في استشهادي مع أحداهن بحديث الغدير ... قالت لي بعد أن بدت الدهشة على وجهها واضحة ... فهي طبعا لم تسمع به قبل ذلك الوقت ... و لم تجد مناصا للتهرب ... فكان جوابها : هو مولى و ليس خليفة !!!!!!!! ( تقصد الامام علي عليه السلام )
ألم يلقّب ابو بكر نفسه بوليّ رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) حين استولى على الخلافة ؟؟؟!!!!
ألم يلقب عمر بن الخطاب نفسه بوليّ وليّ رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) !!!!!!!!!
فماذا قصد خلفاؤهم بكلمة وليّ و مولى ؟؟؟ و ماذا يقصدون الآن بهذه الكلمة ؟؟؟!!!!
و أعجب لمن يقصد بها المحبة و المودة للأسباب التي وضحتاها اعلاه استاذنا !!!!!
فهل هناك نصوص أكثر صراحة لأبي بكر ليكون الخليفة ؟؟؟ بل هل هناك نصوصا بهذه الصراحة له ؟؟؟ بل هل هناك نصوصا اقل صراحة له في الاستخلاف ؟؟؟!!!!!! الا ما وضعه الواضعون من بعض الإيماءات الخجولة !!!!! فهل نأخذ بالإيماء المبهم و نترك النص الصريح ؟؟؟؟!!!!!
يا ليت قومي يعلمون !!!!!!!!!!!
بارك الله فيك استاذنا الكريم ... و ارجو ألا تحرمنا أمثال هذا البحث ...
, مع العلم أن الشورى ما كانت حقيقية , وإنما هي اقرب ما
كما هو المعلوم امامة ابي بكر و عمر لم تكن بالشورى
فالشورى حدث من عمر و
بعد أن أعلن عمر عن هذه الفكرة، لابدّ وأنْ يطبّقها، إلاّ أنّه يريد عثمان من أوّل الامر، وقد بنى على أن يكون من بعده عثمان، غير أنّه من أجل التغلّب على الاخرين ومنعهم من تنفيذ مشروعهم، طرح فكرة الشورى وهدّدهم بالقتل لو بايعوا من يريدونه ولا يريد عمر.
إذن لا بدّ في مقام التطبيق من أن يطبّق الشورى، بحيث تنتهي إلى مقصده، وهي مع ذلك شورى !
فجعل الشورى بين ستّة عيّنهم هو، لا يزيدون ولا ينقصون، على أن يكون الخليفة المنتخب واحداً من هؤلاء فقط، ولو اتّفق أكثرهم على واحد منهم وعارضت الاقليّة ضربت أعناقهم، ولو اتّفق ثلاثة منهم على رجل وثلاثة على آخر كانت الكلمة لمن ؟ لعبد الرحمن بن عوف، ومن خالف قتل، ومدّة المشاورة ثلاثة
أيّام، فإن مضت ولم يعيّنوا أحداً قتلوهم عن آخرهم، وصهيب الرومي هو الرقيب عليهم، وهناك خمسون رجل واقفون بأسيافهم، ينتظرون أن يخالف أحدهم فيضربوا عنقه بأمر من عبد الرحمن بن عوف.
وفي التواريخ والمصادر كالطبقات وغير الطبقات، جعل الامر بيد عبد الرحمن بن عوف، لكن عبد الرحمن بن عوف لابدّ وأن يدبّر القضيّة بحيث تطبّق كما يريد عمر بن الخطّاب وكما اتفق معه عليه، إنّه يعلم رأي علي في خلافة الشيخين، ويعلم مخالفة علي لسيرة الشيخين، فجاء مع علمه بهذا، واقترح على علي أن يكون خليفة على أن يسير بالناس على الكتاب والسنّة وسيرة الشيخين، يعلم بأنّ عليّاً سوف لا يوافق، أمّا عثمان فسيوافق في أوّل لحظة، فطرح هذا الامر على علي، فأجاب علي بما كان يتوقّعه عبد الرحمن، من رفض الالتزام بسيرة الشيخين، وطرح الامر على عثمان فقبل عثمان، أعادها مرّةً، مرّتين، فأجابا بما أجابا أوّلاً.
فقال علي لعبد الرحمن: أنت مجتهد أن تزوي هذا الامر عنّي.
فبايع عبد الرحمن عثمان.
فقال علي لعبد الرحمن: والله ما ولّيت عثمان إلاّ ليردّ الامر إليك أو عليك.
فقال له: بايع وإلاّ ضربت عنقك.
فخرج علي من الدار.
فلحقه القوم وأرجعوه حتّى ألجأوه على البيعة.
