إن حركة اللسان بالألفاظ ( كاشفـة ) عن المعاني وليست ( موجدة ) لـها ..وعليه فان الذكر اللساني الخالي من الذكر القلبي ، خال من استحداث المعاني التي تترتب عليها الآثار ، من تنوير الباطن وترتّب الأجر الكامل وغير ذلك ..فكما أنه لا قيمة لحركة اللسان الخالية من قصد المعاني في باب المعاملات ، فكذلك الأمر إلى حد كبير في باب العبادات ، وإن كانت مجزءة ظاهرا ..وإن هذا الإجزاء يكون ( رفقاً ) بحال المكلفين الذين يخلّون بهذا الشرط غالبا ، إما قصورا أو تقصيرا.
إن من الواضح أن بعض البلاءات ، فيها خاصية ( الـتّنبيه ) على الواقع المنحرف الذي يعيشه المؤمن ، كحالة عامة أو كذنب محدد ..فالمطلوب - قبل التبرم من البلاء والدعاء لرفعه - هو ( التفكير ) في الذنوب المحتملة التي أوجبت ذلك البلاء ، ومن ثم ( الاستغفار ) منها ، ولا يكون همّـه التخلص من ذلك البلاء طلبا للراحة فحسب ..وإن من المعلوم أن أثر الذنب قد يتجاوز الفرد ، من قساوة القلب إلى موت الفجأة وغيره ، ليشمل الطبيعة كمنع قطر السماء وجدب الأرض وإفساد الهواء ..وقد نصّت الروايات على سلسلة من الذنوب الموجبة لعقوبات مرتبطة بتلك الذنوب ، يحسن بالعبد مراجعتها ، ليحترز من موجبات العقوبة قبل التورط فيها .
ومن أشهر آيات المجاهدة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }..وهذه الآية فيها جواب لكل من يشتكي فقد الأستاذ ، فالبعض يقول: أن هذا الكلام يحسن القاؤه في النجف وفي قم ، هنا لا يوجد معلمين ، لا يوجد مربين..الآية تقول : (جاهدوا ).. ولم تقل جاهدوا وبجانبهم السيد علي القاضي ، أو الملا حسين قلي الهمداني ، أو الميرزا الملكي التبريزي..أنت لا تعين تكليف لرب العالمين ، وهذه الآية فيها من المؤكدات الكثيرة..
لام التأكيد ، ونون التأكيد ، ونسبة الهداية الى نفسه ، وجمع السبل .. الرب لم ينسب الهداية للملائكة ، ففي آية أخرى تشير إلى أن الملائكة تثبت الذين آمنوا ، ولكن هنا يقول تعالى: لنهدينهم سبلنا.. أو لا يكفي هذه المحفزات لنخرج من ما نحن فيه!..
نسال الله ان يطهر قلوبنا واياكم وجميع المؤمنين من كل الافات التي توجب غضبة
ان الله رؤوف بعبادة المخلصين
شكرا لك سيدتي ام زهراء لطرحك المبارك
لك خالص دعائي وتقديري