أخي للكعبه المشرفه حب كبير في قلوبنا وأفئدتنا تصبو اليها
وبما أني ناقد أدبي ، أود توضيح ذلك:
هناك تشبيه وأستعاره في الكتابات الأدبيه وهي تدخل ضمن فنون البلاغه التي هي أساس قراءة العمل العمل الأدبي ، وقول أي شاعر لابد من تشبيه وأستعاره ، فمثلا من يصف حبيبته ب((قمر )) أو(( زهره يانعه)) هل هذا يعني أنتفاء صفة المشبه به وأنتقالها الى المشبه ؟ وكربلاء كعبة العشاق تعني عشاق الشهاده ومباديء الإسلام الحنيف التي أستشهد من أجلها إمامنا الحسين عليه السلام ..وبالتالي فهي
أحياء للقيم المحمديه النبيله ..
والكعبه المشرفه لايمكن أن يدانيها شيء فهي قبلة المسلمين ونحن نتجه اليها خمسة مرات يومياعندما نؤدي الصلاة ولا نتجه الى كربلاء في الصلاة اللهم الا للزياره أو الدعاء ..
أما ما يفترى علينا فهو كثير كثير
صحيح كلامك فهى استعاره لاكن نطوف عليها بمعنى الطواف على قبر الحسين؟؟؟ افدني ياناقد ادبي
صحيح كلامك فهى استعاره لاكن نطوف عليها بمعنى الطواف على قبر الحسين؟؟؟ افدني ياناقد ادبي
(لكن) تكتب هكذا وليس كما كتبت
الطواف يعني الدوران حول الشيء
وهي مفرده عربيه خالصه لا تختص بنوع الشيء المطاف
فهناك من يطوف حول منزل حبيبته
وطواف البيت العتيق يعني الدوران حوله لكن كما يحدده القرآن والسنه ، إذ لايمكن أن تطوف الا وأنت بملابس الأحرام وهي تدلُ على قدسية المكان .. ناهيك عما ينطق من كلام عند الطواف..
أما الطواف حول حول قبر الحسين عليه السلام لايلزم بلباس خاص أو كلام محدد كما حول الكعبه وهو غير ملزم عند الزياره والحج واجب على من أستطاع ، الزياره مستحبه ..
أفهم الفرق!!
أخي الكريم نحن عقلاء ولله الحمد فلا داعي لكون سؤالك وبدايته على هذا النحو فالحوار يُراد له ومنه الأحترام وإظهاره حتى مع من يخالفك في العقيدة أو غيره فحُسن الخلق مطلوب حتى مع أصحاب الديانات الأخرى فما بالك مع أهل دينك وأخوانك في الدين ...
ثانياً ...:
أيها الكريم ليس كل ما تراه ضدنا في هذه الشبكة العنكبوتية تأخذه وتعتقد به أعتقادك بالصلاة والصيام والحق فيه ....، فهنا الغث والسمين ...، وأنت عاقل ممتحن ومسئول أمام الله رب العالمين والفرق بينك وبين غيرك من الخلق هو العقل وما بين الحق والباطل أربعة أصابع ، فالرجاء منك أيها الكريم تحكيم العقل قبل النقل ذلك أجدى ألا تهلك بحكمك على من لا تعرف عنهم ألا من مخالفيهم وأعدائهم ...
وثالثاً ...:
لم يقل من أصحابنا وعلمائنا ما أدعيت به علينا ظلماً وعدواناً وتكراراً لما يقوله كل مدلس وكذاب أر لا يعرف من الحق ألا أسمه ويتبع كل ناعق بالباطل حباً فيه وكًرهاً للحق وأهله ...
فلم أقع على قول لأحد علمائنا بمثل ما أتيت به هداك لله تعالى وأيانا ....
وبالنسبة لتفضيلنا لكربلاء على الكعبة المشرفة فنحن نفضلها تفضيلاً رمزياً لا عقائدياً كما فهمته لما حوته من جــــــــــسد بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله ولما جرى فيها من سفك دماء عترة رسول الله وأهل بيته وسبطه وروحه التي بين جنبيه الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الأوفياء الشرفاء ...
وألا فنحن نعتقد بشرف مقام وعظمة وقداسة هذا البيت العتيق الذي شرفه الله تعالى وعظمه وقدسه وجعل أفئدة من الناس تهوى إليه قبلةً وحجاً كما نهرفه ونعتقد به ويعتقد به ويعرفه كل المسلمين ...
أما بخــــــــصوص بعض الروايات والتي يتناقلها البعض أو بعض المواقع الناصبة لنا العداء ولأئمتنا عليهم السلام وفيها تفضيل كربلاء على مكة فجميع هذه الأحاديث ( ضعيفة ) ففي أسانيدها ضعفاء ( كمحمد بن سنان ) و ( أبي سعيد العصفري ) وغيرهما ممن لم يثبت توثيقهم فلا يمكن الاعتماد على هذه الروايات
....
مع العلم أن هناك روايات واحاديث عندنا وصحــــــــيحة السند والمتن والتخريج فيها افضلية مكة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ...:
سعيد بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أَحبُّ الأرض إلى الله مكة، وما تربة أحب إلى الله عزَّ وجل من تربتها، ولا حَجَر أحب إلى الله من حجرها، ولا شجر أحب إلى الله من شجرها، ولا جبال أحب إلى الله من جبالها، ولا ماء أحب إلى الله من مائها ( 1 ).
وفي معتبرة ميسر بن عبد العزيز، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام وعنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلاً، فجلس بعد سكوت منا طويلاً فقال: ما لكم؟! لعلكم ترون أني نبي الله!
والله ما أنا كذلك، ولكن لي قرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وولادة، فمن وصلنا وصله الله ، ومن أحبَّنا أحبَّه الله عزَّ وجل ، ومن حرمنا حرمه الله ، أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة ؟
فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرماً، وجعل بيته فيها. ثم قال: أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة ؟ فلم يتكلم أحد
منا، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذلك المسجد الحرام. ثم قال: أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أعظم عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على نفسه، قال: ذاك ما بين
الركن الأسود والمقام وباب الكعبة ، وذلك حطيم إسماعيل عليه السلام ، ذاك الذي كان يذود فيه غنيماته ويصلي فيه ، والله لو أن عبداً صفَّ قدميه في ذلك المكان ، قام الليل مصلياً حتى
يجيئه النهار ، وصام النهار حتى يجيئه الليل، ولم يعرف حقَّنا وحرمتنا أهل البيت، لم يقبل الله منه شيئا أبداً ( 2 ).
هذا مع دلالة بعض الأخبار على أن أفضل بقاع الأرض ما بين الركن والمقام، وهي بقعة من مكة لا من غيرها، وقد مرَّ ذلك في معتبرة ميسر المتقدِّمة.
وفي صحيحة أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام، قال: قال لنا علي بن الحسين عليهما السلام : أي البقاع أفضل؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال: أما أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أن رجلاً عمَّر ما عمَّر نوح عليه السلام في قومه ـ ألف سنة إلا خمسين عاماً ـ يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ثم لقي الله عزَّ وجل بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً ( 3 ).
هذا هو مبلغ علمنا بحسب دلالة الأخبار التي وقفنا عليها، والله أعلم بحقائق الأمور.
المصادر :
( 1 ) من لا يحضره الفقيه 2/162. وسائل الشيعة 9/349.
( 2 ) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق، ص 245. ونقله المجلسي عنه في بحار الأنوار 27/177.
( 3 ) من لا يحضره الفقيه 2/163 .