وهكذا تمّت البيعة لعثمان طبق القرار، ولكن هل بقي عثمان على قراره مع عبد الرحمن ؟ إنّه أرادها لبني أُميّة، يتلقّفونها تلقّف الكرة، فثار ضدّ عثمان كلّ أُولئك الّذين كانوا في منى وعلى رأسهم طلحة والزبير، اللذين كانت لهما اليد الواسعة الكبيرة العالية في مقتل عثمان، لانّهما أيضاً كانا يريدان الامر، وقد قرأنا في بعض المصادر أنّ بعض القائلين قالوا لو مات عمر لبايعنا طلحة، وطلحة يريدها وعائشة أيضاً تريدها لطلحة، ولذا ساهمت في الثورة ضدّ عثمان.
أمّا عبد الرحمن بن عوف، فهجر عثمان وماتا متهاجرين، أي لا يكلّم أحدهما الاخر حتّى الموت، لانّ عثمان خالف القرار، وقد تعب له عبد الرحمن بأكثر ما أمكنه من التعب، وراجعوا المعارف لابن قتيبة، فيه عنوان المتهاجرون، أي الذين انقطعت بينهم الصلة وحدث بينهم الزَعَل بتعبيرنا، ومات عبد الرحمن بن عوف وهو مهاجر لعثمان.
وهكذا كانت الشورى، فكرة لحذف علي عليه السلام.
كما أنّ معاوية طالب بالشورى عند خلافة علي عليه السلام ومبايعة المهاجرين والانصار معه، طالب بالشورى، لماذا ؟ لحذف علي عليه السلام، أراد أن يدخل من نفس الباب الذي دخل منه عمر، ولكنّ عليّاً عليه السلام كتب إليه: إنّما الشورى للمهاجرين والانصار، وأنت لست من الانصار وهذا واضح، ولست من المهاجرين، لانّ الهجرة لمن هاجر قبل الفتح، ومعاوية من الطلقاء ولا هجرة بعد الفتح، فأراد معاوية أن يستفيد من نفس الاُسلوب لحذف علي عليه السلام، ولكنّه ما أفلح.
وكلّ من يطرح فكرة الشورى، يريد حذف النص، كلّ من يطرح الشورى في كتاب، في بحث، في مقالة، في خطابة، يريد حذف علي عليه السلام، لا أكثر ولا أقل.
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
أناس اعتمدوا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأدلة العقل والفطرة،
وقالوا : إن الإمامة بالنص
و هم الشيعة الأثنى عشرية المتمسكين بالثقلين كتاب الله و عترة المعصومين عليهم السلام
فالشيعة الإمامية تعتقد بأن الإمامة ـ التي هي قيادة الأمة الاسلامية ـ منصب الهي , وجعل من الله تعالى , وأنها حق من حقوق الله تعالى كالنبوة .
فالمولى عزوجل هو الذي ينصب من يكون إماما للناس , وهو الذي يختار هذا الانسان ويجعله إماماً دون غيره .
ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :
(1) قوله تعالى : (( وَإذ ابْتَلَى إبْرَاهيمَ رَبّه بكَلمَات فَأَتَمَّهنَّ قَالَ إنّي جَاعلكَ للنَّاس إمَامًا قَالَ وَمن ذرّيَّتي قَالَ لاَ يَنَال عَهْدي الظَّالمينَ )) (البقرة 124) .
(2) قوله تعالى : (( وَنريد أَن نَّمنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتضْعفوا في الْأَرْض وَنَجْعَلَهمْ أَئمَّةً وَنَجْعَلَهم الْوَارثينَ )) (القصص 5) .
(3) قوله تعالى : ((وَجَعَلْنَاهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا )) (الانبياء 73) .
(4) قوله تعالى : (( يَا دَاوود إنَّا جَعَلْنَاكَ خَليفَةً في الْأَرْض )) (ص 26) .
(5) قوله تعالى : (( وَجَعَلْنَا منْهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا لَمَّا صَبَروا )) (السجدة 24) .
إذن فالإمامة جعل من الله تعالى وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حق الأمة أن تختار لها إماماً , لقوله تعالى : (( وَمَا كَانَ لمؤْمن وَلَا مؤْمنَة إذَا قَضَى اللَّه وَرَسوله أَمْرًا أَن يَكونَ لَهم الْخيَرَة منْ أَمْرهمْ وَمَن يَعْص اللَّهَ وَرَسولَه فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مّبينًا )) (الاحزاب 36) .
