عقدت في مدينة جدة مساء الاثنين قمة ثلاثية جمعت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وملك الأردن عبدالله الثاني والشيخ الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بدولة الإمارات بحثوا خلالها التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة الوضع في سورية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) مساء الاثنين أن الملك عبدالله بن عبد العزيز استقبل في قصره بجدة اليوم العاهل الأردني وولي عهد أبوظبي.
وذكرت مصادر دبلوماسية في العاصمة الاردنية عمان لـ “راي اليوم” ان هذه القمة “تؤسس لمحور عربي جديد فيما يتعلق بالملف السوري، وتشكل تضامنا مع السعودية فيما يتعلق بموقفها الاخير الاحتجاجي ضد الامم المتحدة والمتمثل برفضها لمقعد مجلس الامن الدولي.
وتوقعت ان يتصاعد دور الاردن كبوابة لعبور اسلحة سعودية متطورة للمعارضة السورية المسلحة ولم تستبعد ان تقترب الامارات، التي ظلت اقل حماسا لدعم المعارضة السورية المسلحة من الموقف السعودي.
تدهور صحة الملك واستمرار تصدع مجلس البيعة لعائلة آل سعود وضغوط لعودة الأمير أحمد
داخل أروقة قصر الأمير سلمان بن عبد العزيز النائب الأول للملك, اجتماعات سرية لا تزال مستمرة تتخللها لقاءات جانبية مرتبة للتشاور مع أمراء تم نفيهم خلال العامين الماضيين للخارج بمقابل مادي للتوقف والابتعاد عن سياسات العائلة المالكة والشؤون الداخلية للبلاد, في وقت تتزايد فيه المخاوف من وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي اخضع مجدداً لفحوصات ومراقبة طبية مكثفة بعد تزايد الآلام المبرحة التي شلت قدرته على التحرك بداية الأسبوع الحالي. تعقد العائلة السعودية المالكة منذ اسبوعين على التوالي سلسلة من اللقاءات والاجتماعات بين كبار الأمراء للتباحث في كيفية إيجاد وإحلال أعضاء جدد في المناصب والوزارات السيادية نتيجة تدهور وأفول السياسة الخارجية السعودية خلال العام الحالي على الصعيد الدولي ككل. وذكرت مصادر وثيقة الصلة لـ"مرآة الجزيرة" أن اجتماعات مجلس البيعة للعائلة المالكة والمتكررة منذ بداية شهر رمضان الماضي التي تمت داخل قصر الأمير سلمان بن عبد العزيز النائب الأول للملك, لم تستطع التوصل للجم هوّة الخلافات المتفاقمة أو إيجاد توافقية بين الأبناء المتبقين للملك "المؤسس" عبد العزيز آل سعود لاختيار أمراء جدد من الجيل الثاني من أبناء وزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز وأبناء الأمير سلطان والأمير طلال الذي أكدت مصادر مقربة منه لـ"مرآة الجزيرة" بأنه يضغط بقوة لعودة وزير الداخلية المعزول الأمير أحمد بن عبد العزيز لتقليده منصب وزاري مهم نظراً للشعبية التي يتمتع بها بين بعض فئات المواطنين. ويطالب الأمير طلال بحسب المصدر بتسريع الإعلان عن إصلاحات جذرية لنظام الحكم, ويقول: " لقد تم الاتفاق عليها منذ 3 سنوات ولاتزال معلقة بسبب الخلافات المستمرة, والتي يصبح من الصعب إقرارها مع كل تأخير خشية أن تأتي في سياق الاستجابة للضغوط الشعبية المتزايدة وارتفاع سقف المطالبات الشعبية" وأضاف الأمير طلال: "لقد عطلت حقيبة من المساعدات الاجتماعية وإصلاح سلالم مرتبات موظفي الدولة التي جمدت بسبب اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بحملة غير مسبوقة لزيادة المرتبات والتي تم تغطيتها من قبل وسائل الإعلام العالمية المختلفة, فقد تسببت في ايقاف إعلان الحقيبة حتى اشعار آخر، فالأمراء يخشون ان يتم فهم إقرارها على أنه انصياع للمطالب الشعبية، فيكون ذلك حافزا مشجعا