أين المروءة يا عرب .. البحرين تغتصب ..؟!
فراس خورشيد باحث اسلامي و كاتب كويتي .
عنوان تويتر : @Feras_Khourshid
أين المروءة يا عرب .. البحرين تغتصب ..؟!
يفخر العرب دائما بكلمات تصف قمم مكارم الأخلاق ، ومعالي الصفات النفسية الممدوحة في الأديان وعند ذوي العقول ، كالمروءة والشهامة والنخوة والرجولة والجيرة والغيرة وإغاثة الملهوف ، والذود عن المظلوم ، وزاد عليها الإسلام رونقا متمما لمكارم أخلاقها ، وقد ورد في الخبر: (( من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم )) ، وحث الدين على هذه الأخلاقيات من المسلمات .
وقد سمعنا واعيات العرب من مغربها إلى مشرقها فجنوبها يندبن ويستصرخن الإنسانية ، وبين الظلم والقمع برزت أصوات الحق تغيث أهل تونس فمصر وتجاوزت البحرين ، لتلبي لأهل ليبيا وتدعم الثوار بالإعلام والمال والسلاح ، لتتغاضى عن واعية اليمن مترددة ، ليهب العالم العربي مصفقا لدخول آلات الحرب السعودية في البحرين ، ويندب سوريا وثوراها وشهداءها حتى قبل قيام ثورتها .
ولكن البحرين مازلت تنزف ، ومازالت تستصرخ الضمائر الحية ، فكل يوم يذر الملح على جراحها ، بمراجيح السياسة الدولية والعربية ، وبسلاح أمريكي وأوربي وحتى آسيوي ، بيد مرتزق باكستاني أتت به رائحة الدنانير ، أو سوري ينحر إنسانا في البحرين وهو يبكي مناحر أشقاءه في سوريا ، فقد اجتمع الإعلام والمال والسياسة وسموم الطائفية ضد شعبها ، ولا أحدثكم عن الغرب فهو لن يقف ضد حكام الخليج ، فمصالحه بين النفط وأمن العدو الصهيوني بيد بعضهم محفوظة .
أيها العرب ماذا تنتظرون ، خوفكم من تغلغل إيراني مزعوم دفع ملك البحرين الملايين ليأتي بخبراء حقوقيين دوليين ليبرئوا ساحته ويدينوا الثوار ويلصقوا بهم التهم ، فقال رئيسهم بسيوني وهو يلقي خطابه " لا يوجد دليل على تدخل إيران " ، وأكد إن مطالب الشعب مشروعة ، وإن القوانين والقوات هي المعلولة .
أهل الخليج ماذا تنتظرون ، فالسلاح والعتاد من جيوبكم ، والقمع في أهل البحرين لتخويفكم من مطالب حقة مشروعة لكم ، دافع حكامكم عن الحقوق السياسية والإنسانية لأهل ليبيا ويدعون إنهم يردونها لأهل سوريا ، فهي بنظرهم شعوب تستحق الحياة ، أما أنتم فشعوب بنظر حكامكم ناقصة ، يطلب المليك منها العيش كالهمج الرعاع وهو يرمي بحفنة "ريالات" فطبل بعضكم فرحين "عاش المليك" ؟!
إن ما يحدث في البحرين من قمع وظلم وانتهاك للحرمات والأعراض على أتفه الأسباب ، هو وصمة عار في جبين كل عربي ، فهو يرى ويسمع ثم يتغافل أو يبرر ، إن كان عرضك يا عربي يا مسلم أتقبل أن ينتهك؟
أم هي عصبيات استحدثتموها دفاعا عن أمن الكيان الصهيوني الغاصب ، فالعرب يكررون نفس الغلطة بعد أن انتهكت فلسطين أمام أعينهم وهم يصرخون ويجعجعون يا لثاراتنا يا لكرامتنا يا لعزتنا المسحوقة ، نحن أهل الشرف والغيرة والمروءة ، ثم يصافحون كيان الصهاينة مطأطئين مذلولين مخذولين ولكنهم لمصالحهم يتبسمون ، ويفتخرون "قبل الصهيوني بالتفكير بمبادراتنا" أي خزيٍ أشنع من هذا ؟!.
إن ثورة البحرين شارفت على إتمام سنتها الأولى وذكرى انطلاقتها في 14/فبراير/شباط ، وقد خلفت تأصيلا لجذور القمع ولعبة البترودولار ، ودخول جيش سعودي غازٍ في قلب أهل البلد ، يدعم ملك لا يمتلك شرعية شعبية ولا إلهية ، ويحمي مرتزقته ، نعم له شرعية صهيونية وأمريكية وسعودية !!
أنا وأنتم وبقية بني الإنسان نستطيع أن نقدم الكثير، وإن لم نفي حق شعب البحرين الذي اجتمعت ضده مصالح الأمم والحكومات القمعية في العالم ، فلو أقامت كل مجموعة منا فعالية كبيرة كانت أو صغيرة لنصرة هذا الشعب المظلوم ، أو حتى قام كل واحد منا منفردا بإشعال شمعة أو إطلاق بالونة أو رفع علماً منكساً ووثق فعاليته بالصور ونشرها نصرةً لهذا الشعب المضطهد ، سنقدم لقضيتهم وقضيتنا دعما إعلاميا كبيرا .
أما أولئك الأحرار في تلك الدول التي يمكنهم فيها الاعتصام أمام سفارات البحرين عليهم ألا يتقاعسوا ، وأوجه رسالة خاصة من القلب لأحرار مصر الذين لا يشتريهم "البتورريال" ولا يرهب إعلام الصهاينة ولا السلاح الذي يحركه أذنابهم "ارفعوا علم البحرين في ميدان التحرير" فأنتم إلهام الحرية العربية ومبعث كرامتها ، والدماء التي نزفت في ميدان اللؤلؤة وفي شوارع البحرين وأزقتها ، نزفت قلوب أصحابها يوما لشهداء ميدان التحرير، حينها نوصل للعالم رسالة مفادها "مازال في العرب نخوة ومروءة وغيرة ولهم كرامة لن تسحق، بل سنسحق الظالمين سحقاً" .
معايدة :
بتاريخ 28 يناير يحتفل ملك البحرين حمد بن سلمان آل خليفة بعيد ميلاده .
ولكن كم أم وأب وأخ وأخت وزوجة وابن وبنت يستقبلون التهاني بشهيد أسقطته مرتزقة الملك؟
وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن كل شرفاء الإنسانية : أقدم أسمى التهاني والتبريكات لعوائل الشهداء وأذكرهم إن الله لا يضيع أجر عاملٍ أبداً وهو المنتقم، وإن شاء الله نشهد انتقامه عما قريب .
__________________
أهَلُوكَ يا بحرين أكثر غيرةً منهم عليك وهكذا الأبناءُ
مازال شِيَعُتك وسنتك معاً صفاً لهم عند الخطوب ولاءُ
النصر آت آت آت