إنها الآن في مملكتها الخاصة كما يحلو لها تسميتها
فبعد تأفف الجميع من طفليها وبكائهم اضطرت
أبرار أن تخضع لطلب الجميع واختارت غرفة
من غرف الملحق لتبيت فيها ليلها ونهارها لترعى
طفليها حتى مهند آثر البقاء في الغرفة القديمة ولم
يرافقها سوى لليال قليلة كانت تنتهي بخروجه غاضباً
من بكاء هادي المستمر....
ولكن ها قد بدأ الطفلين يكبران ويبتسمان لوالدتهما
التي تقبع على الكرسي الهزاز أمامهم وبيدها
كتبها الدراسية كانت ابتسامتهما تلك بلسم يشفي
كل الجروح التي بين فترة وأخرى تلتهب حين
تلمح مهند لجوار أنهار.....
لقد تأخر الوقت أنها الليلة الأخيرة والامتحان
الأخير لها وبعدها ستتخرج كانت تشعر أنها
نهاية الآلام فقد كبر هادي وفادي وأصبحا
أكثر هدوءاً وبعدها ستعود لغرفتها لجوار
مهند من جديد لقد مرة سنين وكل منهما
يقبع في غرفة منفصلة...
حتى أن هادي وفادي لم يتعلقا به كثيراً...
أنها الصفحة الأخيرة ولكن الأفكار المتضاربة
في عقلها تمنعها من التركيز.....
قررت أن تنزل من الغرفة لتتناول شيء تأكله
لعلها تجدد من نشاطها قليلاً....
سمعت صوت همس في غرفة المكتب نظرت
للساعة أنها الواحدة فجراً من يا تراه لا زال
مستيقظاً لهذا الوقت رتبت حجابها فلعله حسام
أقبلت نحو المكتب كان مهند يجلس على الكرسي
المقابل لأنهار ويمسك بيدها.....
تسارعت أنفاسها وازدادت درجة حرارة جسمها
لتصل بدمائها للغليان أرتبك مهند وترك يد
أنهار التي أصدرت ضحكتها المعهودة وقالت:
ما بال وجهك يا أبرار تبدين كمن رأى شبح؟؟
صرخت أبرار: نعم أنا لا أرى شبح بل أرى شيطان
يحوم حولكما في هذه الغرفة...
شعرت بدموعها ستخونها لتهطل فأبت أن تسمح لهم
برؤيتها فأسرعت لمملكتها لعلها تدفن بها أحزانها
لقد كفاها الصبر على ما يجري..
لقد حان الوقت لتطلع مهند بما يجول في خاطرها
يجب أن تنتهي هذه المهزلة وبأي طريقة غمرت
وجهها خلال وسادتها وضمتها بقوة لتنال
بعض المواساة منها فالأنفس التي حولها
متحجرة لا أحاسيس أو مشاعر لها....
شعرت بالباب يفتح بهدوء علمت أنه مهند
لم ترفع وجهها فهي تكره رؤيته تشعر بأنه
قد رسمت على وجهه صورة لشيطان..
أمسك بيدها سحبتها بقوة من بين يديه عاد وأمسكها
وهو يقول:أرجوك أبرار ارحميني فأنت تعلمين بحالي
وقلبي المريض لا تفعلين بي ذلك قد أموت...
نظرت نحوه بعينيها المحمرتان شعر ببعض الراحة
أقترب أكثر منها وقال: لا تسيئي فهمي فليس ما تبادر
لذهنك..
هنا رفعت أبرار رأسها من الوسادة وقالت:
كفاك كذباً يا مهند فأنا على علم بعلاقتك بأنهار
وحبك لها بالرغم من أنها زوجة أخيك أنا لن
أطلب منك أن تراعي مشاعري كزوجة لك
ولكن راعي مشاعر أخيك ألن تخجل لو علم
بما بينكما....
أدار مهند ظهره لأبرار وأعتدل في جلسته
وظل لفترة صامتاً كانت تنتظر منه بفارغ
الصبر كلماته تنتظر أن يقول لها أنها
تعني له شيئاً أنه يراعي شعورها...
