|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 18236
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 879
|
بمعدل : 0.15 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر الحسناوي
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 08-05-2008 الساعة : 02:46 PM
السلام عليكم ..........
نتناول في هذا الطرح القول الثاني للمتكلمين
وهذا القول هو قول التوقف في مسالة النفس والبحث به وقد اكدوا على لابدية التوقف عن البحث في مسالة النفس لكون الله قدمنعنا من البحث فيها ونحن لا نخالف الامر الالهي .........
وقد استندوا هولاء العلماء الى النص القراني التالي
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
توضيح المراد ::::
يقول المتكلمون ان لله طريقان في يجاد الاشياء طريق نطلق علية طريق ( الخلق ) وطريق اخر نطلق علية طريق (الامر ) وهذا ما اكدته الاية المباركة {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ }الأعراف54
فطريق الخلق هو طريق تدريجي أي ان الله حينما يوجد الاشياء عن طريق الخلق فان هذا الايجاد يكون على نحو التدريج كما هو واضح من قولة تعالى
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ }الحج5
فنشاهد خلق الانسان اولا من التراب ثم قام الله تعالى في هذه الاية بالعطف ب( ثم ) التي تفيد العطف مع التراخي
أي ان هذا الحرف ( ثم ) يشير على ان الله خلق الانسان من تراب وبعدها توقف لفترة ثم جعلة نطفة وبعدها كذلك توقف لفترة وبعدها جعلة علقة وهذه العلقة تارة تكون غير كاملة الخلقة واحرى تكون تامة الخلقة وهذا قولة (مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ )
فهذا الطريق وهو طريق الخلق يكون على مراحل ولما كان على مراحل كان من البساطة بمكان ان يتحدث عنه الله ويشرح لنا تلك المراحل
اما الطريق الثاني ::: وهو طريق الامر فهو مايسمى عندهم بالطريق الدفعي أي على نحو قولة تعالى { َيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ }الأنعام73 فهذا الطريق هو يجاد الاشياء بدفعة واحد خالي من المراحل كيجاد الملائكة فان يجادها دفعي وليس كما مر بنا في يجاد وخلق الانسان .....
وهذا الموجود بهذه الطريقة من الامور المتعسره التي لايمكن تفسيرها فلذلك حينما سؤال الرسول (ص) عن الروح جاءه الجواب من الله بهذه الاية {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85 فاراد الله تعالى بقوله (مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي ان يجاد الروح عن طريق الامر أي دفعي كما بينا لاعن طريق الخلق التدريجي ..... وعلية لايمكن ان نصف لكم كيفية يجادنا لهذه النفس وهذا هو لسان حال الله ولذلك اردفها بقولة (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) ي لم ولن يمكنكم الوصول الى مفهوم هذه النفس مطلقا . وعلية لايمكننا والقول للمتكلمين الخوض في مثل هذه المسال التي بين الله لنا بانها من الامور المتعسر على العقل البشري تعقلها فعلية لابد ان نمتنع عن التفكير بهذه المسائل
الطعن بهذا القول :::::
من الامور التي طعن من خلالها بهذا القول كثيرة منها هذا التسائل الذي اورد عليهم وتقريره هو :
الامام علي بن ابي طالب ( علية السلام ) يقول ((( من عرف نفسة فقد عرف ربة )))
فكيف يعلق الامام (ع) معرفة الله بمعرفة النفس الا اذا كانت معرفة النفس متيسرة ...ولكون معرفة الله شيء لابد منه وان كان بوجة من الوجوه لا بتمام الذات المقدسة .. وان المعرفة بالله هي مفتاح الخشية منه وهي مفتاح القيام بالعبادات باتم وجة فنحن اذا جهلنا شيء لانقيمة بقيمتة الحقة
رد المتكلمين على الطعن ::
نحن نقول والكلام للمتكلمين ان الامام (ع) علق بهذا الحديث على ممتنع واراد القول بان معرفة الله محال كمحالية معرفة النفس
الرد على رد المتكلمين :::
نقول معرفة الله بوجة غير ممتنعة و وردت نصوص كثيرة تشير الى هذا الشي منها ولا على سبيل الحصر الحديث ((( اعبدكم لله اعرفكم بة ))) و ورد في الدعاء ((( يامن عرف نفسة لخلقة بلطفة ))) فقولكم معرفة الله ممتنعة بوجة غير سديد ........نعم معرفة تمام الذات المقدسة ممتنع
واليكم اخواني شرح موجز ان شاء الله عن كيفية دلالة النفس على الله من خلال هذا الحديث ((( من عرف نفسة فقد عرف ربة ))) وكيف ان هذه المحة العلوية فيها من الفوائد الشي الكثير
نقول النفس لطيفة ربانية لاهوتية في جثة ناسوتية دالة من عشرة أوجه على وحدانية ربانية :وهذه الاوجه العشر كما يلي ::::::
1- لما حركت الهيكل ودبرته ، علمنا أنه لا بد للعالم من محرك ومدبر
نقول لما علمنا ان النفس هي من دبر الجسد وبها يتحرك الجسد كانت تلك النقطة دافعة لنا للاذعان بان هنالك محرك لهذا الكون لكون هذا الجسد الحقير لايتحرك الا من خلال محرك فكيف نعتقد بان هذه الاجرام والكواكب والشموس تتحرك بلا محرك
. 2 - دلت وحدتها على وحدته .
