سيدنا الكريم الكبير محمد الشرع ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سواء كنا في عالم الملاكمة أو غيره فأن انتخابات مجالس المحافظات قد خُصِمَتْ لصالح المالكي بالضربة القاضية و انتهى الأمر يعني مفعول الـ ( Game over ) بخصوص المجالس المذكورة سوف يستمر على مدى أربع سنوات قادمة و ليس من جولات أخرى بل نزال و صراع بعد السنوات الأربع ..
أما بخصوص رؤيتك لكثير التحليل ,, فعلى حد علمي لست أنت من يحتاج إلى إسهاب في التفاصيل كي يفهم السطور و ما حولها أو يلم بجوهر الموضوع بدون إسفاف و أفراط في التشعبات ..
قبل الخوض في مسألة تمسك خصوم المالكي بقضية المواجهة بين المالكي و المرجعية ,, أحب أن أبين نقطة حساسة جداً هي أنه لا يوجد أي تقارب بالأمكانات و القدرات و التأثير الروحي و الوجداني ,, و هما أساس حركة أي مجتمع في الدنيا ,, ما بين المالكي الرجل القادم من خلف الحدود التي نفي عنها لعقود طويلة دون أن يعرف له أسم أو شكل بين الأوساط الجماهيرية العريضة في الساحة العراقية حتى سقوط كلاب البعث من على كرسي الحكم في العراق بل حتى تسلم المالكي للسلطة قبل بضع سنين ,, و بين الثقل المرجعي الديني الموغل في القدم و الضارب بجذوره في عمق الأرض العراقية على مدى قرون متوارثة و أجيال متراكمة ,,
فمواجهة المالكي لهذا العملاق الديني بما يمثله من رمزية روحية و شرعية و أخلاقية و تأريخية تعتبر من الناحية النظرية المجردة محض انتحار له و لحزبه إلى يوم يبعثون .
بالنسبة للمرجعية الدينية ..
هل وجدتني أتحرج يوماً من طرح نقد على المؤسسة الدينية برمتها ؟؟..
فهل من مبرر يدفعني للحرج الآن .. ؟؟
المشكلة أنني لا أستطيع أن أنظر إلى المرجعية الدينية في العراق منحصرة بشخص السيد السيستاني حتى و لو كان هو المرجع الذي له المقلدين الأكثر في العراق و هذه رؤيتي الخاصة و لست ملزماً برؤية غيري ,,
فهنالك مراجع متعددون في العراق لهم مقلديهم و ميريدهم و أتباعهم .. و عندما أقول أن المرجعية قد أغلقت أبوابها بوجه المالكي كما يروج لذلك خصومه السياسيين فأنني أقصد التركيز على اجتماع المرجعيات الدينية في العراق على هذا الفعل كذلك يهمني أن أسلط الضوء على كلام أحد المراجع الكبار عندما يقول رأياً بحكومة المالكي و شخصه فيقول هذا رأيي و رأي باقي أخواني من المراجع وهو مرجع آية الله العظمى و لا يمكن تكذيبه أو إهمال كلامه بأي حال من الأحوال خصوصاً و أن هكذا تصريحات باتت تنشر على وسائل الإعلام و الأنترنيت ,,
كطرح سياسي هذا حدث بغاية الأهمية حيث يبرز إلى السطح حقيقة خطيرة بل غاية بالخطورة مفادها أن المراجع الكبار قد اتحدت كلمتهم على محاربة المالكي ,, كما يسوق خصومه السياسيين و كما يشتهون ..
و بهذا فأن المرجعية كمجموعة أو فرد تبقى بكامل رمزيتها و توجهات أتباعها في هذا الموقف من التقابل و المواجهة مع المالكي ,, فالغاية هنا إبراز الحجم للوقوف على حقيقة النتيجة و مدى أهميتها بعد تلك المواجهة ..
أما كون الناس تتبع رأياً غير رأي السيد السيستاني ,, فعلى مستوى انتخابات مجالس المحافظات أتصور أن الجواب قد جاءك و يمكنك الحكم من خلال توجه أغلب الناخبين الشيعة إلى صف المالكي المقابل لصف المرجعية ,, و أما اتباع السيد السيستاني في غير هذه الأمور فهذا خارج عن نطاق الحوار و يمكن أن نفرد له موضوعاً خاصاً ستكون الإجابة مما لا يسعد جنابكم الكريم أيضاً ..
أنا لست بصدد تناول مبررات الشيخ بشير النجفي في انتقاد المالكي ,, بل أنظر إلى الموضوع من وجهة نظر سياسية ,, فأجيبك بسؤال ,,
و ماذا أثر انتقاد سماحة الشيخ للمالكي على المالكي و إخراجه له من فلك التشيع ؟؟؟ ,,
التأريخ القريب يقول أن الميرزا الشيرازي قد أسقط شركات الإحتكار للتبغ في إيران بفتوى ,,
و الإمام الخميني أسقط شرطي الغرب في الخليج وغير خارطة العالم السياسية و توازنات القوى العالمية بفتوى ,,
فما الذي أثرته رؤية الشيخ النجفي للتكليف الشرعي و حكمه على ضوء تلك الرؤية على السيد المالكي ؟؟؟...
بل حتى بين أوساط النجفيين معقل سماحة الشيخ ,, ألم تأتي قائمة المالكي ثالثاً ؟؟.. بل حتى قائمة الزرفي مالكية الهوى ..
لو بقي المالكي مجرد شاخص صامد بوجه هذا الهجوم الإعصاري لكان يحسب له نصر كبير فما بالك بالفوز الواسع ؟؟..
أتصور أن السيد المالكي في نزاله أمام العملاق الديني الحوزوي في النجف الأشرف خرج فائزاً و بالضربة القاضية ضد كل من وقف خلف القبضة القوية التي أرادت اسقاط المالكي فلم تبلغ منه مأرباً ..
يتبع إن شاء الله تعالى