|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عظيم الفضل
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 08-05-2010 الساعة : 06:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يبدو انني اخي الفاضل لم استطع توصيل الفكره لك . ففي قوله تعالى (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (9)سورة النساء (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (10) .سورة يوسف
هناك فرق بين الكيدين فقد بينت في المشاركة السابقه توضيح السبب في وصف الله سبحانه وتعالى كيد الشيطان بضعف مقارنة بالكيد المخصوص الذي لم يسند إلا الى النساء،فقد نسب الكيد في القرآن الكريم الى ثلاث جهات ولقد صح نسب هذا الكيد , فقد نسب تارة الى الله (جل وعلا) و اخرى الى الشيطان، و ثالثة الى الانسان، نسب الى الله بسور كثيرة منها { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا }واما نسبته الى الشيطان بسورة النساء الآية (76) { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}واما حال نسبته الى الانسان، نسب الى غير الكفار من الناس، الذين عملوا عملاً سيئاً كما في اخوة يوسف قال تعالى { لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }نسبته الى الانسان تارة نسب الى الانبياء حكاية عن ابراهيم قول الله (جل وعلا) { وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ }، ،وان الكيد معناه حال نزول القرآن لا حال الآن بالاستعمال، لان الكيد حال نزول القرآن هو التدبير بخفاء، تدبر لامر من الامور لان تصل الى امر من الامور لكن تدبر له بخفاء خيراً كان ام شرا، فان كان التدبير بالخفاء لامر خيّر صح نسبته الى الله، صح نسبته الى الانبياء، صح نسبته للصالحين، وان كان التدبير بالخفاء لامر شرير او لامر شر فهو المراد عند نسبته الى الشيطان والكافرين، لذا صحت النسبة الى الجميع، نعم قد ورد استعماله في العرف لا باللغة على التدبير للشر لذا استهجن في العرف اسناده الى الله (جل وعلا) والى الانبياء، هذا من جهة. تكلمنا عن كيد العاقل سواء كان المولى (جل وعلا) او الانسان عندما يتوصل الى اغراضه الحسنة او السيئة يدبر بخفاء يسمى كيدا،من جهة اخرى هناك كيد مخصوص للنساء ليس بالامر المذموم هو كيد غير العاقل لتوصل الى اغراضه الحسنه او السيئه، الآن دائماً يستعمل ان كيدهن عظيم، ان كيدكن عظيم، يستعمل في مقام الذم،بل هو في مقام العظمة، بالواقع هو عظمة المرأة في هذا الكيد لكن بعد ما يتوضح معناه، وهنا تبرز شخصية ونفسية المرأة، لا يمكن على كثرة ما قيل في المرأة ان تعرف شخصية المرأة ونفسيتها ان لم يعرف هذا الكيد الذي نسب اليها، هذا الكيد النسائي او الانثوي او الانوثي ما شئت فعبّر، هو كيد من صميم الانثى لا يمكن للرجل لا بنفسيته ولا بفطرته ولا بعقله ولا بالتصنع ان يصدر منه، هو من صميم الانثى ولازم لكيانها وامر ضروري في حياتها، ملازم لها، ولذا اسند الكيد اليهن في ثلاثة مواضع، لذا قلنا انه فيه كيد نسائي في القرآن، وكلها في قصة يوسف، وهذا ايضاً من جملة اللطائف القرآنية، قال الله حكاية عن يوسف { وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ }، وقال تعالى حكاية عن يوسف { إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}، وقال تعالى حكاية عن عزيز مصر { فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }، اذن المولى قلنا اخبر واقر لم ينقض فاذن لهن كيد خاص. مادام الكيد هو العمل بخفاء لامر، يبقى انه الامر حسن يصير الكيد حسن، الامر سيئ يصير الامر سيئ، لكن ما هو الكيد النسائي؟ الكيد النسائي يتجلى هنا، يتجلى في التناقض الشعوري بين غريزة البقاء وغريزة الامومة، فهي تشعر بالخطر على حياتها عند تحمل آلام الحمل ومخاطر الوضع، هي تعلم عندما تحمل تعيش حينئذ آلام الحمل ومخاطر الوضع وتعاني الجزع والخوف، كلها تتناقض مع حب البقاء، حب البقاء غريزة مثل غريزة الامومة، مع ذلك مع انها تشعر بالخطر وبالخوف وبالجزع هي تفرح بغبطة وسعادة بنفس هذا الحمل، نتكلم عن موضوع واحد، الحمل، نفس هذا الحمل هي تشعر حينئذ بالخطر وبالجزع بالخوف ومن نفس الحمل تشعر بالفرح والغبطة والسعادة بما توجت من حل مع شعورها بقيمة انوثتها، انظر هذا الكيد، كيد هو تدبير بخفاء، دون ان تشعر احد في داخل نفسها، هذا التناقض الشعوري هي تدبره، تدبر هذا التناقض الشعوري بين الخوف الآتي من غريزة البقاء على حياتها كأنثى، وبين الفرح الآتي بانوثتها من ناحية الحمل، فتدبر هذا التناقض بخفاء من دون ان يشعر احد به، هذا عظمة لها ليس سوءاً، وهذا جزء من شخصيتها ليس نقصاً، وهذا من اجلى مصاديق الكيد(1)، (2) الكيد الانوثي او الانثوي يكمن ايضاً في التناقض الشعور الانساني فهي تشعر بالشخصية الفردية، الكائن يحب ان يكون له شخصية مستقلة مثله مثل بقية الكائنات لكن وجود المستقل بكل انواع التصرفات وبكل انواع التملكات، مع حرصها وابائها ان تتخلى عن ذلك، هذا الشعور، انظر الشعور الثاني عندها، وتشعر بالحب والعلاقة الزوجية الذي يدفعها هذا الحب والعلاقة للفناء في شخصية الرجل عبر العلاقة الزوجية، وللظفر برجل يغلبها بقوته، لا تريد رجلا ضعيفاً، ولذا بعض النساء تشكوا فقط من ضعف الشخصية، يغلبها بقوته وتستحق ان تلوذ به، هنا لاحظ تدبر هذا الخفاء بين الشعورين المتناقضين كيف؟ تشعر بالانتصار والانسحاق، فهي منتصرة للفوز بالرجل ومنسحقة حين ظفرها بالرجل الذي يستولي عليها، تدبر هذا التناقض بخفاء من دون ان يشعر به احد، اذا كان ذلك من ناحية الامومة الاجلى الابرز هذا الكيد المصداق الثاني هو اعمق مصاديق الكيد هو سر السر عند المرأة، ما بينهما مراتب، من المراتب خذ هذه الزينة المعطاة للمرأة، لها زينة طبيعية من جمال المرأة لطافة القوام واعطيت ايضاً حس وذوق ورفاهة وتوجه لان تتزين بازيد من الجمال الطبيعي، لما تأتي بكل هذا؟ تأتي بكل هذا وهي عندها بالحس الطبيعي كيفية الابراز كيف تبرز المحاسن كيف تبرز هذا الجمال لتعزز ارادة الرجل في طلبها، هي لا تطلب الرجل، هي تريد الرجل الذي يطلبها، فحتى تعزز طلب الرجل فيها تبرز جمالها بخلاف زينة الرجل فيأتي بها الرجل ليعزز ارادته وقوته، فزينتها لتعزيز ارادة الرجل في طلبها هذا جانب انظر المناقض، حيائها، حيائها اكثر من حياء الرجل بعشر درجات كما في الخبر، هي محكومة بحياء يمنعها من الافصاح عن مكنوناتها، لذا المرأة لا تتكلم حتى في الحب، لكن تدبر هذا التناقض بخفاء، الرجل لا يستطيع ان يدبر مباشرة يصرح اما بالحب او بالفراش لاحظ كيف تدبر هنا، وهذه عظمة القصة اليوسفية، هذا هو المحور الاساسي في مسألة النهي عن قراء سورة يوسف، تدبره بالاغراء والاغواء، تبرز المحاسن ما تريد التكلم، فحب الاغراء مفطورة عليه، والاغراء هو التنبيه الى ما هو شهي للنظر بهيج للقلب فتعترض طريق الرجل وتنتظر، تعمل عمل حتى يقع نظره عليها وتنتظر وهي الخطوة الاولى في الاغراء، فان لم يستجب فتسير في طريق اغوائه بالتنبيه، بالايماء، بالتوسل بالزينة والمفاتن، والحركات المشوبة بالدلال، وبرقة الصوت المشوبة بالغنج تتكلم معه بنغمة تختلف عن الحكي مع بقية بني البشر، تمشي أمامه بمشية تختلف عن مشيها الطبيعي المعتاد، كل ذلك لتعزيز ارادته بها حتى يطلبها، لكن مع المحافظة على حيائها وعدم الافصاح عن مكنوناتها، طيب هذا الكيد هو تدبير لشعورين وتدبير لسلوك ليس فقط لشعورين، هي فقط تدبر الشعورين بمعنى لا تفصح بل بمعنى ان تجعل هذا التدبير مسرحا لسلوكها، يصير كل سلوكها دائر حول هذا المدار، متمنعات وهن راغبات انظر المثل.