لمزيد من المطالبات". وفي سياق تدهور البيت الداخلي للعائلة المالكة, كثفت الرياض من دعوات الزيارة السرية والرحلات المكوكية لبعض العواصم الآسيوية والأوربية الحليفة, لمحاولة إحياء وإعادة إعلان تحالفات قديمة نتيجة شك العائلة بنوايا الإدارة الأمريكية لترك عائلة آل سعود تواجه مصيرها بشكل منفرد مع اشتداد واقتراب انفجار المواطنين نتيجة الفقر والفساد وتدهور البنية التحتية رغم التدفقات النقدية الهائلة من عائدات النفط والضرائب المستقطعة من المواطنين على شكل رسوم خدمات لا يستفاد منها في عمليات التنمية بسبب الفساد الاداري والمالي وتغول أطماع الأمراء النافذين في أروقة الحكم والسلطة. وكشفت المصادر أن اجتماعاً هاماً عقد بين أمراء سعوديين كبار ومسؤولين باكستانيين لبحث سبل دعم برنامج باكستان النووي. وتضيف المصادر بأن الأمين العام لمجلس الأمن الوطني ورئيس الاستخبارات العامة الأمير بندر بن سلطان وشقيقه سلمان بن سلطان نائب وزير الدفاع قاما بزيارة سرية الى كوريا الجنوبية بهدف شراء أسلحة ومعدات تستخدم في القمع الأمني، كما أجريا مفاوضات غير معلنة بهدف شراء أسلحة متطورة من كوريا الشمالية. وفي أوربا يستمر الدبلوماسيون السعوديون في القيام بالرحلات والزيارات المكوكية للعاصمة البريطانية لندن والعاصمة الفرنسية باريس لأقناع مسؤولي البلدين بسبل تطوير العلاقات التجارية وفتح مجالات أوسع للشركات البريطانية والفرنسية التي بدأ بعض مدرائها بالتوافد على العاصمة الرياض منذ قرابة الشهر, وسط ترحيب وتلميح فرنسي بالوقوف ودعم النظام السعودي وعائلة آل سعود. وقد انتهى اجتماع سري لحظة كتابة هذا التقرير بين الأمير سلمان بن عبدالعزيز والملك الأردني عبد الله بن الحسين والشيخ محمد بن زايد وزير خارجية الأمارات والأمير بندر بن سلطان الذي غادر للعاصمة الأردنية عمان فور انتهاء الاجتماع دون ان تتوفر للمحرر تفاصيل عن تفاصيل الاجتماع الذي تركز على دعم المعارضة السورية لوضع الحكومة الأمريكية أمام الأمر الواقع بحسب تعبير المصادر المقربة.
وصل خادم الحرمين الشريفين إلى قاعدة الرياض الجوية بمدينة الرياض عصر اليوم قادماً من مدينة جدة، وبمعيته عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمسؤولين.
وكان في استقباله سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسمو النائب الثاني، وسمو أمير منطقة الرياض، وسمو وزير الحرس الوطني وجمع من الأمراء والمسؤولين.
الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود يصارع الموت، هذه فحوى رسائل دبلوماسية تلقتها دوائر القرار في الغرب نهاية الأسبوع الماضي حول حقيقة الوضع الصحي للملك السعودي.
وتحمل البرقيات الدبلوماسية للمسؤولين في الغرب ما أسمته أمراً صدر من الجهات العليا في العائلة السعودية الحاكمة تدعو فيها جميع الأمراء وأفراد العائلة الحاكمة لإلغاء أي سفر للخارج إلا في حالة الضرورة القصوى والبقاء داخل المملكة تحسبا لأي جديد طارئ .
وتورد البرقيات عينها أنَّ الوحيد الذي يزور الملك عبدالله في مكان تواجده هو وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله ، حيث منعت الزيارة عن الملك منذ أكثر من عشرين يوما باستثناء ابنه متعب.
وتشير البرقيات أيضا الى أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية الغيت كل الكلمات التي كان من المفترض أن يلقيها الملك عبدالله في المرة الاولى في شهر آب/اغسطس الماضي والمرة الثانية في منتصف شهر ايلول/سبتمبر الماضي والمرة الثالثة في بداية شهر تشرين أول/اكتوبر الحالي .
