اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين
(( الصحابة أخيار و أشرار ))
ان المصاحبة والصحبة مع الاخيار والابرار ومع الانبياء والمرسلين لا تكون منقبة ولا شرفا وانما الفضل والشرف في حسن الصحبة ، وان الكثير الكثير ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وآله) وحظي بصحبته ما كان أهلا لذلك ، ولم يكتسب منه الدين والاخلاق الحميدة التي جاء بها وأمر أصحابه أن يتخلقوا بها فبقوا على جهالتهم وسيئات أخلاقهم فعصوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعاتبهم الله سبحانه وتعالى في غير موضع من كتابه الحكيم .
ونرجع الى القرآن الكريم لنعرف تعبيره وتعريفه لهذه الكلمة ونعم الحكم الله سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ما ضل صاحبكم وما غوى ) النجم الاية2
( قل انما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة )
سبأ الاية2
( فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ) الكهف الاية3
( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك ) الكهف38
( أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ) الاعراف الاية 184
( كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له أصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى ) الانعام الاية 71
( يا صاحبي السجن أ أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) يوسف الاية39
نكتشف من هذه الايات الكريمة بأن الصاحب يطلق على المؤمن والكافر على حد سواء فلا خصوصية في الصحبة... ومن البديهي ان الايات الشريفة التي نزلت في مدح صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) لا تعمهم بل تخص أخيارهم ، كما ان الايات التي نزلت في ذمهم وعتابهم أيضا تخص أشرارهم و لاتشمل الابرار منهم .
ولا ينكر أن ممن كان حول النبي (صلى الله عليه وآله) من الصحابة الذين يجالسونه ويعاشرونه كانوا منافقين ، كما نعتقد أن بعض الصحابة الابرار الميامين الأخيار كانوا في أعلى مراتب الايمان واليقين بحيث ما كان مثلهم في أصحاب الانبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين .
ونحن نعلم أن عبد الله بن أبي و ابوسفيان والحكم بن العاص وابوهريرة وثعلبة ويزيد بن ابي سفيان والوليد بن عقبة وحبيب بن مسلمة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص وبسر بن ارطأة والمغيرة بن شعبة ومعاوية بن ابي سفيان وذي الثدية رأس الخوارج وأمثالهم كانوا يجالسون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويصحبونه في السفر والحضر وفي المسجد والمنزل ويتظاهرون بالاسلام ، ولكنهم اشعلوا نار الفتنة والشقاق وساروا في طريق الخلاف والنفاق ، حتى صرد رسول الله بعضهم ولعن آخرين وقاطع جماعة منهم وفضح بعضهم وشهرهم على رؤوس الاشهاد ؟؟؟ وممن لعنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) معاوية وأباه وأخاه...
وكم من الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وأصبحوا مصداق الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ))
والان نأتي الى السنة النبوية من مصادر علماء أهل السنة أنفسهم وأئمتهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) تؤيد ما نقول :
روى البخاري في صحيحه خبرين عن سهل بن سعد وآخر عن عبد الله بن مسعود باختلاف يسير في الالفاظ والمعنى واحد ، ان رسول الله قال (( انا فرطكم على الحوض ، ليرفعن الي رجال منكم حتى اذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول : أي رب أصحابي !! فيقول : لاتدري ما أحدثوا بعدك !!! ))
وروى أحمد بن حنبل في المسند والطبراني في الكبير وأبو نصرفي الابانة باسنادهم عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : (( انا آخذ بحجزكم أقول : اتقوا النار واتقوا الحدود فاذا مت تركتم وأنا فرطكم على الحوض فمن ورد فقد أفلح ، فيؤتى بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يارب أمتي ! فيقول : انهم لم يزالوا بعدك يرتدون على اعقابهم ))
(وفي رواية الطبراني في الكبير) فيقال: (( انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، مرتدين على أعقابهم))
فمما يثير العجب ويبعث الاسف ان معاوية وابنه يزيد مع كثرة الدلائل والشواهد على كفرهما وانكارهما للدين والوحي يعدهم أهل السنة مؤمنين بل يلقبونهما بأمير المؤمنين أي يحسبون خلافتهم شرعية ويدافعون عنهما باليد والسان بل بالنفس والمال...ولكن بعض العلماء الاعلام كفروا معاوية ويزيد مثل ابن الجوزي الذي ألف كتاب ( الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد ) ..وألف محمد بن عقيل كتاب ( النصائح الكافية لمن يتولى معاوية )
أخي المسلم حان الوقت أن تفتح بصرك وتنبش التاريخ وتفتش عن الحقائق المستندة بالادلة والبراهين العقلية والنقلية من الكتاب الحكيم والسنة النبوية وتتمسك بالحق وتلتزم بالشريعة...
لا أن تجيبني بأن الاحاديث ضعيفة... انه الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر... انه الحق من القرآن الكريم ... والسنة النبوية الشريفة التي تزخر بها كتب أهل السنة..