أخيرا
1 ـ ( عمر ) عظيم بمقياس العظمة السياسية التاريخية الزائفة للقادة والفاتحين سفّاكى الدماء شأنه شأن جنكيزخان وهولاكو ونابليون وهتلر ورمسيس الثانى وتحتمس . ولكنه يفتقد للعظمة الانسانية الحقيقية القائمة على السمو ىالخلقى وعمل الخير بالطريق السلمى بمثل عظماء العالم قديما وحديثا .
2 ـ بالمقياس القرآنى فإن عمر بن الخطاب خصم كبير للاسلام إذ إستخدم الاسلام فى فتوحات ظالمة ، وأذا كان عظماء التاريخ من سفاّكى الدماء قد ظلموا الناس فإن ( عمر ) ومن هم على شاكلته قد ظلموا الناس وظلموا أيضا رب الناس جل وعلا .
3 ـ أولئك الذين ينقمون على الرئيس الأمريكى جورج بوش غزوه للعراق ، نقول إننا أعترضنا على غزو العراق بأعلى صوت فى مؤتمرات فى واشنطن ، وتنبأنا بهزيمة محققة للجيش الأمريكى . وهنا نقول : إن جورج بوش قد قام بتخليص العراق من طاغية أثيم ، ووضع أسس حكم ديمقراطي فى العراق ، ثم انسحب الجيش الأمريكى تاركا العراق للعراقيين يحكمون أنفسهم بأنفسهم . أى أدى المهمة وانسحب . أما عمر بن الخطاب فقد إحتل العراق وايران ومصر والشام ونهب خيراتها. فلا يقال بأنه دخل ليخلّص تلك البلاد من المستبدين ، فلم يستنجد به أحد لكى يأتى ، وعلى فرض أنه أتى لانقاذ تلك البلاد من حكامها المستبدين كان الأولى أن يعود أدراجه الى الجزيرة العربية كما فعل الأمريكيون بعد التخلص من صدام . لكن الذى حدث أن الخلفاء الراشدين والأمويين خلعوا نظما مستبدة وأقاموا أنفسهم مكانها . وهذا ظلم عظيم للناس . والأفظع هو ظلمهم لرب الناس جل وعلا إذ يرتكبون كل هذه المذابح والجرائم والسلب والنهب والاسترقاق والسبى تحت إسم الاسلام ، ثم يأتى تشريع هذا بأحاديث ضالة تبيح وتشرّع هذا الضلال كحديث ( أمرت أن أقاتل الناس حتى .. ) ويأتى الدين السّنى يشرّع بكل بجاحة وصفاقة أنه فى البلاد ( المفتوحة عنوة ) أى بالقوة والاعتداء لا يجوز لأهل البلاد الأصليين بناء كنائس جديدة .
4 ـ فارق هائل بين تشريع الاسلام فى جعل القتال الدفاعى لتقرير الحرية الدينية ولحصانة بيوت العبادة (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) وبين دين* عمر بن الخطاب السنى
أولا :
1 ـ كمؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له وبملائكته ورسله ولا أفرّق بين أحد من رسله فإن ( عمر بن الخطاب ) بالنسبة لى ليس داخلا فى عقيدتى ، هو فرد وبشر لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . هو ( عمر بن الخطاب ) شأنه مثل عمر خورشيد وعمر فتحى وعمر عفيفى وعمر سليمان وعمر الشريف وعمر المختار .وحتى ( عمر أفندى ) .. فقط أعتبره ( عمر بن الخطاب ) ينتمى الى نوعية البشر أهانت دين الله جل وعلا ، وجعلت الاسلام متهما بالعدوان والارهاب ، فقد سار على سنّة ( عمر بن الخطّاب ) آخرون مثل عمر التلمسانى وعمر البشير ..وعمر عبد الرحمن ..
8 ـ ليس مهما عندهم أن ( عمر ) قد ظلم رب العزة حين إرتكب فظائع القتل والسلب والسبى باسم رب العزّة وباسم الاسلام ، ليس مهما أن يكون عمر رائدا فى ذلك لخلفاء ( مسلمين ) ساروا على طريقه وأكّدوا الاتهام للإسلام بأنه دين الغزو والقتل والظلم والاعتداء .. المهم عندهم أن يظل ( عمر ) فى عليائه مصونا عن النقد ، وأن يظل رب العزة جل وعلا متهما بجرائم ( عمر ) ، وأن *يترسّخ فى الأذهان عبر الأجيال أنّ (عمر ) قد طبّق شرع ربّ العزة بالقتل والسبى ، وأن يترسّخ فى الأذهان عبر الأجيال أن (الله ) جل وعلا ( إله الاسلام ) هو إله الارهاب والغزو والسلب والسبى والاسترقاق والظلم .* ليس مهما أنه بالعقل السليم يتبيّن للمسلم أن هذه الجرائم التى إرتكبها عمر وغيره هى طاعة لشريعة الشيطان ، وأن الشيطان هو الذى أوحى لأوليائه بإختراع أحاديث وتشريعات تجعل الجهاد فى الاعتداء وقتل الأبرياء أفرادا وشعوبا ، وليس مهما أن يتضح إن الشيطان هوالاله الذى يتبعه المؤمنون بعمر ، لأن الله جل وعلا يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) *) ( النحل ) بينما يأمر الشيطان بالظلم والبغى والفحشاء والافتراء كذبا بغير علم على رب العزّة ، وهذا تحذير رب العزة لأبناء آدم : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)...( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) ( الأعراف ). كل ذلك ليس مهما . كل ذلك يهون حتى يظل عمر بن الخطّاب مقدسا فى عليائه مصونا عن النقد ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
ثالثا : من ظلم رب العالمين الى ظلم الآخر من البشر المخالف فى الدين
1 ـ *هذا هو الظلم المبين لرب العالمين أنتج ظلما للبشر غير المسلمين ، *فما إرتكبه ( عمر ) تم تشريعه دينا ليصبح جهادا مستمرا ضد المخالف فى الدين ، وطبقا لهذا التشريع فمن حق الحاكم المسلم بل من واجبه أن يغزو الأمم الأخرى وأن يحتلّ بلادهم وأن يرغمهم على دخول الاسلام ليعصموا دماءهم ، وأن يسبى ويسترق أبناءهم وان يسلب وينهب مواردهم وأن يفرض عليهم الجزية ، وأن يمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية ومن بناء بيوت عبادتهم . ثم ينسبون كل هذا التشريع الظالم لرب العزة بأحاديث مزورة وفتاوى سامّة .
2 ـ وقد سار الأمويون ثم العباسيون والمماليك والعثمانيون فى تطبيق هذا الشرع باعتباره ( جهادا إسلاميا ) . ودفعت أمم وشعوب تكاليف هذا الجهاد .. وأحيت الدولة السعودية بوهابيتها هذا الإفك ، وأقامت به دولتها السعودية الأولى والثانية والثالثة الراهنة ، ثم بقطار النفط السريع وبظروف محلية وإقليمية ودولية مواتية انتشرت الوهابية يين المسلمين على انها الاسلام ، وأتيح للمجرمين تطبيق شريعة الجهاد بالقتل العشوائى ليس فقط ضد غير المسلم بل ضد المسلم المخالف فى المذهب أو الدين الأرضى ، وما يرتكبه الارهابيون فى العراق وخارج العراق هو التطبيق الحقيقى لشريعة الغاب التى بدأها عملا عمر بن الخطّاب ثم تم تقنينها وتسويغها بالافتراء والكذب ، ثم إستمر تطبيقها بعدئذ من وقت عمر بن الخطاب الى وقت عمر عبد الرحمن وعمر البشير ..
و السؤال
لماذا لا يخرج الوهابية بجيوشهم و ترساناتهم الحربية و يغزو بلاد النصارى لنشر الاسلام أسوة بسيدهم بن صهاك ؟!
ام ان دينهم يحثهم فقط على سفك دماء المسلمين الأبرياء !!