وأخيراً تحركت شفتاه لتسمح لكلماته بالظهور
والوصول لمسامعها قال:
أبرار هناك أمر ينبغي أن تعرفيه أنا منذ البداية
طلبت من والدتي أن تطلب أنهار لتكون لي زوجة
وليس أنت فقلبي منذ الطفولة ملأ حباً بأنهار
ويستحيل علي يوماً أن أنساها أنا أحبها وأكذب
أن قلت أني أستطيع نسيانها أبرار والدتي قبلت يدي
لأقبل بك زوجة و إلا لما وافقت يوماً أن تكوني لي
زوجة وسار خارجاً.....
أخذت أبرار تقول: لقد تكلم وليته لم يتكلم لقد أنزل
بي سيوفاً تهيل علي طعنة تلو الأخرى أنا لاشيء
له أنا نكرة فرضت فرضاً يا ليتني مت ولم أسمع
هذه الكلمات وآخذت تصرخ: آه آه وتشهق الشهقة
تلو الأخرى حتى غرقت في نوبة بكاء حادة تبعها
بكاء طفليها.......
أخذت تضمهم لها وكأنهما يبكيان الحظ العاثر
الذي ألقى بوالدتهما لجنب والدهم...
،،،
ما بالك عيناك محمرتان جداً أهناك مشكلة ما؟
كانت هذه كلمات العمة توجهها لأبرار..
نظرت أبرار نظرات من فقد الحياة
لما قبلت يده ليوافق ويتزوجني لما ساعدتِ
الأقدار التعيسة التي قادته لي لأكون زوجة له
زوجة بالاسم فقط كانت هذه الكلمات تقبع في
فكر أبرار وتتمنى لو توجهها لعمتها ولكن أبت
أن تثير الحزن وتألم قلب أمرأة عجوز في نهاية
حياتها...
قالت ببرود: كنت أذاكر ولم أنم في الليلة الماضية
وخرجت لتلتحق بالحافلة التي ستوصلها للجامعة..
كان الجميع ينظر لها ويلمح آثار حزن قاتل في نفسها
ولكنها لم تعر تلك النظرات أي اهتمام...
أنهت الامتحان و لم تكن تعلم ماذا كتبت في تلك
الأوراق فحزنها كبيرو لم يبعده عنها امتحان نهائي.
غيرت قرارها فلن تترك مملكتها لتعيش في غرفة
بالقرب من مهند كانت تمر أيام عديدة دون أن تراه
سوى لحظات قليلة يحضر لغرفتها ويجلس ويلاعب
طفليه وكل منهما صامت لا يحدث الآخر...
وأخيراً حان لقلبها أن يبتهج لقد حصلت أخيراً
على ثمار تعبها السنين الماضية لقد تخرجت
وبمعدل امتياز كان نجاحها فسحة أمل حان لها
أن تعيشها نظرة لمستقبل قد يكون أفضل....
هيا يا حبيبي هادي تناول طعامك كانت هذه الكلمات
توجهها أبرار لطفلها وقد رسمت على وجهها إبتسامة
بريئة.....
فتح هادي الصغير فمه وأخذ يتناول الطعام الموجود
بالملعقة ومن ثم عاد ليواصل عبثه باللعبة التي بيده
قالت أبرار: أخيراً ها قد أنهينا الطعام...
وجلست تلاعب طفليها هادي وفادي كانت تتأملهم
كانت متشابهان لحد كبير وعيناهما العسليتا اللون
حين ينظران بهما لوالدتهما تشعر بنشوة غامرة...
أنهما بلسم حياتها قالت:
أتعلم يا فادي وهادي أمكما انتهت من الدراسة...
نظر الطفلان ناحية والدتهما لم يفهما كلماتها
تلك ولكنهما ابتسما لها وأخذا يضحكان أخذت
تضحك لهما أبرار من أعماقها وتقول:
تضحكان إذن أنتما سعيدان أن والدتكما أنهت
دراستها سأتفرغ الآن كلياً لكما ألستما سعيدان
بذلك......