لما كانت النفس واحدة نستدل بهذا على ان الله واحد لاشريك له ولاند
3 - دل تحريكها للجسد على قدرته .
نستفاد هنا بان النفس بمفردها قادرة على تحريك الجسد فنقول ان الله بمفرده قادر على تحريك الكون ولا يستعين باي شي وليس كما ذهب البعض ان لله اعوان قد خولهم في ادارة شؤون هذا العالم
4 - دل اطلاعها على ما في الجسد على علمه .
هذه نقطة لطيفة جدا الكثير يسئل كيف ان الله عالم بحال انسان مثلا في غرب الارض وفي نفس الان عالم باحوال انسان في شرق الارض فيكون الجواب كما ان النفس عالمة بجميع اجزاء الجسد عالمة باليد والقدم والعين والاذن وووووووو بنفس الان ولا يغيب عنها أي عضو من الاعضاء كذلك الله عالم بكل شي في نفس الان ولا يغيب عنه أي شيء ...((( والذكي من تدبر بهذا المعنى )))
5 - دل استواؤها إلى أعضائه على استوائه إلى خلقه .
اقول جزاك الله خير يا سيدي يا ابا الحسن على هذه المعاني الطيفة حقا ...
نقول هل سمع احد منكم في يوم ان القدم قالت انا اقرب من بقية الاعضاء الى النفس او ان العين قالت انا اقرب ...كلا والله لم نسمع ذلك فالنفس قربها الى جميع الاعضاء بنفس الشي ....كذلك ربنا قريب الى الجميع بنفس الشي وهذا ما دلة علية الاية المباركة {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ }البقرة186
بل من الطيف في الاية لم يقل قل لهم اني قريب بل قال اني قريب أي ان الله رفع جميع الحواجز بينة وبين عبادة ( فتامل )
7 - دل عدم العلم بكيفيتها على عدم الإحاطة به .
نعم نحن نعلم بالنفس بوجة لا بتمام كنهها فكذلك نعلم بالله بوجه لابتمام كنهه
8 - دل عدم العلم بمحلها من الجسد على عدم أينيته .
هل نعلم النفس اين تكون هل هي فوق الجسد عن يمين الجسد عن يساره كلا والله لاعلم لنا باينيتها أي لانعلم هي اين .....كذلك الله لانعلم هل هو فوق بالسماء ام هو تحت الارض ام هو عن يميننا او عن يسارنا لانعلم مطلقا ...بل هو موجود في كل مكان ونقول من الترهات التي يعملها البعض كأم الولد حينما يمرض ولدها فانها تقوم وتخرج و فضاء الداروهي تحمل ولدها ومن ثم ترفعه الى السماء وتقول يارب شافي ولدي .... فهذه المسكينا حينما خرجت الى فضاء الدار كانت تعتقد ان سقف الدار سيكون حاجب بينها وبين الله وقد لايسمعها في داخل الدار ولما قامت برفع ولدها نحو السماء كانت تعتقد ان الله فوق بالسماء وهذا خطاء محض ( فتامل )
9 - دل عدم مسها على امتناع مسه .
هل يمكن ان نمس النفس قطعا كلا كذلك الله لايمكن ان نقوم بمسة
10 - دل عدم إبصارها على استحالة رؤيته
هل منا من شاهد نفسة فكذلك لا يمكن رؤية الله وهذا خير رد لمن جوز رؤية الله
وللحديث تتمة تاتي ان شاء الله
|
|
|
|
|