سؤال: وماذا عن سرداب الغَيبة وما دوره في مسألة غَيبة الإمام المهدي عليه السّلام ؟
جواب:
إنّ قدسيّة السرداب تتلّخص ـ وببساطة ـ في كَونه جزءاً من البيت الذي كان يعيش فيه بسامرّاء الإمامان العسكريّان: عليّ بن محمّد الهادي والحسن بن عليّ العسكري عليهما السّلام،
وعاش فيه الإمام المهدي عليه السّلام ردحاً قصيراً من عمره الشريف قبل غيبته.
وقد اهتمّ محبّو أهل البيت عامّة والشيعة خاصّة بقبور أئمّة أهل البيت عليهم السّلام وبيوتهم وآثارهم،
وتعاهدوها بالرعاية، فهي بيوتٌ وصفها الله تعالى في كتابه الكريم بأنّها: بيوت أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه (1)،
وروى علماء المسلمين أنّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم سُئل لمّا نزلت هذه الآية:
أيّ بيوتٍ هذه يا رسول الله ؟ فقال: بيوت الأنبياء. فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله! هذا البيت منها ؟ يعني بيت عليّ وفاطمة، قال: نعم، مِن أفاضلها (2).
وقد أساء البعض ـ عن غير عِلم ـ فَهْم هذا التقديس الذي ينطوي عليه محبّو أهل البيت لقبورهم وآثارهم، وأساء البعض ـ عن عمد ـ الفهم، فقالوا ـ في قضيّة السرداب مثلاً ـ أنّ الشيعة يعتقدون بأنّ الإمام المهديّ عليه السّلام سيظهر منه،
وقالوا أنّ الشيعة يجتمعون على باب السرداب ومعهم الخيول فيُنادون الإمام عليه السّلام لكي يظهر. وإذا كانت مثل هذه التُّهم قد انطلت في السابق على بعض السذّج والبُسطاء،
فقد تكفّل العصر الحاضر ـ عصر التلفزة والأقمار الصناعية والانترنت ـ بفضح أمثال هذه التهم، فصار على أصحاب التهم أن يحسبوا حسابهم قبل أن يتفوّهوا بتهمةٍ ما.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤلّفات المسلمين ـ من الفريقَين ـ حافلة بالروايات المتكاثرة التي تتحدّث عن ظهور الإمام المهدي عليه السّلام في مكّة،
وأنّه يظهر عند الكعبة فيُبايعه أصحابه قبل أن يبدأ عمليّة التغيير الكبرى.