ان الكيد سلاح المرأة.هو سلاحها الوحيد، لكن مصاديق السلاح هو الاغراء والاغواء.
و قد تعرض المولى (جل وعلا) في القرآن لابراز الكيد الانوثي في استمالة الرجل واغوائه من دون اثارة للمشاعر الجنسية، من دون استغلال لمواطن الضعف للنفس البشرية، اي قصة حب مهما كانت وعند اي كاتب الا واستغل الا في القرآن لا انه اثار المشاعر ولا استغل مواطن الضعف، مع ادب في اختيار اللفظ بحيث لم يأت بلفظ فحش، ومع الحفاظ على الحياء من دون خدشه فيه، لاحظ ماذا قال، هذا الجوهر { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } هو تحت سلطانها ببيتها ليس في بيته، { وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ }، انظر النبوة هذا هو برهان الله ليس انه هم، هو لم يهم اصلا، { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }، اولاً فالتغليق غير الغلق، الغلق هو سد الباب، التغليق هو ايصاد الباب بشدة (1)، (2) الابواب اشارة الى ان المكان في حجرة داخل حجرات وإلا لقال وغلقت الباب، الامر الثالث وهو الاهم قولها { هَيْتَ لَكَ } ليس فقط اغواء واغراء بالافعال والسلوك، وليس فقط باللفظ (هيت) بل هجمت عليه فصار بالقول والفعل، هجوم عليه لكن هجوم بأي شيء (وهيت لك) ليس كهجوم الذئب على فريسته ليأكله، لا، هجمت عليه بكل وسائل الانوثة، هذا الهجوم بكل ما تملك من وسائل الانوثية ليس فقط انه استعملت مفاتنها واستعملت غناجها ايضاً تستعمل كذلك كلمات وجمل، وهذا اشد انواع الاغراء، لذا هو قال معاذ الله لان انه هم حتى نفسر الهم بما هو، هو نبي لم يهم مباشرة وقال { مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ }. بالواقع الذي يساعد المرأة على اغواء الرجل واغرائه، المولى (جل وعلا) جعل الكون مبني على الزوجية، يعني على الزوجين؛ الذكر والانثى، الذي يساعد المرأة في هذا السلاح ويكون سلاحا ماضيا وهو المؤثر في الرجل، هو طبيعة الرجل، طبيعة الرجل مبنية على حب تملك المرأة قلباً وقالباً، هذه الفائدة، لذا يكون سلطانها عليه اشد وسلاحها فيه امض من سلطان الشيطان، الشيطان غايته يوسوس لك، اما المرأة اذا وصلت الى الحد هيت لك تحتاج معصوم حتى لا تقع المعصية، من هنا قال تعالى { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، قال تعالى بعد الاقرار ان كلام العزيز لكن المولى اقره { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، فرق بين الضعف والعظمة هو الفرق بين كيد الشيطان وكيد حينئذ المرأة، كيد الشيطان يسوق لك المعصية يقول لك غدا تزور الإمام الحسين، غدا سوف تحج، غدا ستتوب، لكن هذا امر مرفوض لدى العقل ليس هناك شيء الا دنائة النفس واتباع الشهوة اذا اقدمت على وسوسة الشيطان وفعل المعصية، اما هنا سلاح المرأة ليس فيه دنائة نفس، فيه عظمة الرجل أمام عظمة المرأة، في كلام الرجل أمام كيان المرأة، في اسرار النفس البشرية الرجولية والانوثية في السياق الفطري في ما بني عليهما، هي بنيت على ان تتملك وهو يستشعر بانه مالك الا انها بالحقيقة هي متصرفة، هو المالك وهي المتصرفة،هذا من ناحية حينئذ الكيد الذي فُهم خطأ وجعل عارا على النساء مع انه من عظمة المرأة ومن طبيعة المرأة العظيمة ان تكون بهذه الصفة عند هذا التدبير الخفائي بين الشعورين.
المصدر/
http://www.alkawthar**.ir/nosos/ghesas/29.htm
...اخيرا اخي الكريم انا اوفقك الرأي لما طرحته من ادلة في حوارك حول سبب وصف كيد النساء في القرآن بأنه اشد من كيد الشيطان , وانا لم اضف هذه المشاركه الا زياده للأيضاح.
اعذروني للإطاله
|
|
|
|
|