الحج وكما نعلم هو معلوم هو احد اركان الاسلام ،،، فريضة افترضها الله على المسلمين ،،، وموضوعنا اليوم هو مقارنة تلك الفريضة التي هي احد اركان الاسلام بزيارة قبر الحسين رضي الله عنه ضمن المنظور الشيعي طبعا ،، لو القينا نظرة سريعة على الروايات التي تتحدث عن زيارة قبر الحسين رضي الله عنه لوجدنا ان تلك الروايات تعطي التفضيل وبشكل واضح لزيارة قبر المخلوق وتفضيله على زيارة بيت الله الحرام ،،، روايات عديدة تؤكد بما لا يقبل الشك بان تلك الزيارة هي الافضل والاهم من زيارة بيت الله وفق ما يرى الشيعة طبعا ً
وبالبدء بتلك الروايات التي تتحدث عن فضل تلك الزيارة نرى ان تلك الزيارة تعدل حجة أو عمرة في الكثير من الروايات التي ساحاول ان اضع نماذج لها فقط للاشارة على كل حالة ،،،،
فالرواية التالية تبين ان تلك الزيارة تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن دُرَّاج ، عن فَضَيل بن يَسار ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : زيارة قبر الحسين عليه السلام ، وزيارة قبر رَسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وزيارة قبور الشّهداء تَعدِل حَجّة مَبرورَة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» . (( كامل الزيارات))
ليتطور الامر لتصبح تلك الزيارة لذلك القبر تعدل 20 حجة مع الرسول عليه الصلاة والسلام
1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن الحسين بن مختار ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : زيارة الحسين عليه السلام تَعدِلُ عشرين حَجّة ، وأفضل مِن عِشرين حَجّة» .
ليتطور الامر لتصبح ما يعادل ثلاثين حجة وكأن القوم في مزايدة فيما بينهم فيمن يضع الرقم الاكبر لتلك الزيارات
ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخَيبريّ ، عن موسى بن القاسم الحَضرميّ «قال : قدم أبو عبدالله عليه السلام في أوَّل ولاية أبي جعفر فنزل النّجف ، فقال: يا موسى اذهب إلى الطّريق الأعظم فقِف على الطّريق فانظر فإنّه سَيأتيك رجلٌ مِن ناحية القادسيّة ، فإذا دنا منك فقل له : ههنا رَجلٌ مِن وُلد رَسول الله يدعوك ، فسيجيء معك ، قال : فذهبت حتّى قمتُ على الطَّريق والحرُّ شديد ، فلم أزل قائماً حتّى كدتُ اُعصي وأنصرف وأدَعه ، إذ نظرتُ إلى شيءٍ يقبل شبه رَجل على بَعير ، فلم أزل أنظر إليه حتّى دنا منّي ، فقلت : يا هذا ههنا رجلٌ مِن ولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعوك وقد وَصَفك لي ، قال : اذهب بنا إليه ، قال : فجئت به حتّى أناخ بَعيره ناحيةً قريباً مِن الخيمة ، فدعا به فدخل الأعرابيُّ إليه ودنوتُ أنا فصرت إلى باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهم ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : مِن أين قَدِمتَ؟ قال : مِن أقصى اليمن ، قال : أنتَ مِن موضع كذا وكذا؟ قال : نعَم أنا مِن موضع كذا وكذا ، قال : فبما جئتَ ههنا؟ قال : جئت زائراً للحسين عليه السلام ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : فجئتَ مِن غير حاجةٍ ليس الاّ للزّيارة؟ قال : جئتُ من غير حاجةٍ إلاّّ أنْ اُصلّي عنده وأزوره فاُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : وما ترون في زيارته؟ قال : نَرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا ، قال : فقال أبو عبدالله عليه السلام : أفلا أزيدك من فَضله فضلاً يا أخا اليمنيّ؟ قال : زدني يا ابن رسول الله ، قال : إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدِلُ حَجّةَ مقبولة زاكية مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتعجّب مِن ذلك ، قال : إي والله وحَجَّتين مَبرورَتين متقبّلَتين زاكيتَين مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتعجّب ! فلم يزل أبو عبدالله عليه السلام يزيد حتّى قال : ثلاثين حجّة مبرورةً متقبِّلة زاكية مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (( كامل الزيارات للقمي ))
لتصبح ما يعادل خمسين حجة
9 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ـ رحمهما الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أبي القاسم هارون بن مسلم بن سَعدانَ ، عن مَسعَدَةَ بن صَدَقَةَ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لِمن زارَ قبر الحسين عليه السلام؟ قال : تكتب له حَجّة مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : قلت له : جُعلت فِداك حَجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نَعَم وحَجّتان ، قال: قلت : جُعلتُ فِداك حَجّتان؟ قال : نَعَم وثلاث ، فما زال يعدّ حتّى بلغ عَشراً ، قلت : جعلت فِداكَ عشر حِجَج مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نَعَم وعشرون حَجّة ، قلت : جعلتُ فِداك وعشرون ؟ فما زال يعدّ حتّى بلغ خمسين ، فسكت» . (( كامل الزيارات للقمي))
حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مَيمون القَدّاح ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : ما لِمَن أتى قبرَ الحسين عليه السلام زائراً عارفاً بحقّه غير مُسْتَكبِر ولا مُستَنْكف؟ قال : يُكتَب له ألفُ حَجّة وألفُ عُمرة مَبرورة ، وإن كان شَقيّأً كُتِبَ سعيداً ، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ» .
8 ـ وحدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن صالِح بن عُقْبَة ، عن يزيدَ بنِ عبدالمَلك «قال : كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فمرَّ قومٌ على حمر ، [فـ]ـقال لي : أين يريد هؤلاء؟ قلت : قبور الشُّهداء ، قال : فما يمنعهم من زيارة الغريب الشَّهيد؟!! فقال له رَجل من أهل العِراق : زيارته واجبة؟ قال : زيارته خير مِن حَجّة وعُمرة ، وعُمرة وحَجّة ـ حتّى عَدّ عشرين حَجّة وعشرين عُمْرة ـ ثمَّ قال : مَبرورات متقبّلات ، قال: فوالله ما قمت حتّى أتاه رجل فقال : إنّي حَجَجت تِسعةَ عشر حَجّة فَادْع اللهَ أن يَرزقني تمامَ العِشرين ، قال : فهل زُرتَ قبَر الحسين عليه السلام؟ قال : لا ، قال : لزيارته خيرٌ مِن عِشرين حَجّة»
امر في غاية الوضوح ،،، زيارة القبر تعدل عشرين حجة بما فيها الفريضة التي هي الحجة رقم 1 بكل تأكيد ،،، فالسائل قال انه حج 19 حجة وهذا يعني ان الاولى هي الفرض ،،، فقيل له ان زيارة قبر الحسين هي الافضل
19+1=20 والتي تساوي زيارة قبر الحسين
ثم ننتقل الى مرحلة اكثر وضوحا تبين الهدف من تلك الروايات رغم ان الروايات السابقة توضح وبما لايقبل الشك في ان تلك الروايات تشير بالتفضيل الذي يهدف الى تعطيل الفريضة كأمر حتمي نتيجة هذا التفضيل الواضح ،،، يعني عشرين او ثلاثين تعدل 1 ،، خطاب واضح المعالم في الهدف منه ،،،، وهو تعطيل فريضة الحج ،،،، ورغم ان الامر واضح وضوح الشمس الا انني اود ان اسلط الضوء بصورة اكبر ،،، ولنتوقف عند الروايات التالية قليلا ونتأمل الهدف منها
3 ـ وعنهم ، عن سعد ، عن الهَيْثم بن أبي مَسْروق النَّهديّ ، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : إنَّ الله تبارك وتعالى يبدء بالنّظر إلى زُوَّار قبر الحسين عليه السلام عَشيَّة عَرَفة ، قال : قلت : قبل نظرة لأهل الموقِف؟ قال: نَعَم ، قلت : كيف ذلك؟ قال : لأنَّ في أولئك أولاد زنا؛ وليس في هؤلاء أولاد زنا
ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليِّ بن النّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوَّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عَرَفات ، ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثني أهل عَرَفة فيفعل ذلك بهم» .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النَّيسابوري أبي سعيد قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن يعقوبَ ابن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن فاتَتْه عَرَفة بعَرَفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم يفُتْه ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليبدء بأهل قبر الحسين قبل أهل العَرفات ، ثمَّ يخالطهم في نفسه
وكما نلاحظ فان القوم هنا انتقلوا الى دعوى اكثر علنية بترك الحج من خلال القول بان تلك الزيارة في يوم عرفة لها مميزات كثيرة منها انها تعدل الاف الحجج ،،، ومنها ان الله تعالى ينظر الى زوار قبر الحسين قبل النظر الى زوار بيته
خطاب واضح يشير الى محاولة واضحة للحث على ترك تلك الفريضة
لا بل ان الامر يتطور اكثر من هذا رغم خطورته ،،،، فزيارة قبر الحسين رضي الله عنه تعني زيارة عرش الرحمن ،،، وبحذف كلمة زيارة من الطرفين يصبح الامر ،،، قبر الحسين = عرش الرحمن
3 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن يعقوبَ بن يزيدَ الأنباريّ ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشّحّام ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام يوم عاشوراء عارفاً بحقِّه كان كمن زار الله في عرشه»( (( كامل الزيارات ))
وبعد هذا الغلوا الواضح و النتيجة المتحققة وهي محاولة تعطيل فريضة وركن من اركان الاسلام ،،، لايمكن ان نستغرب ممن يعتقد بهذا الاعتقاد بان يقول ان من لم يزور قبر الحسين رضي الله عنه هو كااااافر
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن أحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفكيّ ـ عمّن حدَّثه ـ عن صَندل ، عن هارونَ بن خارجَة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عمّن ترك الزّيارة زيارة قبر الحسين بن عليِّ عليهما السلام مِن غير عِلّة؟ قال: هذا رَجلٌ مِن أهل النّار(( كامل الزيارات))
واخيرا نضع الرواية التي تقول علنا جهارا نهاراً بترك الحج ،،،،،
1 ـ أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولُوَيه القمّيُّ الفقيه ـ رحمه الله ـ قال : حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط قال : حدَّثني عبدالله بن أبي يَعفور «قال : سمعتُ أبا عبدالله عليه السلام يقول لرجل مِن مَواليه : يا فلان أتزورُ قبر أبي عبدالله الحسين بن عليِّ عليهما السلام؟ قال : نَعَم إني أزورُه بين ثلاث سنين أو سَنتين مرَّة ، قال له ـ وهو مصفرُّ الوجه ـ : أما واللهِ الَّذي لا إله إلاّ هو لَوْ زُرتَه لكان أفضل لك ممّا أنت فيه! فقال له : جُعلتُ فِداك أكلُّ هذا الفضل؟ فقال : نَعَم والله ، لو إنّي حدَّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتمُ الحَجَّ رأساً وما حَجَّ منكم أحَدٌ ، ويحك أما تعلم أنَّ الله اتّخذ [بفضل قبره] كربلاء حَرَماً آمِناً مبارَكاً قبل أن يتّخذ مَكّة حَرَماً ؟ قال ابن أبي يعفور : فقلت له : قد فرض اللهُ على النّاس حِجَّ البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال : وإن كان كذلك فإنَّ هذا شيء جعله الله هكذا ، أما سمعت قول أبي أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول : إنَّ باطن القدم أحقُّ بالمسح من ظاهر القدم ولكنَّ الله فرض هذا على العِباد ؟! أو ما علمتَ أنَّ الموْقف لو كان في الحَرَم كان أفضل لأجل الحَرَم ولكنَّ الله صنع ذلك في غير الحَرَم ؟!» .