أهلاً ومرحباً بكل إخوانى وأخواتى .. وتحياتى للجميع صغيراً كان أم كبيراً ..
وسيزداد موضوعى قيماً وشرفاً بمروركم وتواجدكم الراقى المفيد ..
كنت أتمشى والجو هادئ .. والأعصاب هادئة .. وإقتربت من بيت صديق ..
فسمعت أصوات نقاش حامى .. أنت لا تفهم .. أيها الأحمق لو كلمت أخرساً لفهمنى ..
أما أنا لو كلمت حماراً لوافقنى الرأى .. أيها سأخلع حذائى .. وكاد يحدث إشتباك ..
مسكت صفارتى .. وأصدرت صوتاً عالياً .. وأشهرت البطاقة للحمراء لهما ..
وقلت تعالا نتعلم قوانين المبارة .. قصدى النقاش حتى ننتحاور بشكل أرقى ..
سؤال .. النقاش لماذا ؟ ..
أنتظرا قبل الإجابة .. فالعنوان ظاهر من عنوانه ..
لنتكلم عن الأمر من بدايته .. ونمسك الأمر من أوله ..
ولنسأل أنفسنا لماذا نتحاور وما هو هدفنا ..
هل هو لكى نظهر عضلاتنا العريضة ..
أم لكى نظهر عبقريتنا وضخامة عقلنا ..
أم مجرد لكى نفرض أرائنا بعنجهية الظباط النازيين ..
إحم إحم إنتباه .. كلامى يجب أن يطاع ..
أم مجرد لكى تصل للشهرة ولمعة النجوم ..
لو الأمر كذلك .. وهذا هدفك .. فهذا ليس حوار بل مهزلة .. ومضطر أذهب الآن ..
صَاحِبَيِ : إنتظر .. إنتظر .. سنكون أفضل .. أخبرنا لماذا وجد الحوار ..
حسناً .. الحوار تعريفاً كما قيل .. من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام ..
وهى منافسة بين طرفين .. شخصين أو فريقين .. لكن الأهم لماذا ؟ تلك المراجعة والمنافسة ؟ ..
وما غاية من كل ذلك ..
ببساطة ..
للوصول للحق والحقيقة .. ودفع للباطل والضلالة ..
فكما قيل المراد بالحوار ويُقصد به .. تصحيح كلامٍ ، وإظهار حجَّةٍ ..
وإثبات حقٍ ، ودفع شبهةٍ ، وردُّ الفاسد من القول والرأي ..
لو تلك غايتنا .. وهذا هدفنا .. سأنظر لمن أناقشه .. لا كمانفس ..
بل كشخص أتعاون معه للوصول لهدف سامى ونبيل وكبير .. لا لهدف شخصى حقير وضئيل ..
فأنا أتعاون مع الطرف الآخر .. لإظهار الحقيقة لى وله وللجميع .. ولكشف ما خفى منها ..
لى ولصاحبى .. نعم فالطرف الآخر صاحبى وأخى ومعاونى .. فى الوصول للحقيقة ..
تخيلوا إخوانى لو أصبح تفكيرنا هكذا ..
فلا يهمنا حينها الحق ظهر على لسانى أو لسان صاحبى ..
فهدفنا مشترك بأن يظهر الحق ويعرفه الناس ..
نظر إلي صَاحِبَيِ وقالا : وما الذى يجعلنا نقتع بكلامك ؟ ..
وما الذى يثبت أن كلامك صحيح ..
فقمت بالرد عليهما :
لو أتيت لكم بكلام عالم كبير هل يكون كلامى مقنع لكما ؟ ..
صَاحِبَيِ : إممم طيب إعرضه علينا !!
يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ،
وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ )
فطرحت سؤال سريع : بغض النظر عن تلك الشخصية .. هل كلامه غير منتطقى ؟ ..
أو سيئ ؟ أو أفكار غريبة هدامة ؟ .. صَاحِبَيِ : قالا .. بأمانة كلام رائع .. وتلك أخلاق عالية ..
ويا صديقى العزيزين .. مع هذا الهدف النبيل وهو الوصول للحق .. عدة أهداف وفوائد .. :
- إيجاد حل وسط وتقريب وجهات النظر وتضيق هوة الخلاف ..
- التعرف على وجهات ونظر وأراء الطرف الآخر .. فأنا فى حاجة لأدرس الطرف الآخر ..
حتى أعرف كيف يفكر حتى أدخل له من مداخل أستطيع إقناعه بالحق من خلالها ..
- البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ..
من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية .. وتلك فائدة ممتازة ..
فأنا كلما ناقشت أزداد علماً لأنى أبحث وأستمر فى البحث .. فعليك ألا تتوقف عما تعرفه فقط ..
- الدعوة إلى الله .. فأنا أستغل كل فرصة لكى أدعوا الى الله ..
- كشف الشبهات .. فقد تكون عند الطرف الآخر عدة شبهات وسوء تفاهم معين ..
فأنا أحاول تصحيح الغلط وسوء التفاهم عنده .. وإبطال تلك الشبهة ..