نحن بدعاء الامام نعيش ونرزق ونتوفق وننجوا من المهالك وتكالب الاعداء والا با لٰه عليكم اي مذهب قُتل وشُرد
وحُرب على مر السنين وهو يزداد زهوا ومجدا وعددا مثل مذهبنا --- اليست هذه معجزه من معاجز الله التي حبى بها امام هذا المذهب الا يكفي
هذا ان يعرف العالم ان لهذا المذهب قائد غائب حاضر يرعاه وبدعائه يكون
جاء في رسالته عليه السلام للشيخ المفيد ( نحن وان كنا نأئين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين فانا نحيط علما بانبائكم ولا يعزب عنا شيء من اخباركم أنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء – أي الشدائد – أو اصطلمكم الأعداء ) .
وعنه عليه السلام في رسالته الثانية للشيخ المفيد أيضاً وهو يتكلم (ع) عن حفظ الله للمؤمنين فيقول : ( … لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء ، فليطمئن بذلك من أوليائنا القلوب ، وليثقوا بالكفاية منه وإن راعتهم بهم الخطوب ، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب ) .
اذن متى تشملنا بركه دعائه المقدس وهو الإمام المستجاب الدعوة وهو المضطر الذي يجاب إذا دعا (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) ومتى نثق بالكفايه منه وان راعتنا الكروب ومتى تكون عاقبتنا حميده --- ومتى اصلا نكون مشمولين ببركة دعائه عليه السلام لنا بظهر الغيب اذا تجنبنا المنهي عنه من الذنوب
فلكي نكون من الممهدين المنتظرين يجب علينا تجنب الذنوب
في زمن الغيبه وحيث ليس لدينا وسيله مباشره للاتصال بامامنا --- هل يتركنا امامنا هكذا تتحاذفنا الخطوب وتتلقفنا الفتن وتعصف بنا الاراء والاهواء دون ركن رشيد نأوي اليه .-- لا هذا لا ينسجم وعداله ربنا وعطف وحنان امامنا المدبر لامورنا
لذلك ارشدنا ائمتنا الى من يثقون بهم من علماء وفقهاء ومجتهدين وتركوا لنا الاختيار بضوابط مسبقه وضعوها لنا وامرونا بالرجوع اليهم وتقليدهم في غير اصول الدين وهذا التقليد يعتبر من واجباتنا الشرعيه في عصر الغيبه
فلقد جاء في التوقيع المروي عن الإمام المهدي (ع) والذي خرج لإسحاق بن يعقوب في فترة الغيبة الصغرى : ( .. وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ) .
وورد عن الإمام العسكري (ع) في كتاب التفسير المنسوب إليه : ( .. فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ) .
ولقد كان الأئمة عليهم السلام يشجعون أصحابهم على الاجتهاد وإعمال الفكر في كثير من الأحيان ، بل ويدلونهم على أشخاص معينين من العلماء الأعلام ليستفتوهم في أحكامهم الشرعية وليرجعوا لهم في القضاء والمخاصمات.
فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول ، وعليكم أن تفرعوا ) وعن الرضا (ع) قال : ( علينا إلقاء الأصول وعليكم التفريع ) .
وعن أبن أبي يعفور في صحيحته قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام إنه ليس كل ساعة ألقاك ، ولا يمكن القدوم ، ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كل ما يسألني عنه ، فقال (ع) : ( ما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فإنه سمع من أبي وكان عنده وجيها ).
ومن ذلك أيضا ما جاء في مقبولة عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله (ع) أنه قال بعد أن بين حرمة التخاصم أو التحاكم إلى الظالمين : ( ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما ) .
وفي صحيحة أبي خديجة ومشهورته أيضاً جاءت معاني مشابهة لهذا القول الوارد في مقبولة عمر بن حنظلة الكوفي السابقة الذكر .
