العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي وقفة عند أسرار الولاية 22
قديم بتاريخ : 30-05-2013 الساعة : 12:04 PM


صحيح أن الله قد أنزل مع رسله البينات والمعاجز في سبيل إيمان الناس بهم، بيد أنه لم تكن تلك المعاجز بدرجة من الوضوح حتى تُغني الناس عن التفكير أو ترغمهم على الإيمان بسلب اختيارهم. نحن نجد هذه الحقيقة واضحة كلّ الوضوح في سيرة نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله). فعلى سبيل المثال لقد نقل المفسرون في شأن نزول سورة الكهف المباركة أنّ مشركي قريش أرسلو رسولين إلى يهود المدينة ليستفسروهم عن رسالة النبي (صلى الله عليه وآله). فأجابهم اليهود أن اسألوه ثلاثة أسئلة، فإن كان رسولا من قبل الله فعلا سيجيبكم عنها، وإلا فلا. فعندما طرح مشركو قريش الأسئلة الثلاثة على النبي (صلى الله عليه وآله)، استمهلهم يوما وقال لهم سأجيبكم غدا، ولكن تأخّر نزول الوحي خمسة عشر يوما. فتمسك المشركون بهذه الذريعة لتكذيب الرسول (صلى الله عليه وآله).[1] أو كانوا يقولون في مواقف أخرى: إن كان هذا الرجل رسولا من قبل الله حقا، فلماذا لا ينزل عليه ملك يثبت أحقيته.[2] طيّب، فيا ترى أما كان الله قادرا على إنزال الوحي في حينه بلا تأخير، وألم يكن قادرا على إنزال ملك ظاهر على النبيّ وبذلك يرغم كلّ المخالفين على الإيمان؟ إنه كان قادرا بالتأكيد، ولكن لم يكن الله بصدد فرض الإيمان على الناس رغما على اختيارهم.
فبرأيكم هل أن هذه الأفلام والمسلسلات التي تحاول تجسيد حضور الشيطان بين الناس قد أصابت المنهج الصحيح؟ قد يبرر البعض أمثال هذه المسلسلات قائلا: «إن تجسيد الشيطان مدعاة لانتباه الناس وحذرهم». ولكن ألم يقدر الله على تجسيد الشيطان وإظهاره ما يدعو الناس إلى الانتباه والحذر؟ وقد يقول البعض: «على كلّ إن تأثير هذه المسلسلات تأثير إيجابي». ولكن حقيقة الأمر أنها لا تترك أثرا إيجابيا أبدا. إذ إن هذه البرامج تجعل عقل الإنسان في عينه. ولو كان الله بصدد إنجاز هذا المشروع لما خلق الإنسان ولاكتفى بخلق البهائم. حيث إن عقول البهائم في أعينهم وأنوفهم؛ يشتمّون ما حولهم فكلما مرّوا على طعام يأكلونه وإلا فيمرّون عنه. أما الإنسان فمن شأنه أن يدرك الشيطان بعقله لا بعينه.
إن عملية استخدام الدعايات وجميع العوامل المؤثّرة على الإنسان بشكل عام لابدّ أن تخضع لحدود معيّنة. لقد خاطب الله رسوله في القرآن الكريم: (وَ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى‏ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلين).[3] على أساس ما قاله العلامة الطباطبائي في تفسيره، المقصود بالآية في هذه الآية هو آية سحرية ترغمهم على الإيمان بسلب اختيارهم، وهذا ما لا ينسجم مع حكمة الله إذ أراد لهذه الدنيا أن تكون دار الاختيار وأن تجري الدعوة إلى الحق وقبولها على مجرى الاختيار.[4]