لقد وردت الإمامة في القرآن الكريم بشكل واضح وصريح, ولكن محنة التأويل والمعاندة وليّ النصوص إلى غير وجهتها التي قادها المناوئون لهذا الخط - أي خط الإمامة - هو الذي أوقع البعض في هذه الضبابية في فهم النصوص القرآنية الواردة بهذا الشأن.. وإلاّ فالعربي السليم الذهن الخالي من الشبهات والموروث القبلي والاجتماعي تجاه هذه المسألة لو قرأ آية الولاية وهي قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55), لفهم منها على الفور معنى القيادة والإمرة وإدارة شؤون الأمة, إذ لا يمكن ان يتصور من معاني الولاية هنا سوى معنى ولاية الأمر, إذ لا يمكن أن نتصور فيها معنى المحبة أو النصرة لعدم انحصار هذين المعنيين بالمذكورين في هذه الآية فقط, أي الله ورسوله (ص) وأمير المؤمنين علي (عليه السلام), بل آية الولاية التي يراد بها المحبة والنصرة هي قوله تعالى: (( وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ )) (التوبة:الآية71), وإنّما الآية 55 من سورة المائدة فهي تفسر - لمحل (إنّما) - بولاية الأمر.. وقد أجمع المفسرون على نزول هذه الآية بحق أمير المؤمنين(ع) عند تصدّقه بالخاتم اثناء الركوع.
وأيضاً يكفيك ان تراجع قوله تعالى: (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )) (النساء:59), وما ذكره الرازي في تفسيره لهذه الآية الكريمة, وأن المراد منها المعصومون, فإذا قلنا بوجود المعصومين في الأمة وهم الأئمة الطاهرون(عليهم السلام), إذ لم يدّعِ أحد غيرهم العصمة بالإجماع, ثبت المطلوب, وإن قلنا بعدم وجود المعصوم فهذا يعني التكليف بالمحال والتكليف بالمحال باطل.. هذا شيء يسير مما جاء في القرآن الكريم حول الإمامة وهناك المزيد.
من المسلّمات عندنا ان إمامة الائمة الاثنا عشر (عليهم السلام) منصوص عليها بهذا الترتيب من قبل رسول الله (ص) .
وعليه واجب علينا أن نتقبلهم كأئمة وأوصياء لرسول الله (ص) ، وطاعتهم واجبة علينا كطاعة الرسول (ص) للنص .
فكما نصلّي صلاة الصبح ركعتين وصلاة الظهر أربع ركعات للنص ، هكذا الحال نقبل إمامة الأئمة اثني عشر (عليهم السلام) بهذا الترتيب للنص .
وهذا الترتيب لا يلزم منه أن يكون حكمهم (عليهم السلام) حكم وراثي لان النص جاء بهذا الترتيب ، هذا أولا .
وثانيا : معنى الحكم الوراثي هو : أن يرث الابن الأكبر الحكم بعد أبيه ولا تصل النوبة الى الابن الاصغر مع وجود الابن الاكبر، وهذا المعنى لا تجده في أهل البيت (عليهم السلام) لانه ورد في النص ان الإمامة بعد الإمام الحسن (عليه السلام) لأخيه الحسين (عليه السلام) لا لابن الإمام الحسن (عليه السلام) ، وان الإمامة بعد الإمام الصادق (عليه السلام) لابنه الإمام الكاظم (عليه السلام) مع أن الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يكن أكبر أولاد الإمام الصادق (عليه السلام) .
ثم إنا لمّا آمنّا بالنصّ وعليه صريح القرآن والسنة ، يعني أن الله سبحانه وتعالى هو الذي عيّن ، والله سبحانه وتعالى لا يعيّن إلاّ المصلحة وحكمة ، ولا دخل للحكم الوراثي في تعيين الله سبحانه وتعالى .
ثم لا يخفى اننا نعتقد أن الإمامة لا تكون عن طريق الشورى والمشورة والأخذ بأكثر الآراء، بل تكون عن طريق النص ، لأن الشورى لا تكون الاّ في الامور الدنيوية التي تتعلق بحياة الانسان ، ولا تكون في الأمور الدينية والتعبدية ، ومنصب الإمامة والخلافة عن رسول الله (ص) منصب ديني كمنصب النبوة لا يتم باكثر الآراء ، ولعل السبب هو أن (( اكثرهم الفاسقون )) ، (( واكثرهم لا يعقلون )) ، ((ولكن اكثرهم لا يعلمون )) ، (( ولكن اكثرهم يجهلون )) ، (( واكثرهم للحق كارهون )) .
فكما لا يجوز ان نأخذ بآراء الاكثر لو اتفقوا على الزيادة أو النقصان في عدد ركعات الصلاة كذلك في الإمامة .