وبما انكم اتيتم الى هنا نيتكم خالصه لوجه الله تعالى
فعليك الان تجعل من نفسك واعظاً لها وهذا له تاثير في وعظك وارشادك وسوف القي بعض المواعظ وعليك ايضا ان تعظ نفسك بها..
أيقظ هذا الغارق في النوم
وقل له ان رفاقك قد رحلوا فهل مازالت نائماً
قل لهذا المسافر المسرع لما هذه السرعه فهل جهزت لسفرك
اتدري من هذا المسافر ..انه انت
لا يصح السفر بدون زاد ومتاع قل له ارى الذين يحملون زاداً كثيراً كانوا يكثرون من البكاء وهم يقولون (زادي قليل)
فقل له ايها الفقير يامن لا تملك زاداً للطريق كيف تخرج للسفر؟..
قل لهذا الذي لا حياء له حتام هذه الوقاحه وهذه الغفله ؟
الا تستحي من الله الذي امهلك
" انا الذي امهلتني فما ارعويت وسترت علي فما استحييت وعملت بالمعاصي فتعديت ، واسقطتني من عينك فما باليت ، فبحلمك امهلتني ، وبسترك سترتني حتى كانك اغفلتني ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني " (1)
يا عديم الانصاف ان الله يتحبب اليك وانت تبغض اليه ويدعوك وانت تعرض عنه
" إنك تدعوني فاولي عنك وتتحب الي واتبغض اليك كأن لي التطول عليك" (2)
قل لناكر الجميل الى متى هذا النكران لله عزوجل
الايكفيك اسوداد وجهك من كثرت الذنوب ..
القابضون اليك سود
والمستقبلون سود
والقبر أسود
والحيه سوداء
والعقرب أسود
اما يكفيك هذا السواد ؟
اتريد ان تخرج يوم القيامه من القبر فيكون يوماً اسوداً عليك وبنهايه المطاف يسوقنك فيلقونك في بئر اسود مظلم..!!
هل حدثتم انفسكم مره بهذه الامور التى ذكرتها ام لا..
ام ان كل واحد منكم يظن باني لا اعنييه بكلامي بل اقصد غيره ؟
فان كلمت نفسك بهذه المواعظ فسالها وقل
يا نفس ما مذهبك ومادينك ؟
فلابد تقول ان ديني الاسلام
فقل ان دين الاسلام يرتبط باربعه امور
اولها الله تبارك تعالى
الثاني القران
الثالث الامور النبي (ص)
الرابع الائمه الاطهار (ع) ولكل من هذه الامور الاربعه متعلقات اخرى
والان لناتي فقره فقره لنرى هل هذه الارتباطات فينا او لا ؟
انظر الى نفسك واحكم بينك وبين الله عزوجل هل تتوفر فيك
الخوف من الله ورجاء الله وطاعه الله وسائر الصفات موجوده فيك او لا ؟!..
وبعد ارتباط الله ناتي الى ارتباط ومعرفه مقام رسول الله (ص) فانظر هل صفات فيك او لا ؟
واحدى الصفات هي لابد ان توده وتحبه فالموده ليست محصوره في الجسم ولا محبه الضريح ولا محبه الاسم و المحبه اللفظيه
بل محبه صفاته وانه كان يتحلى بصفه العبوديه الخالصه لله تعالى وبتوكل وصبر وتفويض وسائر الصفات الحميده الاخرى فاذا كنت تحبه لابد تنطبق الصفات فيك
اما اذا لم تنطبق فانت تدعي تحبه
فقد كذبت بل انت عدوه..!
ان رسول الله عدو كل من يعصي الله تعالى يقول امير المؤمنين عليه السلام
" ان ولي محمد من اطاع الله وان بعدت لحمته وان عدو محمد من عصى الله وان قربت قرابته "
فمن يعصي الله تعالى فهو عدوه (ص)
وايضاً تقول بانك ولي اهل البيت (ع) فان كنت تعني بقولك الضريح او حب القبه او لفظه (علي) فهذا كله خطأ
فالمحبه تبغي حب صفاته
فاايها المسكين يامن تدعي حب امير المؤمنين علي(ع) فهل اشتبهت بهذا الامر
وايضاً تقول باني احب سيد الشهداء فاعلموا ان من يعصي الله تعالى فهو اعداؤه
محال ان يكون عدو الله حبيباً لهولاء الكرام الطاهرين ..
