يزيد الجوى في الروح ،،وتتكاثر الشجون ،،
ومع ذلك ترسخت ( قناعتي )أكثر بأن (الرضا )،،
بِقضاء الله يَلْزَمِهُ الْصَبَّرْ ،،،
وَ انْ التَّوَكُّلِ عَلَىَ الْلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَىْ هُوَ [الْامَانُ الْحَقِيقِيَّ]،،
ولذ فانْ (رِضَا الْلَّهِ) هو ما يعطي للحياة معناها الحيقي ،،
وللسعادة دلالاتها الخارجية ،،
اللهم فإرض عني فقد توكلت عليك في (كل شأني) ~~~
يا ايها الناس ،،
سيحين بعد قليل ،،
موعد اللقاء في رياض العشق ،،،
ولكن ،، بلا زينة أو رياحين ،،
وإنما بدموع الولاء ،،
الا ،،
فأستعدوا لتظلكم الرحمة الآلهية،،
تلقاء نينوى ،،
حيث العروج في مراقي السمو ~~
لا أدري ،،
كيف إستطاع ذلك الهيكل الجسماني ،،
أن يحمل بأحشائه ذلك القلب الكبير الذي وسع ،،
الدنيا ،، والكون ،، والسماوات ،،،
وربما القلب هو الذي أحتوى ذلك الجسد الشريف ،،
إلهي إجعل لنا في ذلك القلب ذكرا ،، وشفاعة ~~~
آه لتلك المحاريب ،،
آه لتلك الأقواس ،،
آه لتلك الاعمدة التي لامست يد القداسة ،،
ومست اجسادٍ ~ أشجت السماء قبل الارض ،،
آه لتلك الفضاءات ~~
الضيقة (مكانيا ) الممتدة (زمانيا) الى يوم الورود ،،
لتك الدعوات والتلاوات على أديم الطف وهي تعانق العرش
في تلك الليلة العاشورية المقلقة ،، المحيرة لآل الله على ذلك الصعيد
وفي ثنايا تلك الخيام المكتظة بقرآءة القرآن وأصوات المناجاة تعرج الى السماء
وبكاء السعداء المشتاقين للقاء الله ،،
تلك البقعة الطيبة ،،
أرخت لإنكسار الحسين ،،
لآهات زينب ،،
لبكاء الاطفال ،،
لصوت الإيثار المدوي من بيوت الانصار ،،
لذلك الجلال الذي يتوهج في زوايا تلك الخيم الكريمة
أعلمتم أن لتلك الخيم المحترقة بأيدي الظالمين ،،
القا وعبقا خلّده الزمان ،، وفاءً وجزاءً
كيف لا وهي تتبارك بنور الحسين ،،
وتكتحل بنقاء زينب ،، وكفى ~~~
وغدا سنتجه نحو الشمس بخطونا
وعلى الموعد نحن هناك ،، في كل عام
فكربلاء تدعو ضيوفها الى مأدبة الحزن
الى إشعال شموع الولاء بوهج الشوق للثم الضريح المقدس
الى ترديد تراتيل العشق النابض فينا لأمل النفوس
هناك حيث يمارس الجميع طقوس الآلم كلّ على طريقته
من كل الآرجاء والفجاج والبراري والسماوات
ياتون وبأكفهم رايات تعانق السماء ولاءً وحباً
يسارعون الخطى ،، يطوون الساعات بلهفة الوصول ،،
الملايين من محبي الحسين ،، ينشدون :
هيهات منّا الذلة ،، و يا لثارات الحسين
هناك ،،
ستقام أعظم صلاة جماعة في الدنيا وإمامهم سيد شباب الدنيا والآخرة
هناك حيث يتخلى الانسان عن كل شيء الاّ من الحسين ،،
والحرف ،، أيّ حرف ،، يستطيع أن يفيك سيدى حقك سطراً
وأنت من أمطرت الابجديات بالمعاني وفوقها الى المدى
اليك سيدي :
هزنا الشوق والجوى
وسلنتقي على ثراك الطاهر
عربينا وأعجمينا وأسودنا وأصفرنا وأبيضنا وأحمرنا
كما ألتقاك ( جون ووهب وعابس )
وكبيرنا وصغيرنا وشيخنا ورضيعنا
كما نصرك ( حبيب وبرير والقاسم وعبدالله )
وصحيحنا ومريضنا
كما واساك (العليل وهو يتوكأ على عصاه فأرجعته للخيام)
ورجالنا
( كبقية الاصحاب)
ونسائنا
كـ ( زوجة وهب وامه وزوجة زهير ) والباقيات الصالحات
وارواحنا قبل ابداننا تهوي اليك
يا كعبة القلوب
يا قتيل العبرة
يا ثار الله
يا شهيد الارض والسماوات
يابن طه والمحكمات
يابن ياسين والذاريات
يا عزيز الزهراء
يا أملنا ،، يا ملاذنا ،، ويا سفينة النجاة ،،
إشفع لنا يوم الورود ،،
يا وجيها عند الله ،،، إشفع لنا عند الله
والسلام على الشفاه الذابلات
والسلام على الاكباد المقطعات
والسلام على القلوب الضامئات
والسلام على الاجساد العاريات
والسلام على الدم المرفوع الى السماوات
والسلام على الرؤوس المقطعات المشالات
والسلام على الاضلاع المحطمات
والسلام على الثياب المسلوبات
والسلام لك مني ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ورحمة الله وبركاته
في اجواء كربلاء ..
كنت ..
أتصفح الوجوه من حولي ..
أتأمل الآصوات ،،
أنشد ضالتي ..
ويقظم الانتظار ساعاتي ..
ومعه تتلاشى أمنيتي ..
مع الغبار المتطاير من بين اقدام الزائرين..
تنغمس في اصوات اللاهثين بشوق للثم اعتاب العرش..
تحت قبة الحسين..
وتذوب في تلك الهتافات التي تترنم باناشيد الولاء..
وتنثر الحب في دروب السائرين..
نحو الشفيع المقدس..
ولم ألتذ بعبق اللقاء ..
فماذا لو كانت ثرى كربلاء موطنا لموعدنا المجلل بالحياء~~