الغرب واستخدامه المطلق للدعاية والإعلام

لقد بات الغرب يستخدم الدعايات بشكل فضيع؛ حيث إن الدعايات و الحرب النفسية أصبحت تمثّل أهم عناصر نجاح الحكام والسياسيين في الغرب. فليس لعمالقة الإعلام الغربي اليوم شأن ودور غير إقناع الجمهور على السياسات العامة للحكّام. ومن جانب آخر نحن نعلم جميعا من هم أصحاب وسائل الإعلام وشركات الدعايات.
مهما ضيّق الله سبحانه نطاق استخدامه لوسائل الدعاية والإعلام احتراما لعقول الناس، نجد الغربيين قد تعاطوا هذه الأدوات على نطاق واسع غير محدود دون احترام لعقول الناس وإدراكهم. ثم يعتبرون فعلهم هذا «فنّا». هناك دروس جامعية أنشأوها في سبيل تعليم أحدث أساليب خداع الناس بالفنّ والدعايات، فيتعلم الطلاب عبر هذه الدروس أساليب خداع الناس من أجل ترغيبهم لشراء بضاعة أو إدلاء الصوت لصالح مرشح.
إن إنتاجات «هوليوود» السينمائية من أبرز مصاديق هذه الحقيقة. فإن هذه الأفلام السينمائية لا تحترم إنسانية المشاهدين. إن احترام الإنسان هو أن لا تخدعه بالفنّ حتى وإن كنت ترمي إلى هدف صحيح. هذا هو دأب الإسلام، حيث إنه يأبى استخدام الفنّ في سبيل خداع الناس وجرّهم إلى الصراط المستقيم، بينما ما يمارس في الغرب اليوم هو استغلال الفنّ في سبيل خداع الناس وإغوائهم إلى متاهات ومهالك. لاحظوا مدى البون الشاسع بيننا وبينهم. الإسلام يرفض الخداع حتى وإن كان ذلك في سبيل جرّ الناس إلى الله ورسوله، بينما في الغرب يستخدمون شتى أساليب الإغراء والخداع ليدفعوا الناس إلى قعر مستنقعات الفساد.
تنطوي جميع الأفلام المنتجة في العالم على أثر ظاهريّ يعيه أكثر المشاهدين، بيد أنه لا تقتصر آثارها إلى هذا الحدّ، فإنها تضمّ بين لقطاتها أثرا لاشعوريا يخفى عن أغلب المشاهدين. وإنّ الأمر الخطير جدا هو ما يتركه الفيلم من آثار على لاشعور الإنسان. الآثار اللاشعورية هي التي تدفع أكثر منتجي الأفلام إلى تقبّل أعباء الإنتاج وصرف المبالغ الباهضة والأوقات المديدة. وحري بالذكر أن بعض هذه الآثار الخفية قد خفيت حتى عن منتج الفيلم نفسه. فلم يرمِ المخرج إلى هذا الهدف الخفيّ، ولكن تجد الفيلم يترك الأثر على روح المشاهد من حيث لا يشعر، ومن دون أن يهدف إليه المخرج. فينبغي أن تكون هذه الحقيقة بمثابة صفارة الإنذار لتمنعنا عن مشاهد أيّ فيلم بكل بساطة.

يتبع إن شاء الله...

[1] تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏8، ص: 57.
[2] «وَ قَالُواْ لَوْ لَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَک» (انعام،9).
[3] الأنعام، 35.
[4] العلامة الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج7، ص64.



من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-06-2013 الساعة : 11:48 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبواسد البغدادي [ مشاهدة المشاركة ]
اللهم صل على محمد وآل محمد

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبواسد البغدادي [ مشاهدة المشاركة ]
بارك الله بكم اخي الموالي وفقكم ربي

ممنون ياطيب


اللهم صل على محمد وآل محمد
شكرا جزيلا لك أخي العزيز أبا أسد البغدادي على هذا التفاعل الطيب والحسن
جعلك الله من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي وقفة عند أسرار الولاية 23
قديم بتاريخ : 08-06-2013 الساعة : 03:24 PM


كيف تتعامل مع من دخل بيتك دون إذنك؟ فهذا ما يفعله منتجو الأفلام إذ يقتحمون قلوبنا وينالون منها ما يشاؤون دون استئذان. إن الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية تدخل في نفوسنا بلا استئذان ثم تقوم بتغيير ما نرغب به وما نهواه. فمن هذا المنطلق نحكم على الغرب بالتخلّف والرجعية. إنّ من الهمجية أن يتلاعبوا بأهواء الناس ورغباتهم كيف ما يشاؤون وبلا استئذان. هل تتصورون أن مقتضى طبيعة الناس قد جعلتهم يميلون إلى الفحشاء والفجور بهذا القدر؟ الواقع هو أن الإنسان الغربي قد خرج عن طوره الطبيعي بعد ما تلاعبوا برغباته، وإلا فالإنسان بطبيعة حاله لا يحمل مثل هذه الرغبة الشديدة إلى الإباحية الجنسية والأخلاقية. إن حبّ الأسرة والأولاد والأب والأم مودع في فطرة جميع الناس، بيد أن الغربيين قد تلاعبوا بهذه الفطرة أيضا. لقد فقدت الأسرة معناها الحقيقي في الغرب، ما أدى إلى تولّد نسبة عالية من أولاد الحرام في أمريكا والبلدان الأوروبية، إذ لم يولدوا نتيجة زواج رسمي. ولهذا تجد في دوائر الغرب يتمّ تسجيل الأولاد على أساس نسبتهم إلى أمّهاتهم، إذ آباء كثير منهم مجهولون. فما معنى هذه الظاهرة؟ هل لها معنى غير انحطاط الأسرة وعلاقة الوالدين بالأولاد وبالعكس؟
بودّي أن أشير إلى هذه الحقيقة بين القوسين، وهي أن من شأن بعض هذه الأفلام أن تسلب منّا إسلامنا أيضا. فعلى سبيل المثال، لعلكم شاهدتم في بعض المسلسلات البوليسية والجنائية أن يجعلوا الدور الرئيس في المسلسل لفتى وفتاة جميلين رشيقين، فيمثّلان معا في دور واحد ومهنة واحدة كإطفاء الحريق أو إسعاف أو أن يكونا شرطيين أو عاملين في المعدن وما شابه ذلك. فيمارسان عملهما معا بلا أية مشكلة أو إحراج. وهذا كذب على الجمهور. فإنّ مثل هذه المشاهد لا تحدث في مكان حتى في الغرب. ونتيجة أمثال هذه اللقطات هو أن يتبادر في أذهاننا هذا السؤال وهو إذا يستطيع الناس أن يعملوا ويتعاونوا معا بهذه البساطة والسهولة دون أية مشكلة، فما الداعي من هذه التعقيدات والأوامر الصعبة التي يفرضها الإسلام بشأن علاقة المرأة مع الرجل؟ إذن لا خير في الإسلام.

