بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ))
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين المنتخبين
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يقيمون الحجة على الغاصبين
كلمة سلمان بعد البيعة
قال سليم بن قيس : فقلت لسلمان : أفبايعت أبا بكر - يا سلمان - ولم تقل شيئاً ؟
قال : قد قلت - بعدما بايعت - " : تبّاً لكم سائر الدهر ! أوَ تدرون ما صنعتم بأنفسكم ؟ أصبتم وأخطأتم ! أصبتم سنّة من كان قبلكم من الفرقة والاختلاف ، وأخطأتم سنة نبيكم حتى أخرجتموها من معدنها وأهلها
فقال عمر : يا سلمان ، أما إذ بايع صاحبك وبايعت فقل ما شئت وافعل ما بدالك وليقل صاحبك ما بدا له
قال سلمان : فقلت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول " إن عليك وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب جميع أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم جميعاً "
فقال : قل ما شئت ، أليس قد بايعت ولم يقر الله عينيك بأن يليها صاحبك ؟
فقلت : أشهد أني قد قرأت في بعض كتب الله المنزلة : " إنك - بإسمك ونسبك وصفتك - باب من أبواب جهنم " !
فقالوا لي : قل ما شئت ، أليس قد أزالها الله عن أهل هذا البيت الذين اتخذتموهم أرباباً من دون الله ؟
فقلت له : أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول ، وسألته عن هذه الآية " فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ *وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ " الآية 25و 26 سورة الفجر
فأخبرني بأنّك أنت هو .
فقال عمر : أُسكت ، أسكتَ الله نامتك ، إيها العبد ، يابن اللخناء !
فقال علي عليه السلام : أقسمت عليك يا سلمان لما سكتّ
فقال سلمان : والله لو لم يأمرني علي عليه السلام بالسكوت لخبّرته بكل شيء نزل فيه ، وكل شيئ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه وفي صاحبه ، فلما رآني عمر قد سكتُّ قال لي إنك له لمطيع مسلَم
كلمة أبي ذر بعد البيعه
فلما أن بايع أبو ذر والمقداد ولم يقولا شيئاً
قال عمر : يا سلمان ، ألا تكفُّ كما كفَّ صاحباك ؟ والله ما أنت بأشد حباً لأهل البيت منهما ولا أشد تعظيماً لحقهم منهما ، وقد كفاكما ترى وبايعا .
فقال أبو ذر : يا عمر ، أفتعيّرنا بحب آل محمد وتعظيمهم ؟ لعن الله - وقد فعل - من أبغضهم وافترى عليهم وظلمهم حقهم وحمل الناس على رقابهم وردّ هذه الامة القهقرى على أدبارها
فقال عمر :آمين ! لعن الله من ظلمهم حقّهم ! لا والله ما لهم فيها من حق وما هم فيها وعرض الناس إلا سواء
فقال أبو ذر : فلم خاصمتم الأنصار بحقهم وحجتهم ؟
كلمة أمير المؤمنين عليه السلام بعد البيعة
فقال علي عليه السلام لعمر : يابن صهاك ، فليس لنا فيها حق وهي لك ولابن آكله الذُبان ؟
فقال عمر : كفّ الآن يا أبا الحسن إذ بايعت ، فإن العامة رضوا بصاحبي ولم يرضوا بك ! فما ذنبي ؟!
فقال علي عليه السلام : ولكن الله عز وجل ورسوله لم يرضيا إلا بي ، فابشر أنت وصاحبك ومن اتبعكما ووازركما بسخط من الله وعذابه وخزيه ، ويلك يا بن الخطاب ، لو ترى ماذا جنيت على نفسك ! لو تدري ما منه خرجت وفيما دخلت وما ذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك ؟!
فقال أبو بكر : يا عمر ، أما إذ قد بايعنا وآمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما شاء
أصحاب الصحيفة الملعونة في تابوت جهنم
فقال علي عليه السلام :لست بقائل غير شيئ واحد . أُذكّركم بالله أيها الأربعة - يعنيني وأبا ذر والزبير والمقداد - : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : إن تابوتاً من نار فيه اثنا عشر رجلاً ، ستة من الأولين وسته من الآخرين ، في جبٍّ في قعر جهنم في تابوت مقفّل ، على ذلك الجبِّ صخرة . فإذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعرت جهنم من وهج ذلك الجب ومن حرّه
قال علي عليه السلام : فسألت رسول الله عنهم - وأنتم شهود به - عن الأولين
فقال : أما الأولون فابن آدم الذي قتل آخاه ، وفرعون الفراعنة ، والذي حاجَّ إبراهيم في ربِّه ، ورجلان من بني إسرائيل بدّلا كتابهم وغيّرا سنّتهم ، أما أحدهما فهوّد اليهود والآخر نصّر النصارى ، وإبليس سادسهم
وفي الآخرين الدجال وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة والكتاب وجبتهم وطاغوتهم الذي تعاهدوا عليه وتعاقدوا على عداوتك يا أخي ، وتظاهرون عليك بعدي ، هذا وهذا حتى سماهم وعدهم لنا
قال سلمان : فقلنا : صدقت ، نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-
كلمة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في عثمان والزبير
فقال عثمان : يا أبا الحسن ، أما عندك وعند أصحابك هؤلاء حديث فيّ ؟
فقال علي عليه السلام : بلى ، سمعت رسول يلعنك مرّتين ثم لم يستغفر الله لك بعدما لعنك
فغضب عثمان ثم قال : ما لي وما لك ! ولا تدعني على حالٍ ، عهد النبي ولا بعده
فقال علي عليه السلام : نعم ، فأرغم الله أنفك ،
فقال عثمان : فو الله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول " إن الزبير يقتل مرتداً عن الإسلام " !
قال سلمان : فقال علي عليه السلام لي - فيما بيني وبينه - : صدق عثمان وذلك أنه يبايعني بعد قتل عثمان وينكث بيعتي فيقتل مرتداً
عن لعن عثمان ( روي في البحار ج8 طبع القديم ص 312 : أنه لما توفي أبو سلمة وعبد الله بن حذافة ، وتزوج النبي - صلى الله عليه وآله - امرأتيهما ام سلمة وحفصة قال طلحة وعثمان : أينكح محمد نسائنا إذا متنا ولا ننكح نساءه إذا مات ؟! والله لو قد مات لقد أجلنا على نساءه بالسهام ! وكان طلحه يريد عائشة وعثمان يريد أم سلمه ، فانزل الله تعالى
ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلك كان عند الله عظيما إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليماً " وأنزل " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " )