حي الله شيخنا الغالي والفذ الهاد
أسأل الله العلي القدير ان يطيل بعمركم و يوفقكم لما يحبه ويرضاه ،،،
وكن على يقين أخي الغالي انا هنا في هذا الموضوع ليس لغرض الجدال
واتصور انكم على علم بذلك ...
قلتم ،،،
الجواب -وهو ما أسميناه بالصاعقة آنفاً في إحدى مشاركاتنا-:
إنّ أبينا أبراهيم عليهم السلام أراد مصلحة عظيمة بتوظيف هذه الصيغة الكفريّة في كلامه المقدّس..؛ فلقد أراد روحي فداه تعليم البشريّة أقوى برهان عرفه العقل الإنساني على بطلان إلوهيّة غير الله تعالى (= لذلك أسميناه بالصاعقة)..، هو باختصار برهان الحركة والحدوث ، وقد يعبر عنه أهل الحكمة أو أهل التفسير بتعابير أخر ، والمعنى واحد ..
ما هو أصل برهان الحركة والحدوث؟!!!.
قال الهاد : هو برهان لمي ، صيغته البسيطة كالآتي :
مقدمة صغرى: العالم متحرّك ..
مقدمة كبرى: كل متحرّك حادث .
النتيجة: العالم حادث ، ليس بقديم ؛ فليس العالم بإله .
أقول ،،،
ما نوعية التوظيف ؟ هل هو توظيف تقية ؟
أم توظيف تورية ؟
أم توظيف احتجاج على المقابل ؟
ونحن لا يخفى علينا البراهين في علم الكلام كبرهان النظم وبرهان الامكان
ولا تخفى علينا ادلة الحكماء والفلاسفة ،،،
قولكم ،،،
تطبيق أبينا إبراهيم روحي فداه لهذا البرهان (=الحجة كما فيعلم المنطق)!!!.
المقدمة الصغرى: الشمس هي ربي على زعمكم متحركة (=مجبورة مقهورة على البزوغ والأفول).
المقدمة الكبرى: لكن ما يكون مقهوراً مجبوراً على البزوغ والأفول، العاجز أن يبقى بازغاً ، حادث دون كلام .
النتيجة: أنّ الشمس القمر الكواكب ، وكل متحرك ، ليس إلهاً ؛ لأن الإله لا يكون مقهوراً على شيء من الحركة رغم أنفه .
أقول ،،،
الجسم لا يخلوا من الحركة والسكون ، وكل جسما حادث ، وكل حادث يحتاج الى محدث
وكل ما يحتاج فهو فقير، والفقير لا يصلح بان يكون آلاهاً .
وهذا الدليل يصدق على القمر والشمس
واعلم يا شيخنا ان كلامكم يصح في مقام الاحتجاج وهو خلاف مداعكم انها تقية ؟!!!
قولكم ،،،
تنبيه: لم أقرر -عن عمد- برهان الحركة جيداً، لأنه مما يثقل فهمه لغير أهل الاختصاص.
أقول ،،،
ونحن من اهل الاختصاص ؟
قولكم ،،،
سؤال مهم: هل من توضيح أكثر، لماذا صبر إبراهيم عليه السلام على صيغة الكفر، الفترة ما بين البزوغ والأفول وهي ساعات ؟!!!
الجواب لمجموع سببين:
السبب الأوّل: حتى لا تحصل النفرة منهم ، فيضيع غرض أعظم برهان عرفه البشر في إبطال آلهتهم .
قال السيد الطباطبائي (في الميزان 7: 154) :
فمن المستبعد أن يلقى إليه (إبراهيم لآزر) أول ما يواجهه من الكلام ما يتضمن تحقير شأن آلهته المقدسة عنده في لحن التشويه والإهانة فيثير به عصبيته ونزعته الوثنية ...، ثم إنه عليه السلام بعد الفراغ مما حاج (الحجّة=البرهان) به أباه آزر وقومه ... .إلى آخر كلامه قدس سره .
أقول ،،،
هذا استدراج وليس تقية ،،، فتآآآآآمل
قولكم ،،،
السبب الثاني : كون البرهان قائم على حركتي البزوغ والأفول الحسيين الخارجيين ، فلا بدّ أن يصبر صلوات الله عليه على هذه الصيغة الكفريّة حتّى إلأفول ، وإلا فلا قيمة كاملة للبرهان ؛ليكون الأبلغ في التأثير والأتم في لغاية كما لا يخفى ..
أقول ،،،
آراك قد تخليت عن مدعاك الاول وهو اظهار كلمة الكفر تقية
وصرت تتحدث بالصيغة الكفرية بدون ان تقول تقية او لا !!