5ـ العمل السياسي

واحدة أخرى من أدوات إدارة المجتمع، هي «السياسة» أو بعبارة أخرى «العمل السياسي». لقد أضحت السياسة في عرف الأوساط الدولية بمعنى الحيل السياسية وما يجري ما وراء الكواليس من إجراءات. ولم تكن هذه النشاطات غير مذمومة لدى العرف الدولي وحسب، بل تعتبر إحدى نقاط القوة في الرجل السياسي هو أن يكون قادرا على حلّ المشاكل عن طريق التفاوض والتواطؤ خلف الستار. بيد أنّ هذه الفكرة مرفوضة لدى رؤية الإسلام والمنهج الولائي في إدارة المجتمع.
كان المجتمع يتّهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه خير مبارز ولكن لا علم له بالسياسة! وفي المقابل، كان يعتبر معاوية سياسيا محنّكا لما يمارسه من دجل ومكر وخديعة. وذلك بسبب أن في النموذج الذي ترسمه الحكومة الولائية، لا يحقّ للحاكم أن يستخدم العمل السياسي والإجراءات الخفيّة السياسية أكثر مما تسمح له القواعد والقيم.
طبعا ومما لا شكّ فيه، لا ينبغي أن يطّلع جميع الناس على أخبار وأسرار المجتمع تماما، إذ لابدّ من كتمان بعض الحقائق وتسيير بعض الأمور بالخفاء، ولا سيما ما يرتبط بأمن البلد وحفظ كيان المجتمع، ولكن لا يعني هذا هو أن يكون الحاكم مطلق العنان في تسيير جميع المطالب والأهداف عن طريق التفاوضات السياسية خلف الستار، حتى وإن كان أمره وهدفه لصالح الشعب؛ وهذا أمر عجيب. ليس للحاكم أن يحقق مآربه عن طريق الضغط والتفاوض وراء الكواليس، حتى وإن كان مآل غرضه لصالح الناس.
فعلى سبيل المثال إن ارتفع سعر بضاعة ما بسبب احتكار بعض التجّار، أو فيما إذا حدثت مشكلة سياسية أو اجتماعية في المجتمع نتيجة مواقف غير أخلاقية لبعض السياسيين، لابدّ للحاكم هنا أن يسعى لحلّ الأزمة، ولكن لا يحقّ له أن يتفاوض أو يتواطأ مع المحتكرين أو السياسيين بمنأى عن أنظار الشعب وأن يطالبهم بحلّ المشكلة إزاء منح بعض الامتيازات لهم. فبالرغم من أن الحاكم لا يبحث وراء أية مصلحة شخصية من خلال هذه المفاوضات، ولا يقصد سوى خدمة الشعب، ولكن مع ذلك لا يحق له هذا العمل. وهذه من دقائق الحكومة الولائية.
إن عملية العزل والنصب من أبرز مصاديق العمل السياسي. ولكن لا يحقّ للحاكم أن يمارس ذلك بغض النظر عن القيم والأحكام الإسلامية. فعلى سبيل المثال في أحداث عام 78ش. (1999م.) في مهجع جامعة طهران،[1] زار بعض مسؤولي النظام سماحة السيد الولي وطلبوا منه أن يعزل رئيس شرطة طهران. فسألهم سماحة السيد الولي هل كان مقصرا في هذه الأحداث؟ فقالوا: كلا، ليس له أي تقصير في هذه القضية، ولكن لابدّ من عزله في سبيل تهدئة الأوضاع. فقال سماحة السيد الولي: «إن لم يكن الرجل مقصّرا فلا أستطيع أن أعزله. وإن فعلت ذلك، فكيف تستطيعون بعد هذا أن تقتدوا بي في الصلاة؟». لعلّه لو كان سماحة السيد قد عزل رئيس شرطة طهران آنذاك، لانحلت مشاكل كثيرة، خاصة وكانت إحدى أهمّ مطالبات الطلاب المحتجّين هي عزل رئيس الشرطة في طهران، ولكنه لم يقدم على ذلك، إذ كان يرى ذلك مغايرا للعدل. هذا هو أحد الحدود التي لابدّ من أخذها بعين الاعتبار في مسار العمل السياسي.

