تشرفت بوجودكم
و ياليت كل شخص اذا استطاع ان ينشر ما بحثه العلوي اطال الله بعمره لكي يعم الخبر الى ارجاء العالم ليعرف الجميع الحقيقة
طبعا هذه القصة موجودة في كتب الشيعة بسند معتبر صحيح في تفسير القمي و على ما اظن حتى في غير القمي
قد يستشكل البعض على هذه الروايات أنه كيف يصلي الإمام علي (ع) خلف الظلمة ، والحال أنه يشترط في إمام الجماعة أن يكون عادلاً ؟
الجواب : هذا الإشكال لايأتي على طبق مباني أهل السنة والجماعة ، لأنهم يقولون بجواز الصلاة خلف الفاسق ، فلا يشترط عندهم أن يكون إمام الجماعة عادلاً .
فهذا الإشكال لايصح أن يصدر من أهل السنة والجماعة .
وأما على طبق مباني الشيعة الإمامية ، فهذا الإشكال قد يرد ، لأنهم يشترطون في إمام الجماعة أن يكون عادلاً ، فكيف صلى أمير المؤمنين (ع) خلف غاصب الخلافة التي تعتبر من الفسق الأكبر .
الجواب : بعد أن ثبت عند الإمام علي (ع) ظلم القوم وفسقهم وعدم أهليتهم للإقتداء ، فلذلك كانت صلاته خلفهم لأحد أمور :
الأول : أنها كانت تقية ، والتقية جائزة
الثاني : أن صلاته خلف القوم كانت انفرادا ، ولم يكن الإمام فيها مأموماً ، وأبو بكر إماما ، فالامام كان يصلي خلفه وهو ينوي الإنفراد ، لا الجماعة .
الثالث : أنها كانت عن اضطرار ، ولدفع الضرر عن النفس ، فلو لم يحضر الجماعة ، فلربما اتهموه بأنه فارق الجماعة ، ومفارق الجماعة حكمه القتل والسيف ، فلكي يدفع الإمام الضرر الأكبر عن نفسه صلى في جماعتهم .
الرابع : أنّه كان يصلي خلفهم لرفع التهمة التي ربما سوف يتهم بها من قبل السلطة وهي : أنّ الإمام لايصلي ، بدليل انه لا يحضر الجماعة والمسجد ، ومن ثمّ الدعاية بأنّ الذي يعارض السلطة هو رجل لايصلي ، ولايحضر الجماعة .
فصلاة الإمام خلف القوم كانت لأجل رفع هذه التهمة .
إذ نتيجة هذه التهمة هي :
1- التشهير وتشويه السمعة : كما فعل معاوية ، فحينما سمع أهل الشام أنّ الإمام علي (ع) قتل في المسجد ، فصاروا يتعجبون ويقولون أنه ماذا كان يفعل علي (ع) في المسجد ، إذ كانوا يظنون أنه لايصلي .
2- القتل ، كما فعلوا بمالك بن نويرة الذي امتنع عن دفع الزكاة لسلطة ذاك اليوم ، مع انه لم ينكر فريضة الزكاة ، بل امتنع عن دفعها لابي بكر ، باعتبار انه ليس هو الخليفة الشرعي ، وانما الخليفة الشرعي هو الإمام علي (ع) .
الخامس : إنّ صلاة الإمام كانت خلف القوم لأجل كشف هذه النوايا التي كانوا يضمرونها تجاهه ، فلو لم يصلي الإمام (ع) خلف القوم فمن أين كنا نعرف أنّ القوم يحملون تجاهه هذه النية الخبثة السيئة ، فالامام (ع) بصلاته هذه أثبت لنا عملياً هذه النية تجاهه ، واظهر وأبرز هذه النية من القوة الى الفعل ، وكشف عن سوء سريرة القوم .
فالامام (ع) يريد ان يقول لنا عمليا : أنظروا أيها المسلمون أنّ هؤلاء القوم لأجل هذه السلطة والحكومة ينوون قتلي ، لأجل تثبيتها ، وتشييد دعاءمها وأركانها .
لأجل هذه الخلافة ـ التي اعترف عمر بن الخطاب انها كانت فلتة ـ أرادوا قتل علي (ع) ، مع أنه (ع) هو الخليفة الشرعي .
فحب الدنيا أشرب في قلوبهم ، وسيطر على عقولهم ، لأجل هذه الدنيا يفعلون جميع الأفاعيل ، ولو كان قتل خليفة النبي (ص) الشرعي .