بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى واصحابه أجمعين
يعلم الأعضاء الذين شاركوا بالموضوع بأن لا يعقل أن يفتح أحد هذا الموضوع المؤلم ببساطة ولمجرد القَـَسم والكلمات الإنشائية والتعقل وأنتهى الإشكال .
رغبت أن يكون موضوعي الأول بأسم الله تعالى ، راجية القراءة بتفكر فما أتيح من فرصة هي من أسباب الله تعالى وربما أراد خيرا ًبكم والعاقل من تفكر ولن يضره شيء وهذا ما أرجوه ومنه العون .
إن علماء السنة لا يأخذوا بالأحاديث على ما وردت دون تمحيص وتدقيق وهم علماء الجرح والتعديل الذي لا يملك الشيعة منه شيء بل شملت كتبهم كل ما ورد من روايات بلا بحث في السند ولا تحقيق وهذا ما فطن إليه علماء الشيعة المتأخرون فبدأوا بالتكلم عن السند بعد أن عابوا عليهم أهل السنة هذا ،. ونأتي لما ورد كبداية ثم نعرج على روايات الشيعة في هذا الموضوع .
كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل (2/553)
تحقيق د. محمد سعيد سالم القحطاني ، الطبعة الأولى
، 1406 هـ ، الناشر : دار ابن القيم - الدمام .
بيعة أبي بكر
1291 - حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد المخزومي المسيبي ، نا : محمد بن فليح بن سليمان ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ، قال : وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر رضي الله عنه منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعهما السلاح فجاءهما عمر رضي الله عنه في عصابة من المسلمين ، فيهم : أسيد ، وسلمة بن سلامة بن وقش ، وهما من بني عبد الاشهل ، ويقال : فيهم ثابت بن قيس بن الشماس ، أخو بني الحارث بن الخزرج ، فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره .
قال موسى بن عقبة : قال سعد بن إبراهيم : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد
الرحمن كان مع عمر يومئذ ، وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير والله اعلم
هذه تدل على الخروج عن الجماعة وحما السلاح من قبل علي رضي الله عنه ومن معه ، ثم لم يكن غير كسرالسيف والحمد لله إذن لا وجود لضرب فاطمة فلا تحتج بها ..
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله، لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتاً السيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه<(تاريخ الطبري2/233).
جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234).
المغيرة وهو ابن المقسم.
ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم.
ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع.
أحمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري ، وهو من كبار محدثيكم ، المتوفى سنة 279 ، روى في كتابه أنساب الأشراف 1/586 ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون: أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع . فجاء عمر ومعه فتيلة ـ أي شعلة نار ـ فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب ! أتراك محرقاً علي بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك!
هذا إسناد منقطع من طرفه الأول ومن طرفه الآخر.
فإن سلميانا التيمي تابعي والبلاذري متأخر عنه فكيف يروي عنه مباشرة بدون راو وسيط؟
وأما ابن عون فهو تابعي متأخر وبينه وبين أبي بكر انقطاع.
فيه علتان:
أولا: جهالة مسلمة بن محارب. ذكره ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل8/266) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجد من وثقه أو ذمه.
ثانيا: الانقطاع الكبير من بن عون وهو عبد الله بن عون توفي سنة 152 هجرية .
ولم يسمع حتى من أنس والصديق من باب اولى الحادثة مع التذكير بأن الحادثة وقعت في السنة الحادية عشر من الهجرة.
وكذلك سليمان التيمي لم يدرك الصديق توفي سنة 143 هجرية .
4 ـ روى ابن خنزابة في غرره عن زيد بن أسلم قال : كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه من البيعة ، فقال عمر لفاطمة: أخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه!
قال : وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص).
فقالت فاطمة : أفتحرق علي ولدي !!
فقال عمر : إي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ !!
لم يتمكن طارح هذه الشبهات من ضبط اسم المنقول عنه ولا ضبط اسم كتابه.
فهذا المؤلف مختلف في ضبط اسمه فمنهم من ضبطه باسم (ابن خنزابة) ومنهم باسم (ابن خذابة) ومنهم (خرداذبة) ومنهم (ابن جيرانه) ومنهم (ابن خيرانة) ورجح محقق البحار أنه ابن (خنزابة).
ولكن ضبطه الزركلي في (الأعلام2/126) باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر) توفي 391 هـ.
أما كتابه فهو كتاب الغرر وليس كتاب الغدر. (28/339). ومنهم من ضبطه باسم (العذر).
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدليل عند الرافضة
يقوم بوجود ذكر للرواية في أي كتاب كان
5 ـ ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 205 ط المطبعة الأزهرية ، سنة 1321هجرية ، قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، علي ، والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة .
فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر ، عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم ! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقال : يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟!
قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة !!
أولا: ابن عبد ربه عند الرافضة من أعيان المعتزلة. (الطرائف لابن طاووس الحسني ص239).
والرافضة من أضل هذه الأمة.
وبهم ضل الرافضة.
ثانيا: أنه كان مشهورا بالنصب أيضا.
فإنه كان يعتقد أن الخلفاء أربعة آخرهم معاوية.
ولم يدرج علي بن أبي طالب من جملة الخلفاء (الأعلام للزركلي1/207) ومثل هذا نصب عند أهل السنة.
ثالثا: كتابه كتاب في الأدب يا من عجزتم عن أن تجدوا شيئا من كتب السنة.
لقد عجز الرافضة أن يجدوا رواية في كتب السنن والحديث
ولو وجدوا لما اضطروا إلى الاحتجاج علينا بالمعتزلة.
6 ـ محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجنّ إلى البيعة أو لأحرقنّها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة! قال: وإن!!
إن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ.
وإنما هو في كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها.
· أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.
· أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل
يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن
بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148،
والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة
213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً
8 ـ مسلم بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفى سنة 276 هجرية، له كتب منها كتاب>الإمامة والسياسة< يروي في أوله قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة 13 قال : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها .
فقيل له : يا أبا حفص ! إن فيها فاطمة ! فقال : وإن ! .... إلى آخره
مرفوض
أيضا لنفس السبب وهو كتاب الإمامة والسياسة
· أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.
9- أبو الوليد محب الدين بن شحنة الحنفي المتوفى سنة815 هجرية،وهو من كبار علمائكم، وكان قاضي حلب، له تاريخ> روضة المناظـر في أخبار الأوائل والأواخر< ذكر فيه موضوع السقيفة، فقال: جاء عمر إلى بيت علي بن أبي طالب ليحرقه على من فيه. فلقيته فاطمة، فقال عمر: أدخلوا في ما دخلت الأمة ... إلى آخره.
1ـ ذكر المسعودي صاحب تاريخ " مروج الذهب " المتوفى سنة 346هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه " إثبات الوصية " عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا عليه [ علي عليه السلام ] وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا !!
نعم المسعودي مؤرخ مشهور،
ولكنه رافضي.
فارافضي لا حجة به عندنا وإن كان مشهورا.
ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل 1/57 : وقال النظّام: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح [عمر] أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. انتهى كلام الشهرستاني.
الشهرستاني ؟؟؟ صحيح ؟
الشهرستاني يعدد هنا مخازي وضلالات النظام المعتزلي
وذكر من بلاياه أنه زعم أن عمر ضرب فاطمة حتى ألقت جنينها.
قال الشهرستاني « ثم زاد على خزيه بأن عاب علياً
وابن مسعودي
وقال: أقول فيهما برأيي».
3ـ قال الصفدي في كتاب " الوافي بالوفيات 6/76 " في حرف الألف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظّام، ونقل كلماته وعقائده ، يقول : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها !
******
لا يجوز يا زميل أن تأتي بها وأنت تعلم إنها مرفوضة وأتوقع أن تتحرى الحقيقة
الى الزميل حيدرة :
تدعون محبتكم لآل البيت عليهم السلام والمودة لهم تلكم القربى ...
فهل تخبرينا هنا والجميع كيف ماتت سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام حسب إطلاعك وعلمك في هذا الخصوص مستدلة بما ترينه دليلاً مناسباً ومعيناً لمعرفة هذه الحقيقة مشكورة ..؟؟؟
نحن لا ندعي بل نؤكد وأنتم من تدعون كرهنا لآل البيت ولا يوجد في كتبنا ولا في قلوبنا شيء من ذلك ، فمتى قرأت أن أحد السنة شتم عليا أو فاطمة أو أولادهما رضي الله عنهم ؟
أما عن سؤالك كيف ماتت إذن ؟
فهذه هي القضية التي يجب ألأنتباه إليها ، لقد أدخل أعداء الإسلام نظرية المؤامرة لآل البيت وجعلوا أغلبهم يموت بغدر من قبل أعداء آل البيت المزعومين وهم أهل السنة حسب ما شاعوا وكذبوا ، والحقيقة أن أكثرهم كات بقتل متعمد من قبل الفرس لا غير .
سؤالك يجعلني أتساءل كيف مات أبا بكر الصديق إذن ؟ ألم يكن له أعداء كما تزعمون ؟ فلا تستعجل يا زميلي وأرجو أن تتابع فغرضي هو تعقب الفترة الزمنية للأحداث ومن الله التوفيق .