يتبع إن شاء الله ...



[1]. في 09/07/1999 اقتحم مهجعَ طلاب الجامعة بعض الشباب المدنيين باسم حركة التعبئة، بعد ما كان بعض طلاب الجامعة قد خرجوا محتجين على إغلاق صحيفة سلام، فشن هؤلاء المدنيّون هجوما على طلاب الجامعة كما تعدّوا على أموالهم وأصابوا بعض الطلاب بجروح. إن هذه المبادرة السيئة التي لقت استنكار سماحة السيد القائد آنذاك، وقعت ذريعة بيد بعض الطلاب المغرّر بهم ليقيموا احتجاجات وإضرابات في الشوارع المحيطة بالجامعة لعدة أيام وبتحريض ودعم الأعداء الأجانب وقيادة بعض عملائهم في الداخل، ويخوضوا مواجهات مع قوات الشرطة. وأخيرا انتهت هذه الأزمة ببيان سماحة السيد القائد التاريخي في تاريخ 14/07/1999م.


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-06-2013 الساعة : 03:44 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبواسد البغدادي [ مشاهدة المشاركة ]
اللهم صل على محمد وآل محمد

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبواسد البغدادي [ مشاهدة المشاركة ]
احسنتم كثيرا وجزاكم ربي خيرا استفدنا

متابعين ...


وفقك الله لكل خير أخي العزيز
وأشكرك جزيلا على حسن متابعتك ومواكبتك للموضوع


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي وقفة عند أسرار الولاية 24
قديم بتاريخ : 17-06-2013 الساعة : 12:03 PM


كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يمارس العزل والنصب كذلك، ولم يكن مجتنبا عن أيّة مبادرة سياسية، ولكن لم يتجاوز الضوابط والحدود في جميع حركاته السياسية، وهذا ما كان يثير عجب أصحابه ومقرّبيه. من أبرز مصاديق التزامه بهذه الحدود هو عزل معاوية من ولاية الشام في أوائل أيام خلافته. فقد جاء بعض كبراء المدينة ووجهائها إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وحذّروه عن ذلك. وكان تحليلهم هو أن الرؤية السياسية تقتضي أن لا تحرّك ساكنا في هذه العجالة، فأبقه في منصبه كيما تتّسق عرى حكومتك ويأخذ البيعة لك، ثم اعزله إن بدا لك.[1] ولكن لم يكن عليّ ممن يفدي الحقّ لبعض المصالح.
كما كان معاوية نفسه يعرف منهج علي الولائي. ولهذا عندما جاءه رسول أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الشام، أخّره وأبطأ عليه بالتفاوض حتى يجيّش جيشه لمواجهة أمير المؤمنين (عليه السلام). فكان قد اعترض على أمير المؤمنين (عليه السلام) بعض أصحابه كمالك الأشتر بأنّ رسولك غير كفوء لهذه المسؤولية وقد خدعه معاوية لتجهيز جيشه. وعندما رجع رسول أمير المؤمنين (عليه السلام) عاتبه مالك ما أدّى إلى مغادرته للعراق وترك نصرة أمير المؤمنين (عليه السلام).[2]
إن حدود استخدام الأساليب السياسية عويصة ومعقدة جدا، فلا يقدر على تشخيصها والالتزام بها كل إنسان. ومن جانب آخر أولئك الذين يعجزون عن فهم هذه الحدود الدقيقة والحسّاسة، يعجزون عن تحليل مواقف الحاكم وسلوكه بطبيعة الحال. فعلى سبيل المثال في أيام انتصار الثورة الإسلامية، مع أن الإمام (ره) كان يعرف حزب «نهضة الحرية» جيدا، بيد أنه نصّب المهندس بازركان لتأسيس الدولة المؤقتة. وبعد سنين من تلك الأيام وفي رسالته المعروفة بشأن عزل المنتظري قال: «والله لم أكن موافقا على رئاسة وزراء بازركان منذ البداية».[3] أو في قضية رئاسة بني صدر بالرغم من أن الإمام (ره) لم يكن موافقا على رئاسته ـ بشهادة نفس هذه الرسالة التي مرّ ذكرها ـ ولكن بعد ما تمّ انتخابه من قبل الناس، بقي مدافعا عنه إلى آخر لحظة، وحتى قد منحه قيادة القوى العسكريّة، ولم ينفك الإمام عن دعمه لبني صدر بالرغم من اعتراض عدد كبير من المؤمنين وأنصار الثورة الحقيقيين. هذه هي تلك الرموز الخفية التي إن كشف الستار عنها تقدر على جذب شعوب العالم إلى مفهوم الولاية.

