[رجل من مكة]

إنهم يصيحون على مدار الساعة بأنهم لا يأخذون دينهم وعقائدهم إلا من آل بيت رسول الله، إلا أن اعترافات علمائهم نسفت هذا الزعم من جذوره، ولنستعرض الآن واحدة من أهم عقائدهم التي يتعبدون بها والتي ثبت بأن علمائهم قد اعترفوا بأنهم جلبوها لهم من غير دين الإسلام.

يعتبر لعن عمر إبن الخطاب وتكفيره والتبرؤ منه عقيدة دينية وعبادة يمارسها أتباع الطائفة الشيعية على مدار الساعة ويتوارثونها جيلا بعد جيل، ولنتعقب الآن المصدر الذي أخذوا منه هذه العقيدة.

إن علمائهم قالوا لأتباعهم بأن مصدر عقيدة لعن عمر إبن الخطاب وتكفيره والتبرؤ منه هو آل بيت رسول الله، إلا أن البحث والتحقيق أثبتا بأن علمائهم أنفسهم سجلوا اعترافات وشهادات موثقة بأنهم جلبوا لأتباعهم هذه العقيدة من دين غير دين الإسلام.

وقد يسأل أحدهم هذا السؤال:

وما هو الدليل على أن علمائنا قد اعترفوا بأنهم جلبوا هذه العقيدة من دين غير دين الإسلام...؟

أما الدليل، فهو أن البحث والتحقيق قد أثبتا بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يوجد في كل كتب علماء الطائفة الشيعية القدماء والمعاصرون ولا رواية واحدة صحيحة معتمدة وموثوقة صرح فيها علي إبن أبي طالب بأن عمر إبن الخطاب كافر وأن لعنه والتبرؤ منه واجب أمر به الله ورسوله كما يفعل الآن أتباع هذه الطائفة.

أما ما يثبت هذه الحقيقة ويؤكدها، فهو أنه لو كانت هذه الرواية الصحيحة موجودة لكان علمائهم من أحرص من على الأرض في الإعلان عنها لأتباعهم ليثبتوا لهم وللمسلمين مشروعية لعن عمر وتكفيره، على اعتبار أن مصدر هذه العقيدة هم آل بيت رسول الله.

فإذا كان قد ثبت بأن هذه الرواية لا وجود لها في كتب جميع علمائهم، فقد ثبت تبعا لذلك بأن علمائهم قد اعترفوا بأنهم جلبوا لأتباعهم عقيدة لعن عمر إبن الخطاب وتكفيره والتبرؤ منه من دين غير دين الإسلام.