ولقد جاء عن أهل البيت عليهم السلام مدح العلماء من المؤمنين في عصر الغيبة ووصفهم بأجمل الصفات كما في الرواية التالية .
عن علي بن محمد الهادي (ع) قال : ( لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب ، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل )
وأول من برز من العلماء الأعلام في بداية الغيبة الكبرى واستلم قيادة المرجعية الدينية هو الشيخ الفقيه الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني ، ثم ابن الجنيد أبو علي محمد بن أحمد الإسكافي ، ثم بعد ذلك بسنوات لمع نجم الشيخ المفيد ببغداد حيث أسس الحوزة العلمية هناك وكان يحضر مجلس درسه العشرات من العلماء والفضلاء من أمثال السيدان الشريف الرضي والشريف المرتضى
ولقد كان الشيخ المفيد (قدس) محل عناية الإمام المهدي (ع) ورعايته كما هو واضح من الرسالتين اللتين بعثهما إليه وأشار فيهما إلى ذلك بالقول : ( إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم … )
وبعد الشيخ المفيد جاء دور شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي الذي كان على يديه تأسيس الحوزة العلمية في النجف الأشرف التي ما تزال تشع أنوارها حتى زماننا الحاضر .
وعلى مر التاريخ كانوا علماءنا اعلام -- وشموس تضيء دروب المؤمنين -- يشهد لهم الاعداء قبل الانصار
معرفه دسائس ومخططات الاعداء الحالين للمهدي عليه السلام
كل من يخاف المهدي، ولا يتمنى خروجه، ويحمل مبادئ وأهداف تخالف ما يحمله المهدي، وتتضارب مصالحه مع مبادئ العدل والقسط الإلهي، تراه يعلن العداء للمهدي.. ومن هنا يجب أن نوضح: عندما نتكلم عن أعداء الامام المهدي عليه السلام حالياً، فإنما نقصد من خلاله الإشارة الى الجبهة السياسية المعادية، أو الكيان المخطط والمنفذ لاستراتيجية حرب وعداء ضد الامام عليه السلام، وقد عبرت الروايات عنهم باسم (أهل الروم).. أن اليهود والصهيونية العالمية يحاربون المهدي لأنهم يعرفون أن زوالهم سيتم على يديه، ولأن كل الوثائق القديمة لديهم تؤكد أن حرب المهدي لليهود قادمة لا محالة، وكذلك التوراة القديمة الأصلية أنبأت بالمهدي.
السؤال الكبير الذي يشغلنا ومن المهم أن نعرف إجابته: ما هي الخطط التي يتبعها الأعداء (الصهيونية والغرب) في حربهم ضد الإمام المهدي عليه السلام حالياً؟؟.. وكيف يستعدون لقدومه؟ .. علماً بأن التاريخ يخبرنا عن قصص استعداد الأعداء لقدوم الأنبياء والرسل، كقصة موسى وفرعون، وعيسى واليهود، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم واليهود، فكما راقب اليهود والأعداء أخبار ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخططوا للقضاء عليه في صغره، كذلك هم الآن يراقبون الأحداث ويقرأون علامات ظهور الامام المنتظر عليه السلام.. ولذا فهم يتبعون استراتيجية معينة في حربهم ضده، أو للقضاء عليه.. ما هي هذه الاستراتيجية؟ وما هي أبرز خطوطها وملامحها؟.. إن المنتظر الحقيقي للإمام والذي يعد نفسه لذلك، لابد له أن يعرف ماذا يحيك الأعداء من دسائس ومؤامرات ضد الامام المهدي عليه الاسلام في الوقت الحالي، وليتم له كشف مخططهم وإسقاط استراتيجيتهم.