السبب في استخدام الولاية لأدواة القوة في نطاق ضيّق

1ـ مراعاة كرامة الناس

كما أشير إليه في الأبحاث الماضية، إن أحد أسباب استخدام الولاية لأدواة القوة في نطاق ضيّق، هو مراعاة كرامة الناس واحترام عقلهم وإدراكهم. فإذا أراد الوليّ أن يستغلّ صلاحياته كلّها لتسيير جميع مآربه، فيقتضي ذلك أن يتجاهل إدراك الناس وإحساسهم. فمن هذا المنطلق ومن أجل احترام كرامة الناس، تقوم الولاية برسم حدود لاستخدام أدوات القوة.
لا شكّ في أن هذه الكرامة ستهان حين استخدام القوّة القهرية في نطاق واسع ولا داعي لتبيين هذه الحقيقة. إذ لو اُرغم أحدٌ ما بفرض القوّة على فعل خاص أو تبنّي رأي خاص فقد هتكت كرامته. بيد أن هذه الحقيقة غير واضحة في استخدام باقي أدوات القوة على نطاق واسع غير محدود. ولعلّ كثيرا من الناس لا يدركون إهانة كرامتهم إثر تعاطي هذه الأدوات على نطاق واسع.
إن هذه الظاهرة لواضحة كلّ الوضوح في مجالي القانون والدعايات. ففي كثير من البلدان تمّ تنظيم ظواهر البلد وحياة الناس عن طريق وضع مختلف القوانين، وقد تروق مظاهر البلد المنتظمة لدى بعض الناس. بيد أن أبناء هذا البلد نفسه والمشاهدين الأجانب قد غفلوا عن هذه الحقيقة وهي أن هذا النظم هو نتاج سحق كرامة الناس.
وكذا الأمر بالنسبة إلى الدعايات والإعلام. فعندما تُمسخ رغباتُ الناس ونزعاتهم نتيجة قصف دعايات الإعلام، قد لا يتبادر لأحد في بادئ الأمر أن أهينت كرامته، ولكن في الواقع لا يحقّ لأحد أن يتلاعب برغبات الإنسان دون إذنه. فأولئك الذين يمارسون هذا الفعل عن طريق الأساليب الدعائية في الواقع يتجاهلون كرامة الناس.
إن عقول الناس وإدراكاتهم من أهمّ الأمور المحترمة في مسار إدارة المجتمع على أساس المنهج الولائي. فلن تسحق الولاية كرامة الناس أبدا، حتى وإن كلّف هذا الاحترام وجودها وموقعها في المجتمع. تقتضي الرؤية الولائية أن يعي الناس بأنفسهم كثيرا من القضايا والحقائق ويتخذوا القرار الصائب ويسلكوا الطريق الصحيح باختيارهم. ومن هذا المنطلق لن تستخدم الولاية أدواتها وقواها على سبيل الإطلاق وبلا حدود.
كما مرّ في الأبحاث الماضية، مقتضى حياة الإنسان هو أن تتبلور في الجتمع بعض القوى، ففي سبيل أن لا تأخذ هذه القوى منحى الظلم والطغيان، لابدّ من وجود قوة مركزية لكي تسيطر على جميع هذه القوى المتبلورة في المجتمع. وقلنا في سبيل أن لا تتورط هذه القوة المركزية بالظلم، لابدّ أن تكون معينة من قبل الله. الولاية هي القوة المركزية التي لا أنها لا تظلم الناس فحسب، بل إنها تحترم الناس وتحافظ على كرامتهم بدرجة عالية جدا.

يتبع إن شاء الله...


[1] مروج الذهب، ج2، ص355.

[2] وقعة صفين، ص60.

[3] صحیفه امام، ج21، ص331.


