أوسعتهم سبا ًوأ َوْدوا بالإبل (12)
المثل لكعب بن زهير قاله لأبيه زهير لما أغار الحرث بن
ورقاء من بني أسد على إبله وذهب بها وراعيها . فجعــل
زهير يهجوه ويسبّه ويتهدده هو وقومه وهم لايكترثون به.
فقال له كعب : أوسعتهم سبا ًوأ َوْدوا بإبلك وأضرّوا بك .
احلب حلبا ًلك شطره ( 13 )
وحكايته
تأثر أبو بكر ونائبه والانقلابيون من فعلة الإمام علي وآل محمد والقلة المؤمنة ومن تلكئهم عن بيعته وعدم اعترافهم بالأمر الواقع
فأرسل أبو بكر عمر بن الخطاب وقال له : " إئتني به بأعنف العنف " فجاء عمر وجرى بينه وبين الإمام حديث
فقال الإمام علي لعمر :
" والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤثرك غدا "
أو قال له : " إحلب حلبا لك شطره واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا "
فعلي بن أبي طالب يعلم علم اليقين بأن أبا بكر سيستخلف عمر بن الخطاب .
قال هشام بن الكلبي : خرج رجل من جهينة يقال له الاخنس بن كعب - وكان الاخنس قد احدث في قومه حدثاً , فخرج هارباً , فلقيه رجل يعرف بالحصين - فقال له : من انت ثكلتك امك ? فقال له الاخنس : بل انت ثكلتك امك , فردد هذا القول حتى قال الاخنس : انا الاخنس بن كعب , فأخبرني من انت والا انفذت قلبك بهذا السنان .
فقال له الحصين : انا حصين بن عمرو الكلابي , فقال له الاخنس : فما الذي تريد ? قال : خرجت لما يخرج له الفتيان . فقال الاخنس : وانا خرجت لمثل ذلك , فقال له الحصين : هل لك أن نتعاقد الا نلقى احداً من عشيرتك أو من عشيرتي إلا سلبناه ? قال نعم . فتعاقدا على ذلك . وكلاهما فاتك يحذر صاحبه . فلقيا رجلاً فسلباه . فقال لهما هذا الرجل : هل لكما أن تردا علي بعض ما أخذتما مني وادلكما على مغنم ? قالا : نعم , فقال الرجل المسلوب : هذا رجل من لخم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير , وهو خلفي في موضع كذا وكذا , فردا عليه بعض ماله , وطلبا اللخمي , فوجداه نازلاً في ظل شجرة , ومعه طعام وشراب , فأقبلا عليه , وعرض عليهما الطعام , فكره كل واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به , فنزلا جميعاً , فأكلا وشربا مع اللخمي , ثم أن الاخنس ذهب لبعض شأنه , فرجع واللخمي يغرق في دمه , فقال الاخنس بعد أن سل سيفه لان سيف صاحبه كان مسلولاً : ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه , فقال له حصين : اقعد يا اخا جهينة , فلهذا وشبهه خرجنا , فشربا ساعة وتحدثا , ثم أن الحصين قال :
يا اخا جهينة اتدري ما صعلة وما صعل ? قال الاخنس : هذا يوم شرب وأكل , فسكت الحصين , ثم قال : يا اخا جهينة هل انت للطير زاجر ? ما رأيك بهذه العقاب ? قال الجهني : واين تراها ? قال : هنا . وتطاول الحصين , ورفع رأسه إلى السماء , فوضع الاخنس بادرة السيف في نحر الحصين , فقال : انا الزاجر والناحر , واحتوى على متاعه ومتاع اللخمي , وانصرف راجعاً إلى قومه , فمر ببطنين من قيس يقال لهما مراح وانمار , فإذا هو بامرأة تنشد الحصين , فقال لها : من انت ? قالت :انا صخرة امرأة الحصين . فقال لها : انا قتلته , فقالت : كذبت , ما مثلك يقتل مثله , فانصرف إلى قومه , واصلح امرهم , ثم جاء هم , ووقف وقال :
وكم من ضيغم ورد هموس ابى شبلين مسكنه العرينُ
علوت بياض مفرقه بعضب فأضحى في الفلاة له سكونُ
واضحت عرسه ولها عليه بعيد هدوء ليلتها رنينُ
تسائل عن حصين كل ركب وعند جهينة الخبر اليقينُ .