أخذا يضحكان ويتعلقا بوالدتهما وهي تقول:
صبرا عزيزي فلقد كبرتما لن أستطيع حملكما
معاً ليس كالسابق سأحمل أولاً فادي ومن ثم
سأحمل هادي...
أخذت تحمل الواحد تلو الآخر وتدور به فتنطلق
الضحكات من ثغري طفليها الصغيرين وتطلق
هي الأخرى معهما ضحكاتها....
هيا حان وقت النوم كانت هذه كلمات أبرار توجهها
لطفليها اللذان جلسا لجانبها على الفراش أخرجت
من درج الطاولة المجاورة للفراش صورة مهند
وقالت:
هيا قولا تصبح على خير يا بابا وضعا قبلة على
جبينه...
فعل الطفلين ما طلبته منهما والدتهما وقبلاها
ومن ثم غاصا في نوم عميق...
أخذت أبرار تتأمل الصورة التي بيدها أنها أول
صورة لمهند في ليلة عقد قرانهما طلبت من أخيها
أن يلتقطها له لتعلق عليها أحلامها وحبها ولكن
كل تلك الأحلام وكل ذلك الحب حان له أن يتبخر
من عقلها لعلها ترتاح بعد كل هذا العذاب فخيبتها
كبيرة لم تخطر في بالها في يوم من الأيام....
،،،
دخل الغرفة بهدوء تأمل طفليه النائمين
وترقد بينهما أبرار كانت تبدو هزيلة جداً
فهي لم تعد تحضر لتناول وجبات الطعام
مع العائلة بل كرست وقتها بالكامل لطفليها
ودراستها....
علم أنها نجحت بتفوق ولكنها لم تخبره
فلم يعد بينهما أي كلام من تلك الليلة
رأى أطار بيد أبرار جلس على الفراش
وسحبه من بين يديها كان يحمل صورة
له نظر ناحية أبرار....
هل كانت تستحق منه تلك الطعنات التي
وجهها لها وبالرغم من ذلك فقد لزمت
الصمت ولم تخبر أحد بما حصل......
إنها أنهار والسحر الذي تملكه ويجذبه نحوها
لما لا يستطيع تجاهل مشاعره لها لما لا
يتوقف ويفكر في حال هذه المسكينة التي ترقد
لجوار طفليه أتستحق منه هذا الأذى.....
قطع عليه أفكاره صوت فادي يبكي أسرع
وحمله كي لا يوقظ أبرار ضحك فادي بوجه
والده وقال : بابا
كانت المرة الأولى التي يسمع أحد طفليه
يناديه....
إن فادي يناديه شعر بسعادة كبيرة
قال:هيا أعدها يا حبيبي قل بابا..
أشار فادي للصورة التي بيد والده وقال:
تصبح على خير بابا وقبل الصورة.....
ضم مهند فادي لصدره جعل يقول في نفسه:
مسكينة أبرار بالرغم من كل شيء فهي تحاول
أن تحبب طفلي لي مع أني أهملتهما ونادراً
ما أجلس معهما.....
أخذ مهند يضم فادي لصدره ويهزه حتى عاد
للنوم أخذه ووضعه في فراشه عاد وأحتمل
هادي ووضعه في فراشه.....
رقد لجوار أبرار لمح شيء يلمع عند عينيها
مسحه بيده كانت دموع ....
آلمه كثيراً فلابد أن أبرار ترقد كل ليلة
ودموعها تبلل خديها من الحزن لابد
أن يكون رجل لابد أن يتصرف
ويفعل شيء لينسى أنهار.....
كانت سعادة أبرار لا توصف هذا الصباح
هل قرر مهند أخيراً أن يفيق من غفوته
ويعيش معها وطفليها ويملأ حياتهم
سعادة بدأت ترتب كل شيء لتعود
لغرفتها السابقة لجوار مهند وابتسامة
عذبة على وجهها وبين لحظة وأخرى
تدعو الله أن يكون مهند لها أخيراً...
وأن تعم حياتهم السعادة....