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي وقفة عند أسرار الولاية 25
قديم بتاريخ : 19-06-2013 الساعة : 10:22 AM


2ـ السعي لهداية الناس

ليس الهدف الرئيس في الحكومة الولائية هو تأمين أولى الاحتياجات البشرية، بل الهدف والغاية من تشكيل الحكومة الولائية هي إيصال الناس إلى الله عز وجل. طبعا لا شك أن تحقيق هذه الغاية القصوى سيوفّر الغايات والأهداف المتوسطة والابتدائية من باب الأولى.
فباعتبار أن الهدف الرئيس للولاية هو إيصال الناس إلى الله، فلهذا لن تسمح لنفسها في هذا المسار أن تستعمل أدوات القوة على نطاق واسع وبلا حدود. لابدّ للناس أن يصلوا إلى الله باختيارهم وبإرادتهم. بعبارة أخرى لن يفرض الوليّ شيئا على الناس في سبيل هدايتهم ولن يستعمل أدواته بشكل غير محدود.
النقطة المهمة التي لابدّ من الالتفات إليها هو أنه أيّة حكومة لا تهدف إلى إيصال الناس إلى الله فهي حكومة ظالمة. أية حكومة وقوّة تتبلور في المجتمع وكان هدفها غير إيصال الناس إلى الله فمآلها الحتمي هو الظلم. بعبارة أخرى لا يمكن أن يترأس حاكم غير إلهيّ على حكومة ثم نتوقّع منه أن يراعي كرامة الناس.
لا سبيل لحياة الإنسان إلى الطمأنينة والاستقرار إلا أن يكون اتجاهها ومنحاها إلى الله. فإن لم يكن اتجاهها إلى الله، لعلها تعيش في فترة أو في مكان ما يسمّى بحالة الراحة والاستقرار، بيد أنها وفي آخر مطافها ستنتهي إلى الظلم. ليس لأحد سوى عبّاد الله أن يوفّر للناس الكرامة والحريّة والرفاه والعدل. ومتى وصل الناس إلى هذه النتيجة عندها ينبغي أن نترقب ظهور المنقذ (عج). إن دأب عبّاد الله الحقيقيين هو أن يهدوا الناس إلى السعادة والهدى باختيارهم وإرادتهم، فلا يدفعون في هذا المسار أحدا رغما على إرادته.
لقد أشارت الزهراء سلام الله عليها إلى هذه الحقيقة عندما زارتها نسوة المدينة. فقالت لهم في مطلع حديثها: «ما الذي نقموا من أبي الحسن». ثم بدأت تبيّن لهم هذا المعنى وهو أنه صحيح أن عليّا قد شدّد على نفسه ولزم الحياة الصعبة في سبيله الذي يمضيه إلى الله، بيد أنه لن يلزمكم ما ألزم به نفسه. إنه سيأخذ بأيديكم إلى شاطئ الهدى ويدلّيكم على عين المعارف الإلهية من دون أن يضيّق عليكم أو ينغّض حياتكم. سوف يعاملكم برفق وتسامح حتى تختاروا درب الهدى باختياركم وإرادتكم؛ «وما نقموا والله منه الا نكير سيفه ونكال وقعته وشدة وطأته وقلة مبالاته بحتفه وتنمره في ذات الله و تالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله و مالوا عن المحجّة اللائحة و زالوا عن قبول الحجّة الواضحة لردهم إليها و حملهم عليها و لسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه و لا يكل سائره و لا يمل راكبه و لأوردهم منهلا نميرا صافيا رويّا فضفاضا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه...».[1]
محصل الكلام: من هذا المنطلق لابدّ للقوة المركزية (الولاية) أن تضيّق نطاق استخدامها لأدوات القوة وذلك لسببين: الأول هو الحفاظ على كرامة الناس وهو أمر مرتبط بالأسلوب والمنهج؛ والثاني هو السعي لهداية الناس، وهو مرتبط بالهدف والغاية. وبالمناسبة، إن الالتزام بهذين المعيارين، له علاقة مباشرة بحبّ الناس ومعنويتهم. فعندما نرى مدى اهتمام الأولياء الربانيين بكرامة الناس، تمتلئ قلوبنا حبّا ومودة لهم، وعندما يلتزم هؤلاء الأولياء بالهدف الرئيس وهو إيصال الناس إلى الله، تتبلور وتزدهر المعنوية في القلوب.
عندما يتشرف الإنسان في حرم الإمام الرضا (عليه السلام) ويزور أهل البيت (عليهم السلام)، تتصف هذه الزيارة والعلاقة بجانبين؛ فإنها علاقة حبّية ومعنوية في وقت واحد. هناك يتصل الإنسان بالله اتصالا معنويا، لماذا؟ لأن أساس الإمامة والولاية هي حركة تسوق الإنسان إلى الله. ومن جانب آخر، يعيش الإنسان في حرم الإمام الرضا (عليه السلام) علاقة الحبّ والمودّة مع الإمام. وسبب هذا الحبّ هو أن الإمام يحترم الإنسان ويهتمّ بكرامته.