ا لو فكرنا بوضع صوره حقيقيه نحتذي بها وتكون نبراسا لنا ونحن نلتمس طربق التمهيد
سنفكر في أصحاب الكهف لانهم وكما ذكرت الروايات من انصارالمهدي روحى فداه
ولربما اهم هذه الصفات:
اولا: الايمان الحقيقي بالله
يقول القرآنالكريم: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَنَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) (الكهف: 13) اذن اولصفه هي الايمان بالله الذي يزيده الله هدى
ثانيا:ثبات أصحاب الكهف والرقيم
الفتية المؤمنة رغم قلّتهم في مجتمع الضلال، إلاَّ أنَّهم مع ذلك ثبتواعلى نهج الحقّ، وهذه عظة للأمّة الإسلاميّة، أنَّه رغم وجود أهل الضلالةوالمكذّبين وهم الأكثرية المكذّبون بعقيدة وجود خليفة الله في الأرض والإمام،وأنَّ الدين سيظهر ويُظهره الله على يده ليملأ الأرض قسطاً وعدل، لم يثنهم تكذيبالمكذّبين وجحود الجاحدين وإنكار المنكرين والمفسدين والظالمين عن الثبات علىعقيدتهم.
ثالثا: الاعتزال عن المجتمع الظالم:
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْوَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْرَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)، الاعتزال هنا اعتزال المسار واعتزال المنهاج، وقد كان نهج التقيّةواضحاً فيهم، والتقيّة تعني البرنامج الأمني لأهل الحقّ لأن يحافظوا على أنفسهم فيقِبال أهل الضلال، فسُنّة التقيّة هي سُنّة إخفاء، والمسايرة في الظاهر مع أهلالضلال، هذه سُنّة قرآنية يستعرضها لنا القرآن الكريم في أصحاب الكهف
ربما هذه اهم الصفات ا لتي تفيدنا لنكون من الممهدين المنتظرين
بعد ان يقوم الممهد نفسه بصفات الممهدين وبعد ان يؤدب نفسه باخلاق الشيعي الحق الذي اخذ على نفسه العهد وعقد مع امامه البيعه --- عليه الاخذ بيد الاخرين
إن من سبل التقرب العظمى إلى الله تعالى، الأخذ بيد الغير.. ولكن-مع الأسف- الملاحظ بأن البعض يتقاعس عن هذا السبيل، بدعوى عدم التميز، فقد يقول: أنا لست مؤهلا لنصيحة الناس ليتعلموا ان يكونوا ممهدين وان لايدعوا بتعجيل الفرج دون العمل على التعجيل
والحقيقه ان الإنسان ما عليه إلا أن يسعى ويعمل بتكليفه في إرشاد الناس، وإنقاذهم من حيرة الجهل والضلالة. ويعلمهم الارتباط الحقيقي بالامام وكيفيه تعجيل الفرج . وليقل: يا رب!.. أنا أحاول التصدي لهداية الناس ووعظهم، ، وأنصحهم بعمل الصالحات، وأربي من يمكنني.. ولكن يا رب!.. أنت خذ بيدي، ولا تفضحني لا في الدنيا ولا في الآخرة..
ولهذا يقال عن بعض العلماء أنه إذا كان لديه طالب علم، وأراد له أن يكون متميزا في الالتزام والاستقامة، فإنه يجعله إماما في المسجد بين وقت وآخر، حتى أنه عندما يؤم المصلين يستحي من نفسه، بأنه يؤم الناس، فيطور نفسه.. أو إذا كان إنسان ليست له مهارة كافية في الخطابة، فلما تزجه زجا في هذا الميدان، فإنه يعمل على تطوير قدراته.. وهذا معنى النص الشريف الذي يقول: (إذا هبت أمرا فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه)!..
فإذن، إن الذي يتصدى لهداية الآخرين من خلال اي مجال من مجالات الدعوة إلى الله تعالى؛ فإن رب العالمين أيضا يعينه، في هذه المجال.
الود المهدوي
الالتفات التفصيلي والعاطفي والولائي والذوباني، لمن جعل الله بيمنه رزق الورى.