خرجوا في ذلك اليوم في نزهة مع
الأطفال كان الجميع سعداء بهذه
النزهة بدأ فادي وهادي يلعبان
ويمرحان برفقة والدهم وأبرار
تنظر لهم والسعادة تغمرها وإن
أطلت عليها من الماضي ذكرى
مؤلمة طردتها بألحان ضحكات
طفليها لترى المستقبل القادم زهري
اللون.....
،،،
فتحت أبرار الباب لترى من الطارق
كانت أنهار خلفه قالت أنهار:
والدتنا و فدوى بغرفة الجلوس ويريدون مقابلتك
والطفلين فقد اشتاقا لكم...
خرجت أنهار من الغرفة وهي تحمل فادي
بين ذراعيها كانت تتمنى لو كان هذا الطفل
طفلها لكانت سعادتها لا توصف ولكن....
سمعت أبرار صوت صراخ هرعت خارجة
من الغرفة لترى سبب الصراخ هالها ما رأت
صرخت بأعلى صوتها:أنهار........
نزلت بأسرع ما يمكنها حضر الجميع عند
سماعهم صوت صراخ أبرار.........
كانت أنهار ملقاة على الأرض ودمائها تنزف
ولجوارها فادي يبكي أسرع حسام
بانتشال أنهار ليصل بها للمستشفى
وتبعه الجميع......
،،،
لقد فقدت الجنين كانت هذه كلمات أنهار توجهها
لحسام..
نظر حسام باندهاش وقال:
أي جنين عن ماذا تتكلمين؟؟
قالت أنهار: قل للجميع أني كنت حامل في
شهوري الأولى وقد فقدت الجنين نتيجة سقوطي
وأن أبرار هيا من دفعني من فوق الدرج....
نظر حسام ملياً ناحية أنهار التي عصب رأسها
بالضمادات كما قد أحاطت الضمادات برجلها
المكسورة وقال:
ولكنك لست حامل يا أنهار و على ما أظن
لم تدفعك أبرار من فوق الدرج.....
نظرت أنهار بحنق ناحية حسام وقالت:
ما بك هذا لصالحنا ألا ترى كيف يحيط
الجميع أبرار برعايته وأصبحنا نحن
الاثنين نكرة لا فائدة منا لأنا لا نستطيع
الإنجاب أفعل ما أقوله لك لتحظى بحب
والديك ألا ترى كيف يقدم والديك أي
شيء لأبرار ومهند وطفليهما....
صمت حسام وأخذ يقلب كلمات أنهار
في ذهنه عادت له صورة والده وقد
جزع كثيراً حين رأى فادي يبكي
ولم يعر أنهار أي انتباه وتذكر كيف
قد عم عليه هو ووالدته الحزن عندما
علما أن ساق فادي قد كسرت نتيجة
لوقوع أنهار به وكأنهم يوجهون اللوم
لأنهار لأنها وقعت به......
فقال: حسناً سأفعل ما طلبته...
ابتسمت أنهار بمكر وأسندت ظهرها
للفراش وأغمضت عيناها فهذا يريحها
أن ترى اللوم يوجه لأبرار.....
أخذت تقول أبرار: لا لم أفعل صدقوني
كان الجميع ينظر لها كمتهمة......
قالت والدتها:لما فعلت هذا يا أبرار لقد
فقدت أختك الطفل الذي لطالما انتظرناه
أ هذا بسبب غيرتك لطالما كانت تحدثني
أنهار بقلقها من غيرتك العمياء وها أنا
أرى ذلك بأم عيني.....
قالت أبرار: كيف أفعل ذلك وهي تحمل
طفلي ألا أخاف عليه أن يؤذى أن انهار
تكذب صدقوني.....
قال حسام: وما السبب الذي سيدفع أنهار
تكذب؟؟؟
قالت أبرار: لعله قد تهيأ لها أن أحداً قد
دفعها و ظنت أنه أنا لأني قلت لها بأني سآتي
خلفها مباشرة....
قال حسام: أن أنهار تركب وتنزل من فوق
الدرج باستمرار ولم يحدث لها أن وقعت
من فوق الدرج لا تكذبي يا أبرار أنت الفاعلة
أخذت دموع أبرار تتساقط وهي تقول:
لا لست أنا صدقوني....
