قرأت في صحيح البخاري – المجلّد الرابع – كتاب الاعتصام بالكتاب و السنّة , ص 587
الحديث الشريف التالي
حدّثنا محمد بن عبد العزيز , حدّثنا ابو عمر الصنعاني من اليمن . عن زيد بن اسلم . عن عطاء بن يسار . عن أبي سعيد الخُدري . عن النبي صلى الله عليه و سلّم . قال : " لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً شبرا . و ذراعاً بذراع . حتى لو دخلوا جُحر ضبّ تبعتموهم " . قلنا : يا رسول الله . اليهود و النصارى ؟ قال : " فمن ؟ "
في هذا الحديث الشريف يخاطب الرسول الأعظم صحابته و يخبرهم بأنّهم سوف يتّبعون سنن النصارى و اليهود بكل ما فعلوا ( شبرا شبرا . ذراعا بذراع . حتى لو دخلوا حجر ضب سيفعل المسلمون مثلهم فلن يخالفوا مسيرتهم بعد أنبيائهم )
معنى الحديث واضح و صريح
و كذلك تاريخ اليهود و النصارى واضح لجميع المسلمين ... فمن منّا لا يعرف موقف بني اسرائيل من سيدنا هارون عليه السلام ...
و لي ان أتذكر حديث رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) لأمير المؤمنين عليه السلام حين قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّ لا نبي بعدي ...
لماذا لم يقل له : انت منّي بمنزلة يحيى لعيسى غير أنّ لا نبوة بعدي ... يحيى و عيسى عليهما السلام أقارب مخلصين لبعضهما و لكلّ منهما فضله ... لكنّ احدا منهما لم يكن وصيّا للآخر ... و بالرغم من القرابة الكبيرة بينهما لم يصلا لقرابة هارون من موسى و لا منزلة هارون من موسى عليهما السلام !!!!
فرسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) قد شبّه امير المؤمنين بهارون عليهما السلام ... و قال بأنّ المسلمين بعده سيتّبعون سنّة اليهود !!!!
و ليقرأ من لم يقرأ القرآن يوما ماذا صنع اليهود مع هارون عليه السلام ... ليعرفوا و يتأكّدوا مما فعله المسلمون مع أمير المؤمنين عليه السلام ...
فليس هذا ما أودّ مناقشته هنا ...
و ليقرأ من لم يقرأ ماذا فعل اليهود مع الأوصياء عليهم السلام ... ليعرفوا ماذا فعل المسلمون مع الأئمة عليهم السلام ...
فهذا أيضا ليس ما أودّ مناقشته ...
و الكل يعرف في قصص الأنبياء أنّ القلّة آمنت و صدّقت و اتّبعت و حافظت على العهد بعد نبيها و الكثرة حرّفت و بدّلت و غيّرت و هيمنت و حكمت حتى دحرت القلّة المؤمنة ...
ألم يحدث هذا مع اليهود و النصارى ؟؟؟!!!!
و قال من لا ينطق عن الهوى أنّ المسلمين سيتبعون سنن اليهود و النصارى ...
فهل تخفى الفئة الكبرى المهيمنة و المسيطرة على المسلمين ؟؟؟!!!! و التي تحارب الفئات الأخرى ... و عداوتها ظهرت و تظهر بشكل لا يخفى على أحد لأحد الفئات دون غيرها ... فقاتلتها و اضهدتها و قتلت أئمّتها و ظلمت و فجرت و لا تزال !!!!
و كلّ هذا ليس ما ارغب في نقاشه ... فمن يقرأ الحديث الشريف و يتمعّن الكلمات و المعاني و يربطها بتاريخ اليهود و النصارى له أن يحكم ...
لكن سؤالي
يُجمع المسلمون بأنّ من يسمّون انفسهم باليهود و النصارى قد انحرفوا عن الدين الحق الذي انزله الله تعالى على أنبيائه موسى و عيسى عليهما السلام ... و لا يوجد منهم الآن من هو على نهج موسى و عيسى ...
و قال من لا ينطق عن الهوى : ستتبعنّ سنن من كان قبلكم ( اليهود و النصارى ) ...
لكن لا تزال فئة من المسلمين تعتقد بأنّها هي على الحق ... بغضّ النظر هي الشيعة أم هي السنّة أو غيرهما ...
كيف لم يبقى يهوديا أو مسيحيا على الديانة اليهودية أو النصرانية الحقّة ...
و لا زال هناك من المسلمين من هم على الديانة الاسلامية الحنيفة الحقّة !!!!
هل لي أن أعلل هذا الاستفهام بالحديث الشريف التالي :
صحيح مسلم . كتاب الامارة . ص 929
حدّثنا قتيبة بن سعيد . حدّثنا جرير عن حصين . عن جابر بن سمرة . قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلّم يقول . ح و حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي ( و اللفظ له ) . حدثنا خالد ( يعني عبد الله بن الطحّان ) عن حصين. عن جابر بن سمرة . قال : دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه و سلّم . فسمعته يقول : " إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " . قال : ثمّ تكلم بكلام خفي علي . قال : فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : " كلهم من قريش " .
بالنسية لأهل السنّة فإنّ الخلفاء الاثني عشر قد مضوا ... بالرغم من الاختلاف فيهم و بالرغم من أنّهم ليسوا جميعا من قريش ... لكنّهم مضوا ... و لكن الدين لم ينقضي و هو لازال قائما بالحقّ في احد المذاهب ... فما هو التفسير مع قوله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) : لتتبعن سنن من كانوا قبلكم !!!!
و بالنسبة للشيعة الإمامية فإنّ الامام الثاني عشر ( عجّل الله فرجه الشريف ) لم يمضِ حكمه بعد ... و عندما يقولن بأنّ للإمام وظائف تخفى و ليست محصورة بالحكم نجد البعض يسخرون و يهزؤون ... بالرغم من أنّ كلامهم يوافق و يطابق و يعلل الأحاديث الشريفة الصحيحة الموجودة في كتب أهل السنّة ... فلازال الدين قائما و لم يمض الامام الثاني عشر ( عليه السلام ) بعد
و لنا تكملة بإذن الله تعالى