعني شرابي
وقل لله يمنعني طعامي
ولكن الحكيم رأى حميرا
فألجمها فتاهت في اللجام
فلما سمعك حذيفة ومن معه تهجو محمدا قحموا عليك في دارك، فوجدوك وقعب الخمر في يدك وأنت تكرعها، فقالوا: مالك يا عدو الله خالفت الله ورسوله، وحملوك كهيئتك إلى مجمع الناس بباب رسول الله ص وقصوا عليه قصتك، وعادوا شعرك فدنوت منك وشاورتك، وقلت لك في ضجيج الناس: قل إني شربت الخمر ليلا فثملت فزال عقلي، فأتيت ما أتيته نهارا ولا علم لي بذلك، فعسى أن يدرأ عنك الحد، وخرج محمد ص فنظر إليك فقال: استيقظوه، فقلت: رأيناه وهو ثمل يا رسول الله لا يعقل، فقال: ويحك الخمر يزيل العقل تعلمون هذا من أنفسكم فأنتم تشربونها، فقلنا: نعم يا رسول الله وقد قال فيها إمرؤ القيس شعرا
:
شربت الخمر حتى زال عقلي
كذاك الخمر يفعل بالعقول
ثم قال محمد:
أنظروه إلى إفاقته من سكرته، فأمهلوك حتى أريتهم٣) ) أنك قد صحوت، فسألك محمدص، فأخبرته بما أوعزته إليك من شربك لها بالليل، فما بالك اليوم تؤمن بمحمد وبما جاء به وهو عندنا ساحر كذاب، فقال: ويلك يا أبا حفص لا شك عندي فيما قصصته علي، فاخرج إلى علي بن أبي طالب فاصرفه عن المنبر، قال فخرج عمر وأمير المؤمنين ع جالس بجنب المنبر فقال: ما بالك يا علي قد تصديت [لها هيهات هيهات دون الله ما تريد من علو هذا المنبر خرط القتاد، فتبسم أمير المؤمنين ع حتى بدت نواجذه ثم قال: ويلك منها والله يا عمر إذا أفضت إليك، والويل للأمة من بلائك، فقال عمر: هذه بشرى يا ابن أبي طالب، صدقت ظنونك وحق قولك، وانصرف أمير المؤمنين إلى منزله وكان هذا من دلائله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين ع يعلم ما بالأرحام
===================
عن عيون المعجزات قال: حدثني هذا قال: حدثني هذا الشيخ- يعني أبا الحسن علي ابن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيب المصري المعروف بأبي التحف- قال : حدثني العلا بن طيب بن سعيد المغازلي البغدادي ببغداد، قال : حدثني نصر بن مسلم بن صفوان بن الجمال المكي قال : حدثني أبو هاشم المعروف بابن أخي طاهر بن زمعة، عن أصهب بن جنادة، عن بصير بن مدرك، قال : حدثني عمار بن ياسر ذو الفضل والمآثر قال : (كنت بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع، وكان يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، وإذا بزعقة قد ملأت المسامع، وكان علي ع على دكة القضاء، فقال : يا عمار ائت بذي الفقار - وكان وزنه سبعة أمنان وثلثا من بالمكي - فجئت به، فصاح من عمده ، وتركه وقال :
يا عمار هذا يوم أكشف فيه لأهل الكوفة جميعا الغمة، ليزداد المؤمن وفاقا، والمخالف نفاقا، يا عمار ائت بمن على الباب، قال عمار: فخرجت وإذا بالباب امرأة في قبة على جمل وهي تصيح: يا غياث المستغيثين، ويا غاية الطالبين، ويا كنز الراغبين، ويا ذا القوة المتين، ويا مطعم اليتيم، ويا رازق العديم، ويا محيي كل عظم رميم، ويا قديما سبق قدمه كل قديم، يا عون من لا عون له، ويا طود من لا طود له، وكنز من لا كنز له، إليك توجهت، وإليك توسلت، بيض وجهي، وفرج عني كربي، قال: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة، قوم لها وقوم عليها، فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين ع، فنزلت عن الجمل ونزل القوم معها ودخلوا المسجد، فوقعت المرأة بين يدي أمير المؤمنين ع، وقالت: يا علي إياك قصدت، فاكشف ما بي، إنك ولي ذلك، والقادر عليه، فقال أمير المؤمنين ع: يا عمار ناد في الكوفة لينظروا إلى قضاء أمير المؤمنين ع، قال عمار : فناديت، فاجتمع الناس حتى صار القدم عليه أقدام كثيرة، ثم قام أمير المؤمنين ع وقال: سلوا عما بدا لكم يا أهل الشام، فنهض من بينهم شيخ أشيب عليه بردة أتحمية، وحلة عدنية، وعلى رأسه عمامة خز سوية، فقال: السلام عليك يا كنز الضعفاء، ويا ملجأ اللهفاء، يا مولاي هذه الجارية ابنتي وما قربتها ببعل قط، وهي عاتق حامل، وقد فضحتني في عشيرتي، وأنا معروف بالشدة والنجدة والبأس والسطوة والشجاعة والبراعة، والنزاهة والقناعة، أنا قلمس بن غفريس وليث عسوس، ووجهه على الأعداء عبوس، لا تخمد لي نار، ولا يضام لي جار، عزيز عند العرب بأسي ونجدتي وسطواتي ، أنا من أقوام بيت آبائهم في بيت مجد في السابعة، فينا كل عبوس لا يرعوي، وكل حجاج عن الحرب لا ينتهي، وقد بقيت يا علي حائر في أمري، فاكشف هذه الغمة فهذه عظيمة لا أجد أعظم منها، فقال أمير المؤمنين ع : ما تقولين يا جارية فيما قال أبوك؟ قالت: أما قوله إني عاتق فقد صدق فيما يقول، وأما قوله إني حامل، فوالله ما أعلم من نفسي خيانة قط يا أمير المؤمنين، وأنت أعلم به مني، وتعلم أني ما كذبت فيما قلت ففرج عني غمي يا عالم السر وأخفى، فصعد أمير المؤمنين ع المنبر وقال: الله أكبر ﴿جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا﴾فقال ع: علي بداية الكوفة، فجاءت امرأة يقال لها لبنا، وكانت قابلة نساء الكوفة، فقال: اضربي بينك وبين الناس حجابا، وانظري هذه الجارية أعاتق حامل؟ ففعلت ما أمرها أمير المؤمنين ع وقالت : نعم يا أمير المؤمنين، عاتق أم حامل؟ فقال: يا أهل الكوفة أين الأئمة الذين ادعوا منزلتي؟ أين من يدعي في نفسه أن له مقام الحق فيكشف هذه الغمة ؟ فقال عمرو بن حريث كالمستهزئ: ما لها غيرك يا بن أبي طالب، واليوم تثبت لنا إمامتك، فقال أمير المؤمنين ع لأبي الجارية: يا أبا الغضب، ألستم من أعمال دمشق؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين قال: من قرية يقال لها: إسعاد طريق بانياس الجولة؟ فقال: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: هل فيكم من يقدر على قطعة من الثلج؟ فقال أبو الغضب: الثلج في بلادنا كثير، قال أمير المؤمنين ع : بيننا وبين بلادكم مائتا فرسخ وخمسون فرسخا، قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال عمار : فمد ع يده وهو على منبر الكوفة، وردها وفيها قطعة من الثلج تقطر ماء، ثم قال لداية الكوفة: ضعي هذا الثلج مما يلي فرج هذه الجارية، سترمي علقة وزنها خمس وخمسون درهما ودانقان، قال: فأخذتها وخرجت بها من الجامع وجاءت بطشت ووضعت الثلج على الموضع منها، فرمت علقة كبيرة فوزنتها الداية فوجدتها كما قال ع، وكان قد أمسك المطر عن الكوفة منذ خمس سنين، فقال أهل الكوفة: استسق لنا يا أمير المؤمنين، فأشار بيده قبل السماء فدمدم الجو وأسجم وحمل مزنا، وسال الغيث وأقبلت الداية مع الجارية فوضعت العلقة بين يديه، فقال: وزنتها؟ فقالت: نعم يا أمير المؤمنين وهي كما ذكرت، فقال ع: وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين، ثم قال: يا أبا الغضب خذ ابنتك فوالله ما زنت، ولكن دخلت الموضع فدخلت فيها هذه العلقة وهي بنت عشر سنين، فربت في بطنها إلى وقتنا هذا، فنهض أبوها وهو يقول: أشهد أنك تعلم ما في الأرحام وما في الضمائر