ولكن الجميع أدار ظهره لها وسار وكان
مهند ينظر لها نظرات تقتلها.....
،،،
جلس مهند مقابلاً لأبرار وقال:
لما فعلت ذلك يا أبرار...
قالت أبرار:
صدقني يا مهند لم أفعل..
قال مهند:
أنا أعلم أنك غاضبة كثيراً من أنهار
بسبب الحب الذي أشعره تجاهها....
وفجأة أرتفع صوت مهند وبدأ الشرر
يتطاير من عينيه وهو يقول:
ولكن لم أتوقع يوماً أن تكوني مجرمة
وقاتلة كدت تقتلين أختك وفادي أيضاً
أ لهذه الدرجة أنت حقودة....
وخرج من الغرفة تاركاً أبرار لدموعها..
كانت نظرات الجميع لها نظرات احتقار
لما قامت به...
وأنصب اهتمام الجميع بأنهار التي عادت
للمنزل تعرج من ما جعل الجميع يشفق
لحالها....
كان مهند متأثراً كثيراً لحال أنهار فهي
قد أصابها ذلك بسببه وبدأ حبه يزداد
لها فقد أثبتت أنها صاحبة قلب كبير
حين رفضت أن تخبر الشرطة أن
سبب وقوعها هو أبرار فقالت:
إنه كان مجرد حادث....
شعرت أنهار بسعادة غامرة
فقد عاد الجميع يهتم بها وعاد
مهند إليها ولحبها من جديد
أخيراً عادت لها أيام السعادة
من جديد وأصبحت أبرار مجرد
نكرة في هذا المنزل.....
،،،
أخيراً يلتقي أنهار بمفردها في غرفة
المكتب وقفت أنهار وحاولت الخروج
سار مهند خلفها وقال:
أنا آسف يا أنهار لما سببته لك أبرار..
قالت أنهار: وما جدوى الأسف وقد
فقدت طفلي الذي كنت أنتظر وتشوه
جمالي بهذه العاهة....
قال مهند:
أبداً ستتحسنين قريباً ولا زلت جميلة
قالت أنهار: آه أشعر ببعض الألم هلا
أسندتني يا مهند....
أقترب مهند من انهار شعر بتيار
كهربائي يسري في جسده فهو بقرب
معشوقته أخيراً هاهو قريباً منها.......
لمحت أنهار عمها واقفاً..
دفعت مهند بقوة وهي تقول:
ما قلة التهذيب هذه ابتعد عني
أرجوك يا عمي أبعده عني...
كانت أبرار تنزل من على الدرج وهي
ترقب زوج عمتها واقفا بذهول وقد قطب
حاجباه وسمعت كلمات أنهار تلك....
وفجأة قفز زوج عمتها من مكانه أسرعت
أبرار للنزول رأت مهند ووالده رافعاً يده
هاهي يد والده تصفعه على وجهه....
انحدرت دموع أبرار على خديها ففي
هذه المرة وصلت متأخرة ولم تستطع
تحذير مهند فكان ما كان.....
صرخ والد مهند:أخرج من بيتي فأنت
رجل دنيء لا أريد أن أراك....
كانت أنهار تجلس على الأرض تصطنع البكاء
ولم تستطع إخفاء ابتسامتها حين سمعت
مهند يطرده والده من المنزل.....
أقبلت والدة مهند وهي تقول:
أرجوك يا أبا حسام هدأ من نفسك
ماذا حصل....
ووصل حسام كالأبله لا يعلم ما الذي يجري
أخذ والد مهند يشد ولده من ثيابه وهو يقول:
أخرج ولا تعد لقد تعبت منك أخرج....
وفتح البوابة الخارجية للمنزل ودفعه للخارج
أقبلت أبرار تسحب طفليها من يديهما وهما
يبكيان نظر نحوها الرجل العجوز وألتزم
الصمت....
أقبلت عمتها وهي تشد على يدها وتقول:
أتبعي مهند يا عزيزتي لا تتركيه بمفرده
خرجت أبرار وجدت مهند قد ركب السيارة
وهو مستعد للانطلاق ففتحت الباب الخلفي
وركبت مع طفليها....