إن الإمام عينه على الخِلقة، من المجرات والأفلاك وما تحته.. وعينه على خصوص المستضعفين من الناس، ولو كانوا كافرين.. كالنبي (ص) الذي كانت له التفاتة حتى لغير المسلمين، وعلى رأس غير المسلمين كفار مكة، ومن المعلوم كيف عاملهم.. وله التفاتة لخصوص المسلمين الذين يتشهدون الشهادتين، وله التفاتة لخصوص المؤمنين..
وله التفاتة لخصوص السالكين إلى الله تعالى، فالإمام (ع) عينه على هذه الثلة القليلة، بمعنى العناية المركزة.. فإذا رأى في عبد التفاتة إلى الله تعالى، وله في جوف الليل مناجاة مع رب العالمين، وله ولاء لأهل البيت (ع): يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.. وله التفاتة لولي أمره: يدعو لفرجه في كل صبيحة، ولو في كذا أربعينية من أربعينيات العهد؛ ولا يفوّت في اليوم والليلة في صلواته إلا وقد ذكر دعاء الفرج في قنوته؛ وفي صبيحة يوم الجمعة والأعياد الأربعة، يندب إمامه باكيا عليه...؛ فإن الإمام (ع) يجعله في رعايته الخاصة..
ان اكبر ازمه من أزمات هذه الأيام التقاعس فالبعض يتقاعس، ولا يتحرك في طريق القرب إلى الله تعالى، على أمل أن يأتيه إنسان من جزيرة نائية ويأخذ بيده!.. لماذا أنت متقاعس؟!.. أنت الآن ابدأ الخطوات الأولى، وكن على الطريق!.. إن القطار إذا كان في الصحراء على التراب، فإنه لا يُرجى منه الحركة.. ولكن أنت إذا جعلت القطار على السكة، فقد تأتي عربة وتدفعك إلى الأمام.. إن رب العالمين يقسم الأرزاق، ومنها الأرزاق المعنوية..
وقد تسأل أن الإمام (ع) كيف يأخذ بيدك؟..
إن الإمام (ع) ليس من شأنه أن يأتيك إلى باب المنزل، ويزورك ويشرب معك ما يشرب، ثم يتكلم معك.. فالإمام (ع) له طرقه، ومن طرقه: التصرف القلبي، أو الدعاء لك، أو تيسير قضاء حوائجك فلرب مشكله عويصه ندبت بها امامك حلها محيث لاتعلم . إن هذه عناية موجهة للإنسان الصادق، للأخذ بيده في هذا الطريق.
فإذن، ينبغي علينا الالتفاتة إلى الإمام (ع) بشكل مركز، وأن نعيش حالة الحزن على غيبته.. لنسأل أنفسنا: هل مرة عشنا هذه الحالة: أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء؟.. أين باب الله الذي منه يؤتى؟.. فلو أنك في الشهر مرة، أو في الأسبوع مرة، بكيت لفراقه، وبكيت حزنا على قلبه الذي يحمل الأحزان الكبرى!.. فالإمام (ع) من الصباح إلى الليل، كم يسمع من الأخبار المؤلمة، وخاصة هذه الأيام مع وضع الأمة الذي لا يحسد عليه؟!.. وكم يحترق قلبه؟!.. وكم تجري دمعته؟!.. والإمام الكاظم (ع) في رواية يشير إلى هذه الناحية، عندما قال (ع) في وصفه (ع): (يعتره مع سمرته صفرة من سهر الليل).. حيث جمع بين السمرة والصفرة: فالسمرة كما في أوصاف شمائله المباركة؛ والصفرة لسهره في إحياء الليالي في عبادة ربه، والبكاء على وضع الأمة فعلا..