وناتي الان مقارنه احوالنا وصفاتنا بالقران الكريم
انك تقول (القران كتابي) الا تخشى يأتيك نداء من رب العزه (يقول كذب عبدي)
فيسالونك في القبر واذا صدقت ان القران كتابك وان جميع احكامه طبقتها ولم تخالفها فانك ستفتح لك ابواب الجنه وتتنعم بريحها في القبر الى يوم القيامه
ام اذا قلت القران كتابي وانت في القبر فيرد الله عزوجل ( كذب عبدي) فتستفتح ابواب جهنم لك
فلابد لما يكون لدينا ارتباط بكل هذه الاربعه الامور والذي يفيدنا هو ارتباط بالدين بالخوف من عذاب الله
ولو رايتم خوف الامام علي الذي كان يرتجف خوفاً
قال تعالى " يخافون ربهم "
" انا تخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا"
فكل هولاء الاطهار قالوا نخاف
فانت اعترض عليهم وقل لما تخافون !؟
فلا اريد اقول لك خاف مثلهم
بل لو مقدار لدغه نمله فانها تكفي للخوف من الله
وايضاً من الخطأ اننا نقول ان الادعيه والمناجاه انما غرضها لتعليم الناس
ايها الاحمق هل خوفهم وبكائهم ودعائهم حتى ان الامام علي(ع) يسقط من شده الخوف كالخشب اليابسه
هل هذا كله تعليم لناس ؟!
وبعد هذا وتيقنت انهم يخافون الله ..
اشعر بخوف قليلاً على نفسك ..
ستقولون انني اخوفكم كثيراً فاعلموا لا انا و الف مثلي يستطيعون دخول الخوف في قلبك
واذا كان ذكر الخوف يسؤكم
فقل لملائكه العذاب حين الاحتضار انني لا اخاف منكم
فكر في نفسك قليلاً وكن صادقاً مع نفسك وارحم نفسك فالافعى تسير بشكل منحرف وملتوي ولكن عندما تدخل حجرها فانها تستقيم
اذن استقم في سيرك من الان ..
نحن قلنا بان احدى وسائل معالجه امرنا
هو نوجد ارتباط بيننا وبين دين الله ونشعر قليلا بالخوف
والامر الاخر نوجد شبهاً بالرسول الاكرم (ص) في احدى صفاته
وهي اننا نرى انه يحب ويحمل محبه تامه لسيد الشهداء و مظلوم كربلاء
فقد كان يبكي عليه بكاءً لا حد له ولا وصف
ومن هنا علينا ان نتوسل بهذا المظلوم لكي نقيم ارتباطاً مع رسول الله
قلنا اننا لا نشعر بالخوف اذن تعالوا نتوسل بمن اجتمع فيه جميع انواع الخوف في الوجود الا وهو سيد الشهداء ومظلوم كربلاء فلو نظرنا الى جميع الانبياء واوصيائهم (ع) لدينا اجتمعت فيهم خوف لسبب او سببين او اكثر
اما سيد الشهداء فجميع اسباب الخوف اجتمعت فيه فكان يشعر الخوف على فتيانه والخوف من ناحيه الجوع والعطش والخوف على امواله
واكثر خوفه عدم احترام اهل بيته وحرمه وبناته واخواته حتى وصل الخوف على قميصه لدرجه انه مزقه حتى لا يرغب فيه احد
ورغم كل المخاوف كان صابراً محتسباً لم يتغير لونه في لحظات الاخيره
بل يزداد تلالأ من سكون وطمأنينه نعم تحمل الامام جميع انواع الخوف
لكن خوفاً واحد لم يستطع تحمله
وهو هجوم على الخيام في حياته ولقد طلب منهم ذلك
وكان طلبه يحرق لكبد لانه يعلم انه سيسلبون اهله وحرمه
لذلك طلب منهم مادمت حياً لاتتعرضون لهم
ونتفهم من ذلك ان مصيبه الامام الحسين ومصائبه تتمثل من اشد المصائب
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
----------------------------------------
(1) دعاء ابي حمزه الثمالي
(2) دعاء الافتتاح
من كتاب : فوائد المشاهد
للواعظ الشهيد الشيخ جعفر التستري
من تلخيص واختصاري
نسـالكـــم الدعـــــاء