قولكم ،،،
وأخير جزم السيد الطباطبائي (في الميزان 7: 177)بالسببين معاً في موضع آخر قال قدس سره:
وعلى هذا فقوله : ( هذا ربى ) جار مجرى التسليم والمجاراة؛ بِعَدّ نفسه كأحدهم (انتبه للتورية) ، ومجاراتهم وتسليم ما سلموه ، ثمّ بيان ما يظهر به فساد رأيهم وبطلان قولهم (=السبب الثاني) ، وهذا الطريق من الاحتجاج أجلب لانصاف الخصم ، وأمنع لثوران عصبيته وحميته ، وأصلح لاسماع الحجة (=السبب الأول) .
أقول ،،،
آراك تستدل من الميزان فهل تستطيع ان تاتي لي بدليل على الميزان على اظهار ابراهيم كلمة الكفر تقية ؟
قولكم ،،،
قال ناصر مكارم شيرازي في الأمثل 4: 355.
كيفية استدلال إبراهيم عليه السلام على التوحيد :
هنا يبرز هذا السؤال : كيف استطاع إبراهيم أن يستدل من غروب الشمس والقمر والكواكب على عدم ربوبيتها ؟
يمكن أن يكون هذا الاستدلال من طرق ثلاثة :
1 - إن الله المربي ، كما يستفاد من كلمة " رب " لابد أن يكون دائما قريبا من
مخلوقاته وأن لا ينفصل عنهم لحظة واحدة ، وعليه لا يجوز لكائن يغرب
ويختفي ساعات طويلة ، بنوره وبركته وتنقطع صلته كليا عن الكائنات الأخرى ،
أن يكون ربا وإلها .
2 - إن كائنا يغرب ويبزغ ويخضع للقوانين الطبيعية ، لا يمكن أن يحكم على
هذه القوانين ويملكها ؟ إنه هو نفسه مخلوق ضعيف يخضع لأوامرها وغير قادر
على أدنى انحراف عنها . . .
3 - إن الكائن المتحرك لا يمكن إلا يكون كائنا حادثا ، فقد أثبتت الفلسفة
أن الحركة دليل على الحدوث ، لأن الحركة ذاتها نوع من الوجود الحادث ، وأن ما
يكون في معرض الحوادث ، أي يكون ذا حركة ، لا يمكن أن يكون كائنا أزليا
وأبديا. أهـ
أقول ،،،
وردي على كلامكم هذا هو نفس الرد السابق ..
قولكم ،،،
للتنبيه : قلت في أول سطري هذا الموضوع :
إبراهيم صلوات الله عليه قال في الشمس هذا ربيّ تقيّة ، ولا شك أنها كلمة كفر على لسانه، لكنه لم يقل أنا كافر، أو لم يرد في النصوص المعتمدة أنه قال ذلك والعياذ بالله تعالى ...، وبعبارة أخرى ، فتقيّة الأنبياء نحو من التورية .
وقد كان مقصودنا تسليم أبينا إبراهيم عليه السلام المماشاتي الذي يتلائم مع التورية ، بخلاف لو قال: أنا كافر فهذا لا يتلائم معها .
أقول ،،،
لماذا لا تصر على كلامكم وتثبته بالدليل ان ابراهيم اظهر كلمة الكفر تقية ؟ كما في مدعاكم الاول ؟
ولا تدخل التورية رجاءاً لانها تختلف عن التقية وكما اثبتوها العلماء .
لك مني اجمل التحايا واعطرها ..
+ قبلة على جبينكم الطاهر
نور عيني الاستاذ الفاضل العتزي دامت بركاته وتوفيقاته..
قلت سلمك الله تعالى : لماذا لا تصر على كلامكم وتثبته بالدليل ان ابراهيم اظهر كلمة الكفر تقية ؟ كما في مدعاكم الاول ؟!. ولا تدخل التورية رجاءاً لانها تختلف عن التقية وكما اثبتوها العلماء .
لست أنا يا مولاي من جعل تورية ومداراة الانبياء من التقية وأدخلهما فيها، بل العلماء ؛ وقد مر هذا في المشاركة 17 بشيء من التفصيل ..
قال آية الله العظمى مكارم شيرازي (في التفسير الأمثل13: 372)
هل كان الأنبياء يستعملون التقية ؟!.:
غير أنه يجب الانتباه إلى أن للتقية أنواعاً ، ولم تنف الآية في مورد دعوة الأنبياء وإبلاغ الرسالة إلاّ نوعاً واحداً، وهو التقية خوفاً، في حين أن للتقية أنواعاً؛ منها التقية مداراة وتورية...، وعلى أية حال، فإن للتقية معنى واسعاً، وهو:إخفاء الحقائق والواقع للحفاظ على الأهداف من التعرض للخطر والانهيار.اهـ.