أمير المؤمنين ع يرفع ما نزل من بلاء
=====================
عن الكتاب المذكور، عن أبي التحف مرفوعا إلى حذيفة بن اليمان قال : (كنا بين يدي رسول الله ص إذ حفنا صوت عظيم، فقال ص
: انظروا ما دهاكم ونزل بكم؟ فخرجنا إلى ظاهر المدينة فإذا بأربعين راكبا على أربعين ناقة بأربعين موكبا من العقيق، على كل واحد منهم بدنة من اللؤلؤ، وعلى رأس كل واحد منهم قلنسوة مرصعة بالجواهر الثمينة، يقدمهم غلام لا نبات بعارضيه، كأنه فلقة قمر وهو ينادي الحذار الحذار، البدار البدار، إلى محمد المختار، المبعوث في الأقطار، قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله ص وأخبرته، فقال: يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكرب، وهازم العرب، وجمرة بني عبد المطلب، الليث الهصور، واللسان الشكور، والطرف النائي الغيور، والبطل الجسور، والعالم الصبور، الذي جرى اسمه في التوراة والإنجيل والزبور. قال حذيفة: فأسرعت إلى حجرة مولاي ع أريده فإذا به قد لقيني، وقال: يا حذيفة جئتني لتخبرني بقوم أنا بهم عالم منذ خلقوا وولدوا. قال حذيفة: وأقبل سائرا وأنا خلفه حتى دخل المسجد والقوم حافون برسول الله ص، فلما رأوه نهضوا له قياما، فقال ع: كونوا على أماكنكم، فلما استقر به المجلس قام الغلام الأمرد قائما دون أصحابه وقال: أيكم الراهب إذا انسدل الظلام، أيكم المنزه عن عبادة الأوثان والأصنام، أيكم الساتر عورات النسوان، أيكم الصابر يوم الضرب والطعان، أيكم قاتل الأقران، ومهدم البنيان، وسيد الإنس والجان، أيكم أخو محمد المصطفى المختار، ومبدد المارقين في الأقطار، أيكم لسان الحق الصادق، ووصيه الناطق، أيكم المنسوب إلى أبي طالب بالولد، والقاعد للظالمين بالمرصد. فقال رسول الله ص: يا علي أجب الغلام، وقم بحاجته. فقال ع: أنا يا غلام، ادن مني، فإني أعطيك سؤلك، وأشفي غليلك بعون الله سبحانه وتعالى ومشيته، فانطق بحاجتك لأبلغك أمنيتك، ليعلم المسلمون أني سفينة النجاة، وعصى موسى، والكلمة الكبرى، والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، والصراط المستقيم الذي من حاد عنه ضل وغوى. فقال الغلام : إن لي أخا مولعا بالصيد والقنص فخرج في بعض الأيام يتصيد، فعارضته بقرات وحش عشر، فرمى أحدها فقتلها، فانفلج نصفه في الوقت، وقل كلامه حتى لا يكلمنا إلا إيماء، وقد بلغنا أن صاحبكم يرفع عنه ما نزل به يا أهل المدينة، وأنا القحقاح بن الحلاحل بن أبي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذاهل بن صعب، ونحن من بقايا قوم عاد، نسجد للأصنام، ونقتسم بالأزلام، فإن شفى صاحبكم أخي آمنا على يده، ونحن تسعون ألفا، فينا البأس والنجدة والقوة والشدة، ولنا الكنوز من العندح والعسجد والبندح والديباج والذهب والفضة والخيل والإبل، ولنا المضارب العانية والمغالب، نحن سباق جلاد، سواعدنا شداد، وأسيافنا حداد، وقد أخبرتكم بما عندي. فقال أمير المؤمنين ع: وأين أخوك يا غلام؟ فقال: سيأتي في هودج. فقال ع: إذا جاء أخوك شفيت علته فالناس على مثل ذلك إذ أقبلت امرأة عجوز تحت محمل على جمل، فأنزلته بباب المسجد، فقال الغلام: يا علي جاء أخي، فنهض ع ودنا من المحمل، وإذا فيه غلام له وجه صبيح، فلما نظر إليه أمير المؤمنين ع بكى الغلام وقال بلسان ضعيف: إليكم الملجأ والمشتكى يا أهل المدينة، فقال أمير المؤمنين ع: اخرجوا الليلة إلى البقيع فستجدون من علي عجبا. قال حذيفة: فاجتمعوا الناس من العصر في البقيع إلى أن هدأ الليل، ثم خرج إليهم أمير المؤمنين ع وقال لهم: اتبعوني، فاتبعوه، وإذا بنارين متفرقة قليلة وكثيرة، [فدخل في النار القليلة، قال حذيفة : فسمعنا زمجرة كزمجرة الرعد، فقلبها على النار الكثيرة ودخل فيها، ونحن بالبعد وننظر إلى النيران إلى أن أسفر الصبح، ثم طلع منها وقد كنا آيسنا منه، فجاء وبيده رأس دوره سبعة إصبع، له عين واحدة في جبهته، فأقبل إلى المحمل الذي فيه الغلام وقال: قم بإذن الله يا غلام، فما عليك من بأس، فنهض الغلام ويداه صحيحتان، ورجلاه سالمتان، فانكب على رجله يقبلها، وأسلم وأسلم القوم الذين كانوا معه والناس متحيرون لا يتكلمون، فالتفت إليهم وقال: أيها الناس هذا رأس العمرو بن الأخيل بن لاقيس ابن إبليس كان في اثني عشر فيلق من الجن، وهو الذي فعل بالغلام ما فعل، فقاتلتهم وضربتهم بالاسم المكتوب على عصى موسى ع التي ضرب بها البحر فانفلق البحر اثني عشر طريقا فماتوا كلهم، فاعتصموا بالله تعالى وبنبيه ووصيه ).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين ع يحيي الميت ببعض منه
======================
عن كتاب عيون المعجزات، قال: حدثني أبو التحف علي بن محمد بن إبراهيم المصري [الجزار] قال: حدثني الأشعث بن مرة، عن المثنى بن سعيد، عن هلال بن كيسان الكوفي الجزار، عن الطيب الغراجري، عن عبد الله بن سلمة المفنجي، عن شقادة بن الأصيد العطار البغدادي، قال: حدثني عبد المنعم بن الطيب القدوري، قال: حدثني العلاء بن وهب، عن قيس، عن الوزير أبي محمد بن سايلويه فإنه كان من أصحاب أمير المؤمنين العارفين، وروى جماعتهم، عن أبي جرير ، عن أبي الفتح المغازلي ، عن أبي جعفر ميثم التمار - آنس الله به قلوب العارفين - قال: (كنت بين يدي مولاي أمير النحل جلت معالمه، وثبتت كلمته بالكوفة وجماعة من وجوه العرب حافون به كأنهم الكواكب اللامعة في السماء الصاحية، إذ دخل علينا من الباب رجل عليه قباء خز أدكن، قد اعتم بعمامة اتحمية صفراء، وقد تقلد بسيفين، فنزل من غير سلام، ولم ينطق بكلام، فتطاول إليه الناس بالأعناق، ونظروا إليه بالآماق، ووقفت إليه الناس من جميع الآفاق، ومولانا أمير المؤمنين ع لم يرفع رأسه إليه، فلما هدأت من الناس الحواس، فصح عن لسان كأنه حسام صيقل جذب من غمده، وقال:
أيكم المجتبى في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة؟ أيكم المولود في الحرم، والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم؟ أيكم أصلع الرأس، والثابت بالأساس، والبطل الدعاس، والمضيق الأنفاس، والآخذ بالقصاص؟ أيكم غصن أبي طالب الرطيب، وبطله المهيب، والسهم المصيب، والقاسم المجيب ؟ أيكم الذي نصر به محمد في زمانه، واعتز به سلطانه، وعظم به شأنه؟ أيكم قاتل العمروين وآسر العمروين ، العمروان اللذان قتلهما عمرو بن عبد ود وعمرو بن الاشعث المخزومي، والعمروان اللذان أسرهما فأبو ثور عمرو بن معدي كرب وعمرو بن سعيد الغساني أسره في يوم بدر . قال أبو جعفر ميثم التمار - أسعده الله برضوانه - قال أمير المؤمنين ع: أنا يا سعيد بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن الصليب بن الأشعث بن أبي السمعمع بن الأحيل بن فزارة بن دهيل بن عمرو الدويني، قال: لبيك يا علي. فقال ع: سل عما بدا لك فأنا كنز الملهوف، وأنا الموصوف بالمعروف، أنا الذي قرعتني الصم الصلاب، وهلل بأمري صوت السحاب، وأنا المنعوت في الكتاب، أنا الطود ذو الأسباب، أنا ق والقرآن المجيد، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم، أنا البارع، أنا العشوش، أنا القلمس، أنا العفوس، أنا المداعس، أنا ذو النبوة والسطوة، أنا العليم، أنا الحكيم، أنا الحفيظ، أنا الرفيع، بفضلي نطق كل كتاب، وبعلمي شهد ذو الألباب، أنا علي أخو رسول الله ص وزوج ابنته. فقال الأعرابي: لا بتسميتك ولا رمزك. فقال ص: اقرأ يا أخا العرب ﴿لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون﴾. ثم قال الأعرابي: بلغنا عنك أنك تحيي الموتى، وتميت الأحياء، وتفقر وتغني وتقضي في الأرض وتمضي، وليس لك مطاول يطاولك، ولا مصاول فيصاولك، أ فهو كما بلغنا يا فتى قومه؟ فقال ع: قل ما بدا لك، فقال: إني رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم العقيمة، وقد حملوا معي ميتا قد مات منذ مدة، وقد اختلفوا في سبب موته، وهو على باب المسجد، فإن أحييته علمنا أنك صادق نجيب الأصل، وتحققنا أنك حجة الله في أرضه، وإن لم تقدر على ذلك رددته إلى قومه، وعلمنا أنك غير الصواب، وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه، فقال - صلوات الله عليه وآله - : يا أبا جعفر ميثم، اركب بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومحالها، وناد : من أراد أن ينظر إلى ما أعطى الله عليا أخا رسول الله ص، وبعل فاطمة من الفضل وما أودعه رسول الله ص من العلم فليخرج إلى النجف غدا، فلما رجع ميثم - قدس الله سره - فقال له أمير المؤمنين: يا أبا جعفر خذ الأعرابي إلى ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرج. فقال أبو جعفر ميثم: فأخذت الأعرابي ومعه محمل فيه الميت، وأنزلته منزلي، وأخدمته أهلي، فلما صلى أمير المؤمنين ع صلاة الفجر خرج وخرجت معه، ولم يبق في الكوفة بر ولا فاجر إلا وقد خرج إلى النجف، ثم قال الامام ع: ائت يا أبا جعفر بالأعرابي وصاحبه الميت، وهو راجل بجنب القبة التي فيها الميت، فأتيت به النجف، ثم قال أمير المؤمنين ع جلت نعمته: يا أهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه منا، وارووا عنا ما تسمعونه منا، ثم قال ع: أبرك يا أعرابي جملك، ثم قال: لتخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين. فقال ميثم : فاخرج من التابوت عصب ديباج أصفر، فأحل، فإذا تحته عصب ديباج أخضر، فأحل، فإذا تحته بدنةمن اللؤلؤ فيها غلام تم إعذاره بذوائب كذوائب المرأة الحسناء، فقال ع: كم لميتك هذا؟ فقال: أحد وأربعين يوما. قال: فما كانت ميتته؟ فقال الأعرابي: إن أهله يريدون أن تحييه ليعلموا من قتله؛ لأنه بات سالما وأصبح مذبوحا من أذنه إلى أذنه، فقال ع: ومن يطلب بدمه؟ فقال: خمسون رجلا من قومه يقصد بعضهم بعضا في طلب دمه، فاكشف الشك والريب يا أخا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. فقال ع: قتله عمه لأنه زوجه بابنته فخلاها وتزوج غيرها، فقتله حنقا عليه. فقال: لسنا نرضى بقولك فإنما نريد أن يشهد الغلام بنفسه عند أهله من قتله، فيرتفع من بينهم السيف والفتنة، فقام ع فحمد الله تعالى، وأثنى عليه وصلى على النبي ص. ثم قال: يا أهل الكوفة ما بقرة بني إسرائيل بأجل من علي أخي رسول الله ص، وأنها أحيت ميتا بعد سبعة أيام، ثم دنا ع من الميت وقال: (إن بقرة بني إسرائيل ضرب بعضها الميت فعاش، وإني لأضربه ببعضي لأن بعضي عند الله خير من البقرة، ثم هزه برجله وقال: قم بإذن الله يا مدركة بن حنظلة بن غسان بن بحير بن قهر بن سلامة بن طيب بن الأشعث بن الأحوص بن ذاهلة بن عمرو بن الفضل بن حباب، قم فقد أحياك علي بإذن الله تعالى. فقال أبو جعفر ميثم - رفع الله درجته - : فنهض غلام أحسن من الشمس ومن القمر أوصافا، وقال: لبيك يا محيي العظام وحجة الله في الأنام، والمتفرد بالفضل والإنعام، لبيك يا علي يا علام. فقال أمير المؤمنين ع: من قتلك يا غلام ؟ فقال: عمي حريث بن زمعة بن شكال بن الأصم، ثم قال ع للغلام : أتمضي إلى أهلك؟ فقال: لا حاجة لي في القوم، فقال ع: ولم؟ قال: أخاف أن يقتلني ثانيا ولا تكون أنت، فمن يحييني؟ فالتفت ع إلى الأعرابي فقال: امض أنت إلى أهلك وأخبرهم بما رأيت. فقال: أنا أيضا معك ومعه إلى أن يأتي اليقين، لعن الله من اتجه له الحق ووضح، وجعل بينه وبينه سترا، وكانا مع أمير المؤمنين إلى أن قتلا بصفين - رحمهما الله-، فصار أهل الكوفة إلى أماكنهم، واختلفوا في أمير المؤمنين ع، واختلفت أقاويلهم فيه ع
جبرائيل يجيب أمير المؤمنين ع و يأتيه بالماء ليتوضأ
=============================
عن ثاقب المناقب، عن عاصم بن شريك، عن ابن أبي البختري، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: (أتى أمير المؤمنين ع منزل عائشة فنادى:
يا فضة إيتينا بشيء من الماء نتوضأ، فلم يجبه أحد ونادى ثلاثا، فلم يجبه أحد، فولى عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة الزهراء ع، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: يا أبا الحسن دونك الماء فتوضأ به، فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه فتوضأ، ثم عاد الإبريق إلى مكانه، فلما نظر إليه رسول الله ص قال: يا علي ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنه الجمان قال: بأبي وأمي أتيت منزل عائشة فدعوت فضة تأتينا بماء للوضوء، فلم يجبني أحد، فوليت فإذا بهاتف يهتف وهو يقول: يا علي دونك الماء فتوضأ، فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء فقال: يا علي أتدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: أما الهاتف فحبيبي جبرئيل، وأما الإبريق فمن الجنة، وأما الماء فثلث من المشرق، وثلث من المغرب، وثلث من الجنة فهبط جبرئيل، وقال: يا رسول الله الله يقرئك السلام، ويقول لك: أقرئ عليا مني السلام، وقل إن فضة كانت حائضا فقال النبي ص: منه السلام وإليه يرد السلام، وإليه يعود طيب الكلام، ثم التفت إلى علي ع وقال: حبيبي علي هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام، ويقول: إن فضة كانت حائضا، فقال علي ع : اللهم بارك لنا في فضتنا
وهذا الخبر
في بعض المجاميع، وفيه «أن جبرئيل نزل وقال: إن الله عز وجل صلى وسلم على علي بن أبي طالب وقال: إن فضة كانت حائضا، فلم نحب أن تأتي لك بالماء، فأمرنا جبرئيل أن يأتي بإبريق من الجنة فلما سمع علي ع ذلك حمد الله وأثنى عليه، وقال: إليه يرد السلام، وإليه يعود طيب الكلام، ثم قال: اللهم بارك لنا في فضتنا»