كان لقبيلة عربية كلبة اسمها براقش وكانت تنبح دائما عندما تحس بقدوم أعداء فيردون العدو عنهم ويوما ما أحسوا بقدوم عدو خطير فتركوا منازلهم وهربوا واختبأت القبيلة في بعض الوديان وانتظروا هادئين خائفين لكن الكلبة براقش لم تهدأ مثلهم بل أخذت تنبح بشدة وتجري إلى الاماكن التى يختبئون فيها وتعلو بالنباح فاستدل العدو بصوتها على قومها وهجموا عليهم وقتلوهم ومنذ ذلك اليوم يضرب هذا المثل لكل انسان ثرثار يجلب الشر بلسانه وثرثرته فيصيب نفسه ويصيب من حوله .
علقت معالقها وصرَّ الجُندب ( 16 )
وأصله : أن رجلا ًرأى امرأة سبطة تامة ، فخطبها فأ ُنكح ، ثم هُديت إليه
امرأة قميئة ، فقال : ليست هذه التي تزوجت .
فقالت المزفوفة : علِقت معالقها وصرّ َالجُندب ، يعني وقع الأمر ووجب .
(حال الجريض دون القريض) ... ( 17 )
وقصة هذا المثل هي ان المنذر بن النعمان كان لديه نديمان يجالسانه في كل ليلة وفي احدى الليالي اغضبوه في الكلام وكان ثملاً فأمر بقتلهما وفي الصباح راهما مقتولين فندم ندماً شديداً فبنى لهما قبرين من الغري او الغرى ولهذا سمي النجف بارض الغريين وبمرور الزمن تهدم احد القبور فبقي قبراً واحداً فسمي النجف بارض الغري.المهم ان المنذر بعد قتل نديميه جعل لايامه يوم سعد ويوم نحس فمن يدخل المدينة في يوم السعد ينجو ومن يدخلها في يوم النحس يقتل ثم ان عبيد بن الابرص كان اول من أشرف على المنذر في يوم نحسه فقال المنذر هلا كان القتل لغيرك ياعبيد انشدني من شعرك فقال عبيد(حال الجريض دون القريض)فذهب كلامه مثلا والجريض لغةً(بلع الريق بصعوبة)
يقال بأنه كان هناك ثلاثة ثيران ، أحدهم أبيض اللون والآخر أحمر والثالث اسود وكانوا يتجولون في الغابه ، برفقة بعضهم البعض ولأنهم ثلاثة لم تكن تجرؤ السباع والوحوش على مهاجمتهم ، أو الاقتراب منهم لأنهم كانوا متحدين دائماً في مواجهة الصعاب ، وفي الغابة كان هناك ثعلب ماكر يتربص بهم ولكنه جبان لا يجرؤ على مهاجمتهم ، ففكر الثعلب وفكر وباحتيال شديد رسم خطة محكمة لهم ، ذهب الثعلب في الخفاء إلى الثور الأسود و الأحمر وقال لهم : إن الغابة ، تتكلم عن جمال الثور الأبيض ويقال بأنه أجمل منكم ولا يتكلمون ، عنكم بل بالعكس دائماً يطرون على جمال لون الثور الابيض فبدأت الغيرة ، تدب في رأس الثور الاسود والاحمر وقال لهم الثعلب : أنا عندي لكم الحل أنا ، سأهجم على الثور الأبيض وآكله وبذلك لن يصبح هناك ثور أبيض وستقوم ، الغابة بالتكلم عنكم أنتم فقط ولكني أريد منكم عند مهاجمتي للثور الأبيض ، ألا تقفوا معه ولا تدافعوا عنه ، فوافق الثوران الأسود والأحمر على الخطة وبالفعل هجم الثعلب على الثور ، الأبيض والتهمه بدون مؤازرة الثوران الاسود والاحمر.
وبعد مرور أسبوع واحد فقط جاع الثعلب وفكر في مهاجمة أحد الثورين الأحمر ، والأسود ولكنه لا يجرؤ عليهما معاً ، فقرر أن يتبع نفس خطته السابقة وفعلاً ذهب الثعلب إلى الثور الأسود وقال له ، لقد تخلصنا من الثور الأبيض ولكن الغابة الآن تتكلم عن جمال الثور الأحمر ، لأن لونك أسود وقبيح ولا أحد يتكلم عنك فما رأيك أن أهجم على الثور الأحمر ، فلا يبقى إلا أنت وحدك وبالطبع لن تتكلم الغابة إلا عنك فوافق ، الثور الأسود على الخطة فهجم الثعلب على الثور الأحمر وأكله بدون مؤازرةالثور الأسود .
وبعد أسبوع من تلك الحادثة جاع الثعلب فقرر أن يهجم على الثور الأسود ، الوحيد ويأكله ، لاحظ الثور الأسود نظرات الغدر في عيني الثعلب فقال الثور ، الأسود بكل ندم وحسرة :
اُكِلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض ....
فذهب قوله مثلاً