ويطرح غياب الملك عبدالله بن عبد العزيز في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها المنطقة والدولة السعودية أزمة كبرى بين أطراف العائلة الحاكمة الذين بدؤوا بعد التغيير القطري العمل على تثبيت حصص الحكم بين جيل الأحفاد من أولاد عبد العزيز آل سعود ليكون ولي العهد الحالي الامير سلمان بن عبد العزيز الملك المقبل في ظل مشاكل ثلاث اساس:
1 – ان سلمان ليس لديه سلطة ونفوذ على الاجهزة العسكرية والأمنية
2 – عودة ال سلطان الى الواجهة في وزارة الدفاع عبر سلمان بن سلطان وفي الملف السوري عبر بندر
3 – صعوبة تعيين ولي للعهد وإقناع الاطراف كافة به خصوصا بعدما فرض عبدالله نايف ومن بعده سلمان في مركز ولاية العهد .
وتأتمر القوى العسكرية الثلاث في المملكة بأوامر منافسي سلمان وأولاده ، وهذا ما يحمل مخاطر صراع في حال موت الملك عبدالله ووصول سلمان الى الملك ، فبينما يأتمر الحرس الوطني بأمر متعب بن عبدالله الذي اصبح برتبة وزير مثل باقي عمومته الأحياء ، تأتمر قوات وزارة الداخلية وهي جيش بكامل عتاده بأمر محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي يتولى منصب وزير الداخلية وعبد الرحمن الذي عينه عبدالله اميرا للمنطقة الشرقية مكان محمد بن فهد ، ويتصارع محمد بن سلمان مع سلمان بن سلطان على السيطرة على الجيش السعودي بعد أن عزل الملك عبدالله خالد بن سلطان عن منصب نائب وزير الدفاع، في 30 نيسان/ابريل الماضي اثر عقده صفقة سلاح مع الصين دون الرجوع الى وزير الدفاع سلمان الذي عين ابنه محمد مستشارا له ، فبدأ بسحب صلاحيات خالد بالتدريج عبر قرار صدر عن مكتب وزير الدفاع يأمر بالعودة لمكتب الوزير في كل ما يتعلق بشؤون الجيش والوزارة.
وكان موقع المنار قد نشر تفاصيل هذه المشاكل على مرحلتين في موقف الجمعة بتاريخ 5 تموز/يوليو ، وموقف الجمعة بتاريخ 20 تموز/يوليو الماضي.
وقد أثر التغير في الموقف الأمريكي ، والاتفاق الأمريكي- الروسي حول سوريا على وضع العائلة الحاكمة، فاضطر عبدالله لإعادة التواصل مع آل سلطان بسبب علاقتهم الوطيدة مع المحافظين الجدد في امريكا ، وعيَّن سلمان بن سلطان في منصب نائب وزير الدفاع ، وهذا أعاد الصراع الخفي بينهم وبين اولاد سلمان على الجيش، كما أعاد بندر بن سلطان الى الواجهة عبر تسليمه الملف السوري ، وإدارة أمر المعارضة السورية المسلحة في الداخل والسياسية في الخارج.
وتعول العائلة السعودية الحاكمة على مجموعات من المحافظين الجدد في محيط وزير الخارجية (جون كيري) في افشال مساعي اوباما للإتفاق مع بوتين حول الموضوع السوري فضلا عن التواصل الذي حصل بين أمريكا وايران في الأمم المتحدة.
تشعر العائلة السعودية الحاكمة بخطر وجودي ، ويدعو امراؤها علناً لتوجيه ضربات عسكرية الى سوريا تؤدي لإسقاط النظام فيها ، كما تستمر العائلة السعودية بدعوة الغرب لضرب البرنامج النووي الايراني.
وكانت تقارير اعلامية غربية أكدت هذا الاسبوع ما نشره موقع المنار في موقف الجمعة بتاريخ 10 تشرين الحالي عن كلام سعودي لتخفيف العلاقة مع واشنطن وكلام آخر بشان البحرين.