وإن الذي يدعو لفرجه بحرقة، وخاصة في مواطن الاستجابة: فلما يستيقظ في جوف الليل، يدعو لفرج إمامه بلهفة.. ولما يصل للحجر الأسود في ازدحام الحج، ويضع رأسه في الحجر لثوان، فأول ما يدعو، يدعو لفرج إمامه.. ولما يصل لباب الكعبة، يدعو لفرجه.. ولما يصل إلى الحائر الحسيني، يدعو لفرجه.. فهنيئا لمثل هذا الإنسان!.. وبلا شك إن هذا الإنسان الذي يحمل هذا الود المهدوي، وهو في مقام العمل له التزام بأحكام الله تعالى، سيصل إلى المراد بإذن الله تعالى إن عاجلا أو آجلا.
ماذا يستحق من نتنفس هواء رحمته وبه نعيش وبكرم تدبيره تدار احوالنا ترفعنا سراء وتداوينا ضراء من ذنب يمسحه بانامله المعطاء. قبل ان نلقى الله يوم لا ينفع مال ولا بنون --- ماذا يستحق من لاجلنا كل ليله يذرف الدموع ننام وهو سهران يدعو الله ويتوسل اليه ليحمينا
نعم انه يستحق العشق بل اعلى درجات العشق
وانا اطالع عن سيدي ومولاي وجدت ما يعلمنا كيف نكون عشاق ذائبين في حب امامنا اضعه بين يديكم
عناصر العلاقة العشقية بالإمام (عليه السلام):
العنصر الأوّل: صفاء القلب:
فالقلب الذي يحمل حقداً على الناس بعيد عن لقاء الإمام، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلإِِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِْيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا) (الحشر: 10)، والقلب الخالي من الغل هو القلب الذي يلتقي بالإمام.
والإنسان المبتسم المتواضع الخلوق الذي يحبّ الناس، يألف الناس، يبادر لقضاء حوائج الناس، هو المحظوظ بلقاء الإمام، هو المحظوظ ببركة الإمام، هو المحظوظ بمدد الإمام، لأنَّ قلبه طاهر، وصفحة بيضاء لا يحمل حقداً ولا ضغينة، كما ورد عن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): (أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطؤون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وتوطأ رحالهم).
العنصر الثاني: الطهارة من الذنوب:
فالذنوب تزعج الإمام وتؤلمه، فقد روى الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج)(12) عن الإمام المنتظر (عليه السلام) أنَّه قال: (ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته _ الإمام يريد أن يشير إلى شرط اللقاء معه (عليه السلام) _ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد الذي عليهم لمَّا تأخَّر عليهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلاَّ ما يتَّصل بنا ممَّا نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل).
العنصر الثالث: الإهداء للإمام (عليه السلام):
فقد ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): (تهادوا تحابوا)، فالهدية تورث المحبّة حتَّى مع الإمام وذلك أن تصلّي عنه, أن تطوف عنه, أن تحجّ عنه، أن تتصدَّق عنه، أن تصوم عنه، والصدقة عنه هدية غالية ثمينة يكرمها الإمام (عليه السلام) وهذه الهدية تجعلنا مشمولين لبركته مشمولين لدعائه، الدعاء الحقيقي المستجاب من الله، (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر: 60)، فإذا تحقَّق الدعاء تحقَّقت الاستجابة، لكن كثير منّا يقول: أنا أدعو ولا يستجاب لي، ونقول له: لم يصدر منك دعاء حقيقي المستلزم للإجابة، وتستطيع أن تصل إلى الدعاء الحقيقي عن طريق الإمام الحجّة بأن يدعو لك فحينئذٍ تتحقَّق الاستجابة، (ادْعُونِي) إمَّا بالمباشرة أو بالواسطة, وأنا أستطيع أن أدعو الله عز وجل بواسطة لسان الإمام المنتظر (عليه السلام)، والاتّصال يكون من خلال الإهداء إليه والقيام بأعمال الخير نيابة عنه، فإنَّ هذه الهدية تجلب دعائه لي، فأكون قد دعوت الله تبارك وتعالى بلسان الإمام المنتظر (عليه السلام)، والسيّد علي بن طاووس من أجلاّء علماء الإماميّة يقول: (كنت بسُرَّ من رأى فسمعت سحراً دعاء القائم (عليه السلام) فحفظت منه لمن ذكره الأحياء والأموات: (وأبقهم _ أو قال: وأحيهم _ في عزّنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا) وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة 638هـ).