استقلال الناس تحت لواء الولاية

كما مرّ سابقا، إن الولاية بمعنى القيمومة على الناس وإدارتهم. وهذا التعريف الصحيح قد وجّه لها تهمة كبيرة على مرّ الزمان وهي أن مقتضى دورها هو سلب استقلال الناس. إن الله قد خلقنا أحرارا مستقلّين، بيد أن الولاية بصدد المسك بزمام أمورنا والقيمومة علينا، ومعنى ذلك هو سلب استقلالنا. فمن جانب يودّ الإنسان أن يتكئ على نفسه ومن جانب آخر تشيرون عليه أن يكون تبعا للولاية متكلا عليها.
بالرغم من أنّ الولاية تقود الناس وترأسهم مع حفظ كرامتهم وهذا ما قد سبب مظلوميتها على مرّ التاريخ، ولكن مع ذلك تتعرض دائما لتهمة أنها تلقي بظلالها على استقلال الناس. فانطلاقا من أهمية هذا الموضوع، حريّ بنا أن نقف عنده في بعض النقاط بشأن علاقة الولاية مع استقلال الناس.

يتبع إن شاء الله...

[1] «مَا الَّذِي نَقَمُوا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ...» الاحتجاج علی اهل اللجاج، ج1، ص108


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان

الرحيق المختوم
عضو برونزي
رقم العضوية : 77449
الإنتساب : Feb 2013
المشاركات : 320
بمعدل : 0.08 يوميا

الرحيق المختوم غير متصل

 عرض البوم صور الرحيق المختوم

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : الرحيق المختوم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي وقفة عند أسرار الولاية 26
قديم بتاريخ : 26-06-2013 الساعة : 11:17 AM


الولاية تؤمّن استقلال الناس؛ لا تراعيها

يسأل البعض هل أنّ الولاية تراعي استقلاليتنا أم لا؟ أو كم هي تحترم حدود استقلالنا؟ فبدلا من الإجابة عن هذا السؤال نقول إن هذا السؤال خاطئ من أصله. إذ إن الولاية هي التي تؤمّن استقلال الناس؛ فلا يأتي الاستقلال من قِبَل مصدر آخر حتى نسأل الولاية هل أنّها تحترم هذا الاستقلال أم لا.
إن حكمة وجود الولاية هي أن تراقب هذا النظام التسخيري المضطرب كيلا يعتدي على الناس أحد. ومن أبرز مصاديق الاعتداء هو سحق استقلالية الناس. فلا تسمح الولاية لأحد أن يستغل مواهبه الإلهية ليسخّر الناس أكثر ممّا أذن الله له؛ أي يتعدى بذلك على استقلاليتهم. فمن هذا المنطلق لابدّ أن نقول أساسا إن الولاية جاءت لتكون ضمانا لاستقلاليّة الناس.
والمعنى الخاطئ الآخر الذي قد يستنبط من مفهوم الولاية هو أنه إذا كان ولي الله مولانا وقيّمنا، فلا داعي بعد لتفكيرنا، إذ إن الولاية سوف تفكّر وتتخذ القرار بدلا عنا، وليس شأننا عندئذ سوى أن نقول سمعا وطاعة وننفّذ ما صدر عن الولي من أوامر. نعم، من يخضع تحت لواء الولاية سوف يتولّاه الولي، ولكن ليس هذا بمعنى سلب مسؤولية التفكّر والتعقل من الناس.
مثله كمثل الأب المتمكّن الثريّ القادر على توفير كل ما يحتاج إليه ابنه، ولكن مع ذلك يرسل ابنه للسوق ويشير عليه بتعلّم مهنة ويقول له: «اذهب واختر عملك ومهنتك بنفسك، وأنا كذلك أدعمك وأحميك». فهذا الأب غير عاجز عن إعطاء رأس مال ضخم لابنه، ولكن يريد لابنه أن يعتمد على نفسه. ولعلّ الولد يخطأ في اختيار العمل، ولكن يراقبه الوالد من بعيد وبعد ما عرف الابن بخطأه قد يأخذ الأب بيده وينجّيه من ورطته. فهنا قد أعطى الوالد لابنه الفرصة للتفكير واتخاذ القرار واختيار العمل بنفسه. وكذلك الأمر في علاقتنا بالولاية فإنها تشبه هذه العلاقة. فمع أن الولاية تدعمنا وتحمينا ولكن ليس معنى هذا الدعم هو سلب استقلالنا والتفكير بدلا عنّا.
على أيّ حال إنّ تهمة «سلب استقلال الناس» الموجّهة للولاية بعيدة كل البعد عن الإنصاف. فهي تشبه في لؤمها ما إذا أخرجت نقودا من جيبك لتنفق بها على سائل فقير، ثم يتهمك الشرطي بأنك قد سرقت هذه النقود من الفقير! كم هي تهمة مؤلمة؟! هذه هي حكاية الولاية مع هذه التهمة. إن دور الولاية هي أن تراقب معادلات المجتمع وتحافظ على استقلال الناس، ثم يتهمها البعض بأنها تهدّد استقلالهم.