وقال السيد الطباطبائي (في الميزان 7: 177) قدس سره:
قوله : ( هذا ربى ) جار مجرى التسليم والمجاراة؛ بِعَدّ نفسه عليه السلام كأحدهم .
هذا تصريح صريح فصيح مليح في تورية ومداراة أبينا إبراهيم بِعَدّ نفسه كأحدهم، وهو من التقيّة الوسيعة قطعاً حسبما قرر ناصر مكارم دام ظله، والمجلسي في مرآة العقول والسيد الطباطبائي في موضع آخر وغيرهم ..
الاستدلال بالأولوية القطعية !!
قلنا: قال العلامة المجلسي (في مرآة العقول 9: 169):
قول إبراهيم : -(إنّي سقيم) ولم يكن سقيماً- ..؛ لمصلحةٍ، فإنّه أراد التخلف عن القوم لكسر الأصنام فتعلل بذلك، وأراد أنّه سقيم القلب بما يرى من القوم من عبادة الأصنام...، وكان الاستشهاد(استشهاد الامام الصادق بقولي يوسف وإبراهيم عليهم السلام) بالآيتين على التنظير؛ لرفع الاستبعاد عن جواز التقية..؛ بأنّه إذا جاز ما ظاهره الكذب لبعض المصالح التي لم تصل إلى حد الضرورة؛ فجواز إظهار خلاف الواقع قولاً وفعلاً عند خوف الضرر العظيم أولى، أو المراد بالتقية ما يشمل تلك الأمور أيضاً (التقيّة الوسيعة).
وأما قولكم: لماذا لا تصر على كلامكم وتثبته بالدليل ان ابراهيم اظهر كلمة الكفر تقية ؟ كما في مدعاكم الاول .
مولاي لعلك تنسى، فليس هذا والله مدعاي أبداً ، ولقد تكرر مدعاي أكثر من مرّة؛ فلقد صرحت أول الموضوع ووسطه وآخره أنّ تقية الأنبياء تورية ومداراة ..، ولم أقل هي تقية مطلقاً .
بلى انا ذكرت الأولوية القطعيّة تبعاً للمجلسي رحمه الله ، وحاصلها أنّ ما صدر عن يوسف وإبراهيم عليهما السلام وإن كان تقية بمعنى التورية والمدارة لمصلحة ، لكنه دليل على مشروعية التقيّة في الضرر العظيم (كالدماء) أيضاً بالأولى القطعية أيضاً .
رحمك الله على صبرك عليّ ، طيب الله تراب أمواتك
مولاي الحبيب نهروان العتزي بورك فيه ..
ما رأيكم الشريف لو نقلنا مباحتنا الشريفة هذه إلى قسم المحاورين الخاص بنا ..؛ كيما ننتهل من معيكم المبارك أكثر فأكثر ، لكن بحريّة ، فهنا كأننا مقيدون ، سيما وأن هذا القسم غير مخصص لهذا الغرض..
والأمر لكم مولاي أئتمر بما تأمرون ..، لا حرمنا الله فوائدكم بارك الله بكم ..
قال ناصر مكارم شيرازي دام ظله في كتابه بحوث فقهية : 486.
وأمّا ما ذكر من أن الجدل لا يكون بأمر باطل من جميع الجهات فهو ممنوع ، بل قد يكون كذلك إذا تم عند الخصم كما في احتجاج إبراهيم على عبدة الأصنام بقوله « هذا ربي » كما صرّح به كثير من المفسرين وكذا غيره من أشباهه .
قال الهاد : مقصود ناصر مكارم شيرازي دام ظله أنّ الجدل يجوز بأمر باطل لمصلحة شرعيّة، وقد استدل له بقول أبينا أبراهيم عليه السلام : (هذا ربي) كونها صيغة كفر باطلة ، يراد منها آخر الأمر إبطال ألوهية غير الله تعالى ..، وقد جزم السيد الطباطبائي قدس سره سابقاً أن غرض إبراهيم عليه السلام هذا لا يتحق إلا بمجاراتهم ومماشاتهم ، بل التسليم لهم . فراجع..
للفائدة
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ الهاد ; 23-01-2013 الساعة 03:23 AM.
نص شرعي يدلّ على أن قول إبراهيم: (هذا ربي) مدارة وتورية ؟؟؟؟؟؟؟
في تفسير العياشي:عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبد اللهعليه السلام عن قول الله فيما اخبر عن إبراهيم عليه السلام " هذا ربى " ؟ قال : لم يبلغ به شيئا، أراد غير الذي قال .اهـ.
قال الهاد: قوله عليه السلام: أراد غير الذي قال . نص صريح في التورية .