فالإمام يدعو لمن قرب منه، والإمام (عليه السلام) يكتب للشيخ المفيد شيخ الطائفة الإمامية: (إِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ، وَلاَ نَاسِينَ لـِذِكْركُمْ، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللأوَاءُ وَاصْطَلَمَكُمُ الأعْدَاءُ)، الإمام إذا اقتربنا منه اقترب منّا ودعا لنا.
العنصر الرابع: الذكر الخفي:
والذكر الخفي مصطلح عند علماء العرفان مأخوذ من دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وآنسنا بالذكر الخفي, واستعملنا بالعمل الزكي، والسعي المرضي)، ويقصد به الانقطاع إلى الله بحيث لا يطلب إلاَّ من الله ولا يشكو إلاَّ لله ولا يبثّ همّه إلاَّ لله، فيقال عنه: ذكر الله ذكراً خفيّاً وانقطع إلى الله تبارك وتعالى، فمن عناصر لقاء الإمام الذكر الخفي بمعنى أن تنقطع إليه وتقول: يا ربّ أنا لا أريد حاجةً لا أريد حياةً ولا شفاءاً ولا رزقاً إلاَّ برضى الإمام المنتظر (عليه السلام)، عن طريق رضاه عن طريق إرادته، لأنّي منصهر به، لأنّي متعلَّق به، لأنّي مغرم به، هذا ما يسمّى (بالذكر الخفي) وهو من عناصر لقائه (عليه السلام).
العنصر الخامس: تصوّر الإمام والتفكّر فيه (عليه السلام):
أنت إذا أحببت شخصاً تتصوَّره ويمرُّ على بالك دائماً، ولو كنت تحبّ الإمام المنتظر (عليه السلام) حقّاً لكان بالك وذكرك وذهنك مشغولاً بصورته مشغولاً بخياله مشغولاً بما تتصيَّد من أوصافه، فهل بالك مشغول به؟
ونظرة واحدة لزيارة آل ياسين تصوّر لنا التفكّر في الإمام، حيث نقرأ فيها: (السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأطْرَافِ نَهَارِكَ...، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأ وَتُبَيَّنُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلّلُ وَتُكَبَّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْل إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، هذه صور للإمام تمرُّ على أذهاننا وتربطنا به (عليه السلام).
العنصر السادس: التألّم لألمه (عليه السلام):
لا يوجد شخص على هذه الأرض يتألَّم مثل الإمام, لما يرى من مصائب ونوائب في الأمّة الإسلاميّة، كما أنَّ الإمام إذا رأى ذنباً من مؤمن يتألَّم، فكيف إذا رأى فضائع الذنوب وكبائر الجرائم والمعاصي، لذلك علاقتنا بالإمام تقتضى أن نتألَّم لألمه، ويعلّمنا دعاء الندبة المعروف بين الإماميّة كيف نتألَّم لألم الإمام: (عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ أرَى الْخَلْقَ وَلا تُرَى وَلا أسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوَى...، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ اُجَابَ دُونَكَ وَ اُنَاغَى، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ أبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرَى، عَزيزٌ عَلَيَّ أنْ يَجْريَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ مَا جَرَى)، هذه الكلمات تقوّي عندنا إحساساً بألم الإمام وبآهات الإمام، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا)، فالتألّم لألمهم دليل الولاء لهم، ومن ألم الإمام المنتظر (عليه السلام) الذي لا ينساه ولا يهجع عند ذكره ألم كربلاء، ألم عاشوراء، فهو الألم المستمرّ المتجدّد للإمام المنتظر (عليه السلام).
الحمد لله ربّ العالمين
----
المصدر : كتاب الحقيقة المهدوية للسيد منير الخباز