|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرجل الحر
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 07-10-2013 الساعة : 02:43 AM
كثيرون أولئك الذين يتحدثون عن الإنسان و الإنسانية ،، و كثيرون أولئك الذين يعطون تقييماتهم الخاصة على مستوى مؤشر الإنسانية في الآخرين ،، لربما لأنهم يرون في أنفسهم أحق من غيرهم في امتلاك سماتها المثلى ،، و لربما يعيشون على ذلك الوهم ردحاً من الزمان ،، و لعلهم يجعلونك تعتنق ما يرونه بأنفسهم ،، لربما لأنك أحببتهم ،، أو اعتدت وجودهم ،، أو لأنك صدقت كل ما يقولون ،، ففتحت كل مساحات قلبك لهم ،، حتى آمنت بأنهم هم الذين دوناً عن باقي أبناء البشر من يصدق عليهم مسمى الإنسان ،، لكن ،، و في لحظة لربما هي الأفجع على طول الخط الزمني في سنوات العمر ،، تكتشف أنهم يفتقرون إلى أهم عوامل الإنسانية ،،
ألا وهي:
الصدق ،، و سلامة الضمير ،، و الأمانة ،،
فما أن تعلم أنهم كانوا مجرد كاذبين مخادعين لأسباب اوهى من خيط العنكبوت ،، و أن ضمائرهم في موت حقيقي لأنهم استباحوا بكل بساطة مشاعرك و مساحات الأمان في قلبك التي لطالما منحتهم الملاذ الآمن من الضياع و الحزن و الجزع بل و حتى الكفر ،، و أنهم غدروا بعهودهم إليك و خانوا مواثيق الأمانة بينك و بينهم ،،
عندها ستعلم بأنهم إنما ملوا من تقمص ثوب الإنسانية و عادوا بكل صلفٍ إلى ما اعتادوا عليه من ثياب تليق بهم لكنها لا تمت إلى الإنسانية بشيء أبداً ،، الغريب أنهم في سكرة عن إدراك حقائقهم ،، بل لربما في نشوة مما حققوه عليك من نصر واهم راحوا يمتلؤن فخرا و خيلاءاً و هم يصدمونك بما استبطنته سرائرهم ،،
و الأشد أيلاماً ،،
أنهم يحاولون بكل وقاحة أن يجعلوا منك شخصاً في مصافهم ،،
متناسين أن قلبك الكبير لم يكن يوما يحمل لهم من الأذى و الخداع و الغدر و نكران الجميل و التنكر لكل ما هو رائع كما كانت قلوبهم الغامضة تحمل لك بصمتها الرهيب المرعب كصمت المقابر ساعات العتمة ،، قد لا يدرك هؤلاء ،،
أنهم في هكذا معادلة ،، و إن إعتاشوا من شعارات الإنسانية سنوات طوال ،، إلا أنهم في النهاية أسقطوا أقنعتهم بأيديهم و ساهموا دون أن يشعرون بتنقية مفهوم الإنسان من مجموعة خداع و دونية و أكاذيب و نكران للقيم الجميلة بخروجهم من إطار الإنسانية المقدس ،، و أنهم أسهموا بشكل كبير في جعلك ترى كم أنت إنسان بكل ما قدمت لهم و خفت عليهم و حرصت على مشاعرهم و عشت أحزانهم و أفراحهم و أحسنت معاشرتهم و منحتهم الأمان الذي لم تمنحه لهم كل مقومات الحياة التي عاشوها قبل أن يعرفونك ،، و لعل أعظم ما وهبتهم هو الصدق ،،
و هذا قد يكون وحده من أوضح معايير الإنسانية
|
|
|
|
|