الولاية تؤمن ثلاثة أنواع من الاستقلال

إن سبب ظلامة أولياء الله هو اهتمامهم بتأمين استقلال الناس. فلأنهم قد صبّوا معظم اهتمامهم في سبيل الحفاظ على استقلال الناس قد تعرضوا لأشد التهم والافتراءات. فلم يكسبوا بمقاومتهم هذه في سبيل صيانة استقلال الناس إلا التعرّض لأنواع الظلامات. وما أشدّها من ظلامة على شخص صرف كلّ اهتمامه من أجل حفظ استقلال الناس، ثم يُتّهم بعدم مراعاتها. على أي حال إن الولاية تؤمّن ثلاثة أنواع من الاستقلال فنشير إليها تاليا:

1ـ الاستقلال العقلي

أهمّ أبعاد استقلال الإنسان هو استقلاله في الفكر والإدراك والعقل والإحساس. وكما سبق ذكره في الأبحاث السابقة، إن الولاية تؤمن هذا البعد من أبعاد الاستقلال بروعة بالغة. لماذا لم يأتنا الإمام المنتظر (عج) في منامنا ولم يرشدنا عند حيراتنا وترددنا في مفترقات الطرق؟ لماذا لم يرسل الله ملائكته ليرشدونا ويهدونا؟ لأنه لابدّ أن نعيش حالة الاستقلال العقلي. يجب أن نختار ونتخذ القرار بأنفسنا لنرتقي ونتطور ونرشد في سياق هذه القرارات. إن نتيجة هذا الاستقلال لصالحنا حتى وإن عثرنا وسط الطريق، إذ بهذه العثرات نحصل على التجربة والخبرة لتكملة المسير في هذا الدرب.
وليس هذا بمعنى أن الله لا يعين عباده قطّ وقد تركهم سدى فانشغل عنهم بشغل آخر! كلا، فقد جعل الله للناس رسلا ظاهرة وباطنة ليهتدوا بهم، ولكن بعد كل هذا، الشخص الذي يجب أن يتخذ قراره ويختار طريقه في آخر المطاف هو الإنسان نفسه. فعلى سبيل المثال أحد نماذج احترام الله لاستقلال الناس العقلي، هو عدم ذكر اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في القرآن. فإذا أراد الإنسان أن يتلو القرآن بعقله، يجد أن جميع آيات القرآن تشير إلى ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكنه إذا أراد أن يتلوه بعينه وحسب، لا شكّ في أنه لن يعثر على اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في القرآن. وقد أراد الله منا أن نستخدم عقولنا. فلو كان المفترض هو أن لا تستخدم الناس عقولهم فما الفرق بينهم وبين البهائم؟
لا شكّ في أنّ منهج الولاية في اهتمامها بالاستقلال العقلي للناس مما يزيد من صعوبة التكليف وتعقيده. وذلك لأن الولاية قد لزمت على نفسها أن لا تصرح بكثير من الأوامر، فيتعين على أنفسنا أن ندركها ونعيها وحدنا، كما أنها لا تصارحنا بكثير من التفاصيل والجزئيات فلابدّ لنا أن نتوصل إليها وندركها.
تريد الولاية مطيعا تابعا، ولكن لا تابعا أعمى. فلو كانت الولاية بصدد تربية أتباع عُمْي لكانت قد عالجت جميع المشاكل لحد الآن. إنها ليست بصدد إدارة قطيع غنم، بل تريد أن تتولى مجموعة أناس مثقفين وفاهمين. تريد الولاية مجموعة من الأشخاص الذين يشخّصون تكليفهم من دون أن يوجّه الوليّ لهم أمرا.

يتبع إن شاء الله ...


من مواضيع : الرحيق المختوم 0 الأستاذ بناهيان: نحن نأمل أن تتحقق مقدمات الظهور بانهيار إسرائيل
0 الأستاذ بناهيان: الدنيا ساحة سباق والشهداء هم الفائزون
0 علائم المتقي في هذا الزمان
0 فطائر ومعجنات فكرية
0 استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام/الأستاذ بناهيان
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:32 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية