|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 11779
|
الإنتساب : Nov 2007
|
المشاركات : 339
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرهيف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 26-11-2007 الساعة : 09:14 PM
أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا شبابة ثنا أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: قام النبي ﷺ من الليل إلى فخارة من جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت من في الفخارة وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي ﷺ قال: «يا أم أيمن، قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها». قلت: قد والله شربت ما فيها قال فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما إنك لا يفجع بطنك بعده أبدًا».
أخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/ 70) حديث (6912).
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن بهلول ثنا شبابة بن سوار ثنا عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت: بات رسول الله ﷺ في البيت فقام من الليل فبال في فخارة فقمت وأنا عطشى لم أشعر ما في الفخارة فشربت ما فيها فلما أصبحنا قال لي: «يا أم أيمن، أهريقي ما في الفخارة». قلت: والذي بعثك بالحق شربت ما فيها، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما إنه لا يتجعن بطنك بعده أبدًا».
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (2/ 67).
حدثنا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثنا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبَةَ ثنا شَبَابَةُ بن سَوَّارٍ حدثني أبو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ عَنِ الأَسْوَدِ بن قَيْسٍ عن نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ عن أُمِّ أَيْمَنَ قالت: قام رسول الله ﷺ مِنَ اللَّيْلِ إلى فَخَّارَةٍ في جَانِبِ الْبَيْتِ فَبَالَ فيها فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ وأنا عَطْشَانَةُ فَشَرِبْتُ ما فيها وأنا لا أَشْعُرُ فلما أَصْبَحَ النبي ﷺ قال: «يا أُمَّ أَيْمَنَ، قَوْمِي فَأَهْرِيقِي ما في تِلْكَ الْفَخَّارَةِ». قلت: قد وَالله شَرِبْتُ ما فيها. قالت: فَضَحِكَ رسول الله ﷺ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قال: «أما إنك لا تَتَّجِعِينَ بَطْنَكِ أبدًا».
أخرجه الطبراني في «الكبير» (25/ 89) حديث (230).
وهذا السند ضعفه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 271) بأبي مالك النخعي.
فأبو مالك النخعي اسمه عبد الملك بن حسين متفق على ضعفه( ).
الثاني: طريق الحسين بن حريث عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن:
وجاء في «تاريخ دمشق» (4/ 303) ما نصه: «أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا محمد بن أبي بكر المقدمي نا سلم بن قتيبة عن الحسين بن حريث عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت: كان لرسول الله ﷺ فخارة يبول فيها فكان إذا أصبح يقول: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقمت ليلة وأنا عطشى فغلطت فشربت ما فيها فقال النبي ﷺ: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقلت: يا رسول الله، قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها. فقال: «إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا».
وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (5/ 326): «وقال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا سلم بن قتيبة عن الحسين بن حرب عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالـت: كان لرسول الله فخارة يبول فيها، فكان إذا أصـبح يقول: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقمت ليلة وأنا عطشى فشربت ما فيها، فقال رسول الله: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقالت: يا رسول الله، قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها. فقال: «إنك لن تشـتكي بطنك بعد يومك هذا أبدًا».
وقال ابن حجر في «الإصابة» (8/ 171): «وأخرج ابن السكن من طريق عبد الملك بن حصين عن نافع بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت: كان للنبي ﷺ فخارة يبول فيها بالليل فكنت إذا أصبحت صببتها فنمت ليلة وأنا عطشانة فغلطت فشربتها فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال: «إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا».
القصة الثانية: شرب بركة أم يوسف لبول النبي ﷺ:
وإليك بعض الكتب التي ذكرت هذه الطريق:
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حامد العطار ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن معين عن حجاج عن ابن جريج قال: أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أميمة أمها أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ثم وضع تحت سريره فبال فوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في هذا القدح؟» قالت: شربته يا رسول الله.
أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (7/ 67) حديث (13184).
حدثنا أَحْمَدُ بن زِيَادٍ الْحَذَّاءُ الرَّقِّيُّ ثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ عَنِ ابن جُرَيْجٍ قال حَدَّثَتْنِي حُكَيْمَةُ بنتُ أُمَيْمَةَ بنتِ رُقَيْقَةَ عن أُمِّهَا أنها قالت: كان النبي ﷺ يَبُولُ في قَدَحِ عِيدَانٍ ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَبَالَ فيه ثُمَّ جاء فَأَرَادَهُ فإذا الْقَدَحُ ليس فيه شَيْءٌ فقال لامْرَأَةٍ يُقَالُ لها بَرَكَةُ كانت تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ بها من أَرْضِ الْحَبَشَةِ: «أَيْنَ الْبَوْلُ الذي كان في الْقَدَحِ؟» قالت: شَرِبَتُهُ فقال لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ.
أخرجه الطبراني «الكبير» (24/ 189).
حدثنا عبد الله بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ ثنا يحيى بن مَعِينٍ ثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ عَنِ ابن جُرَيْجٍ عن حُكَيْمَةَ بنتِ أُمَيْمَةَ عن أُمِّهَا أُمَيْمَةَ قالت: كان لِلنَّبِيُّ ﷺ قَدَحٌ من عِيدَانٍ يَبُولُ فيه وَيَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَقَامَ فَطَلَبَ فلم يَجِدْهُ فَسَأَلَ فقال: «أَيْنَ الْقَدَحُ؟» قالوا: شَرِبَتْهُ بَرَّةُ خَادِمُ أُمِّ سَلَمَةَ التي قَدِمَتْ مَعَهَا من أَرْضِ الْحَبَشَةِ فقال النبي ﷺ لَقَدِ احْتَظَرَتْ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ.
أخرجه الطبراني «الكبير» (24/ 205).
حدثنا علي بن ميمون العطار ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريح قال: أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أمها أن النبي ﷺ كان له قدح من عيدان يبول فيه ثم يوضع تحت سريره فجاءت امرأة يقال لها بركة جاءت مع أم حبيبة من الحبشة فشربته فطلبه النبي ﷺ فقالوا: شربته بركة فسألها فقالت شربته فقال: «لقد احتضرتي من النار بحضار». أو قال: «جنة». أو هذا معناه.
أخرجه أبو بكر الشيباني في «الآحاد والمثاني» (6/ 121) حديث (3342).
وجاء في «تاريخ دمشق» (69/ 50- 51 ) ما نصه: «وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي قالا نا يحيى بن معين نا حجاج عن ابن جريج قال حدثتني حكيمة بنت أميمة عن أميمة أمها أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح؟» قالت: شربته يا رسول الله. أخبرنا به أتم من هذا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده أنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم نا هلال بن العلاء نا حجاج بن محمد نا ابن جريج أن حكيمة بنت أميمة أخبرته عن أمها أميمة بنت رقيقة قالت: كانت للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت السرير فجاءت امرأة يقال لها بركة قدمت مع أم حبيبة من الحبشة فشربته فطلبه النبي ﷺ فلم يجده فقيل شربته بركة فقال لها: «لقد احتظرت من النار بحظار».
وقال المزي في «تهذيب الكمال» (35/ 156) في ترجمة حكيمة بنت أميمة: «وقد وقع لنا حديثها بعلو أخبرنا بها أبو الحسن بن البخاري وشامية بنت الحسن بن البكري قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن قال أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قال حدثتني حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره قال فوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح؟» قالت: شربته يا رسول الله. أخرجاه من حديث حجاج مختصرا ليس فيه قصة بركة فوقع لنا بدلا عاليا ورواه هلال بن العلاء الرقي عن حجاج بن محمد نحوه وزاد في آخره فقال لقد احتظرت من النار بحظار أو جنة أو نحو هذا».
من صحح قصة شرب بركة لبول النبي ﷺ:
1- الدارقطني:
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 485): «وذكر الدارقطني أن حديث المرأة التي شربت بوله صحيح».
2- عبد الحق الإشبيلي:
حيث قال: «ومما يلحق بالصحيح- على ما قاله الدارقطني- حديث أميمة بنت رقيقة كان للنبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه». «البدر المنير» (1/ 485).
3- ابن الصلاح:
حيث قال: «هذا حديث ورد متلوِّنًا ألوانًا ولم يخرج في الكتب الأصول فروي بإسنادٍ جيدٍ عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فبال فيه ليلة فوضع تحت السرير فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله زاد بعضهم فقالت قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم وفي رواية لأبي عبد الله بن منده الحافظ لقد احتظرت من النار بحظار فهذا القدر منه اتفقت عليه الروايات وأما ما اضطربت فيه منه فالاضطراب مانع من تصحيحه». «البدر المنير» (1/ 484- 485).
4- الهيثمي:
ذكر الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 270- 271) حديث حكيمة بنت أميمة عن أمها ثم قال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة».
5- السيوطي:
قال السيوطي في «الخصائص الكبرى» (2/ 441): «وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا: شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي ﷺ لقد احتظرت من النار بحظار».
الكلام حول التي شربت بول النبي ﷺ هل هي امرأة واحدة أم اثنتان؟
قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (5/ 326): «وقال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا مسلم بن قتيبة عن الحسين بن حرب عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت كان لرسول الله فخارة يبول فيها فكان اذا أصبح يقول يا أم أيمن صبي ما في الفخارة فقمت ليلة وأنا عطشى فشربت ما فيها فقال رسول الله يا أم أيمن صبي ما في الفخارة فقالت يا رسول الله قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها فقال إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا قال ابن الأثير في الغابة وروى حجاج ابن محمد عن ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها بنت رقية قالت كان للنبي قدح من عيدان فيبول فيه يضعه تحت السرير فجاءت امرأة اسمها بركة فشربته فطلبه فلم يجده فقيل شربته بركة فقال لقد احتظرت من النار بحظار. قال الحافظ أبو الحسن ابن الأثير: وقيل: إن التي شربت بوله إنما هي بركة الحبشية التي قدمت مع أم حبيبة من الحبشة وفرق بينهما فالله أعلم».
وقال ابن حجر في «الإصابة» (8/ 171- 172): «وأخرج ابن السكن من طريق عبد الملك بن حصين عن نافع بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت كان للنبي ﷺ فخارة يبول فيها بالليل فكنت إذا أصبحت صببتها فنمت ليلة وأنا عطشانة فغلطت فشربتها فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا قلت وهذا يحتمل أن تكون قصة أخرى غير القصة التي اتفقت لبركة خادم أم حبيبة كما تقدم في ترجمتها لكن ادعى ابن السكن أن بركة خادم أم حبيبة كانت تكنى أيضًا أم أيمن أخذًا من هذا الحديث».
وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» بعد أن أورد حديث أبي مالك النخعي وضعفه: «وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى رَوَاهَا عبد الرَّزَّاقِ عن ابن جُرَيْجٍ أُخْبِرْتُ أَنَّ النبي ﷺ كان يَبُولُ في قَدَحٍ من عَيدَانٍ ثُمَّ يُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَجَاءَ فإذا الْقَدَحُ ليس فيه شَيْءٌ فقال لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لها بَرَكَةُ كانت تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ مَعَهَا من أَرْضِ الْحَبَشَةِ أَيْنَ الْبَوْلُ الذي كان في الْقَدَحِ قالت شَرِبْته قال صِحَّةً يا أُمَّ يُوسُفَ وَكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ يُوسُفَ فما مَرِضَتْ قَطُّ حتى كان مَرَضُهَا الذي مَاتَتْ فيه وَرَوَى أبو دَاوُد عن مُحَمَّدِ بْن عِيسَى بن الطَّبَّاعِ وَتَابَعَهُ يحيى بن مَعِينٍ كِلَاهُمَا عن حَجَّاجٍ عن ابن جُرَيْجٍ عن حُكَيْمَةَ عن أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ أنها قالت كان لِرَسُولِ الله ﷺ قَدَحٌ من عِيدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فيه بِاللَّيْلِ وَهَكَذَا رَوَاهُ ابن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَرَوَاهُ أبو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ في مُسْتَدْرَكِهِ الذي خَرَّجَهُ على إلْزَامَاتِ الدَّارَقُطْنِيُّ لِلشَّيْخَيْنِ وَصَحَّحَ بن دِحْيَةَ أَنَّهُمَا قَضِيَّتَانِ وَقَعَتَا لِامْرَأَتَيْنِ وهو وَاضِحُ من اخْتِلَافِ السِّيَاقِ وَوَضَّحَ أَنَّ بَرَكَةَ أُمَّ يُوسُفَ غَيْرُ بَرَكَةَ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاتِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ».
وجاء في «البدر المنير» (1/ 481- 489) ما نصه: «الحديث التاسع: أن أمَّ أيمن شربت بول رسول الله ﷺ فقال إذنْ لا تلج النار بطنك. ولم ينكر النبي ﷺ عليها هذا الحديث رواه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك والدارقطني في سننه وقال في علله إنَّه مضطرب وأنَّ الاضطراب جاء من جهة أبي مالك النخعي راويه وأنه ضعيف وقال ابن دحية في كتاب الآيات البَيَّنات. رواه عبد الرزاق عن العدل ابن جريج قال أُخبرت أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عَيْدان ثمَّ يوضع تحت سريره قال فَوُضِعَ تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة- كانت تخدم لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة - أين البول الذي كان في القدح قالت شربته قال صحة يا أم يوسف - وكانت تُكَنَّى أم يوسف - فما مَرضَت قط حتَّى كان مرضها الذي ماتت فيه. قال ابن دحية: إنْ كان عبد الرزاق قال أُخبرت فقد أسنده يحيى بن معين عن حجاج عن ابن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة قال وفي الطبراني عن ابن شهاب قال كانت أم أيمن - أم أسامة - من الحبشة حاضنة رسول الله ﷺ فقامت ليلاً وهي عطشانة بعدما بال في فَخَّارة الحديث وقال الشيخ تقي الدين في الإِمام: رواه الطبراني من حديث أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نُبَيْح العنزي عن أم أيمن قَالَت قام رسول الله ﷺ من الليل إلى فَخَّارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي ﷺ قال: يا أم أيمن، قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة قلت: قد والله شَرِبْتُ ما فيها قالت فضحك رسول الله ﷺ حتَّى بدت نواجذه ثم قال: أما إنَّه- والله- لا يَيجَعَنَّ بطنك أبدًا. وكذا رأيته أنا في أكبر معاجمه. قال الشيخ: أبو مالك النخعي ضعَّفه الرازيان أبو حاتم وأبو زرعة وقال يحيى: ليس بشيء. والأسود بن قيس ثقة وثَّقه يحيى وأبو حاتم. ونبيح العنزي سُئِلَ أبو زرعة عنه فقال كوفي ثقة لم يرو عنه غير الأسود بن قيس. قال وينبغي أن يُنْظَر في اتصال هذا الإِسناد فيما بين نبيح وأم أيمن فإنَّهم اختلفوا في وقت وفاتها فروى الطبراني عن الزهري أنها توفَّيَتْ بعد رسول الله بخمسة أشهر. قلت وقيل سنة حكاه ابن الأثير وقال الواقدي توفيت في خلافة عثمان وهو شاذ. وقال الشيخ وروي في الحديث أنها عاشت بعد عمر بن الخطاب وقالت يوم قتله اليوم وَهَى الإِسلام. قال فإنْ كان الأمر على ما نَقَل الزهري يدركها نبيح وإنْ كان الآخر فيُنظر في ذلك. وقال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح في كلامه على الوسيط- عند قول حجة الإِسلام فيه رُوي أن أم أيمن شربَتْ بول النبي ﷺ ولم ينكر عليها وقال إذًا لا تلج النار بطنك: هذا حديث ورد متلوِّنًا ألوانًا ولم يخرج في الكتب الأصول فروي بإسنادٍ جيدٍ عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فبال فيه ليلة فوضع تحت السرير فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله زاد بعضهم فقالت قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم وفي رواية لأبي عبد الله بن منده الحافظ لقد احتظرت من النار بحظار فهذا القدر منه اتفقت عليه الروايات وأما ما اضطربت فيه منه فالاضطراب مانع من تصحيحه قلت وأمر آخر وهو جهالة حكيمة بنت أميمة فإنَّه لا يُعرف لها حال. قال: وذكر الدارقطني أن حديث المرأة التي شربت بوله صحيح. قلت لعله قاله تبعًا لعبد الحق حيث قال: ومما يلحق بالصحيح- على ما قاله الدارقطني- حديث أميمة بنت رقيقة كان للنبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه. واعترض عليه ابن القطان بأن قال لَمْ يقض عليه الدارقطني بصحة ولا يصح له ذلك إنما ذكر أنها فيمن يلزم الشيخين إخراج حديثها ولم ينصّ في حكيمة بتعديل ولا تجريح فالحديث متوقف الصحة على العلم بحال حكيمة فإنْ ثبت ثقتها ثبتت روايتها وهي لم تثبت واعتماد الدارقطني في ذلك غير كاف. قلت قد ذكرها ابن حبان في ثقاته فثبتت والحمد لله. قال الشيخ تقي الدين قال وروى أبو نعيم الحافظ في كتابه حلية الأولياء من حديث الحسن بن سفيان صاحب المسند بإسناد عن أم أيمن قالت بات رسول الله ﷺ في البيت فقام من الليل فبال في فَخَّارة فَقُمْتُ وأنا عطشى لم أشعر ما في الفَخَّارة فشربت ما فيها فلما أصبحنا قال لي يا أم أيمن أريقي ما في الفخارة قلت والذي بعثك بالحق شربتُ ما فيها فضحك رسول الله ﷺ حتَّى بَدَت نواجذه ثم قال إنَّه لا يَيْجَعَنَّ بطنك بعده أبدًا. قلت وهذا اللفظ هو لفظ الحاكم أبو عبد الله في المستدرك في ترجمتها لكن بإسناد الطبراني المتقدم سواء. قال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح فالاستدلال بذلك إذًا يحتاج إلى أن يُقال فيه لم يأمرها النبي بغسل فمها ولا نهاها عن عودة. قال وكون المرأة أم أيمن مولاة رسول الله قد يُظنُّ من حيث إن اسمها بركة وفي الحديث تسمية المرأة الشاربة بركة ولا يثبت ذلك بذلك فإنَّ في الصحابيات أُخرى اسمها بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب هاجَرَتْ إلى أرض الحبشة وما في الحديث من نسبتها إلى أم حبيبة بنت أبي سفيان يدل على أنها بنت يسار. قال ويجوز في قوله النار النصب مع الرفع في قوله بطنك ويجوز العكس. قلت حكى ابن الأثير خلافًا في أنَّ أم أيمن بركة مولاة رسول الله وحاضنته هي التي شَرِبَتْ بوله أو بركة جارية أم حبيبة. وبالأول جزم أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمتها. وذكر الطبراني في أكبر معاجمه من طريقين أنَّ الذي شربه برة خادم أم سلمة بعد أن عقد ترجمتها وهو غريب. وقال ابن عبد البر لعل بركة هذه - يعني المتقدمة - أم أيمن. قال ابن دحية في كتابه الآيات البينات ليس كذلك إنما هي بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن صخر بن حرب هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي. قال والعجب من ابن عبد البر حيث ذَكَرَها مع زوجها في حرف القاف ثم شكَّ الآن فيها وظنَّها أم أيمن وأم أيمن هي بركة بنت ثعلبة زوج عبيد الحبشي تُعرف بأُم الظباء هاجرت الهجرتين وصلت القبلتين و ابنها أيمن قُتل شهيدًا يوم حنين. وقال وظهر مما قلناه أن في ذلك قصتين إحداهما في قدح من عيدان والراوية أم يوسف والثانية في فَخَّارة والراوية أم أيمن بركة بنت ثعلبة وإنَّما أشكل ذلك على الرواة من حيث أن اسم كل واحدة منهما بركة وكلتاهما من الموالي فهذه مولاة رسول الله وتلك مولاة أبي سفيان وكلتاهما ممن هاجر إلى أرض الحبشة من النساء مع الأزواج فاشتبه أمرهما وقد تبيَّن الفرق بينهما. قال وقوله لا يَيْجَعَنَّ بطنك على مثال لا تشتكين قال اللغويون هو اسم لجميع المرض كله».
وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال أين القدح قالوا شربته سرة خادم أم سلمة التي قدمت معها.
نقولٌ وردت فيها قصة شرب بول النبي ﷺ:
قال بدر الدين العيني في «عمدة القارئ» (3/ 35): «وقال بعض شراح البخاري في بوله ودمه وجهان والأليق الطهارة وذكر القاضي حسين في العذرة وجهين وأنكر بعضهم على الغزالي حكايتهما فيها وزعم نجاستها بالاتفاق قلت يا للغزالي من هفوات حتى في تعلقات النبي عليه الصلاة والسلام وقد وردت أحاديث كثيرة أن جماعة شربوا دم النبي عليه الصلاة والسلام منهم أبو طيبة الحجام وغلام من قريش حجم النبي عليه الصلاة والسلام وعبد الله بن الزبير شرب دم النبي عليه الصلاة والسلام رواه البزار والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الحلية ويروى عن علي رضي الله تعالى عنه أنه شرب دم النبي عليه الصلاة والسلام وروي أيضًا أن أم أيمن شربت بول النبي ﷺ رواه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم وأخرج الطبراني في الأوسط في رواية سلمى امرأة أبي رافع أنها شربت بعض ماء غسل به رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لها حرم الله بدنك على النار وقال بعضهم الحق أن حكم النبي عليه الصلاة والسلام كحكم جميع المكلفين في الأحكام التكليفية إلاَّ فيما يخص بدليل قلت يلزم من هذا أن يكون الناس مساويين للنبي عليه الصلاة والسلام ولا يقول بذلك إلاَّ جاهل غبي وأين مرتبته من مراتب الناس ولا يلزم أن يكون دليل الخصوص بالنقل دائماً والعقل له مدخل في تميز النبي عليه الصلاة والسلام من غيره في مثل هذه الأشياء وأنا اعتقد أنه لا يقاس عليه غيره وإن قالوا غير ذلك فأذني عنه صماء».
|
|
|
|
|